أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - تدبر سورة الزمر















المزيد.....

تدبر سورة الزمر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 18:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أولا لماذا سميت السورة بسورة الزمر؟ الجواب سميت كذلك للإشارة الواردة في نهاية السورة عن ختام مشهد الحساب والقضاء أمام الله، فيساق أهل النار زمرا إلى الجحيم، وبساق أهل الجنة للنعيم زمرا { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ} و { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًا}، والزمر جمع كلمة زمرة وهي الفَوْجُ من الناس والجماعةُ من الناس إذا كانت قليلة العدد، فلذلك سميت بهذا الأسم بالرغم من أن حديث السورة كلها تقريبا عن تعريف الكتاب ومحتواه والتصديق بما فيه وعاقبة التكذيب والمكذبين.
الحور الأساسي والحديث الأكبر في هذه السورة عن موضوعين مترابطين الأول عمن يتدين ويؤمن بالله ولكن يتخذ بين الله وبينه وسيط أو مقرب، هؤلاء لا ينكرون الله لكنهم ضلوا الطريق فالله لا يحتاج لوسيط وهو معكم أينما كنتم وهو الأقرب من كل قريب {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}، هؤلاء ظانين والظن لا يقرب من الحق مهما حاولوا أن يبرروا لأنهم لو أستخدموا عقولهم فكيف يكون هذا المعبود يقربهم لله زلفى وهم صنعوه بأيديهم، وشكلوه كأنفسهم فمن باب أولى أن يعبدوا من صنع هذا المعبود المزعوم، والأولى ثم أولى أن يعبدوا من خلق صانع المعبود وهو الله، فأنظر كيف يكذبون على أنفسهم وهم يزعمون أنهم يؤمنون بالله.
فالإخلاص في الدين وعبادة الله لها شروط أساسية لا يمكن أن تجتمع مع نقائضها، الصدق رأس مال المؤمن في تجارته مع الله والكذب هو ضلال وإضلال متعمد وهو طريق من لا يريد أن يكون مع الحق، إذا الصدق هو أن تكون حقيقيا مع نفسك ومع الخارج وعلى الحق سائرا وعادلا فيما تعبد، وأن تعطي الله ما في قلبك وعقلك وضميرك وهذا هو الإخلاص الذي تكرر كثيرا في السورة { إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ}، أشتراط الله الإخلاص في الدين هو أشتراط من أجل الرحمة بالعبد وحسن القبول، لذا من يدعي أنه يعبد الله ويتخذ من مخلوقات الله طريقا لرضا الله فهو كاذب لأنه لا يعرف ماذا يعبد ومن يعبد؟، فالله الذي له كل شيء وبيده كل شيء وأمر كل شيء راجع له لا يقبل أن يشرك في أمره أحدا طالما أن العبد قطع صلته المباشرة فيه {أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ},
مالا يعرفه الكفار والمشركين والمنافقين أن الله غني عنهم وعن عبادتهم لا تضره في شيء لو كفر الوجود كله ولا ينفعه بشيء إيمان الوجود كله، ولكنه ومنذ أن كتب على نفسه الرحمة يوم كان رحمانا أحب أن تشمل رحمته كل مخلوقاته، وأن تنعم بنعمته كل موجوداته {إن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ}، لذا فمن يحسن إيمانه فهو يحسن لنفسه ومن يطلب رحمة الله يصبها، ومن جحد وكفر وكذب وأستكبر فهم عن الرحمة مبعدون حتى يتوبوا أو يرجعوا لطريق الله نادمين {قُلۡ يَٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۗ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌۗ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ}، إذا الإخلاص مع الصبر على عبادة الله هي التي تجعل للمؤمنين تلك الحظوة العالية عند ربهم { قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ (11) وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (12) قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ (13) قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي}.
لقد ترك الله للناس حرية الخيار في السير بأي صراط، ولكن قبل أن بمنحهم حق القرار والإشاءة بين لهم وأنذر وأعذر وبلغ وحذر من أمرين، الأول أن لا تعبدوا الشيطان فهو لكم عدو مبين وما يعدكم بشيء لأنه غير قادر على أي شيء مهما زعم، فالله الذي بيده حياتكم وموتكم ورزقكم وقوتكم وهو الذي خلقكم وهو الذي يخرجكم من قبوركم وهو كل شيء في الوجود لا يمكن أن يقارب بهذا المطرود أساسا من رحمة الله وهو الذي كيده ضعيف، فأنتبهوا لعدوكم يا أولي الألباب وأنظروا ماذا حل بمن تبعه من قبلكم فأهلكناهم وما لهم من وجود {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، الأمر الأخر هو أن الله لا يعارض أن تعبدوا من شئتم ولكن عليكم أن تتحملوا ثقل الخسارة الكبرى والعذاب الأليم بما عبدتم وفرطتم في جنب الله { فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ}.
الله أيضا يتحدث عن العوامل النفسية والروحية التي تكون مقدمة للإيمان به والإقبال على الله، أولى هذه العوامل هو أن يشرح الله صدر الإنسان للإيمان، والشرح هنا أن يجعل من الصدر مفتوحا لتقبل نور الله حتى يصل القلب، فالشرح بالمعنى الذي قصدته السورة هو نفس الشرح أو الشق في المعنى اللغوي العادي بفارق القصد المعنوي للدلالة، فالله يشرح كل القلوب لنوره وهو الذي خلقهم على الفطرة الأولى أن يكونوا بالفوة مؤمنين، وهذا من عدل الله أن يسبب الأسباب للناس دون تفريق، فمن وجد قلبا رقيقا وخاشعا ولينا طريا لذكر الله تفاعل مع نور الله وأمن، أما الذين قست قلوبهم وغلظت ولم يعد فيها حياة ولا تعرف الصدق ولا تخشع فلن تتأثر بشرح الله لصدورهم ولم تتجاوب {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، فهذه القلوب المتحجرة المتيبسة خالية من النور مظلمة وظالمة، بينما القلوب اللينة التي تنهم برحمة الله تخشه ويخشع لها البدن من خشية الله { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ}، هذه الأمثال وغيرها يضربها الله للناس لعلهم يتقون { وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ}.
في مقارنة مألوفة في نهج الله وأسلوبه في عرض الإيمان على الناس هو التركيز على الصدق كونه المنجى الأول للبشر، فيما يذم الكذب والكاذبين وأعتبار الكذب هو الطريق المستقيم الذي يرمي بصاحبه إلى نار جهنم قاصدا مقتصدا، في آيتين متتاليتين يجري الله المقارنة بينهما والعامل المشترك بينها تصديق الصدق {فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ}، فالتكذيب على الله هو تكذيب بالصدق والتصديق بالكذب هو تصديق بالشيطان وهو كذب مركب {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}، بينما التصديق بالصدق هو تصديق بالله تعالى وهنا ندرك قيمة الصدق في الأعمال والعبادة { وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ (33) لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ}.
يقول الله تعالى أنه أنزل الكتاب للعالمين جميعا لا يستثني أحد ولا يعفي أحد منه ومن أحكامة، هذه الميزة الوحيدة التي تميز بها القرآن على كل الكتب وبها هيمن عليها، وهو أنه لا يخص زمان ولا يتعلق بمكان وليس لأمة أو قرية أو قوم فهو الدين الكامل التام العام {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، هذه الميزة تعني الكثير عند الله وهي نتائج التمامية في الدين، وأول هذه النتائج أن لا دين بعد التمام والكمال، فمن الطبيعي لو أراد الله أن ينزل دينا أخر فلا بدأن يكون تام وكامل، وما بين أيدينا دين تام وكامل، فأما أن يكون مثله وهذا عبثأ أو يكون أحسن منه والله جزم بالكمال والتمام والكامل والتام لا يمكن عقلا ومنطقا أن يكون هناك أتم منه وأكمل، النقطة الأخرى أن هذا الدين بكماله وتمامه قد نحى كل الأديان السابقة من قبله لأنها أما ناقصة أو غير تامة وفي المنافسة العقلية هو أولى منها في البقاء، فالناقص يحتاج لسد نقصه فيجده غي هذا الدين، والغير كامل يحتاج للإكمال فيرجع به للكامل، إذا دين محمد وكتابه القرأن هو دين الله القياسي الذي يقاس عليه ولا يقاس بأحد.
