أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي















المزيد.....



مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 17:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مؤلف المقال: الكنسدر ياكوفليفيتش برايوسوف*

ترجمة: مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

كَتَبت في الورقة التي قدمتها أمام المؤتمر السابع للعلوم الانثروبولوجية والاثنوغرافية، الذي عُقِدَ في موسكو عام 1964، ما يلي: "هُناك الكثير مما هو مرفوض تماماً في استنتاجات الأركيولوجيا فيما يتعلق بالنشوء الإثني"...
دعونا نبدأ بالطريقة الأكثر قبولاً على نطاقٍ واسع، والتي نرسم من خلالها أنماط تسلسل الثقافات في منطقةٍ مُعينة. عادةً ما تأخذ هذه النماذج الشكل التالي. في الفترة أ كانت الثقافة أ موجودةً في هذه المنطقة، في الفترة اللاحقة ب، تحل الثقافة ب في المنطقة أو أجزاءٍ منها، ثم في الفترة ج توجد الثقافة ج، وما الى ذلك. لا يُشار عادةً، لماذا يحدثُ هذا التعاقب وكيف، ويظل غير معروف ما الذي حدَثَ للناس الذين يقطنون المنطقة سابقاً، ولماذا يفقد السُكان الجُدد فجأةً، جميع الخصائص التي تُميزهم كوحدة اثنية واحدة. هل غادَرَ هؤلاء السكان السابقون؟ وان كان الأمر كذلك، فأين ذهبوا؟ هل تلاشَوا بالكامِل؟ من أين أتى السُكان الجُدد الذين يتميزون بالثقافة الجديدة، ولماذا؟ هناك بالطبع مُحاولاتٌ لتفسير هذا الوضع، تكون مُقنعةً تماماً في بعض الأحيان، ولكنها مُعظم الحالات، غير مُقنعة. والنتيجة، أن مثل هذه النماذج تُشكّل صدىً مُستمراً لنظرية الهجرة(أ) سيئة السُمعة، والتي هي نِتاج لعدم حل هذه المسألة(1).
ومن أجل وضع حدٍّ لهذا الفجوة الثقافية الأثرية، هُناك حاجةٌ الى القيام بقَدَرٍ كبيرٍ من العمل الشاق الذي لا شك أنه يتجاوز قُدرة أي عالِمٍ بمُفرده، ولكنه عملٌ لا بُد من البدء فيه. لذلك، سأُخاطرُ في هذا المقال، بطرح فرضياتي حول هذه المسألة فيما يتعلق بالمناطق الوسطى والشمالية من أوروبا الشرقية خلال العصر الحجري القديم الأعلى، والعصر الحجري الأوسط، والعصر الحجري الحديث. وبطبيعة الحال، فإن هذه الفرضيات لا تستنفد هذه المسألة المطروحة. لكنني آمَلُ أن تقود دراسات الأركيولوجيين اللاحقة الى طرحِ تفسيراتٍ عيانيةٍ لتعاقب الثقافات الأثرية في المُستقبل القريب.
لم يُعثَر، حتى الآن، على آثارٍ من العصر الحجري القديم الأدنى والأوسط في النصف الشمالي من أوروبا الشرقية، أو في القارات الأُخرى على نفس خطوط العرض(ب). ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، اكتُشِفَت آثار من العصر الحجري القديم الأعلى في الحفريات التي قام بها كانيفيتس على طور المجرى السُفلي لنهر بيتشورا Pechora (2) وكامتشاتكا Kamchatka والتي كَشَفَ عنها ديكوف(3)، في حين اكتَشَفَ اوتو نيكولايفيتش بادر Otto Nikolaevich Bader موقع سونغير Sungir بالقُرب من نهر كليازما Klia zma. ومن الضروري أن نُشير الى موقع تاليتسكي Talitskii بالقُرب من نهر تشوسوفايا Chusovaia وموقع زولوتوروتشي 1 Zolotoruch e على الجُزء العُلوي من نهر الفولغا، والذي نقَّبَ عنه ديمتري الكساندروفيتش كرينوف Dmitry Aleksandrovich Krainov والذي أُرِّخَ الى نهاية العصر الحجري القديم. بالاضافة الى ذلك، فإن موقع كاراشاروفسكايا Karacharovskaia على نهر أوكا Oka وموقع أولياك Uliank على نهر تشوفاشيا Chuvashia معروفة منذ زمنٍ طويل(4). ومن المُحتَمل جداً أن تكون قلّة أعداد مواقع العصر الحجري القديم الأعلى في الشمال ناتجةً عن صعوبات العثور عليها بسبب ضعف المسح الأركيولوجي لتلك المنطقة. في اعتقادي الشخصي، أن وسط وشمال القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي كان مأهولاً بكثافةٍ في تلك الأزمنة، باستثناء المنطقة الوسطى المُتجمدة، أي باستثناء كاريليا وفنلندا وشبه الجزيرة الاستكندنافية(جـ)
بالاضافة الى ذلك، فإن استيطان هذه المنطقة، لم يأتِ نتيجة التهجير القسري لجزءٍ من السكان من قِبَلِ مجموعةٍ أُخرى، بل كان نتيجةً للتنقُّل المُعتاد، أي الانتقال الطوعي الى مناطق جديدة بسبب ازدياد أعداد الناس أو نتيجةً لنوعٍ من الكوارث الطبيعية(د). واؤكّد أنه في جميع الحالات المذكورة، نحن نتحدث عن مواقع ظلّت موجودةً في أماكنها لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن، ولسنا نتعامل مع مستوطنات مؤقتةـ باستثناء موقع كاراتشاروفسكايا Karacharovskaia بالقُرب من مدينة مورَم Morum.
من المُناسب هُنا، التعليق على الظروف المناخية. في أوائل القرن العشرين، نَشَرَ الاركيولوجي النمساوي م. موخ مقالاً حول المناخ في العصر الجليدي. اليوم، غطّى النسيان مقالته لسوء الحظ. لقد أثبَتَ فيه أن المناخ خلال العصر الجليدي كان "بارداً" بشكلٍ خاص، ولكنه لم يكن قريباً من المناخ القُطبي. كانت أشعة الشمس تضرب الأرض بنفس الزاوية التي تُشِعُّ بها اليوم. وبالتالي، فإن المناخ في خطوط العرض الوسطى والجنوبية لم يكن هو نفسه في القُطب الشمالي. إن القول بأن مناخ القُطب الشمالي انتَقَلَ كما هوَ الى الجنوب خلال العصر الجليدي(5)، غير صحيح على الإطلاق. حتى فكرة أن التندرا في العصر الحجري القديم العُلوي امتدَّت الى الجنوب، هي فكرة مشكوكٌ فيها(هـ). ويكفي أن نُلاحظ أن المروج الغنية، أي ما يُسمى بمراعي جبال الألب، موجودةً بالقُرب من الأنهار الجليدية النابعة من تلك الجبال، لكي نُقرر أنه ليس كُل ما يتعلق بالجليد "مُقفر". هذا المقال، لا يتسع للاستزادة في الحديث حول الفترات الجليدية وأسباب وأوقات وأماكن ظهور التندرا، ويكفي أن نقول، كقاعدةٍ عامة، أننا لا نجد في توصيف هذا المناخ في مُعظم الأحيان، أدلّةً موضوعية على الاستنتاجات المُستخلصة، ولكن فرضيات ذاتية تأسست في المقام الأول على طبيعة الكائنات التي عاشَت في تلك الفترة(6).
وأياً كان الوضع هُناك، فقد وَصَلَ الانسان الى شمال أوروبا وسَكَنها في وقتٍ مُبكرٍ من العصر الحجري القديم الأعلى، باستثناء المنطقة المُحاذية للجبال الجليدية. وبهذا أبدأ بحثي في ديموغرافية النصف الشمالي من القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي.
في جنوب هذا القسم من الاتحاد السوفيتي، تظهر مواقع ما يُسمّى بالفترة الأخيرة من العصر الحجري القديم، أو العصر الحجري الوسيط الباكر، والتي تُشير الى استكمالٍ واضحٍ للعصر الحجري القديم الأعلى واستمرارً لها(7). ما الذي كان عليه الوضع بهذا الصدد، فيما يتعلق بالنصف الشمالي من القسم الأوروبي للاتحاد السوفييتي؟ هُنا تطورت الظروف بشكلٍ مُختلف الى حدٍّ ما. ونظراً للتوزّع المُستمر وغير المُنقطع للبشرية، فقد كانت أوروبا بأكملها تقريباً مأهولةً بالسكان في نهاية العصر الحجري القديم وخلال العصر الحجري الوسيط. وبعد ذلك، انتقل استيطان البشر نحو المناطق ذات الكثافة السكانية الأقل، متوجهين الى الشمال انتقالاً من آسيا. هذا الاستيطان، لم يتخذ طابع الغزوات العنيفة. لم يُعثَر على أدنى أثر لتغيراتٍ حادّة في حدود الثقافات الأثرية حتى الألفين الرابع والثالث قبل الميلاد، وقد شجّعَ هذا على امتزاج السكّان(8). كان الزواج الخارجي من جهة، وعادات تبنّي قبيلة كبيرة لقبيلةٍ أُخرى تعرضت لهذا السبب أو ذاك الى انخفاضٍ كبيرٍ في أعدادها من جهةٍ أُخرى، هما سببين-من بين أُمورٍ كثيرة، يُفسران حقيقة العثور على مدافن لبشر من عِرق النيغرويد Negroid(9)(و) وبشر ذوي عرق قوقازي-اسكندنافي مُختلط تعود الى فترة العصر الحجري الأعلى(10).
