أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - حفريات معرفية متوارية في ثلاث روايات قصيرة للكاتب واثق الجلبي















المزيد.....

حفريات معرفية متوارية في ثلاث روايات قصيرة للكاتب واثق الجلبي


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


(يوسف لا يعرف الحب / شفاء الشطرنج / كل أنواع الحلي لا تفيد الموتى )
قراءة / عبد الهادي الزعر
كيف يتم التأويل واختيار المقاربة النقدية اذا كان النص مستغلقاً ؟ عند قراءتنا لأي نص يتوجب علينا فهم معنى الكلمة وما بعدها فأغلب المفردات العربية تحمل أكثر من معنى معلن ربما تؤسس أرضية لدراسة لاحقة أو نواة متمردة عصية على التوصيف والتحديد فالمفردات والجمل اللاحقة عادة محملة بمحتوى حدثى مهما كان شأنه صغيرا أو كبيرا يوحى للتأويل فمثلاً قراءتنا للقران الكريم بتدبر وتؤدة غير قراءتنا للنصوص الوضعية الأخرى - خذ على سبيل المثال السرود التاريخية هي ليست مرويات عن أحداث مضت وانما وجهات نظر مؤرخ او مُوثق اتكأ على فعلٍ ما بعينه وباقي الأفكار تاّليف مغايرة لا تمت لصيرورة الأحداث بشيء بل شفرات عن المرجعيات والأفعال والشخوص والهرمونطيقا - يتحول السرد بنظر المُدون الى فضاء شاسع لا علاقة له بأرضية الحدث وزمانه لذا يطلق العنان للافتراض والتغريب لسد الثغرات وكما قال بارت ( هناك نوعان أساسيان من النصوص يمكن فرزهما -- القابلة للقراءة والقابلة على الكتابة ) والثانية هي التى يمكن التعويل عليها - النصوص أنثى ولادة لاتصل لسن اليأس يرتفع شأنها كلما عثر عليها قارئ ناقد يبث فيها دماً جديداً ؛ فالكلمات وتكويناتها تعكس أحاسيسنا وردة أفعالنا نحو عالمنا المحيط او تبوح بتصورنا الشخصي لما يمكن فهمه او عدم فهمه فأجسادنا المتعبة تستجيب مرغمة لفعل الضغوط التي نشاهدها فتفرض علينا ترجمة للحظة المعاشة وهو انعكاس شرطى عن المحسوسات كما يؤوله علم النفس الفرويدى فاللاوعى المعرفى المكتسب أتاح لنا التغلغل في مسامات غير مرئية جاء فى الفصل الأول من قصة يوسف لا يعرف الحب : ( يمد يده الى جيبه ليخرج وجهاً بحجم قبلات العواهر ، هذا الوجه الاسمنتى لا تلهيه نهود الزانيات ) بعض النابهين يغور بعيدا فى استبطان المعانى غايته كشف المضمر - فالكلمات بوصفها كيانات قائمة لها مدلولاتها ومعانيها الم تخاطب ملكة سبأ قومها بان كتابا انزل يقول (بسم الله الرحمن الرحيم ) فالكلمات بحور غائرة لا حدود لمعانيها - فى ملحمة كلكامش برواية طه باقر كان البحر فاصلا بين الموت والخلود وفى الشيخ والبحر لهمنغواى عدائيا قاتلا لا يأتى بالنفع الا بالمجاهدة والمغامرة بينما عبر عنه جنكيز ايماتوف بالخلق الأول الأسطوري اما بنظر الديانات السماوية هو اساس الديمومة والنماء ولهذا اقام الله عرشه على الماء ووصفه جيمس جويس -- موضع الحوريات الجميلات وغوته فى فاوست معتبرا اياه قوة دينامية لبناء المستقبل وفى رأى السندباد العراقي متاهة واكتشاف مجاهيل .
مما تقدم ان لكل كلمة معنى يطول ويقصر والبحر لا يفرض استثنائه علينا إلا اذا هاج وماج كما فى التوسونامى الذى احال نصف آسيا المتشاطئة الى رميمٍ تذروه الرياح - يقول الناقد ياسين النصير فى كتابه كلام النص : الكلمات تعنى شيئا وتشير باطنيا لشىء اّخر فماء البحر وهو يجرى معنى وماء المطر معنى وماء الثلج حين يذوب معنى – لا يتقيد معنى الكلمة بمصادرها اللغوية فلها دلالات لا يحددها النص كم هى صور وإحالات فى قصة شفاه الشطرنج : ( النفوس لم تعد كما كانت ، الألوان فقدت عذريتها والخطابات المتعالية تبث السموم والفقراء ملوا البلاد وأصبحت وجوههم قطع نردية بلا أرقام ؛ كيف يصلح المُدان كل هذا الخراب ) كم سعدنا حين قرأنا التراث الأندلسى الثر وكم خلف لنا جماليات هائلة من خلال الموشح كما ان الفلسفة المتمثلة بابن رشيق وابن ميمون وابن رشد وابن طفيل لا زالت قيد الدرس - لنذهب الى سياق آخر يعطى الكلمة أكثر من رؤيا : ديكارت أبو الحداثة فى مركزية الأنا - انا أفكر إذن انا موجود - معلناً ان الذات الطبيعية يكتب لها ويفكر وهى تنقل - - فى حين عد هيغل الذات جزء من المطلق ووفق ذاك المعيار تمسى الجملة جماعة والعبارة طائفة والنص امة والحرف كيان - شبه ابن رشيق بيت الشعر بالخيمة بعمودها الوسطى واروقتها و اوتادها وربما المتصوفة سبقوا ابن رشيق بالتمثيل يقول احد العارفين حضرت مجلسا لمتصوفي بغداد فإذا قال احدهم ( قافاً ) بكوا واذا ذكر الآخر( ميماً ) تبسموا - قال ابن سينا هذه الأبيات الفلسفية فى الروح :
رب ورقاء هتوفٍ فى الضحى ذات شدوٍ صدحت فى فنن
ذكرتْ إلفاً ودهرا سالفاً فبكت حزناً فهاجت حزني
ولقد تشكو فما افهمها ولقد أشكو فما تفهمنى
غير انى بالشجا أعرفها وهي أيضا بالجوى تعرفني
لازلت كغيري من الاربعينيين تأسرنى المفردة المعبرة العميقة المعنى ! النابهون من كتاب اليوم يمتطون المفردة القلقة فيسخروها فى مدوناتهم الشعرية والسردية لأنها تمد المعنى بطاقة إضافية ديناميكية هائلة تجعل القارئ يسيح فى لججٍ عميقة الغور ! محاولا مسك المعنى ولنا فى شعر الجواهرى والمتنبى وعبد الرزاق عبد الواحد عبرة بالرغم من شكل القصيدة العادي المتواتر نرى اغلب الشعراء حديثي التجربة قصائدهم مبناها ومعناها مستقر يمكن الإمساك به من اول وهلة بينما يمتطى الخبراء المجربون المفردة القلقة التى تخرب بيتها وتبنيه عند كل قراءة - الشاعر اللا مجدد يرضى لنفسه بيتاً يسكن به الى ان يرحل والشاعر المكين ينتقل كل يوم لبيت جديد - اما فى قصة كل انواع الحلى لاتفيد الموتى : (فى لحظة إمساك الغيم لم يتوقع شوقي ان روحه ستمطر ندماً فليس من الممكن ترويض الشتاء ، أرصفته التائهة كعمره المهدور يتساقط ريش الطائر على متن السهول المنبطحة والممتدة بين عين الدهر وزنده ) الأسلوب هو الرجل جملة رددها طه حسين يرحمه الله منذ عشرينيات القرن الماضي و الشعر والسرد المتقن صناعة فردية وفن يتميز به كل مبدع واصيل بالمراس والمران تلك الصناعة مكتسبة وقليل قليل هو الموروث فوادى عبقر لم يحدد له وجود على تضاريس خريطة اليوم وبقى قولا لا فعلا - فحسن التاليف والديباجة تزيد المعنى وضوحا وصاحب الأسلوب ما هو الا فنان يرسم و يصور أفكاره على نحو متفرد ولما كانت اللغة صناعة فانه يستخدمها ويضيف عليها أسرار تعبيرية إيحائية ؛ فلغة الابداع قائمة بين الانتقاء والصياغة والشعر ثورة متجددة لا تعرف الهدوء والاستكانة - الكلمات كالعصافير تطير فى فضاء الورقة وبطيرانها تزيل البياض الزائف وتثبت بياض حقيقي - - ذلك ماوجدته مع واثق الجلبى السارد الشاعر المفكر مع أجمل الأماني .
.........................
المصادر: صراع التأويلات -- بول ريكور الهورمينو طيقا - - عبد الغنى باره



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واثقيات 52 .. استعارات الظلام في أنوار الشموع
- الآخر في قصيدة (الجن) للشاعر واثق الجلبي
- أحكام البناء الهندسي في ( يوسفيات واثقية 46 ) للشاعرواثق الج ...
- حامد الحمراني .. وداعا
- الزمن الاستباقي وأنواعه في روايات واثق الجلبي .. التوظيف وال ...
- كُوَّةٌ فِي زَوَايَا مَخْفِيَة مِن التَارِيخ.. قراءةٌ في كتا ...
- كتاب ( أربع شخصيات عراقية من التاريخ ) الكاتب واثق الجلبي .. ...
- واثق الجلبي .. الشغف وانفتاح الدلالة وتدجين المستحيلات
- كلكامشيات
- جماليات التشكيل اللغوي والتنغيم الموسيقي في قصيدة (لا أبالي) ...
- واثقيات 28 ( نتوءات على وجه الحب للأديب واثق الجلبي )
- أسئلة مثيرة في المجموعة القصصية ( قشرة الملح ) للأديب واثق ا ...
- واثقيات 25 للشاعر واثق الجلبي .. منمنة العشق وقارورة الشهد
- كتاب : ( أربع شخصيات عراقية من التاريخ) للكاتب واثق الجلبي . ...
- واثق الجلبي .. بين استجلاء الذات وشعرية النص المسترسل
- المجموعة القصصية (جني الأكفان) للكاتب العراقي واثق الجلبي .. ...
- الأوجاع الإنسانية وعبثية الحياة في المجموعة القصصية ( جنيً ا ...
- اللعبة التدوينية بين الثوب الشعري والجسد السردي في (جنّي الأ ...
- قراءة نقدية في قصيدة (لاء) للشاعر واثق الجلبي
- تعاطف الذات مع الزمن في قصيدة ( واثقيات ) للشاعر واثق الجلبي


المزيد.....




- ” أفلام كارتون لا مثيل لها” استقبل تردد قناة MBC 3 على الناي ...
- جواهر بنت عبدالله القاسمي: -الشارقة السينمائي- مساحة تعليمية ...
- لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ ...
- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - حفريات معرفية متوارية في ثلاث روايات قصيرة للكاتب واثق الجلبي