أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود سالم - مسرحية ماكرون ونتنياهو














المزيد.....

مسرحية ماكرون ونتنياهو


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجتمع الفرنسي، يمينه ويساره قد تعود منذ أكثر من سبع سنوات الآن قدرة إمانويل ماكرون على الكذب وتزوير الحقائق السياسية والإقتصادية، وقدرته على اللعب بالمتناقضات بدون خجل، بتعبيره المفضل في "نفس الوقت" - "وفي الوقت نفسه" -« En même temps » عند تصريحاته المتكررة بالقيام بشيئين متناقضين، كأن يساند إسرائيل مساندة بلا حدود وفي نفس الوقت يصرح بظرورة حماية المدنيين في غزة، على سبيل المثال. ولا تضاهي قدرة ماكرون على الكذب سوى قدرته على المراوغة والخداع والتمويه، فيبدو أنه اكتشف يوم السبت 5 أكتوبر 2024، في مقابلة على قناة فرانس إنتر الحكومية، وجود حرب همجية على سكان غزة وأنه من الضروري وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم لإبادة الأبرياء : “أعتقد أن الأولوية اليوم هي أن نعود لحل سياسي، وأن نتوقف عن تسليم الأسلحة لمواصلة القتال في غزة” و”نحن لا نحارب الإرهاب والإرهابيين من خلال التضحية بالسكان المدنيين” ونسي أن يذكر الأسلحة التي يمكن أن تستعمل في جنوب لبنان، ربما لآن المهمة الإسرائيلية لم تنته بعد. ويأتي هذا التصريح الذي لا معنى له سوى ذر الرماد في العيون وركوب موجة المنادين بالسلام منذ بداية العدوان. وذلك بعد عام كامل من "الدعم غير المشروط" وبعد أن أنهى نيتنياهو وتساحال عملهم ومهمتهم في تحطيم غزه وإبادة سكانها. بعد عام من المجازر وسقوط أكثر من الأربعين ألف قتيل، والبعض يقول 200 ألف قتيل في غزة، بما في ذلك عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وذلك وفقًا للباحثين في مجلة "لانسيت - The Lancet" العلمية. ذلك أنه من المستحيل إجراء تقييم دقيق، حيث أنه تم تدمير النظام الصحي والإدارات بمجملها، وإحصاء الوفيات شبه متوقف وعشوائي لعدم إمكانية التواصل بين المناطق والإدارات الصحية المتبقية، والعديد من الضحايا تحت الأنقاض. وقد تم تدمير 60% من مساحة غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والجامعات والمساجد، ومستوى الدمار أكبر من أعظم التفجيرات في نهاية الحرب العالمية الثانية. بعد عام كامل من الاتهامات المنهجية، من قشبل الحكومة الفرنسية بمعاداة السامية ضد أولئك الذين طالبوا بوقف إطلاق النار ومطاردة كل من يساند القضية الفلسطينية ومنع التظاهرات السلمية وملاحقة المتعاطفين مع ضحايا القنابل الإسرائيلية بتهمة تمجيد ونشر الإرهاب، وبعد مرور عام على كل هذا، يتظاهر ماكرون بأنه يكتشف المذبحة التي تجري في غزة، وأنه يجب علينا التوقف عن تقديم الأسلحة لمواصلة هذه المذبحة. وبالإضافة إلى هذا الهراء الستراتوسفيري، ضاعف ماكرون الأكاذيب، فأعلن في اليوم نفسه أن “فرنسا لا تسلم” الأسلحة إلى إسرائيل «la France ne livre pas» d’armes à Israël. غير أن ميديابارت Médiapart، الصحيفة الإلكترونية المستقلة والمحسوبة على اليسار الفرنسي، أكدت بالوثائق، أن فرنسا سلمت أسلحة بقيمة 30 مليون يورو إلى إسرائيل في عام 2023، وأنها لم تفرض أبدًا حظرًا على شحنات الأسلحة إلى هذا البلد. وفي مارس الماضي، كشفت صحيفة أخرى "ميديا ديسكلوز - Disclose" أن "فرنسا سمحت، في نهاية أكتوبر 2023، بتسليم إسرائيل ما لا يقل عن 100 ألف خرطوشة لرشاشات من المرجح استخدامها ضد المدنيين في غزة". ومن جانبها، قامت شركة صناعة اسلحة الدمار، تاليس Thales الفرنسية بتسليم معدات للطائرات المسلحة بدون طيار إلى إسرائيل في بداية عام 2024، رغم وجود المعلومات التي تثبت المجازر اليومية، والأدلة على الإبادة الجماعية والمجاعة المنظمة في غزة والتي أصبحت معروفة للجميع. وعلى نحو مماثل، كان من المقرر أن يستقبل معرض الأسلحة الدولي يوروساتوري Eurosatory، الذي تم تنظيمه في باريس في يونيو ٢٠٢٤، أكثر من 70 شركة إسرائيلية، بما في ذلك عمالقة صناعة الأسلحة المدمرة في الدولة الاسرائيلية، وتحت الضغط الشعبي والسياسي، تم إلغاء حضور العارضين الإسرائيليين، لكن القضاء الفرنسي سمح بذلك في النهاية وخضع لجيش المحامين الذين جندتهم إسرائيل للدفاع عن مصالح شركاتها. كما لا تزال فرنسا ترفض محاكمة أو حتى التحقيق مع الجنود الفرنسيين الإسرائيليين بخصوص الجرائم المرتكبة في غزة، على الرغم من وجود 4185 فرنسيا على الجبهة في غزة. وأخيراً، أكد ماكرون أيضاً أن فرنسا كانت "منذ أكتوبر 2023 (...) واحدة من أولى الدول الأوروبية التي طلبت وقف إطلاق النار" في غزة. الآن بعد أن لم يعد الرعب المطلق محل نزاع، فهو يحاول أن يجعل الناس يعتقدون أنه كان إلى جانب الشعب الفلسطيني وأنه يدافع عن حقوق الإنسان وأن إسرائيل تبالغ في إنتقامها من حماس. ماكرون يحاول أن يكتب التاريخ كما يريد، يلفق الأخبار والمعلومات حسب الظروف والملابسات، دون أن يأبه للحقائق المعروفة من الجميع، كمسطول يعيش في عالم متواز للعالم الواقعي. ففي 24 أكتوبر 2023، خلال رحلة إلى إسرائيل، أمام كاميرات العالم بأسره، نعت ماكرون نتنياهو بلقب “«cher bibi» - عزيزي بيبي”، وهو لقب يدل عل الحب والصداقة أو الألفة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد ألقى للتو خطاباً شديد العنف قال فيه : "نحن في حرب، الحضارة ضد الهمجية" وأن هذا الصراع يهم "العالم كله". وكان ماكرون، الذي يتبنى تماما الخطاب الإسرائيلي بشأن "الحرب على الإرهاب" و"صدام الحضارات" الذي نظر له سفاح آخر، جورج بوش قبل الحرب في العراق، قد اقترح صراحة أن تشارك فرنسا والتحالف الدولي عسكريا في الحرب ضد حماس، حتى لو أدى هذا التحالف إلى القيام بقصف غزة! وهذا هو العكس تماماً من الدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي يدعي الدعوة له بعد فوات الأوان. وبمثل هذه الجرأة والصفاقة وهذه العلاقة غير المقيدة مع الواقع، يحاول ماكرون أن يجعلنا نعتقد أنه لم يدعم القادة الإسرائيليين في أي يوم من الأيام، وربما ذات يوم سيقوم بإدانة نيتنياهو. نيتنياهو هذا الممثل الآخر الذي تظاهر بالغضب الشديد من تصريحات ماكرون وصب عليه نقمته في مسرحية ركيكة، سيئة الإخراج والآداء رغم براعة ماكرون ونيتنياهو على تقمص كل الأدوار والأقنعة.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية كل شيء
- الشعب الذي يرفض أن يموت
- لماذا لا نزحف على إسرائيل ؟
- المادة العجيبة
- عن العرب والإسلام والتخلف
- ما هي المادة ؟
- لماذا العبور
- أزمة الفيزياء النظرية
- عالم الذرة وعالم المجرات
- نهاية العالم بين الجحيم والجليد
- الأدلة على نظرية Big Bang
- مراحل الإنفجار الكبير
- الثانية الأولى من الإنفجار الكوني
- نظرية تمدد الكون
- وتأخر المسيح عن موعده
- بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
- هل للكون بداية ونهاية ؟
- العبث بين الدين والفن
- بداية الخلق
- بين التأمل والتجربة


المزيد.....




- بحيوية ومرح.. مسنة تحتفل بعيد ميلادها الـ107 محاطة بالأصدقاء ...
- ترامب: أعتقد أن نتنياهو -لا يستمع على الإطلاق- لنصائح بايدن ...
- نتنياهو يقترح اسمًا جديدًا لحرب إسرائيل في غزة بدلا من -السي ...
- الجيش الإسرائيلي: لواء -جولاني- فقد 92 من مقاتليه خلال عام
- بعد الدمار الهائل.. فرق إنقاذ دولية تصل إلى البوسنة لإزالة ا ...
- مصر.. سائق يتحرش بابنة سفير إحدى الدول والأمن يتحرك
- نوع من المكسرات مفيد للأمعاء
- كلمة مصورة للناطق باسم -كتائب القسام- في الذكرى السنوية الأو ...
- عضو كتلة -الوفاء للمقاومة- أمين شري لـRT: إسرائيل فشلت في تح ...
- مشاورات أمنية عاجلة ونتنياهو يعلن اسما جديدا لحرب غزة


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعود سالم - مسرحية ماكرون ونتنياهو