أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامي البدري - حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا















المزيد.....

حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 08:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بخلاف كل ما يعلنه نوري المالكي وأركان حكومته ومجلس نوابه ومجلس رئآسته ومجلس حلفائه من قوات الاحتلال ، فأن العراق يعيش حربا" اهلية ـ طائفية مع سبق الاصرار والترصد!
وعلى الضد من كل التكذيبات التي يطلقها المالكي وأركان مجالسه ، سابقة الذكر ،فان حرب العراق الاهلية قد بلغت مرحلة التفجير ، و تعددت فصائلها القتالية وتكاثرت لتزيد حتى على عدد مناطق بغداد واحيائها وحاراتها السكنية . ان انكار المسؤولين الحكوميين لحقيقة وواقع الحرب الاهلية التي يعيشها العراق ، لن يغير من حقيقة الامر شيئا" ، مثلما لن يطفئ نار هذه الحرب ويعبد الهدوء للعراق . ان انكار واقع هذه الحرب ، في حقيقته ، لايعني الا عجز الحكومة وحلفائها عن وضع حد لها وكبح جماح فصائلها المتقاتلة او السكوت عنها من أجل ان تحقق اهدافها ومرامي الاطراف التي تقودها وتنفذ مراحلها ، بحكم الثقل الميداني لاجهزتها المقاتلة . ومأزق الحرب الاهلية الذي وضعت حكومة المالكي نفسها مختارة فيه ـ سواء عن طريق تشكيلها وفق (نظام )المحاصصات الطائفية والعرقية والحزبية او عن طريق سكوتها عن ميليشيات أحزابها لتنفيذ برامجها واجنداتها وان تعارضت مع اهداف وبرنامج عمل الحكومة ـ أفلت ـ المأزق ـ عياره من سيطرة هذه الاحزاب نفسها لتنقسم ميليشياتها الى مجاميع وفرق تعدى نشاطها مرحلة الاغتيال السياسي الذي انشأت من أجله ، لتتحول الى عصابات تحترف الجريمة المنظمة ، تنفيذا" لأهداف ومرامي اطراف وشخصيات من داخل وخارج هذه الاحزاب . واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ان أجهزة الجيش والشرطة قد شكلت على أساس ولاءات الهويات الفرعية ، وان ادرات هذه الاجهزة الوزارية والميدانية تغض الطرف عن ممارسات عناصرها ، تنفيذا" لاجنداتها الحزبية ، فاننا سنصل الى النتيجة التي تفيد بتحمل أطراف واحزاب الحكومة لمسؤولية الحرب الاهلية ، التي أوصلت العائلة العراقية الى مرحلة العجز عن دفن موتاها من ضحايا هذه الحرب ، وتحول المقابر الى مصائد للقتل الجماعي ، وتحول جثث هذه المصائد الى طعام للكلاب السائبة ، بعد ان عجزت حتى القوات الامريكية عن تامين المقابر او حتى مجرد دخولها (لكاتب هذه السطور تجربة مازالت طازجة في هذا الشأن) . ومثل كل الحروب الاهلية ، فان الحرب الاهلية العراقية لم تكن خيارا" شعبيا" ، وانما هي خيار حزبي ـ سياسي رأت فيه بعض الاحزاب والجهات وسيلة لحصد المزيد من المكاسب السياسية ، سواء من مؤسسة الحكومة او من المكونات الاجتماعية والسياسية عن طريق ارهابها ، تمهيدا" لتهميشها والحد من فاعليتها في الساحة السياسية . المشكلة في حرب الاحزاب هذه هو انها ، وعن طريق حالة الفوضى والفلتان الامني الذي خلقته وفرضته فصائلها المتقاتلة ، قد وفرت الغطاء للكثير من العصابات الاجرامية لممارسة نشاطاتها التخريبية واعمال القتل والتصفيات الجسدية واعمال الخطف والسطو المسلح ، سواء لحسابها الخاص اولحساب اطراف اخرى ، داخلية او خارجية .و الجانب الافضع والاكثر مأساوية في هذه الحرب هو اذعان او سكوت اطراف على جرائم اطراف اخرى داخل مؤسسة الحكومة ، لممارسة اعمال القتل العشوائي والقتل على الهوية وارهاب المواطنين وتهجيرهم من مناطق سكناهم ومنازلهم ، متناسية ـ تلك الاحزاب الحكومية ـ ان ترك الحبل على الغارب لتلك الاطراف يمنحها الفرصة لترصين ميليشياتها وعديد عناصرها وعدة تسليحها للاستقواء بهم وفرض اجنداتها على الحكومة ـ كما هو حاصل الان ـ والبلاد والتحول الى واقع سياسي وعسكري ،و لايعود بالامكان السيطرة عليها ؛ كما يحصل في تجربة حزب الله اللبناني الذي تحول الى دولة داخل الدولة ، واستحوذ على قرار الحكومة اللبنانية نفسها ، بما فيها قرارات الحرب ورسم شكل ومضمون خارطة لبنان السياسية وميزان استحقاق قواها الفاعلة ، كما في حالة حربه الاخيرة مع اسرائيل ، وحالة عصيانه الحالية لفرض اجندته على تركيبة لبنان السياسية واستحقاقات مكوناتها التي ينص عليها الدستور والتركيبة الاثنية للشعب اللبناني ؛ خاصة وان اغلب اطراف الحكومة العراقية الحالية تتبع ، آيديولوجيا" ، بعض دول الجوار التي توفر لها الدعم اللوجستي والعسكري ، لتنفيذ اجنداتها الخاصة في العراق عن طريقها .

مرحلة ما بعد التأسيس
"""""""""""""""
ما هي مصلحة الولايات المتحدة الامريكية ـ كقوة احتلال في العراق ـ في السكوت او التغاضي عن الدور المتعاظم لهذه القوى في المسرح السياسي العراقي ؟بماذا يخدم قيام مثال حزب الله اللبناني في العراق ،وبمثل قوته العسكرية وسيطرته الايديولوجية والمليشياوية على أجزاء من الشارع العراقي ؟بالتأكيد ان مثل هذه القوى والاحزاب ستجرادارة الاحتلال الامريكي الى المزيد من الحروب الداخلية ، وان استثمرتها كتكتيك مرحلي لتصفية بعض أطراف المعادلة السياسية العراقية في هذه المرحلة ،او حتى تركيبة بعض المناطق الديمغرافية ، لأن مثل هذه القوى لايمكن ضمان ولاءاتها ـ بالنسبة للوجود والسياسات الامريكية ـ من ناحية ، وان العمل الميداني سيمنحها خبرة العمل السياسي والقتال الميداني وتصفية مناوئيها ، الى جانب ما سبهيئه لها من اطماع جديدة ـ كاستحقاقات اوثمار للجهد ـ ستدفعهم للتمسك بها ، كحقوق مكتسبة بقوة السلاح ، وبغض النظر عن الاستحقاق الوطني او الجزبي او الانتخابي او حتى الاثني (ومثال حزب الله اللبناني ،في هذه اللحظة ، قيد هذه المساومة بالذات) . اذن ، فمثال حزب الله لايمكن ان يخدم الاجندة الاحتلالية للولايات المتحدة ولا مستقبل ستراتيجيتها ، بعيدة المدى ، في العراق ومنطقة الشرق الاوسط (مشروع الشرق الاوسط الجديد ) ، لان مثال هذا الحزب ، الذي نعيش الان اعنف فترات انتصاراته الالهية ، لن ينضوي داخل حدود الحضيرة الامريكية ، بل سيعمل كند لها ، لاسباب ومصالح آيديولوجيية صرفة ، ولانه انشيء وعبيء باجندة دولة تصنيعه وتحت رعايتها وامدادها المادي والعسكري والاعلامي ، وخاصة فيما لو كانت دولة التصنيع تتخذ من الايديولوجية الدينية بروازا" لنظام حكمها . وفي مثل هذه الحالة لا يعود أمامنا من سبب لتفسير السكوت الامريكي سوى ترك هذه المليشيات لتصفية بعضها البعض ، ليسهل عليها في النهاية أمر تصفية ما يتبقى من هذه المليشيات بأقل الخسائر ؛ لأن عملية تصنيع بعض المليشبات لم يكن ببعيد عن أصابع الادارة الامريكية نفسها ، من أجل الهاء بعضهها ببعض وابعاد نيران من يستهدف منها القوات الامريكية بنيرانه الى جهة اخرى ، وهذا ما نجحت فتنة تفجير مرقد سامراء في تحقيقه .

مرحلة اللاعودة
"""""""""""
لقد كان حادث تفجير مرقد سامراء ، بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، بالنسبة لعمل المليشيات المسلحة وعصابات الابادة المنظمة للشعب العراقي . فقد اتخذت هذه الجريمة المدبرة كذريعة لاطلاق نشاطات المليشيات وعصابات القتل الى اقصى مدياتها ، الأمر الذي أفلت عيارها وجعلها خارج حدود السيطرة من قبل احزابها وجهات تمويلها واستثمارها نفسها .وهي أيضا" كانت بمثابة صافرة بدأ المرحلة العلنية في تاريخ الحرب الاهلية العراقية . المشكلة التي أفرزتها اطوار اومراحل هذه الحرب هي مشكلة ردود الافعال التي اخذت بالتحكم في مقتضيات واساليب الرد بين اطراف هذه الحرب . فكل فعل بات يستوجب رد فعل اعنف واعظم استثمارا" ليكون اكثرفتكا" وتدميرا" ، على أمل ان يكون رادعا" للطرف الآخر ، الامر الذي قاد الى المزيد من فضائع القتل والتدمير ، حتى بلغت في بعض الاحيان مرحلة الابادة الجماعية . ان تفاقم هذه الحرب خلال الشهور الستة الاخيرة ودخولها نقطة اللاعودة ، يمثل الانعطافة الاخطر في مصير الشعب العراقي ومستقبل وحدته الوطنية ، وخاصة ان بعض قياداتها السياسية تغذي مقاتليها واطراف نزاعها بثقافة العنف والقطيعة عن باقي مكونات النسيج الوطني ، طمعا"في تحقيق المزيد من المكاسب السياسية . ان جميع خطوات التصعيد للحرب الاهلية العراقية ،التي تنفذها ميليشيات حكومة المالكي وباقي رموز اليمين المتطرف ، التي اعتمدتها الادارة الامريكية كأدوات لتنفيذ ستراتيجيتها ، بعيدة المدى ، في العراق وحزامه الشرق اوسطي ، انما تأتي ضمن اطار استراتيجية التدخل الاستعماري في العالم ، والتي تقوم على مبدأ خبط المياه الراكدة وتركها تستعر في درجة الغليان ، على أساس ان ليس بين دول العالم من يجرؤ على التدخل او حل ما عقدت امريكا ، وهذا هو الواقع الذي سعت الولايات المتحدة الى تكريسه منذ نهاية الحرب الباردة على الاقل ،واعترفت لها به دول اوربا وروسيا ، ما بعد الاتحاد السوفيتي ، ضمنا" في أحيان ، وعلنا" في أحيان اخرى . واعتقد ان امثلة كوريا وفيتنام وصومال ما بعد التدخل الامريكي خير مثال على صحة هذه الرؤية ، لان الوضع المتقلقل الذي خلفه التدخل الامريكي في هذه الدول هو الان في مرحلة (انتظار) اعادة التدخل لاخراج هذه الدول من الدوامة التي صنعها التدخل الاول .. او ما أسميته بخبطة المياه الراكدة . وربما هذا هو الذي ان يلامسه (ونستون تشرشل)بقوله : (ان الامريكان في النهاية يصلون الى الحل الصحيح ، ولكن ليس قبل ان يجربوا جميع الخيارات الاخرى) ، وهو انما قصد بتجربة جميع الخيارات الاخرى ، ارتكاب جميع الاخطاء ، بحيث لايبقى امامهم غير الخيار الصحيح الذي كان يجب ان يتبع .. وربما كانت تلك الخيارات الاخرى هي من نوع الاخطاء المقصودة على طريق ستراتيجية الامد البعيد !





#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصيلة العراق من النظام الجمهوري
- عبث في قطار آخر الليل
- عواصمنا العربية وبعبع الثقافة
- كفانا نمارس السياسة حربا
- غباء اليمين المزمن
- احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع
- اشكاليات الرواية العراقية
- فرائض ضلالاتي
- من قتل جلوريا بيتي ......؟
- استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية
- قراءة افتراضية في ذهنية صانع قرار مشروع الشرق الأوسط الجديد
- ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟
- هامش على سفر(جدارية النهرين
- الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العا ...
- لعبة صناعة الأهداف
- !بلد يبحث عن زعيم


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامي البدري - حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا