صحفي ام بوق النظام!!

متي كلو
كاتب واعلامي
(Matti Kallo)

الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"الصحافة الحرة تقول للحاكم ما يريده الشعب، وليس أن تقول للشعب ما يريده الحاكم."
مصطفى أمين
في احدى المحطات التلفزة قال الصحفي العراقي فلاح الذهبي "بعد سنتين راح تشوفون المواطن الاوربي يدور على فرصة عمل في العراق!!
لو قال ذلك احد المعتوهين ربما قلنا انه فقد عقله ، واذا قالت ذلك احدى قارئات القنجان ، قلنا ليس هذا بجديد عنها، واذا قال ذلك قارئ الكف، قلنا اتركوه يقول ما يحلو له، واذا قال ذلك"فتاح الفال" قلنا حاله حال المعتوه و قارئة الفنجان او قارئ الكف واذا قلنا انه القى نكتة او دعابة ، سوف نضحك ونشكره لانه اضحكنا واسعدنا في هذا الزمن الردئ الذي اصبح مثل " فلاح الذهبي" صحفيا ! ولكن ان يقول ذلك من يطلق عليه "صحفي" فهذا يجعلنا نسال، ما مصلحة هذا "السي حافي" لكي يكذب او ينافق وهو يزاول مهنة الصحفي وجميعنا يعلم بان مهنة الصحافة من انبل المهن الحضارية وتتسم بالرقي والمصداقية والنزاهة .
الصحفي الحقيقي والمهني لا يبيع قلمه بسعر بخس من اجل من يدفع له اكثر او منصب زائل او ربما مجانا!! وهذا "السي حافي" هل يعلم بان نسبة البطالة في العراق بلغت اكثر من 16 بالمئة ونسبة الفقر اكثر من 22 بالمئة اي ما يعادل 10 ملاين عراقي و6 ملاين يتيم ومليوني ارملة و4 ملاين شخص يعيشون في العشوائيات!! وان بغداد من اسوأ 5 مدن في العالم تلوثا وهذا التلوث يسبب كثير من الامراض وهل يعلم بان منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونيسف" نشرت تقريرا بوجود 2.3 ملايين طفل عراقي في سن الدراسة خارج المدارس، وان العراق في المرتبة 64 بمؤشر الجوع العالمي!!!
هل يترك المواطن الاوربي بلده والذي يتمتع فيه بكافة الحقوق ومنها الحرية وحق المواطنة بدون استثناء ويبحث عن فرصة عمل في بلد يسوده الفساد في كافة مؤسسات الدولة ،هل يترك بلده الاوربي والذي فيه مئات المصانع والتي تنتج الالاف المختلفة من السلع ويبحث عن فرصة عمل في بلد توقف فيه اكثر من 20الف مصنع للقطاع العام والمختلط و40 الف مصنعا اندثر واصبحت مكائنه"سكراب " وان وزارة الصناعة تحولت إلى "شبكة للرعاية الاجتماعية حيث تدفع وزارة الصناعة الرواتب الشهرية لأعداد كبيرة من العمالة من دون إنتاج، هل يعلم هذ"السي حافي" ان مساهمة الصناعة في حجم الانتاج كان في ايام الحرب مع ايران 14 بالمئة ولكن الان انتكس الى % 0.7، وهل يعلم هذا "السي حافي" بان الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 انفقت 101 مليار دولار لتاهيل القطاع الصناعي ولكن ذهب معظم هذا الملبغ الى جيوب الفاسدين من الوزراء والنواب والاحزاب الاسلامية ومليشياتها ! هل يعلم هذا"السي حافي" ان العراق يملك ثروة نفطية هائلة وان ميزانية العراق لعام 2023 بلغت اكثر من 153 مليار دولار، ولكن العراق مصنف في اكثر بلدان العالم فسادا!! وهل يعلم هذا"السي حافي" بضياع ما يقارب الف مليار دولار خلال العقدين الماضيين وهذا تصريح لرئيس الجمهورية السابق برهم صالح!! وهل يعلم هذا"السي حافي" ان هذا الفساد بدعم من الحكومات المتعاقبة منذ ابراهيم الجعفري الى محمد شياع السوداني والتي تم تشكليها من قبل الاحزاب والمليشيات الاسلامية والتي تدير شؤون البلاد والمقربة من"الشقيقة" ايران .
كما نعلم جميعا بان الفساد المالي والاداري ينخر جسد الدولة العراقية من خلال استشرائه في كافة المفاصل ومنها القضائية والامنية وان هذا الفساد يكبد الاقتصاد العراقي خسائر كبيرة للغاية، فهذا هو"العراق" اليوم، ويخرج هذا"السي حافي" ليكون بوقا النظام في الدولة العميقة و يقوم بتلميع النظام والتعتيم على فساد الدولة، ولكن مثل هذا"السي حافي" لا يخفى على المواطن العراقي على مدى ارتباطه برموز النظام الحالي ويعتاش من امواله المسروقة وبدون لاي وازع اخلاقي، ويملك قلم النفاق والدجل والكذب ، وسؤالنا لهذا"اسي حافي" الا يعلم بتفشي الرشوة والمحسوبية والسرقة بشكل كبير في جميع مفاصل ومنها الصحية حيث عدد الاسرة في المستشفيات للفرد بشكل فعلي بحلول العام 2017 ، من 1.9 سرير لكل 1000 عراقي إلى 1.1 سرير لكل 1000 فقط ، الم يسمع هذا الصحفي بان الشرطة العراقية قد فضت بالقوة احتجاجاً لآلاف الأطباء؛ تظاهروا أمام «المنطقة الخضراء، وسط بغداد، للمطالبة بوظائف في القطاع الصحي .. اي فرصة عمل ..!!
الجميع يعلم بان الصحفي المهني اكثر اطلاعا على مجريات الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، حيث ينتمي الى اكبر سلطة في البلد، ويطلق عليها السلطة الرابعة، وتعمل كما تعمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتعتبر اهم تلك السلطات،حيث قال المفكر الانكليزي الايرلندي (أدموند بروك) امام مجلس البرلماني البريطاني: (ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان لكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي اهم منكم جميعا). وهنا تتجلى مقولة "المضحك المبكي".

#متي_كلو (هاشتاغ)       Matti_Kallo#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات