أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوجمعة الدنداني - اللعين مسرحية















المزيد.....

اللعين مسرحية


بوجمعة الدنداني

الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


مسرحية " اللّعين " : بوجمعة الدنداني

قلت مرة للّعين" ألم تسأم نفسك الإقامة في هذا الحقل وحيدا منفردا ؟ "
فأجابني قائلا :" إنّ لي في التخويف لذّة لا يسبر غورها ، ولذا فانّي راض عن عملي ولا أملّه."
جبران خليل جبران

الشخصيات
اللعين
قزم 1/ _ فوزي
قزم 2/ _ جاد
القزمة / _ راضية
(في منتصف الركح يبدو طويلا على هيئة تمثال وحوله أقزام لا يرى رأسه فقط الجذع واليدين والرجلين لا يتحرك شبيه بالناطور .)
قزم 1 : انزل لنراك كم أنت طويل لا نرى رأسك
قزم 2 : هل عندك رأس ؟
قزم 1 : عفوا أكيد عندك رأس فقط نريد أن نعرف شكله هل يشبه رؤوسنا
القزمة : اشك أن له رأس كل من تضخمت جثته أو طالت فرط عقله
قزم 2 : اسكتي لا نبدأ بالتنمر
قزم 1 : نعم لا نبدأ بالتنمر
القزمة : اظهر وبن عليك الأمان
(يتلمس القزم 1 ثم يرميه ثم يمسك به يتحسسه ثم يتركه )
اللعين: كم أنت قميء
قزم 1 : شكرا انه مدح أليس كذلك
قزم 2 : افرح انه يمدحك
قزم 1 : شكرا يا لعين
اللعين : وأنت أيضا قميء وتافه
قزم 1 انه يمدحك
قزم 2 شكرا يا لعين
اللعين : ما هذا الشعب هل تحبان هذا
قزم1 و2 : نعم زدنا كلامك عسل
اللعين : خائنان فاسدان
قزم1 : يا للسعادة نحن خائنان وفاسدان
اللعين : أهبلان
قزم 1 و 2 : يا للسعادة يا للسعادة
اللعين : أزيدكم
قزم 1 و 2 : طبعا انه عسل مصفى
اللعين : يا كلاب
قزم 1 و 2 : افرح افرح نحن كلاب
اللعين : شعب لطيف أنتما ...جحشان حماران بغلان
القزمة : أتفرحان للشتيمة ما هذا الغباء
قزم 1 : انه سيدنا ومولانا زدنا زادك الله من خيراته زدنا من هذا الكلام المصفى
اللعين : خيراتي كثيرة
قزم 2 : انظري ألم تري خيرات الأمطار تنزل علينا
القزمة : أمطار أ متأكد أنها أمطار، ذلك هو التهاب البروستاتا
قزم 1 : انظري ألم تري الأحجار الكريمة تتساقط علينا امسكي إنها حجرة كريمة من رجل كريم
القزمة : هههه كما كان يفعل ابن عروس يرمي الناس بالحجارة فيصيب هذا في رأسه فيلحس دمه تبركا ويصيب ذاك في رجله والآخر في ظهره وهم يتوجعون من الألم ويصرخون الشي لله يا ابن عروس
قزم 2 : سيدنا من ظهر ابن عروس
قزم 1 :سيدنا من ظهر السيدة المنوبية والجمالية وسيدنا عمر
اللعين : شعب تافه اكسبه بعلبة سجائر وركعة في مسجد
(يدوران باللعين ويغنيان )
نحن غرابا عك
عك إليك عانية
عبادك اليمانية
لبيك هبل
ا م
لبيك يحدونا الأمل
ا م
الحمد لك الشكر لك
الكل يخضع لك
لبيك هبل
ا م )
القزمة : عكعك
اللعين : ما بالك صامتة أنت يا قزمة يا متآمرة يا عقلة الإصبع يا خرقاء سافلة ورذيلة وصفيقة ورعناء طائشة سفيهة ووغدة من المناوئين المأجورين من عصابات الملثمين حبوب الهلوسة شذّاد آفاق مندسّة ومخرّبة جرثومة فقّاعة صغير صغرون حب التبر ور طويل بلا غلة لحّاس القصعة قتّال القملة .
القزمة : اللغة حرية . في ذهنك اللغة عبودية . يتعلم الناس اللغة ليتحرروا ويعبروا ويكتبوا ويصرخوا لا لنكبلهم ونستعبدهم بالتراكيب المعقدة والنطق المصطنع ، كل إناء بما فيه يرشح يا لعين .
اللعين : انتم متشابهون إذن كلامي موجه للجميع بماذا تتميزين أنت عنهم بالمؤخرة بالصدر بالشعر هذه أشياء سأحذفها حتى تعودون جميعا إلى نفس الشكل لا اختلاف
القزمة : أنا لست مثلهم ، شكلي لا دخل له في عقلي
(يضع يده على رأسها تحاول أن تتخلص)
قزم 1و2 : صرنا أطول منها صرنا أطول منها يحي اللعين يحي الناطور
(تفلت من بين يديه)
قزم 1 و 2 : يا ..عادت كما كانت
(ينتحبان في الركن ويد اللعين تلاحق القزمة)
القزمة : لا تتصور انك ستنتصر علي
اللعين : تتحدينني
القزمة : اجل أنت لا تراني رأسك في السحاب
(يمسك بيدها وينترها فترتطم بالجدار)
القزمة : لا بأس مازالت يدي اليسرى سأخفيها
(ضحك اللعين كأنه بكاء )
اللعين : سأقتلك عرقا عرقا عضوا عضوا خلية خلية
(ينتر رجلها اليمنى تفر خلف القزمين فيهربان ويتركانها للعراء )
ماذا ستفعلين الآن أنت وحدك في العراء
(ينتر رجلها اليسرى ، تزحف وتحاول ان تختفي خلف القزمين يهربان خلف طاولة خلف ستارة خلف باب يدركها يحملها ويضعها وسط الركح يحاول ان يمسك باليد اليسرى فيعجز تتسلل)
قزم 1 : هربت
قزم 2 : هل امسك بها
قزم 1 : صرنا أطول منها
قزم 2 : انها تزحف دعها ستموت لا تلوث يديك بدمها
اللعين : لابد ان اشرب دمها حتى يعود لي توازني وطولي الطبيعي دمها شفاء
قزم 1 : اذا شربنا نحن أيضا نعود إلى حجمنا الطبيعي
قزم 2 : هل تعتقد منذ ولدت وأنا بهذا الحجم
اللعين : طبعا حجمكما غير طبيعي من دمها تعودان كما كنتما
قزم 1 و 2 : وهل كنا نختلف عما نحن عليه الآن
اللعين : طبعا ساعداني وستريان السعادة والنعيم
(يحاولان الإمساك بها ولكنهما يعجزان واللعين يبحث بيده كأنه يحرك طنجرة )
القزمة : احترسا أنتما الآن تحت ضغط عقلية القطيع ستندمان حين لم يعد ينفع سيختلي بكما بعدي ويقتلكما وسيزعم ان دمكما حلال وضروري لتوازنه . ستبكيان كما بكى الثور الأسود .
قزم 1 و 2 : هل صحيح ما تقول يا لعين
اللعين : هل سمعتم عني غير الصدق ونظافة اليد والوطنية
قزم 1 و 2 : سمعنا كل الخير تعيش وحدك ككل الأنبياء ولا نعرف ماذا تأكل وتشرب وكيف تعيش الحقيقة لم نسمع عنك إلا كل الخير .
القزمة : اقتربا انه ناطور صورة فقط انظرا اقتربا بهدوء الحذاء فارغ لا قدم فيه ولا أصابع اقتربا انظرا إلى رجل السروال انه فارغ تلمسا جيدا فارغ
قزم 1 : لإخافة العصافير
قزم 2 : ما القصة ؟
القزمة : انتم في نظره عصافير
قزم 1 و 2 : نحن عصافير أحجامنا صغيرة لكننا لسنا عصافيرا
القزمة : سيصطادكم واحدا واحدا ويشويكم ويأكلكم
قزم 1 ويضعني على النار
(يبكي)
قزم 2 : ربما طبخنا يا ويلي لنهرب
(ينتحب)
القزمة : إلى أين ؟ سيلحق بكما ويقتلكما أصابعه طويلة وكبيرة
قزم 1 : ماذا نفعل ؟
قزم 2 : ورّطنا معه
القزمة : كيف ؟
قزم 2 : عرض علينا أن نساعده في القبض عليك ويحررنا
القزمة : يحرركما من ماذا ؟
قزم 1 : من حجمنا نعود لأحجامنا تعبنا في هذا الجسم القميء الضئيل حتى الضب استوطأ حائطنا وصار يتبول على جدارنا والعصافير تزق على رؤوسنا والمطر هجرنا والحقول والمتاجر يسرح فيها الدود
قزم 2 : يحررنا من السنوات العجاف
القزمة : هو المتأزم هو المتورط هو المنتكس هو المنتفخ يبعبع ليخفي ضعفه وخوفه لا تهاباه أنا أيضا أغراني نقتل الجميع ونتزوج وننطلق في الأرض وحدنا لا شريك لنا ولا ...
قزم 1 : صحيح
القزمة : طبعا صحيح انظرا منذ أن كشفناه لبد في جحره لم يعد قادرا على تحريك يديه
قزم 2 : ربما يخفي في يديه حجرا سيضربنا بها
القزمة : لا يمكن ، يده شلت تماما إرادتنا معا قهرته
قزم 1 : ربما هو نائم
القزمة : ربما يتناوم أيضا لا نامن له ، انه يكذب ، تمثال فارغ ليخيفنا اضرب هنا في الرجل لا حركة في الحذاء لا حركة
قزم 1 ما الحكاية ؟
القزمة : انه دجال انه دمية تحركها خيوطا لا نراها ولا يراها هو نفسه
قزم 2 : لكنه من الأولياء الصالحين
القزمة : لا تصدق دعاويه لابد ان ننقلب عليه وإلا قتلنا
قزم 2 : ماذا نفعل لو يستفيق سيقتلنا جميعا
القزمة : لن يقدر إذا شكلنا قوة معا وتعاهدنا على القضاء عليه حتى نتحرر فعلا
قزم 1 و2 : نتعاهد
(يضعون أيديهم فوق بعض )
القزمة : نتعاهد ، الخيانة جريمة من يخون ...
قزم 1 : لن نخون
قزم 2 : لن نخون ، ماذا نفعل
القزمة : لنفكر معا
( يختلون في الركن ، صمت )
قزم 1 : واضح
قزم 2: واضح جدا
القزمة : نبدأ معا
الجميع : لسنا أقزاما لسنا أقزاما
يكفي أن تثق بنفسك حتى تستعيد نفسك
وتدرك وضعك الطبيعي و حجمك الحقيقي ودورك الطليعي
فلنغير أسمائنا التي الصقها بنا الكاتب المتواطئ الترقيعي
( ينتفضون ويستعيدون طولهم العادي ووضعهم الطبيعي )
القزمة : أنا اسمي
قزم 1و2 : راضية
قزم 1: وأنا اسمي
القزمة والقزم 2 : فوزي
قزم 2 : وأنا اسمي
القزمة والقزم 1 : جاد
( يحيطون بالتمثال ويدورون به )


راضية : انظرا سنبدأ بتفكيك البراغي وستريان كيف ينهار
فوزي : أول شيء هو أن نفك هذا البرغي البارز والخارج عن موقعه حتى تعود للثورة نصاعتها
جاد: هذا المسمار صدّد وصار اسودا كالفحم لنقتلعه ونقتلع معه الاستبداد
راضية : هذا برغي تضخم ولا ينفع معه الا الجلم حتى ننظف الخروف من صوفه الزائد ونقضي على المجالس الصورية ، اسحب ماذا هناك تحت الرجل
فوزي : الرجل انثنت ثم سقطت اسحب
جاد : والثانية لحقت بالأولى لقد خرّ على ركبتيه ، إنها وثائق انه تاريخ مزور
راضية : انتظرا ستشاهدان ماهو أخطر وأهم
جاد : وما ذاك
راضية : الرأس
فوزي : لنواصل العمل حتى ينزل من علياءه لنرى بما هو محشو
جاد: هذا البرغي يخفي سجنا
راضية : الحرية طمست تحت النعال
جاد : والإعلام دجن
راضية: يده انفصلت
جاد : والأخرى أيضا
فوزي : الصدر يترنح كالقفص افتحه
راضية: مساجين مساجين مساجين
جاد : لينطلقوا
راضية : بان الرأس
فوزي : افتح برغي الرقبة بقوة
جاد: كان الرأس ...
راضية : ما به
جاد : كأنه منفصل عن الجثة
راضية : غريب رأس من ؟
فوزي : لا ادري
راضية : الجثة من بلاد والرأس من بلاد أخرى أم ماذا ؟
جاد : لنرى ما فيه
فوزي : كهوف كهوف مغارات فارغة وطاويط غربان كلاب سائبة احمرة
راضية : ثم ماذا ؟
فوزي : أرى جنودا بأزياء ثلاثية الألوان يتقدمون باتجاهنا
جاد: ثم
فوزي : ريح صرصر تحمل الفقر والجوع وقضاء يتوكأ على عصا وقد أصابه الهرم والعمى
جاد : ثم
فوزي : كان فوقنا رعودا ويروقا
جاد : عادي
فوزي : وتحتنا زلازل وفيضانات
جاد : عادي
فوزي : الإنسان يميل إلى الحيوانية والحيوان يميل نحو الإنسانية
جاد : غير عادي
راضية : والحاكم نحو التغوّل والمحكوم نحو التبهلل

ستار



#بوجمعة_الدنداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه والقفا: قراءة أخرى بعد خمس سنوات عجاف في حكم سعيد
- الشعب العربي بين الجدار العازل والتهجير القسري


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوجمعة الدنداني - اللعين مسرحية