بطبيعة الحال، لا أؤكّد أن ذلك العصر لم يشهد أي حالات اشتباكٍ عنيفٍ بين القبائل، أو اشتباكاتٍ داخل القبائل نفسها بسبب مُشاجرات واهانات، أو على مناطق الصيد أو صيد الأسماك، أو بسبب عداوات طويلة الأمد(ز)، مثل الخلاف على "ناقة الله" عند العرب(11)(حـ). لكن لم تحدث حروبٌ للاستيلاء على أراضي الغير. لم تظهر هذه الحروب الا في نهاية العصر الحجري الحديث عندما ظَهَرَت الاقتصادات الرعوية بين بعض القبائل الجنوبية.
في مقالٍ حول البشر في شمال القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي، طَرحت فرضيتي القائلة بأن البشر في ذلك القسم (دول البلطيق وبيلاروسيا وشمال اوكرانيا والكاريل الروسي المُحاذي لفتلندا) قد استُوطِنَ من قِبَل البشر القادمين من الشرق، من وراء جبال الأورال(12). وقد حددت زمنَ ذلك في العصر الحجري الوسيط، لأن لُقى العصر الحجري القديم في هذه المنطقة لم تكن معروفةً بعد، باستثناء اللقُى التي وُجِدَت في موقع تاليتسكي Talitskii القريب من نهر تشوسوفيا Chusovaia. وحتى اليوم، فإنني لا أتخلى عن فكرة أن انتشار البشر الى شمال القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي، الذي حدَثَ من وراء جبال الأورال، قد نشأ خلال العصر الحجري الوسيط. وهذا ما تؤكده الحقائق والبيانات الواردة في مقالتي. البيانات الجديدة، أظهَرَت فقط أن هذا الاستيطان كان قد بدأ في وقتٍ أسبق، واستمرَّ خلال العصر الحجري الوسيط، ومن ثم وَصَلَ الى شبه الجزيرة الاسكندنافية في الغرب. إن الشكوك الدائرة حول حقيقة أن استيطان الشمال في العصر الحجري القديم قد حدَثَ بنفس الطريقة التي حدثت في الفترة اللاحقة، أي من سيبيريا، ليس لديها الكثير من الدلائل في صالحها. لا يُمكننا أن نجزم بالضبط ما هي الأعراق التي انتمى اليها هؤلاء البشر، ولكن يُمكننا أن نطرح فرضيةً مبدئية مفادها، أن هؤلاء كانوا أسلاف الفينو-أوغرية Finno- Ugrians والباليوآسيويين Paleoasiatics (التشوتشكي والكورياك والاتيلمين والغيلياك واليوكاغير وغيرهم) واللابلاندريين (السكان الذين يعيشون في فنلندا والنرويج والسويد وشبه جزيرة كولا الروسية) Lapanoids، الذين نجدهم في الشمال الشرقي في زمنٍ لاحق، أي العصر الحجري الوسيط.
في كاريليا (وهي منطقة روسية مُحاذية لفنلندا)، التي كانت خاليةً من السكان في العصر الجليدي الأخير، صارةً زاخرةً بالبشر في العصر الحجري الوسيط(13)(ي). إن أكثر المواقع شُهرةً وأكثرها دراسةً هو موقع مدافن اوليني اوستروف olenii Ostrov Burial site بالقُرب من بُحيرة اونيغا onega شمال غرب الاتحاد السوفييتي بمُحاذاة فنلندا تقريباً (كاريليا). أظهَرَت الدراسة الانثروبولوجية للبقايا البشرية في هذه المدافن أن أُناساً مختَلَطين عرقياً كانوا يقطنون هذا المكان، أي خليطٌ من الكرومانيون واللابلاندريين. يُمكن استخلاص بعض النتائج المُتعلقة بعملية الاختلاط العرقية عند النظر الى المواد التي عُثِرَ عليها في المدافن، ولا سيما العدد الكبير من رؤوس الأسهُم العائدة الى ثقافة سفيردا Svirda (سفيردا 1 و2)، التي يُعرَف أنها كانت موجودة فقط في كاريليا. عُثِرَ كذلك على رؤوس أسهُم من نوع شيجير Shigir وهي تعود الى ثقافة من جبال الأورال. في هذا الزمن تحديداً، بدأت قبائل ثقافة سفيردا في الانتشار شرقاً، حيث عُثِرَ على رؤوس أسهم من نوع سفيردا في مواقع على منابع نهر أوكا Oka وسط روسيا(14). ومن المُمكن تماماً أن قبائل سفيردا، توغّلَت في هذا الوقت في جنوب كاريليا أيضاً، حيث استقرت بين القبائل الفينو أوغرية، واحتوتهم هذه الأخيرة.على أيه حال، لم يُعثَر في كاريليا سوى على عددٍ قليلٍ فقط من المواقع التي تحتوي على ما يُماثل تلك التي وُجِدَت في مدافن اوليني اوستروف(15).
في الوقت نفسه، ربما في زمنٍ أسبق الى حدٍّ ما، بدأ سُكّان الجنوب في العصر الحجري الوسيط في التوغّل شمال القسم الاوروبي من الاتحاد السوفييتي، دون الوصول الى الشمال كثيراً، وتقوم مواقع من العصر الحجري الوسيط مثل موقع الين بور Elin Bor على نهر أوكا Oka في روسيا وغيرها، بمثابة مثالٍ حيٍّ على ذلك(16)، والحدود الشمالية للمكان الذي وصلوا اليه، أو أقصى حدٍ وصلوه غير معروف(17).
ولكن عند ذاك الحد من تطور المُجتمع، ونظراً لانتشار سكان العصر الحجري الوسيط، حَدَثَ ذلك الانتشار سلمياً، وتكيَّفَت القبائل المُختلفة مع بعضها البعض دون صعوبة.
يجب أن اقول بضع كلمات حول العصر الحجري الوسيط لأنني أختلف بشدة مع وجهة النظر المقبولة عُموماً حول هذه الفترة(18). هُناك رأي يقول بأن العصر الحجري الوسيط امتاز بالأدوات الصوانية الميكروليثية(ك) microlithic ذات الأشكال الهندسية، مثل الرقائق المُدببة والسكينية. غالباً ما نواجه تأكيداتٍ بأن موقعٍ ما، يعود الى العصر الحجري الوسيط، على أساس الوجود الكثيف لهذا النوع من الأدوات، حتى عندما يتعارض تأريخ الطبقة الثقافية مع هذا التأكيد(19). بالاضافة الى ذلك، هناك رأي عالمي مفاده أنه خلال العصر الحجري الوسيط لم يكن الناس على درايةٍ بالفخار والزراعة، وأنه لا يُمكن للمرء أن يتحدث عن مستوطناتٍ من النمط المديني في هذا العصر، وما الى ذلك. إن هذا الاختزال التبسيطي لمُجتمع العصر الحجري الوسيط الى عاملٍ واحدٍ وحيد الجانب، لا يتوافق مُطلقاً مع الحقائق(ل). اعتماداً على ظروف خارجية مُتنوعة، ظَهَرَت ثقافات أثريةٌ في أماكن مُختلفة خلال العصر الحجري الوسيط. كان سكان أريحا في العصر الحجري الوسيط، يُمارسون الزراعة، وأحاطوا مُستوطناتهم بسورٍ وأبراج، لكنهم لم يعرفوا صناعة الفخار(20). ان شعب ثقافة المطبخ Kitchen midden (Ertebølle) وهي ثقافة كانت ضعيفة في مُستوى تطورها، تعود الى العصر الحجري الوسيط في الدنمارك والنرويج، قد صَنَعَت أدوات فخارية، كما فعَلَ شعب الثقافة الكامبينية في فرنسا Campigny culture (مع ذلك، يُنكر بعض الأركيولوجيين أن هذه الثقافة تعود الى العصر الحجري الوسيط). تميزت العديد من مواقع العصر الحجري الوسيط، خاصةً في الشمال، بالأدوات الصوانية الماكروليثية. ومن ناحية أُخرى، وصَلَت العديد من القبائل الى أواخر العصر الحجري الحديث وكانت لا تزال تستخدم الأدوات الصوانية الميكروليثية. تُجبرنا بعض الاعتبارات على الاستنتاج بأنه في نهاية العصر الحجري القديم، عندما ظَهَرَ المُجتمع العشائري، ظَهَرَت بالضرورة المجموعات القَبَلية، أي ظَهَرَت الثقافات الأثرية المُتميّزة بوضوح. والحقيقة أنه في العصر الحجري الوسيط يجد المرء ثقافاتٍ مُختلفة، مثل ثقافة لي مادازيل Mas d Azil في فرنسا وثقافة تاردينوسيان Tardenoisian في شمال فرنسا وبلجيكا. فكيف كان يُمكنها أن تنشأ على أساس نفس الأساس، في نهاية العصر الحجري القديم الأعلى في أوروبا الغربية؟ كُل هذا يدفع المرء الى الاعتقاد بأن أشكالاً مُختلفة من هذه الثقافات قد تشكَّلَت في وقتٍ مُبكرٍ من العصر الحجري القديم الأعلى.
والحقيقة أن بعض هذه المراحل تغيب من تسلسل العصر الحجري الأعلى الكلاسيكي المعروف (الاورينياسية Aurignacian- السوليوترية Solutrean- مجدلانية Magdalenian)(م)، (أي من 43 ألف عام-12 ألف عام في جنوب غرب فرنسا)(21). من الطبيعي أن تبدأ الثقافات الأثرية في الاختلاف عن بعضها البعض كلما تطورَّت أكثر في هذه المناطق.
يُمكن أن نستنتج أن بعض ثقافات العصر الحجري الحديث على نهر أوكا في روسيا هي استمرار لثقافات العصر الحجري الوسيط الأصيلة، وينطبق هذا الأمر على سكُان العصر الحجري الحديث الباكر الذين هُم امتداد لسكان العصر الحجري الوسيط.
