أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - من ذكريات حرب تشرين 1973 :















المزيد.....

من ذكريات حرب تشرين 1973 :


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشهداء الملازم عصام حميد العذاري، الملازم محمود شاكر، الجندي الاحتياط أحمد عيد احمد :
51 عام مرت على ذكرى حرب تشرين 1973، صدرت الأوامر العسكرية مساء يوم 7 تشرين بقرار من مجلس قيادة الثورة المنحل، ودُعيت بعض المواليد لتؤدي خدمة الاحتياط ومنهم مواليد 1946. كنت حينها برتبة ملازم ثاني ووحدتي العسكرية ك م م / 19في مقرها الدائم في معسكر المحاويل / الحلة، فجر يوم 8 ت1 تحركت وحدتي من المحاويل صوب الجبهة السورية، حوالي الساعة 10 صباحا وصلنا مدينة الفلوجة التي يشطرها نهر الفرات، وعلينا أن نعبر للضفة اليمنى بواسطة جسر حديدي قديم لا يسع إلا لعبور عجلة واحدة، كنت بمنصب امر الفصيل الثاني من البطارية الثالثة، وأمر بطاريتي النقيب المدفعي (محمد نواف فرحان الدليمي) ، عجلة المدفع التي استقلها هي ساحبة مدفع نوع مرسيدس، سائق العجلة العريف شهيد من محافظة النجف الاشرف، نهاية الجسر الحديدي كان شاب طويل القامة ابيض الوجه اصفر الشعر بعين عسليتين يقف نهاية الجسر الحديدي يرتدي ( دسداشة) صفراء ويرتدي سترة ( جاكيت) ويحمل بيده صرة ملابس، قال لي العريف شهيد سيدي هذا الرجل كان بوحدتنا واسمه احمد عيد، كان الرجل يستفسر من الجنود العابرين من اي وحدة عسكرية انتم؟ وحين صرنا قريبين له كلمه العريف شهيد قائلا له ( شلونك احمد)، لم يرد عليه السلام ووجه كلامه لي مباشرة وقال دون سلام ( سيدي انا منتسب عندكم ويجب أن التحق معكم)، قلت له كيف، قال ( انا من مواليد 46 وليلة امس تمت دعواتنا للالتحاق)، قلت ليس تصرفك صحيح، اذهب للتجنيد وسيزودونك بكتاب رسمي تلتحق بموجبه لوحدتك، قال ( سيدي ان ذهبت للتجنيد اكيد سوف يلحقوني لكم، وما عليك سوى أن تتصل بالنقيب محمد امر بطاريتي وهو يعرفني تماما إضافة ان والده شيخ عشيرتنا )، قلت له يا اخي نحن عسكر ولسنا عشيرة، قال ( اتصل به ولن تخسر شئ)، فعلا اتصلت بآمر بطاريتي وقال لي لحظة اتصل بآمر الكتيبة المقدم المدفعي ( صلاح الدين بهجت الخيلاني)، وجاء الأمر انشرو التحاقه لبطاريتكم وتم ذلك فعلا، الغريب هذا الرجل كان شعلة من الذكاء وخفة الدم والحركة، اي مثابة توقف نصل لها يهيأ لنا طعام الطوارئ مع قدح شاي، سألته كيف عملت الشاي احمد؟، يبتسم ويقول الطريق فيه الكثير من نبات الشوك اليابس اشعله واهيأ الشاي، استمرت رحلة المسير ثلاث ليالي ووصلنا لدمشق ومنها سلكنا طريق محافظة السويداء - درعا، بين منطقة الكسوة والشيخ مسكين انفتحت كتيبتنا تجاه العدو ال ص ه ي و ن ي، وكانت كتيبتنا الإسناد المباشر إلى اللواء المدرع 12، أمر اللواء الرائد الركن سليم شاكر الأمامي، ليلة 11 - 12 من شهر ت1 اشتبك الفوج الأول الآلي، وكتيبة دبابات خالد من اللواء المدرع 12 مع قوات العدو بين تل( المال) وتل( الشعار)، احمد عيد كان واجبه املاء المدفع بالقنابل وهو واجب القداح العدد الرابع، وحين يضع القذيفة في حجرة المدفع يهزج مهللا ( كل طلقه بكلب ا س ر ا ئ ي ل ي)، احمد كما قلت طويل القامة ولم يستطع ان يجد البدلة التي تناسب قياسه، كان بنطاله يصل لتحت الركبة، ولكي يسرع في عمله كان لا ينتعل بقدمه اي شئ ( حافي القدمين). لكل ضابط واجب رئيسي وواجب ثانوي، كما قلت كنت امر فصيل وهو الواجب الأساسي، وواجبي الإضافي ضابط راصد، جرح الملازم الراصد ( أكرم عبيد الجيلاوي) واخلي للمشفى وصعدت للمرصد واستلمت واجبه، عالجت أهداف للعدو كثيرة، واصيبت العدو إصابات مباشرة، مرصدي قريب لموقع قيادة امر اللواء سليم شاكر الإمامي، كنا كلما نقضم من أرض العدو نتقدم بضع أمتار للأمام، استطاعت قواتنا احتلال هدفها تل (المال) بعد قتال ضاري ومسك الهدف من قبل الفوج الأول الآلي، انسحبت القوة المكلفة احتلال تل المال قليلا للجنوب صوب تل عنتر، وعلمت ان صديقي الملازم محمود شاكر هو أول شهيد يسقط على أرض المعركة، تتابعت حركة القطعات بالرتل الايسر لاحتلال ( تل الشعار)، لم تتمكن القوة من احتلال الهدف الذي صبت عليه نيران كثيفة اجبرت العدو على الانسحاب للخلف، واستطاعت سرية مقر اللواء ال 12 أسر حماية قائد الفرقة المدرعة ال ص ه ي و ن ي الذي لاذ بالفرار، كثافة النيران المعادية سقط فيها ضابط اخر وهو الشهيد ( عصام حميد العذاري)، وللفخر اقول ان الشهيدين من اعز أصدقائي وهما أيضا من مدينتي الحلة الفيحاء، أثناء التقدم صوب الاهداف المعادية سقطت قذيفة قريبة مني وجرحت بساعدي ولا زال أثر الشظية المعادية أحمله بيدي، بعد أن جرحت عدت بواسطة سيارة إسعاف مقر اللواء إلى بطاريتي، ولأن واجب سيارة الإسعاف ميداني فقط، لذلك اوصلتني سيارة الإسعاف لبطاريتي ومنها سوف استقل سيارة توصلني لوحدة الميدان الطبية، وهنا كانت المفاجئة التي ابكتني، رأيت الشهيد احمد عيد احمد قد وسد الأرض، مغطى ببطانية لكامل راسه وقدماه حافيتان لأنه كان أطول من البطانية ، عادت سيارة الإسعاف لواجبها، وهيأت سيارة واز قيادة لنقل جثة الشهيد احمد لوحدة الميدان الطبية، أمر موضع المدافع الملازم الأول المدفعي جمال احمد العاني وهو أقدمنا بعد امر البطارية الذي يتواجد في المرصد مع امر كتيبة دبابات خالد، قال لي ملازم أول جمال اذهب يا ملازم حامد مع جثمان الشهيد لكي تتم معالجتك ايضا ، وصلنا لوحدة الميدان الطبية التي ارسلت جثمان الشهيد إلى مشفى المزة العسكري وسط دمشق بكتاب رسمي ، قال لي طبيب وحدة الميدان الطبية جرحك ليس عميق ويحتاج ان يخاط وهذا ليس من صلاحية وحدة الميدان، وصلت لمشفى المزة بحدود الساعة الثامنة ليلا، استلموا جثمان الشهيد احمد عيد، وعولج جرحي وعدت لبطاريتي.
ملاحظة 1: قلت استطاعت سرية مقر اللواء 12 ان تأسر بعض جنود العدو، لاحقا علمنا ان الاشتباك كان مع حماية قائد الفرقة ال ص ه ي و ن ي ة المكلفة بواجب استعادت الأرض التي خسرتها لصالح الجيش العربي السوري ومن ثم التوجه لاحتلال مشارف دمشق لا سامح الله، وبذلك استطاعت قواتنا العراقية الباسلة من الدفاع عن دمشق العروبة.
ملاحظة 2: بإذن الله تعالى سيصدر لي كتاب مذكراتي عن مساهمتي بحرب تشرين الخالدة وهو الآن قد أنجز وصحح وحصلت موافقة الجهات الأمنية السورية على طبعه.
الحلة
7 ت1
2024



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين والعمل النقابي :
- العريف علي تركي وزواج القاصرات :
- عبد الرزاق عبد الواحد وسلوكه المشين :
- أرى أم صخر لا تمل عيادتي :
- الشاعر الشعبي ساسون اليهودي :
- عرض كتاب / السيد ضايع كريم شهيد انتفاضة آذار الخالدة :
- الشاعر الحاج زاير الدويج رحمه الله وبعضا من نوادره وسرعة بدي ...
- يوم الكَسْلَه :
- الوفاء والغدر : قصة وفاء نادر وزوج غادر أنا شاهدها :
- مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية بنسخته العاشرة 2023 وش ...
- مهرجان بابل ومغنية الحي تطرب
- عروة بن الورد والعراقيين :
- ( عبد العمص) شخصية غرائبية :
- ما قاله الشعراء الشعبين في العيد :
- طرائف تراثية شيقة.. في الابوذية
- إياكم وشتم الأحزاب !
- محطات جمالية في.. ( منمنمات دمشقية ) للشاعرة السورية ( ليندا ...
- عرض كتاب : ( التحكيم في عقود الاستثمار الأجنبية)
- ( بير يوسف )
- الدارمي أو غزل البنات :


المزيد.....




- عام من الألم للأمهات في غزة وإسرائيل.. ونداء لإنهاء الحرب -ل ...
- -بضاعتكم ردت إليكم-.. -حماس- تنصب كمينا لقوات إسرائيلية باست ...
- الأزهر يوجه رسالة لـ-المقاومين الشرفاء- بعد عام من الحرب على ...
- في ذكرى -طوفان الأقصى-.. ستارمر يتجاهل الضحايا الفلسطينيين و ...
- كم بلغ حجم الخسائر الإسرائيلية في الجبهات الداخلية والخارجية ...
- موسكو تحقق مع 14 صحفياً أجنبياً بعد تجاوزهم الحدود الروسية ا ...
- بالأرقام.. عام على هجوم 7 أكتوبر
- إجلاء العرب من لبنان بعد تصاعد القصف الإسرائيلي
- ماكرون يدعو إلى وقف تسليم الأسلحة لإسرائيل ونتنياهو يرد -عار ...
- إسرائيل تتذكر الرهائن في الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوب ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - من ذكريات حرب تشرين 1973 :