المحور الأهم التالي في السورة وإن كانت السورة كلها محاور مهمة ولكن موضوع الرحمة الكبرى يستحق إفرادا له في الدراسة والتدبر، هناك من الناس عن جهل أو غرور أو قلة ذكر أو ضعف في التربية الإيمانية يسرف كثيرا على نفسه في أرتكاب الذنب، لكن قلبه في الحقيقة فيه نور الله ويحتاج إلى تشجيع ودعم للعودة لله، اليأس من الرحمة يقتل الإنسان إيمانيا، هذا اليأس هو القنوط الذي يعني غلق الباب أمام أي محاولة بالعودة لله، فلا يقنط من رحمة الله إلا الكافرون لأنهم لا يعرفون حدود رحمته التي وسعت كل شيء { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}، الذي بقلبه نور ويظن بالله الرحمة لا يمكنه أن ييأس من المغفرة بشرط التوبة والمسارعة بالإنابة لله { قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ}، هذه الرحمة تبقي الباب مفتوح اللذين يدركوا ولو متأخرين أنهم كانوا في ضلال ووهم وغرور مما يسمح لهم ولغيرهم أن يسارعوا بطلب المغفرة ويسارعوا إلى تدارك ما يمكن تداركه قبل يوم لا ينفع نفس إيمانها إن لم تكن أمنت من قبل، هذا الباب لا يمكن أن يكون مفتوحا على الدوام {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
من هذه النتيجة في وعد الله وما أنزل من قبل يستخلص المؤمن حقيقة واحدة وهي حقيقة النجاة تكمن في هذه الآية التي تختصر كل معادلات الإيمان، أعبد الله مخلصا صادقا صابرا متقيا، أشكر على أنك تعبد الله والله قد شرح صدرك للإيمان، وتشكر أنه هداك ولم يجعلك من أولياء الشيطان، وتشكر لأنه جعلك من الذاكرين والمتذكرين، وتشكر أن الله رحمك وهداك {بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ}، هذا التكامل بين العبادة والشكر تماما يشبه حالة الإبحار على مركب، فالعبادة هي المركب والشكر هو معرفتك كيف تسير المركب في البحر، فكلاهما لازم وكلاهما ضمان أن تصل مرادك، فلله الحمد ولله الشكر هذه الكلمات الأخيرة التي يكررها أهل الجنة بعد دخولها ظافرين أمنين مستبشرين { وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ}، هذا ما لدي والله ورسوله أعلم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسماعيل الذبيح
- تدبير سورة يس
- فاطر السموات والأرض
- رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ
- خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ بين النظريات والأراء ...
- ما معنى الجنة التي كنتم توعدون؟.
- نوح رسول قومه هل كان واحدامن عدة رسل؟ وما معنى كلمة نوح؟
- حكاية الثقافة في العراق بعصر الملالي
- علة التأخر في بناء واقع جديد
- الخير والشر وخلافات المسلمين على الإصالة فيهم أو الكسب
- حقيقة معركة بدر من نصوص القرآن الكريم
- لمذا سميت سورة يونس؟
- في تدبر سورة الأعراف
- في معنى رجال الأعراف قرآنيا
- خمريات... وتريات ... أوهام وأحلام
- نون والقلم وما يسطرون... من وحي المعنى...
- فلسفة العقاب في القرآن
- البيعة في الإسلام... بين المفهوم والممارسة.ح2
- البيعة في الإسلام... بين المفهوم والممارسة.ح1
- إشكالية العدل والعدالة في الخطاب الديني الإسلامي.


المزيد.....




- -الحرّيفة- عائدون بـ -الريمونتادا-
- صحفي أمريكي -يضحي- بيده اليسرى لأطفال غزة (فيديو)
- قصة الرئيس المصري الذي اغتيل في ذكرى انتصاره
- مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
- توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ -الكراهية- ...
- روسيا تعتزم إطلاق الصاروخ رقم 2000 من طراز R-7 بحلول نهاية ا ...
- أسباب الأكزيما وطرق علاجها
- مصر.. بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي بالضبعة في ذكرى نصر ...
- الكويت.. إحالة كل من روّج أخبار منع دخول المويزري للبلاد إلى ...
- مستشار أوكرني سابق يحذر زيلينسكي من -تمرد مسلح- بعد الانسحاب ...


المزيد.....

- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - تدبر سورة الزمر