وبالعودة الى مسألة سكان شمال الاتحاد السوفييتي الأوروبي في العصر الحجري الوسيط، يحق لنا أن نؤكّد على تنوعهم. كان يعيش هُناك أحفاد سُكان العصر الحجري القديم في آسيا، الذين قَدِموا الى هُنا من الشرق بلا شك، والذين كانوا من أوائل من سكنوا هذه المنطقة. وقد اختَلَطَ بهم وافدون جُدد من العصر الحجريي الوسيط، من الشرق أيضاً، من آسيا، من مكانٍ ما في ألتاي جنوب وسط روسيا، كما يؤكد الاثنوغرافي الفنلندي ماثياس كاسترين Matthias Castrén(22)(ن). وعلى هذا النحو، نشأ الجُزء الأكبر من سكان الشمال. وفي غرب هذه المنطقة، ظَهَرَ السكان الأوروبيون القُدامى أيضاً خلال العصر الحجري الوسيط، أي قبائل السفيدرا Svidra، فضلاً عن عددٍ من القبائل الأوروبية في العصر الحجري الوسيط التي جائت من الجنوب، ولكنها لم تتحرك بعيداً نحو الشمال على ما يبدو. ولا بُدَّ من الافتراض أنه على مدى آلاف السنين عاشَ هذا الخليط من الناس جنباً الى جنب، وأصبحوا مُتجانسين تدريجياً، بمعنى أن عادات ولُغة الأغلبية الساحقة من الوافدين الجُدد من الشرق، أي تلك التي تعود الى الفينو اوغريين القُدامى، صارت هي المُهيمنة، في حين تم استيعاب الوافدين من الجنوب. هذا هو الاستنتاج الذي يُمكن استخلاصه انطلاقاً من أحدث البيانات.
في زمنٍ لاحق، في العصر الحجري الحديث، (وإن كان أقل احتمالاً)، في نهاية العصر الحجري الوسيط، تغيَّرَ الوضع الى حدٍّ ما. واذا انطلقنا في أحكامنا من الأحداث اللاحقة، فلا بدَّ من الاستنتاج أنه خلال تلك الفترة، وربما في الألفي الرابع والثالث قبل الميلاد، حدثت تحركات سكانية كبيرة في غرب سيبيريا.
لقد اضطرت القبائل الفينو-أوغرية التي كانت قد جائت منذ زمنٍ بعيد لتحتل المناطق الواقعة على طول مجرى نهري كاما Kama وأوب Ob وروافدهما وعلى طول نهر الفولغا الغربي (باستثناء الجُزء الجنوبي منه)، نقول، اضطرت الى الانتقال الى الغرب بأعداد كبيرة، على الرغم من أن هذه المنطقة كانت مأهولةً بالسكان في العصر الحجري القديم كما ذكرنا. ولكن الآن، انتقلت مجموعات القبائل الفنلندية نحو نهر أوكا وروافده ونحو نهر الفولغا الأعلى، حيث كان عدد السكان لا يزال ضئيلاً للغاية. ونحن نتفق مع كاسترين، الذي يستشهد بمولر: "لقد كان الفنلنديون على وجه التحديد هم الذين أعطوا الدافع الأكبر لحركة الشعوب التي يُطلَقُ عليها في أوروبا عادةً الهجرات الكُبرى"(23)(ش).
لا نعرف أسباب هذه الهجرة في سيبيريا. ولكن من المُحتمل أن نفس هذه العوامل كانت حاضرةً في أوروبا وأجزاء أُخرى من آسيا، أي نقص المراعي، الى جانب توسّع الرعي، مما دَفَعَ الصيادين وصيادي الأسماك الى الرحيل من أماكنهم المُستقرة. هذا السبب يصير واضحاً في الهجرات اللاحقة. أياً يكن الأمر، بدأت المنطقة المركزية للقسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي، في الألف الرابع والثالث قبل الميلاد، بالامتلاء بالسكان، نتجية التزايد الطبيعي لأعدادهم، بالاضافة الى السكان النازحين من الشرق.
ولكن هُنا لا بُدَّ لي أن أُبدي بعض التوضيحات، ليس كحقائق غير مشروطة، بل كفرضيات مُحتملة جداً. إن المجاري العُليا لنهري اوكا وكليازما كانت مأهولةً بالسُكان بكثافة منذ العصر الحجري الوسيط من قِبَل القبائل المحلية وعدد مُعين من المجموعات القَبَلية القادمة من الغرب، من منطقة ثقافة سفيدرا.
أولاً، كان الصوان الأسود المحلي فقط هو المُستخدم في عددٍ من المواقع التي تعود الى العصر الحجري الوسيط على نهر اوكا العُلوي، والذي (أي الصوان) غمرته مياه النهر لاحقاً. وكانت أنواع الأدوات هُناك ذات مظهر محلي ماكروليثي غير متوافر شرق نهر أوكا: المعاول picks والقواطع tranchets والمكاشط، والتي استمر استخدامها في ثقافة بيليف Belev العائدة الى العصر الحجري الحديث(24). ثانياً، تحمل الفخاريات التي عُثِرَ عليها في المواقع الباكرة لثقافة ليالوفا L ialova العائدة الى العصر الحجري الحديث على طول مجرى نهر كليازما العلوي، في الغالبية العُظمى من الحالات، زخارف باكرة تُميّز شمال الاتحاد السوفييتي في شكل حُفَر مخروطية عميقة مُستديرة(25)، في حين تتضمن الأدوات الصوانية نفس المعاول والقواطع التي تحدثنا عنها. وهذا دَفَعَ جوكوف الى مُقارنة موقع لياليوفا بآثار ثقافة ماغليموسيان Maglemosian في سكاندنافيا(26).
وأخيراً، عند تتبع المسارات التي تحركت بها القبائل الفنلندية في بداية العصر الحجري الحديث، نرى كيف أدَّى هذه التحرّك (ولاحقاً الى حدٍّ ما تحرّك ثقافة الفأس الحربية Battle Axe culture من الجنوب) الى اقتلاع جزء كبير من قبائل بيليف وليالوفا ودفعها الى الشمال. ويتضح هذا من خلال الأواني الفخارية المبكرة لقبائل كاريليا وجزء من منطقة فولوغدا. ولقد بدأت الفخاريات من النمط الاسبستوسي (المصنوعة من الاسبستوس والطين) Sperrings-type ware التي تمُيّزمنطقة سكاندنافيا وكاريليا التي كانت قد بدأت في الانتشار من الغرب، بالاختفاء التدريجي أمام فخاريات الحُفرة الشمالية northern pit ware والفخاريات الرومبية rhombic ware التي تُميّز ثقافة بيليف. في الألف الرابع، بدأت مواقع ثقافة فولوسوف Volosov بالظهور في الشمال الغربي(27)، في حين أدّى التحرك القوي لقبائل الفأس الحربية في الألف الثالث، والذي سنتحدث عنه لاحقاً، الى تكثيف توجّه قبائل نهر أوكا الى ما وراء نهر الفولغا، مما أدّى الى ظهور ثقافات كارغوبول وكاريليا وربما ثقافة العصر الحجري الحديث حول البحر الأبيض(28).
ولكن العدد الكبير لمواقع ثقافة بيليف التي يرجع تاريخها الى تلك الفترة على نهر اوكا العلوي، تسمح لنا بالاعتقاد بأن عدد السكان هناك كان كبيراً. وربما يوجد دليل على ذلك في حقيقة أن القبائل الجنوبية من ثقافة الاطار الخشبي timber- frame (ربما في مرحلة بولتافسكينو)، التي انتقلت لاحقاً الى المجرى السُفلي لنهر أوكا، لم تتوغّل الى مناطق منابعه العُليا.
وفي أسفل نهر أوكا، أي في أسفل المنطقة التي كانت تقطنها قبائل ثقافة بيليف، كان يوجد أراضي قبائل ثقافة ريازان Riazan. وكانت هذه القبائل، التي يبدو أنها من أصلٍ محلي، وتنحدر من سكان العصر الحجري الوسيط، تحتل مساحةً كبيرةً هُنا على طول روافد نهر أوكا. ونحن نعرف حوالي 100 موقع من مواقع العصر الحجري الحديث، يعود تاريخها الى ثقافة ريازان في المنطقة التي تحدُّها الروافد اليُسرى لنهر أوكا: نهر اوسيتر Osetr وموكشا Moksha. لقد تطورَّت هذه الثقافة في المقام الأول على مدار العصر الحجري الوسيط دون أي علاماتٍ على تدفّق أي سُكّانٍ جُددٍ من الخارج، حتى الألف الثاني قبل الميلاد. ولكن هُنا أيضاً، في بداية تلك الألفية، لدينا الحق في الحديث فقط حول بعض الروابط بين ثقافة ريازان وثقافة الاطار الخشبي. ويشهد على ذلك الكشف عن أوانٍ فخارية من ثقافة الاطار الخشبي في مواقع ريازان. وفقط في منتصف هذه الألفية، في الجُزء الجنوبي من المنطقة التي تقطنها هذه الثقافة تتطور تدريجياً ثقافة تُسمّى بودبورنوفو Podbornovo(29)، والتي تُشبه الى حدٍّ كبير ثقافة الاطار الخشبي.
وبتتبعنا لثقافة العصر الحجري الحديث على طول نهرأوكا، نجد انتشاراً كبيراً لثقافة فولسوف Volosov المعروفة جيّداً. للوهلة الأُولى، يُذهَل المرء بحقيقة أن هذه الثقافة، تختلف تماماً عن جميع ثقافات العصر الحجري الحديث الأُخرى على طول نهر أوكا، وحتى عن جميع ثقافات العصر الحجري الحديث الأُخرى في شمال القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي، مثل ثقافات الحُفرة الفخارية Pit-Comb Ware culture. لقد ظَهَرَت ثقافة فولوسوف متأخرةً الى حدٍّ، تقريباً في الألف الرابع قبل الميلاد. كانت خصائصها التي تُميّزها عن الثقافات الشمالية الأُخرى، وخاصةً ثقافات أوكا، عند اكتمال تشكّلها، هي الخصائص التالية: استخدام ختِم أو فالب خشبي لتزيين الأواني الفخارية، والاستخدام المُكثّف لنمط الحزوز المُتحركة walking comb. غالباً ما كانت الزخارف على أواني ثقافة فولسوف غير مُنتظمة، وهو ما لم يحدث أبداً في ثقافات الحُفرة الفخارية. إن منازل فولوسوف هي عبارة عن مخابئ صغير عميقة ذات مداخل طويلة، وهي نمط من المنازل لا يُميّز شعوب الشمال الأوروبي من الاتحاد السوفييتي، ولكنه موجود في أقصى الشمال الشرقي وفي غرب سيبيريا. يُمكن القول بثقةٍ تامة، أن أيٍّ من الثقافات المعروفة في القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي لم تكن نُقطة انطلاقٍ لقبائل ثقافة فولوسوف. نحن نجد بعض السمات التي تُميّز هذه الثقافة، في منطقة جبال الأورال الوسطى في نفس الفترة (ثقافة غوربونوفو Gorbunovo): الاستخدام الواسع لنمط الحزوز المُتحركة في زخرفة الأواني الفخارية. لكن الاختلافات بينهما أكبر من وجه التشابه. وبالتالي، نقف هُنا في طريقٍ مسدود: لا يُمكن اعتبار ثقافة فولوسوف بأنها بدون أية أصول، ولا أنها أتت من منطقةٍ معروفة. ولكن من أين أتت؟ لا من الجنوب ولا من الغرب. يوجد بعض الدلائل الضعيفة على أصلٍ شرقيٍ مُحتمل. يبقى شيءٌ واحدٌ فقط، وهو أن نفترض أن ثقافة فولوسوف نشأت في مكانٍ ليس بعيداً عن جبال الأوروال الوسطى، على المُنحدر الغربي أو الشرقي لجبال الأورال.
وقد يكون ظهور ثقافة بولتافكينو Poltavkino في بلاد ما وراء نهر الفولغا، والتي انتشَرَت فيما بعد (في مرحلة ثقافة الإطار الخشبي) الى الغرب، من الأسباب التي تدعم هذه الفرضية. وانني لأتجرأ على طرح فرضية مفادها أن كلا الثقافتين، أي فولوسوف وبولتافكينو، قد نزحتا أيضاً من الجانب الآخر من جبال الأُورال، ولكن في أزمنةٍ مُختلفة(30). ولعل السبب في ذلك، هو توسّع قبائل سهول آسيا الوسطى. وعلى أية حال، فقد ظَهَرَت ثقافة فولوسوف في وادي أوكا، حيث حلَّت محل قبائل ثقافة بالاخنا Balakhna. ومن الصعب تحديد العلاقة بين هاتين الثقافتين. لا شك أن شعب فولوسوف قد جاء الى هُنا في زمنٍ كانت المنطقة فيه مأهولةً بقبائل بالاخنا، كما لا شك أن شعب فولوسوف قد قامَ بغزوٍ عنيف. وهناك شهادةٌ بليغةٌ على ذلك، وهي حقيقة تحطيم مقبرة تعود الى ثقافة بالاخنا، والتي عَثَرَ عليها غورودتسوف في موقع بانفيلوفسكايا-وذلك من خلال الكشف عن منزل محفور على طراز ثقافة فولوسوف(31)(ت). إن انتهاك قبر أسلاف احدى القبائل، لم يكن ليحدث من قِبَل قبيلة غير مُعادية. ولكننا في الوقت ذاته، يُمكننا أن نعثر على قِطَع فخارية من ثقافة بالاخنا، بالاضافة الى فخار فولوسوف، وبكميات كبيرة الى حدٍّ ما، في مواقع ثقافة فولوسوف. ويُمكن تفسير هذه الحقيقة الغريبة بأن القسم الغربي من قبائل ثقافة بالاخنا (التي احتلَّت ثقافة فولوسوف منطقتها) قد دُمِّرَ بشكلٍ كبير بسبب الغزو الذي قامت به فولوسوف، وأن بقايا هذه القبائل، أو القبيلة، استوعبها المُنتصرين، واحتمال ذلك كبير، لأن فخار بالاخنا الذي عُثِرَ عليه في مواقع فولوسوف هو من النمط الباكر حصرياً(32).
لقد حَدَثَ هذا الغزو الذي قامَت به قبائل فولوسوف خلال الأف الثالث والرابع قبل الميلاد. وعند التنقيب في هذا الموقع، عُثِرَ على مقبرة جماعية في الطبقة الثقافية التي كانت أسفل وفوق المقبرة. كانت المقبرة من ثقافة فاتيانوفو Fat ianovo وكانت تحوي على تسعة مُحاربين بالغين وحَدَث مدفونين مع أسلحتهم. ربما قُتِلوا على يد شعب فولوسوف، حيث كان من بين عامهم رؤوس أسهمٍ من نوع فولوسوف، والتي لا تُشبه أسهم فاتيانوفو التي كانت موضوعةً في كومةٍ في المقبرة. من الواضح أن مُحاربي فاتيانوفو قُتِلوا أثناء تنقلهم نحو نهر الفولغا العُلوي(33) انطلاقاً من السهوب الروسية الجنوبية. وقد حَدَثَ هذا قريباً من الألف الثالث قبل الميلاد. إن السُمك الكبير لطبقة فولوسوف التي تقع تحت هذه المقبرة، يشهد على أن قبائل فولوسوف قد قدمت هُنا قبل ذلك بكثير، تقريباً بحلول النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد.
حتى عندما ظَهَرَت على نهر الأوكا، لم تتوقف قبائل فولوسوف عن التنقّل. فقد توغلت بعيداً الى الشمال، وكانت المنطقة التي انتشرت فيها تتألف في الأساس من الروافد الدُنيا لنهر أوكا وكليازما. ولقد عثرنا على مستوطناتهم عند بُحيرة ستانوك Stanok في منطقة كوستروما اوبلاست Kostroma. ولا بُدَّ أن نعتبر أن هذا التنقل ناجمٌ عن الضغط الذي مارسته ثقافة الاطار الخشبي- والتي سَعَت الى توسيع حدود المنطقة التي قَطَنت فيها-على قبائل فولوسوف(34). حَدَثَ هذا بوضوح في فترة كانت في السهوب تتوسع نحو الشمال. ولم ينعكس هذا التوسّع في تنقلات قبائل فولوسوف وحسب، بل تجلّى تأثيرها أيضاً بشكلٍ أكبر على قبائل منابع نهري أوكا وكليازما.
بالاضافة الى ذلك، أدّى التنقّل على طول نهر الدنيبر الى ازاحة جُزءٍ من قبائل ثقافة الدنيبر الأوسط، وربما، الثقافة الفولهينية Volhynian megalithic. ولكي نُدرك الأهمية والقوة الهائلة لهذه الحركة، فلا بُد أن نفهم مدى ضخامة عدد السكان الذين شاركوا فيها. فقبل ذلك، كانت ثقافة الحُفرة القديمة وكاتاكومب تسكن السهوب المُمتدة من نهر الفولغا الى نهر الدنيبر. وعندما بدأت قبائل ثقافة الاطار الخشبي بولاتفكينو في التحرك، فقد دفعتهم حرفياً من أراضيهم. ومن الناحية الاركيولوجية، لم يبقى أي أثر لثقافة الخُفرة، فقد رَحَلَ عنها عدد كبير من السكان مع قطعانهم. ولكنهم بطبيعة الحال، لم يجدوا بعد ذلك سهوباً مثل تلك التي تركوها. ثم جاؤوا ليحتلوا مساحةً على نهر الفولغا العلوي، وجُزئياً نهر الفولغا الأوسط (الضفة اليُسرى من غوركي الى قازان)، والضفة اليُمنى لنهر فياتكا على طول منابعه السُفلية(35). وغنيٌّ عن البيان، أن هذا لم يكن كافياً لهذا العدد الكبير من الرعويين. لذلك انتقلوا الى مناطق خارج الاتحاد السوفييتي الحالي، احتلوا مناطق كبيرة في فنلندا وسويسرا. ولكن هذا يُخرجنا عن نطاق مقالتنا.
لقد ثبت أن جُزءاً كبيراً من بلاد الفولغا مأهولٌ بهذه القبائل العائدة الى ثقافة فاتيانوفو، وأن السكان الذين كانوا يسكنون هذه الأراضي في السابق أُجبروا على الرحيل، وخاصةً الى الشمال. وحينما كان هؤلاء المُهاجرون يتنقلون على طول نهر الدنيبر، واوكا وفولغا زدفينا الغربي وفيستولا، كانت القبائل التي تعيش على طول هذه الأنهار يتنقلون أيضاً.
بعد ذلك، وحتى وقتٍ قريب، لم يشهد أقصى الشمال أي تغيرات كبيرة في تكوين سكانه. كانت هُناك بالطبع صراعات بين بعض القبائل، والتي نجحنا أحياناً في تتبعها من خلال التنقيب الأركيولوجي. على سبيل المثال، يوجد في الموقع الأثري على الشاطئ الشمالي لبُحيرة فودوبا طبقتان. تعود الطبقة السُفلى الى الثقافة الكاريلية Karelian، والطبقة العليا الى كارغوبول Kargopol، دون وجود طبقة عقيمة بينهما. من الواضح أن ثقافة كارغوبول، نَجَحَت لسببٍ ما، بعد احدى المناوشات، في احتلال هذه المنطقة. يُمكن التعرف على الصراع بين القبائل الكاريلية وثقافة البحر الأبيض من خلال مشهد، ذو أهمية أثرية واضحة، تم تصويره على جُرفٍ على طول الروافد السُفلى لنهر فيغ Vyg(36)(ث). يُصوّر هذا الرسم مجموعتين من الناس يتقاتلان. تظهر احداهما واقفين أو يتنقلون على زلاجات (المُتزلجين)، بينما المجموعة الأُخرى في القوارب (البحّارة)، ويظهر أحدهم غارقاً. كلا المجموعتين ترمي السهام على المجموعة الأُخرى. وقد كشفَت الحفريات التي أُجرِيَت على الشاطئ مُباشرةً عن موقعٍ مؤقّت يحوي على مواد تعود الى ثقافة البحر الأبيض. وتقع المنطقة الواقعة على طول الروافد الدُنيا لنهر فيغ في اطار منطقة انتشار الثقافة الكاريلية.
أما فيما يتعلق بالمنطقة الوسطى، فقد حَدَثَت تغيرات كبيرة، حيث كان أهمها توقّف التوسّع الذي قامت به قبائل فولوسوف وانتشار قبائل ثقافة فاتيانوفو على طول نهر الفولغا العُلوي بالاضافة الى الجُزء الأوسط من نهر فياتكا. ومع ذلك، يجب أن نُلاحظ، أن شعب فاتيانوفو، الذي استقرَّ بين القبائل الفينوأوغرية، لم يكن له أي علاقاتٍ معهم تقريباً. وعلى أية حال، فإن أعمال التنقيب في المواقع العائدة للعصر الحجري الحديث، والتي تحتوي على أوانٍ وأدواتٍ تعود الى ثقافة الحُفرة الفخارية، لا تكشف عن أدواتٍ تُميِّزُ ثقافة فاتيانوفو، باستثناء الفؤوس الحجرية المثقوبة، والتي كانت على الأرجح غنائم معارك. ولكن، لم يُعثَر في مدافن الفاتيانوفو على أدوات تُميِّز ثقافة الحُفرة الفخارية. ومن الواضح أن هُناك علاقات عدائية نشأت بين الوافدين الجُدد والسُكّان المحليين، واستمرَّ الأمر كذلك، حتى كفَّت ثقافة فاتيانوفو عن الوجود. إن مُقارنة حقيقة سقوط ما كان في ذلك الزمن ثقافةً قوية، وحقيقة استيعاب السُكّان المحليين السلاف الأكثر عدداً للغُزاة البُلغار، تجعلني أفترض أن نفس الشيء قد حَدَثَ في الحالة المذكورة أعلاه. وهُنا، ينكشف الأمر عن أن الغُزاة في التحليل النهائي كانوا ضعافاً، بحيث لم يكنوا يمتلكون بُنيةً لغويةً مُختلفةً تمام الاختلاف عن تلك التي تملكها الأغلبية الساحقة من السُكّان. وما هو مُثير للاهتمام، أن نفس الشيء قد حَدَثَ مع مجموعة السكان المستوطنين الذين يُسمَّون ثقافة الفأس الحربي أو الفأس الشبيه بالقارب The Battle Axe culture (Boat Axe culture) الذي استولوا على جنوب غرب فنلندا. ففي هذا الزمن تقريباً، اختَفَت هذه المجموعة من خارطة أوروبا. ولكن تلك المجموعات التي جاءت الى ذلك الجُزء من الغرب الذي كان يقطنه الهندو أوروبيين(37) قد استمرَّت حتى يومنا هذا، وصاروا أسلافاً للفرع الجرماني-البلطيقي السلافي من السلالة الهندو أوروبية(38).
وفي النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد أيضاً، دَخَلَت قبائل من الهندوأوروبيين، الذين لم تتضح أمكانهم الأثرية بالكامل حتى الآن، أراضي الاتحاد السوفييتي الأوروبي. وأُشير هُنا، الى ما يُسمى بثقافة أباشيفو Abashevo. يرى تريتياكوف أن أصلها يعود الى الغرب: "دون أن نتعدى مُستوى الفرضية، فإننا نُفضل أن نبحث عن أهم مُكونات ثقافة الأباشيفو في غرب الاتحاد السوفييتي الأوروبي، بين الثقافات الدنيبرية الوسطى Middle Dnieper culture التي تعود الى بداةي الألف الثاني قبل الميلاد والتي كانت مُماثلة لثققافة فاتيانوفو ومُرتبطة بها"(39). ولكن ثقافة فاتيانوفو، والتي يبحث تريتياكوف فيها عن "أحد مصادر ثقافة الأباشيفو"، يعتبرها "الفرع الشرقي لمجموعة كبيرة من القبائل الوسط أوروبية والشرق أوروبية والمعروفة بثقافة الفخّار المُحزَّم 3000-2350 ق.م corded-ware culture(40). إن هذه النظرة، الى ثقافة فاتيانوفو، وفكرة أن الفخّار المُحزَّم الجرمانية الوسطى كانت ذات امتدادٍ واسعٍ نحو الشرق، هي فكرةٌ عفا عليها الزمن. ولأن هذه النظرة تحتوي على مسحات ألمانية قومية واضحة طورها كوسينا(41)، فقد تخلّى عنها الأركيولوجيين جميعاً تقريباً(خـ). حتى تريتياكوف، كما يتضح من الاقتباس أعلاه، يميل الى هذه الفكرة مع تحفظاتٍ كثيرة: "دون أن نتعدى مُستوى الفرضية".
لقد عبّرَ سالينكوف عن رأيٍ آخر فيما يتعلق بثقافة الاباشيفو. كان يميل الى اعتبار أن ثقافة أباشيفو هي استمرارية لثقافة فاتيانوفو(42)، وأنها جائت الى جبال الأورال من القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي. وقد اعتَبَرَ أن الدليل الرئيسي على ذلك، هو أنه "كلما تحركنا شرقاً، فإن عدد العناصر التي تربط بين فخّار ثقافة اباشيفو وثقافة فاتيانوفو تتناقص(43). إن هذا الاستنتاج ذاتي صرف. اننا نستطيح أن نتفق مع تريتياكوف بأن ثقافة فاتيانوفو كان مُجرّد أحد مُكونات ثقافة أباشيفو، وعلى الرغم من رأي تريتياكوف، فإنها لم تكن بأي حال واحدةً من أهم المُكونات. وبموجب ذلك، يُصبح من المُستحيل أن توجد ثقافة واحدة في القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي يُمكنها أن تكون منشأُ وحيداً لثقافة الأباشيفو بشكلٍ مُباشر. ولا حاجة للقول أنه لا وجود لمثل هذه الثقافة في أوروبا الغربية. ومن هُنا، فإن البحث عن منطقة منشأ ثقافة الأباشيفو، لا بُدَّ أن يتم في الشرق، في آسيا. وكتأكيد غير مُباشر لهذه الفرضية، هُناك أيضاً عدد كبير من القِطَع الأثرية، وخاصةً البرونزية، من النمط الأباشيفوي على الجانب البعيد من جبال الأورال الجنوبية، مثل كنوز فيرخلي كيزيلسكي Verkhne-Kizil skii وكورشونوفو Korshunovo وايلديرميكوفو Il dermekovo وفيسيلوفسكي Veselovskii. ونحن نعلم أن الكنوز كانت تُدفَنُ في لحظات الخطر الشديد (ولا يُمكن أن تكون هذه الكنوز مملوكةً لصانعي البرونز، لأنها كانت تتألف من مجموعاتٍ من أكثر الأدوات والمواد تنوعاً). ولذلك، فإنني أزعُمُ أن قبائل الأباشيفو، التي كانت، كما يتضح من لُقى عام الحيوانات الأليفة في مدافنها، قبائل رعوية، طُرِدَت من آسيا الى أوروبا، مثلٍ عددٍ من القبائل الأُخرى. ومما يُثير الاهتمام، أن هذه القبائل وجَدَت المراعي التي كانوا بحاجةٍ اليها في نفس المكان الذي بحَثَ عنه المستوطنون الآخرون، على الضفة اليُمنى لنهر الفولغا، بالقُرب من مدينة غوركي وخازان الحاليتين. ويبدو أن هذه المنطقة كانت معروفةً جيداً بمراعيها الجيدة، وهو ما يؤكّده وجود التُربة السوداء chernozem ذات الحالة المتدهورة في تلك المنطقة.
ولكن، لم تكن ثقافة الأباشيفو وحدها هي التي وجدَت لها مكاناً هُناك. فنحن نرى أن قبائل ما يُسمّى بثقافة سيمين Seimin انتقلت الى هُناك في نفس الفترة. وليس مُصادفةً أن نتتبع هذه الثقافة الى منابع نهر كاما في الشرق، وهي ثقافة نُطلِقُ عليها غالباً، ثقافة سيمين توربينو Seimin-Turbino(44). وفي النهاية، اضطرت قبائل فاتيانوفو، التي هُزِمَت في نهاية المطاف على يد قبائل العصر الحجري الحديث المحلية، الى البحث عن ملاذٍ جديد. ولم يكن ما تبقّى منها من سبيل، سوى التوجه جنوباً، نحو الضفة اليُمنى لنهر الفولغا. وبحُكم ضرورة التكيّف مع هذا الوضع الجديد، انضمت الى قبائل ثقافتي الأباشيفو وسيمين توربينو، التين تقعان أيضاً ضمن مجموعة اللغات الهندو أوروبية، ووجدت نفسها أيضاً بجوار قبائل بودبورنوفو Podbornovo القادمة من الجنوب، والتي كانت أيضاً هندو أوروبية.
وفي الختام، لا بُدَّ لي أن اؤكِّدَ أنني أرى الجوانب السلبية للتصور التي كونته حول الخارطة الاثنوغارفية القديمة للنصف الشمالي من الاتحاد السوفييتي الأوروبي، وفجواته الكبيرة. فلم أذكر العديد من أجزاء أراضي الاتحاد السوفييتي الأوروبي الشمال، مثل البلطيق ونوفغورود، وقسم كبير من منطقة ارخانجيلسك وأدمورتيا، الخ. وأن العديد من فرضياتي قابلٌ للنقاش الى حدٍّ كبير، وقد يتعيّن على عُلماء المُستقبل اثراءها أو تغييرها. كُل هذا صحيح، ولكن كان هدفي هو مُحاولة نقل علم الأركيولوجيا الى لُغة التاريخ. وإنني أترك الحُكم على مدى نجاح هذه المُحاولة، للعُلماء الآخرين.

* الكنسدر ياكوفليفيتش برايوسوف 1885-1966، أركيولوجي ماركسي سوفييتي، انضم الى صفوف الجيش الأحمر عام 1919. بعد ذلك دَرَسَ في كُلية الاثنولوجيا التابعة لجامعة موسكو الحكومية، عَمِلَ عام 1925 بعد تخرجه في معهد البحث الأركيولوجي وتاريخ الفن. عَمِلَ منذ عام 1925-1966 في متحف الدولة التاريخي، ومنذ عام 1944-1966 في معهد الأركيولوجيا التايع لأكاديمية العلوم السوفييتية. كان برايوسوف عالماً بارزاً في مجال أركيولوجيا العصرين الحجري الحديث والبرونزي، وقادَ عام 1926 بعثةً علميةً الى شمال روسيا. حَصلَ عام 1953 على وسام لينين، وفي عام 1961 حصَلَ على لقب عالِم جمهورية روسيا الاشتراكية، وكان عضو شرف في مجلس جمعية المعارف ما قبل التاريخية والتاريخ الباكر في اليونيسكو.
من أعماله الرئيسية (تاريخ السَكَن من وجهة نظر اقتصادية-اجتماعية 1926)، (تاريخ كاريليا القديم 1940)، (دراسات حول تاريخ قبائل القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي في العصر الحجري الحديث 1952)، (أوروبا الشرقية في الألف الثالث قبل الميلاد 1965).

أ- اعتمَدَت الاركيولوجيا البرجوازية في النصف الأول من القرن العشرين على فرضية الهجرة والغزو باعتبارهما مُحركين لتغير الثقافات، ولكن في السبعينيات ظَهَرَت انتقاداتٌ في الغرب لهذه النظرية. كان التيار الماركسي في الأركيولوجيا الغربية، مُمثلاً بغوردون تشايلد ناقداً لنظرية الهجرة، حيث اعتَبَرَ أن الثقافات الأثرية كانت تتطور بتأثيرٍ من الثقافات المُجاورة. اعتمَدَ السوفييت في تفسيرهم لتغير الثقافات الأثرية، على التغيرات الطبقية الداخلية في الثقافة الأثرية، والتلاقي الثقافي الخارجي.
1- A. Ia. Briusov, "Chto nado ponimat pod etnicheskimi obshchnostiami v arkheologii i ikh znachenie dlia problemy proiskhozhdeniia drevnikh i sovremennykh narodov," -VII MKAEN, Moscow, 1964, p. 3
ب- عُثِرَ منذ العام 2007 على مواقع للعصر الحجري القديم الأدنى في الجزء الشمالي من أوروبا الشرقية، مما ظَهَرَت الحاجة الى اعادة تقييم المواد القديمة حول هذه المنطقة. من المؤسف أن رفاقنا السوفييت لم يشهدوا ذلك.
2- V. I. Kanivets, "Issledovaniia pechorskogo arkheologicheskogo otriada v severnom Priural e," V-AU, Sverdlovsk, 1962, pp. 112 ff
3- Field report by N. N. Dikov on excavations in 1964, Archives of the Institute of Archeology, R-12923
4- A. Ia. Briusov, "Sledy paleoliticheskoi stoianki u sel. Uliank (Chuvashskaia ASSR)," BKIChP, 6- 7, Moscow, 1940, pp. 76-78
جـ-بقدر ما بحثت، فإن مواقع العصر الحجري القديم الأدنى والأوسط والأعلى نادرة جداً في فنلندا بالفعل.
د- وهذا صحيح تماماً، هناك مجموعات صيد قديمة للغاية، تحركت شمالاً الى المناطق الأبرد، بحثاً عن الحيوانات التي تتكيف مع الطقس البارد.
5- P. P. Efimenko, Pervobytnoe obshchestvo, Kiev, 1953, p. 26
هـ- ابتدأ آخر عصر جليدي قبل حوالي 115 ألف سنة وانتهى قبل حوالي 12 ألف سنة. ونُشير، الى أن التندرا، هي منطقة ذات مُحيط حيوي يجمعها عدد من العوامل المُشتركة، مثل درجات الحرارة المُنخفضة، وعدم نمو الأشجار الكبيرة بسبب درجات الحرارة المُنخفضة، ووجود عدد من الحيوانات التي تتكيف مع هذه البيئة. وتُظهِر البيانات الحديثة، أن التندرا امتدَّت الى الخط الوسط الذي يقطع أوروبا، أي يُمكن الاشارة اليه بمدينة مونتينياك Montignac الفرنسية، تقريباً.
https://www.donsmaps.com/images36/vegetationeuropeiceage.jpg
يُظهِر هذا الرابط، صورة أوروبا في العصر الجليدي، حيث الخط البنفسجي الذي يقطع أوروبا من منتصفها، هو آخر حدود وصلَت لها التندرا. وأعتقد أن برايوسوف، كاتب المقال، مُحق في تقييمه لمناخ العصر الجليدي.
6- Ibid, for example the chapter "Prirodyne usloviia v kontse lednikovogo vremeni," pp. 266-271
7- This is splendidly illustrated by the de-script-ion of this period in P. P. Efimenko, op. cit., pp. 620-633
8- كان الزواج الخارجي Exogamy، الذي كان سائداً في المُجتمع العشيري، أن تؤخَذ الزوجة من عشيرةٍ مُعينة. ولكن كان يُمكن للرجل أن يتزوج أي امرأة أو تتزوج المرأة من أي رجل، من خارج القبيلة بأكملها.
9- M. M. Gerasimov, "Vosstanovlenie litsa po cherepu," Tr. IE, new series, XXVIII, Moscow, 1955, pp. 390-393
و- في عام 1954، وأثناء التنقيب في موقع ماركينا جورا Markina Gora (كوستينكي Kostenki 14) (روسيا)، الذي يعود الى العصر الحجري القديم الأعلى، المؤرّخ قبل 33 ألف عام، اكتَشَفَ روغاتشيف هيكلاً عظمياً محفوظٌ بشكلٍ مُمتاز لرجلٍ يتراوح عُمره بين 20-25 عاماً في قبرٍ بيضاويٍّ ضحل. قام ميخائيل جيراسيموف Mikhail Gerasimov بتنظيف العظام وتدعيمها. كانت طبقة المسكن التي ارتبط بها المدفن تحتوي على أدواتٍ صوانية مثل الشفرات ومكاشط تعود الى العصر الحجري القديم الأعلى، أواخرالعصر الأورينياسي Aurignacean 37000-33000 عام. كان طول الرجل، حوالي 160 سم. والهيكل العظمي ذو طابع تشريحي حديث (يُشبه البشر الحديثين). تكشف الجُمجمة عن مجموعة سمات تُميّز المجموعات البشرية الاستوائية الحديثة: تجويف دماغي ضيّق، وجهة ضيّق، فك سُفلي حاد وأنف عريض. هذا المزيج من السمات يربط الرجل مع البابويين والميلانيزيين المُعاصرين. كما أن نِسَب الأذرع "جنوبية"، وعظام الساعد طويلة بالنسبة لعظم الكتف. يعتقد جيراسيموف أن مثل هؤلاء الناس بهذا المظهر قد هاجروا من أقصى الجنوب الى أوروبا في أوائل العصر الحجري القديم الأعلى. لقد أيَّدَت البيانات الجينية الحديثة وجهة نظر جيراسيموف: فقد كانت أوراسيا مأهولةً بالفعل بمُهاجرين من المنطقة العربية وجنوب آسيا.
http://collection.kunstkamera.ru/en/entity/OBJECT/36351?query=gerasimov&index=6
10- V. I. Zhirov, "Zametki o skeletakh iz neoliticheskogo mogil nika Iuzhnogo Olen ego ostrova," KSIIMK, V-I, 1940 M. M. Gerasimov, op. cit., pp. 296-320
ز- تُشير البيانات الحديثة، الى انه كان هُناك صراعات بين القبائل. مثلاً يُشير أحد الأبحاث الى العثور على جمجمة مكسورة بطريق العُنف تعود الى العصر الحجري القديم الأعلى في أوروبا قبل 33 ألف عام.
https://www.sciencedaily.com/releases/2019/07/190703150508.htm
ولكن نحن نُرجّح أن هذه الصراعات كانت نابعة من ضرورة البقاء على قيد الحياة، وتوسيع مناطق الصيد، والذي كان مؤاده الاصطدام بقبائل أُخرى تؤدي الى العُنف. ويبدو، أن هذا الأمر لم يكن سائداً، لأنه لا يوجد أي حالة لرسم العنف بين البشر على جُدران الكهوف، أو تصويره بالتماثيل الحجرية.
11- تقول الأُسطورة أن عمرو ابن كلثوم كان زعيم قومه، ودخَلَ في نزاعٍ طويل الأمد لمدة 40 عاماً ضد قبيلةٍ أُخرى بسبب ناقة 494-534 ميلادي.
See A. Krymskii, "Arabskaia literatura," BENES, 3, St. Petersburg, 1911
حـ- ربما يكون الكاتب مُخطئاً بالصراع الذي يقصده. فهذه كانت حرب البسوس التي استمرّت 40 عاماً في السنوات الذي يذكرها. وفي الوقت ذاته، هذا المثال الذي يضربه، لكي يُشير من خلاله الى صراعاتٍ قديمة، غير مُوفّق. فبرايوسوف يتحدث في مقالهِ عن الصراعات بين القبائل البدائية في العصر الحجري القديم الأعلى والعصر الحجري الوسيط، ولكن هذا المثال الخاص بالصراع بين القبائل العربية، حديث نسبياً، وهو يتعلق بعشائر وقبائل بدوية مُنقسمة طبقياً، ذات نمط انتاج شبه عبودي، ان صحّ هذا التعبير.
12- A. Ia. Briusov, "Zaselenie severa evropeiskoi chasti SSSR po arkheologicheskim dannym," Uch. zap LGU, Orientology series, 2, Leningrad, 1948
ط- تؤكّد إحدى المقالات العلمية التي نُشِرَت عام 2018، أن البشر بدأوا باستيطان منطقة البلطيق في العصر الحجري القديم، أي قبل حوالي 11 ألف عام من الآن، واستمر الاستطيان في العصر الحجري الوسيط. يُشير المقال الى أن أسلاف بشر العصر الحجري الوسيط في روسيا، كانوا، من ناحيةٍ جينية، يعودون الى بشر العصر الحجري القديم الأعلى الذين وُجِدَت مواقعهم في سيبيريا ناحية الشرق (Mal ta–Buret). بالاضافة الى ذلك، تُشير التحاليل الجينية الى أن بشر فترة العصر الحجري الوسيط المتأخر في وسط السويد، يعودون باصولهم الى كُلّ من نفس اولئك البشر الذين عاشوا في العصر الحجري الوسيط في روسيا، بالاضافة الى بشرٍ قادمين من جنوب أوروبا. تُشيرالأدلة الأثرية لاستيطان الدول الاسكندنافية الى أن البشر قدموا اليها عبر طريقين: الأول، عبر الساحل الشمالي للنرويج Fennoscandia، والآخر من خلال جنوب اسكندنافيا من ناحية روسيا. وهكذا، هذه المقالة المنشورة حديثاً، تدعم جُزئياً، وجهة نظر برايوسوف.
وتُشير مقالة أُخرى، أن سُكّان كاريليا القُدامى كانوا من اصول بشر كانوا قد قدموا من الأورال.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5789860/
https://www.alternativefinland.com/south-karelian-history/
13- A. Ia. Briusov, Istoriia drevnei Karelii, Tr. GIM, IX, Moscow, 1940, pp. 17-34 G. A. Pankrushev, Plemena Karelii v epokhu neolita i rannego metalla, ~enin~rad,-196
يجب أن أُشير الى أنني لا أُصدر حكماً قاطعاً في الوقت الحالي بسبب نقص البيانات المُناسبة فيما يخص المواقع التي تحتوي على الصوان شرق كاريليا (كولا). أنا فقط لا أتفق مع بانكروشيف الذي ينسب هذه المواقع الى العصر الحجري الوسيط. ربما يُمكننا تصنيف جزءٍ منها فقط أنها كذلك.
ي- الكاتب مُحق فيما يتعلق بقوله أن كاريليا صارت زاخرةً بالبشر في العصر الحجري الوسيط 8100-5100 ق.م، لأن عدد مواقع العصر الحجري الوسيط في كاريليا، المُكتشفة حتى الآن، يصل الى 300 موقع، بينما عدد مواقع العصر الحجري القديم قليلة جداً في نفس المنطقة. فقد اكتشَفَ الأركيولوجيين الفنلنديين من هذه الأخيرة 6 مواقع منها حتى عام 1940، واكتَشَفَ السوفييت 6 مواقع أُخرى في السبعينيات والثمانينيات، ومؤخراً اكتُشِفَ هناك مثل هذا العدد تقريباً. بالاضافة الى ذلك، الكاتب مُحق، في رفضه نسب جميع مواقع الأدوات الصوانية الى العصر الحجري الوسيط، لأن الباحثين تأكدوا حديثاً أن هذه المواقع تعود فعلاً الى العصر الحجري القديم.
New stone age sites to the north of lake ladoga in Karelia, Russia, Hannu Takala and others, 2012
https://www.alternativefinland.com/south-karelian-history/
https://kareliamuseum.ru/en/exhibitions/627/
14- Ed. Sturms, "Die Ursprung der Kamm- und Grubchenkeramik Osteuropas," Commentaciones balticae, 3, Bonn, 1957
15- G. A. Pankrushev, op. cit., pp. 40-42
16- For example, the Krasnye Kusty dunes on the Oka, and others
17- إن تأريخ عدد من مواقع العصر الحجري الوسيط غير مدعوم بالستراتيغرافيا stratigraphy، أو علم تسلسل طبقات الأرض.
18- Briusov, "Mezoliticheskaia neuriaditsa," Istoriko-arkheologicheskii sbornik MGU k 60-letiiu A. V. Artsikhovskogo, Moscow, 1962, pp. 24-30
ك- الأدوات الميكروليثية، وهي الأدوات الصغيرة جداً، والتي يصل طولها الى 1سم أو ما قارَب، والتي استُخدِمَت كشفرات أو رؤوس للرماح.
19- See, for example, J. Dechelette, Manuel de rchaeologie prehistorique, celtique et gallo-romaine, -I, 1912, p. 14 1, Fig. 51
ل- إن الكسندر برايوسوف مُحقٌّ هنا تماماً. فالمجتمعات في العصر الحجري الوسيط كانت تعرف الفخار، مثلاً، مُجتمع العصر الحجري الوسيط في موقعٍ في الخرطوم كان يصنعه أُنظر:
https://www.science-dir-ect.com/science/article/abs/pii/S0305440314000831
أما بالنسبة الى الزراعة، يُشير الأركيولوجي السوفييتي فلاديمير كابو وآخرين، الى أن الانتقال الى الاقتصاد المُنتج (الزراعة) في العصر الحجري الحديث، قد سبقه معرفة بالزراعة ومُمارسة بدائية لها في العصر الحجري الوسيط. أُنظر:
The Origins of the Food-producing Economy [and Comments and Reply] Author(s): Vladimir Kabo, Gloria Y Edynak, Gaetano Forni, Kathleen F. Galvin, Dennis L. Heskel, Steven A. Rosen, V. A. Shnirelman, Andrew B. Smith and Trevor Watkins Source: Current Anthropology, Vol. 26, No. 5 (Dec., 1985), pp. 601-616
كذلك، تُشير بعض المواقع المدرسية، الى أن العصر الحجري الوسيط كان يزخر بالمواقع المدينية البدائية، مثل الٌقُرى المُستقرة أو المُسوّرة.
https://www.twinkl.jo/teaching-wiki/mesolithic-age
وهذا يؤكّده بعض المُكتشفات، مثل الاستقرار المديني في مستوطنة ليبنو العائدة للعصر الحجري الوسيط في تشيكوسلوفاكيا:
https://encyklopedie.ckrumlov.cz/en/region_histor_mezoli/
20- K. M. Kenyon, Digging Up Jericho, London, 1957, p. 51. 22) See P. P. Efimenko, "K voprosu o kharaktere istoricheskogo protsessa v pozdnem paleolite Vostochnoi Evropy," -SA, XXVI, 1956, pp. 28-53
م- (الاورينياسية - السوليوترية- المجدلانية )يقوم هذا التحقيب الكلاسيكي للعصر الحجري الأعلى على أولى المُكتشفات التي حدثت في جنوب غرب فرنسا. الفترة الأورينياسية تمتد من 43 ألف عام-26 ألف أو 22 ألف عام. والسوليوترية من 22 ألف-17 ألف عام، والمجدلانية من 17 ألف-12 ألف عام.
21- See P. P. Efimenko, "K voprosu o kharaktere istoricheskogo protsessa v pozdnem paleolite Vostochnoi Evropy," -SA, XXVI, 1956, pp. 28-53
22- This was the outcome of the linguistic and ethnographic studies of M. A. Castren, who spent over ten years (1838-1849) in journeys from Finland to the Altai. M. Alexander Castren, Reiseerinnungen aus den Jahren 1836- 1844. St. Petersburg, 1853 same author, Reiseberichte aus den Jahren 1845-1849, St. Petersburg, 1856. Among recent works see also C. F. Meinander, "-var-bodde urfinnarna," Nordenskiold samfundets tidskrift, 1954, p. 79
ن- في دراسةٍ حديثة، للأبحاث الجينية التي أُجريَت على سكان العصر البرونزي في منطقة غرب سيبيريا،، يستنتج الباحثون الروس فيها، أن هؤلاء السكان مُختلطين جينياً مع مجموعات غرب أوراسية وشرق أوراسية.
Migrations in the south of the West Siberian Plain during the Bronze Age (4th-2nd millennium BC): Archaeological, paleogenetic and anthropological data, Aleksandr Sergeevich Pilipenko, Anton Zhuravlev, Rostislav Trapezov, T. A. Chikisheva, 2012
32- Castren, Reiseberichte aus der Jahren 1845-1849, p. 75. 30) Briusov, Ocherki po istorii plemen evropeiskoi chasti SSSR v neoliticheskuiu epokhu, Moscow, 1952, p. 52
ش- إن نفس البحث المذكور سابقاً:
Migrations in the south of the West Siberian Plain during the Bronze Age (4th-2nd millennium BC): Archaeological, paleogenetic and anthropological data, Aleksandr Sergeevich Pilipenko, Anton Zhuravlev, Rostislav Trapezov, T. A. Chikisheva, 2012
وأبحاث أُخرى، تؤكد الهجرة الكُبرى. وهذا هو رابط خارطة الهجرة:
https://www.researchgate.net/figure/-dir-ections-of-migration-waves-in-West-Siberian-forest-steppe-region-during-the_fig9_285639978
وأودُّ أن أُضيف، الى أن كاتب المقال، برايوسوف، يقول عن هذه الفترة بأنها "العصر الحجري الحديث"، وهي فترة الألف الرابع-الثالث قبل الميلاد. مع أن المقالات الحديثة التي اطلعت عليها تؤكّد أن هذا هو العصر البرونزي، وليس الحجري الحديث.
24- Briusov, Ocherki po istorii plemen evropeiskoi chasti SSSR v neoliticheskuiu epokhu, Moscow, 1952, p. 52
25- Compare, in the group of Sunu sites in Karelia, the most archaic of them, Sunu V,´-or-the pottery in the most ancient part of the Karavaikha site. Briusov, Ocherki po istorii plemen p. 98 same author, "Karavaevskaia stoianka," Sbornik po arkheologii Vologodskoi oblasti, Vologda, 1961, p. 97
26- B. S. Zhukov, "Neoliticheskaia stoianka bliz s. L ialova, Mosk. uezda," Russkii antropologicheskii zhurnal, 1925 Supplement to No. 14, 1 B. A. Kuftin, "L ialovskaia neoliticheskaia stoianka na r. Kliaz me v Mosk. uezde i ee otnoshenie k okskomu neolitu Riazanskoi gubernii i ranneneoliticheskim kul turarn severnoi Evropy ," Materialy po arkheologii Riazanskogo kraia, 5, Riazan, 1925
27- Bol shoe Bun kovo on the Kliaz ma River, Nikolo-Perevoz on the Dubna River, a site on Biserovo Lake, and others. See A. Ia. Briusov and M. P. Zimin, "Kamennye sverlenye boevye topory na territorii evropeiskoi chasti SSSR," -SAI, V. 4-4, Moscow, 1966, p. 17, footnote 40
28- M. E. Foss, Drevneishaia istoriia Severa Evropeiskoi chasti SSSR, -MLA, 29, 1952 Briusov, Ocherki po istoriiplemen
29- B. A. Kuftin, "Novaia kul tura bronzovoi pory v basseine r. Oki na oz. Podbornom bliz gor. Kasimova Riazanskoi gub.," Materialy po doistorii Tsentral no Promyshlennoi oblasti, Moscow, 1927 Briusov, Ocherki po istorii plemen . . . , pp. 69ff
30- لا أستطيع أن أزعُم، كما يفعل بعض الأركيولوجيين والانثروبولوجيين، أن ثقافة فولوسوف كانت احدى الثقافات الأوروبية. على أية حال، حتى لو كان الأمر كذلك، فقد أصبَحَت فيما بعد ثقافةً مُختلطة (أوروبية-لالاندرية) تحت تأثير السُكّان المُحيطين.
31- V. A, Gorodtsov, "Panfilovskaia paleometallicheskaia stoianka (Vladimirskoi gub. Muromskogo uezda)," Materialy po izucheniiu Vladimirskoi gubernii, Vladimir, 1926, pp. 3 - 20 Briusov, Ocherki po istorii plemen . . . , p. 75
ت- يبدو أن هاتين الثقافتين كانت على مُستوى العصر الحجري الحديث، وكان هناك صراع على الأراضي في ذلك الوقت.
32- On early and late types of Balakhna ware, see 0. N. Bader and M. V. Voevodskii, "Stoianki Balakhninskoi niziny," in the collection Iz istorii rodovogo obshchestva na territorii SSSR, Leningrad, 1935 Briusov, Ocherki po istorii plemen . . . , p. 88
33- Briusov and M. P. Zimin, "Kamennye sverlenye boevye topory" Briusov, "Vostochnaia Evropa v I11 tysiacheletii do n.e.," SA, 1965, 2
34- Kiusov, Ocherki po istorii plemen . . . , p. 82
35- Briusov and M. P. Zimin, "Kamennye sverlenye boevye topory" Briusov, "Vostochnaia Evropa v I11 tysiacheletii do n.e.," SA, 1965, 2
36- V. I. Ravdonikas, "Naskal nye izobrazheniia Onezhskogo ozera i Belogo moria," Tr. IAAE, 2, Leningrad, 1936
ث- يُمكن مُراجعة هذا الموقع للنظر في مشهد المعركة:
https://cyclowiki.org/wiki/%D0%91%D0%B5%D0%BB%D0%BE%D0%BC%D0%BE%D1%80%D1%81%D0%BA%D0%B8%D0%B5_%D0%BF%D0%B5%D1%82%D1%80%D0%BE%D0%B3%D0%BB%D0%B8%D1%84%D1%8B
37- As asserted by Georgiev. V. Georgiev, Issledovaniia po sravnitel no-istoricheskomu iazykoznaniiu, Moscow, 1958, p. 249
38- Briusov and M. P. Zimin, "Kamennye sverlenye boevye topory" Briusov, "Vostochnaia Evropa v I11 tysiacheletii do ne.," SA, 1965, 2
39- P. P. Efimenko and P. N. Tret iakov, "Abashevskaia kul tura v Povolzh e," -MIA-, 97 , 1964, p. 96
40- Ibid., p. 82
خـ- بالتأكيد نحن نقف مع برايوسوف في رفضه لأي مطالب قومي استعمارية انطلاقاً من مُعطياتٍ اركيولوجية تعودُ الى الماضي السحيق. وبالتأكيد، لم يكن لدى كوسينا آنذاك أي مُعطياتٍ أركيولوجية تدعم ادعاءه بأن روسيا هي أرضٌ ألمانيةٌ أصيلة. وحتى لو كان يملك تلك البيانات، فإن ادعاءاته القومية باطلة طبعاً.
للأسف، أن برايوسوف لم يشهد البيانات الحديثة التي تؤكد على أن ثقافة الفخّار المُحزَّم كانت تمتد الى لاتفيا واستونيا وبيلاروسيا وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا وشمال غرب رومانيا وشمال اوكرانيا وأجزاءٍ من الاتحاد السوفييتي الأوروبي.
https://www.cambridge.org/core/journals/proceedings-of-the-prehistoric-society/article/abs/forgotten-child-of-the-wider-corded-ware-family-russian-fatyanovo-culture-in-context/6309A60F638130BF6F7FD96135AA1B37
42- K. V. Sal nikov, "~b&hevskaia kul tura na iuzhnom Urale," -SA, -XXI , 1954, p. 81
43- Ibid., p. 83
44- 0. N. Bader, Drevneishie metallurgi Priural ia, Moscow, 1964


ترجمة مُختصرة لمقال:
A. Ia. Briusov (1971) The Problem of the Origin of Stone Age Cultures in the North of the European USSR, Soviet Anthropology and Archeology, 10:1, 57-81



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعايير العالمية لمُجتمعات الصيد واللقاط
- الطبيعة والمُجتمع البدائي
- التشكيلة الاجتماعية-الاقتصادية العبودية
- تعليق ايغور دياكونوف على مقال هنري كلايسِن (الديناميكيات الد ...
- المشاعات الزراعية في الشرق الأدنى القديم
- الدراسات الاستشراقية الكلاسيكية والمسائل الجديدة
- الدفن الانساني الطقوسي الواعي: العصر الحجري القديم الأوسط، ب ...
- حول مسألة دراسة تاريخ المُجتمعات البدائية انطلاقاً من الاثنو ...
- مسألة المُلكية الخاصة البدائية في الاثنوغرافيا الأمريكية الم ...
- المراكز المدينية في المُجتمع الطبقي الباكر
- تاريخ الري الزراعي في جنوب تركمانستان
- الشروط الايكولوجية لنشوء الزراعة في جنوب تركمانستان
- سوسيولوجيا الدين الانجلو أمريكية المُعاصرة: مُشكلاتها واتجاه ...
- الرد الثاني لسيرجي توكاريف على ستيفن دَن
- بعض الأفكار في طُرُق دراسة الدين البدائي- رد على سيرجي توكار ...
- الرد الأول لسيرجي توكاريف الأول على مُراجعة ستيفن دن لكتابيه ...
- مراجعة ستيفن بورتر دن لكُتب سيرجي توكاريف
- مبادئ تصنيف الأديان 2
- مسألة أصل ثقافة العصر البرونزي الباكر في جنوب تركمانستان
- مبادئ تصنيف الأديان 1


المزيد.....




- تحذير إسرائيلي للمُستجمين من التواجد على شاطىء البحر قرب نهر ...
- جنرال روسي: تدهشني مواقف العرب!
- مفاجئا إسرائيل.. يحيى السنوار يبعث برسالة إلى الوسطاء
- الإنفاق العسكري الأمريكي لمساعدة إسرائيل يبلغ 17.9 مليار دول ...
- من غزة إلى الإقليم.. كيف اتسعت دائرة الحرب إلى لبنان واليمن ...
- ألمانيا تحيي ذكرى 7 أكتوبر وشتاينماير يدعو لإنهاء العنف
- -نحن الرضوان-.. حزب الله ينشر مشاهد جديدة لقدراته الدفاعية و ...
- موسكو تحذر واشنطن وحلفاءها من اللعب بالنار بشأن الأسلحة الكي ...
- إعلام غربي يكشف تفاصيل جديدة عن يحيى السنوار.. ما علاقة حقيب ...
- الجيش الإسرائيلي يشن هجمات جوية على مواقع -حزب الله- باستخدا ...


المزيد.....

- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مالك ابوعليا - مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي