أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة هل تكفيك روحي .














المزيد.....


مقامة هل تكفيك روحي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


مقامة هل تكفيك روحي :

لله درك سيدتي , نص مفعم بوفاء قل نظيره , نكاد نحسد صاحبه حتى لو كان مفارقا لهذه الدنيا , وكما قال المتنبي :
((حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا)).

طالما تميزت كتابات ألأخت سركول الجاف و القصائد التي تكتبها هذه المرأة الشاعرة, بأنها معبّرة بصدق عن اللواعج والآلام والفرح والشقاء والحرمان والسعادة , تبثّ فيها شجونها وخلجات ما انتاب فؤادها , في محاولة منها كي تزيح عن كاهلها ثقل الهموم وسطوة اللوعة , فهي تحاول أن تجسد في قصائدها آلامها ومعاناتها في بناء جملي متدفق , من أجل أن تمنح المتلقي دهشة عظيمة يروّي ذائقته, وتحرّك الاحساس لديه . وتظلّ زاخرة بالمشاعر ,والاحاسيس العذبة, ومتوهّجة بفيض من الحنان , كونها شديدة التأثر وتمتاز برقّة روحها , فينعكس كلّ هذا على مفرداتها , وعلى الجوّ العام لقصائدها , فتصبح المفردة تمتلك شخصية , ورقّة , وعذوبة, وممتلئة بالخيال , وبجرسها الهامس , وتأثيرها في نفس المتلقي , فتمتاز بالصفاء والعمق , والرمزية المحببة, والخيال الخصب, وللمواساة أقول : قال إبراهيم الفقي : (( ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة : حبّ المال والأنانيّة وحبّ السيطرة , وثلاثة ترفعها: التضحيّة والوفاء والفضيلة )) , ومن له وفائك ؟ عندما تكتبين عنه يقرؤونه بين حروفك وكلماتك فيحسدونه , فماذا لو سمعوا نبضات قلبك حين تناديه ؟ من الطبيعي ان الأرواح تتعافى بِقرب من تحب , فكيف أجلبه لك كي تستريحين ؟ ومن قالَ إنَّك شاعرة ؟ ما أنت إلاَّ دودة قزّ,داخلَ شرنقتها تنْسجُ خيوطَ تَفَرُّدها في انتظارِ انطلاقة تَليقُ بأَجنِحَتها .

تقول لك دموع قصيدتك , أنا مثلُكِ أيّتها الغيمَة, حينَ حزنتُ أُمطرْتُ - حبيبي الذي خَذَلَني- دمعةً, دمعةً , وعندما تجيبين عن أعراض الفراق , تقولين , إطْمَئِنْ , أنا بخير , لولا ارتفاع حادّ في الضَّغط واختناق طفيف في التَّنفس , اطمئن , أنا بخير, هيَ قصيدتي تحتاجُ الآنَ أنْ تتنفسَ عطرَك , انه فقط هذا الحنين , وما أدراكَ ما الحنين , هو وجعٌ مزمنٌ في الرُّوحِ لا يهدأ ولا يستكين , أنا أحِنُّ للأماكنِ التي جمعتني بكَ وتلكَ التي فاتها ان تجمعْنا , وأحِنُّ للمفرداتِ التي كتبَتْكَ وتلكَ التي سوفَ تكتبُكَ فيما بَعْدْ , وأحِنُّ لحنانكَ , أحِنُّ لكَ.

ماذا اقول عن العشق ؟ كلُّ فجرٍ , يجدّدُ قلبي خلايا حبِّكَ بدَهْشَةِ طفلٍ ترى عيناه فراشةً لأوّل مرَّة , يا حلمي الجميل , كلما أطلت التفكير فيك , تاهت مني كلماتي , واختزلت بك , كل أبجديتي بنقطة في نهاية السطر, والقلب بدونك يقف على عتبة الصمت الباكي , تخذلني الألوان حين تعجز أناملي عن رسمك , و فراشات النار متعبة في حقول الأغاني , لا زلت أطاردها حتى في جوف الليل, وكنت حين تغيب الفراشات, أنثر أثرك على المكان, كي تعود ثملة بك.

وكي أطيل تراتيل مقامتي لك سيدتي , أقول أمهلي الوعد وعجلي بالوفاء, فأنت تعيشين وحدك في السماء , لأنها تحتضن الوفاء , فما أجمل الأيام في دنيا السحاب , هل تذكرين ذلك العاشق الذي قال لحبيبته : كم تمنيتُ أن أكون (أحولا ( كي أراكِ مرتين ؟ وعندما أحبّته , مدَّت يدها في قلبه , فلم تأخذ سوى الثقوب ؟ وهاهو مانع سعيد العتيبة يردد : ((أَداوِي جِراحِي بِصَبْرِي الجَمِيلِ فَلا القَلْبُ يُسلو وَلا الصَبْرُ يُشْفَى وَأَسْأَلُ ما سِرَّ هذا الثَباتِ)) .

أحب ان أسحبك لتتذوقي (حمال الأسية) , تبكيني هذه الاغنية وهي من مثابات القلب , بل هي بيرق الأشواق في ميدان القلب , لها حساسيات طربية وتعبيرية كما يقول البهرزي ابراهيم , فحين اسمع فائزة احمد فانا لا اصغي للكلمات فحسب , بل اصغي للحروف الخارجة من حنجرتها , هذه القدرة الشيطانية على منح الحرف طاقة تعبيرية مذهلة يتجلى هنا في حرف ( الحاء ) الذي تزخر به كلمات هذه الاغنية , تأملي كيف تلون فائزة احمد حرف الحاء بغنجها وتفح فيه فحيحاً مغريا وتأمل شهقتها بحرف إلهاء حيثما يرد في الغناء
الشياطين لوحدها هي من يجيد ذلك .

أود ان اسهب , ولكن قد تبدو الأطالة تؤذي الغرض .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة فيروز وبيروت .
- مقامة الترويض .
- مقامة الروقان .
- مقامة فراق .
- مقامة الزفرة .
- مقامة بيت القصيد .
- مقامة حلم ميس .
- مقامة العافية .
- مقامة المراجعات .
- مقامة الثنائية .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الأخوة .
- مقامة الخنزير .
- مقامة التماهي .
- مقامة الشطرنج .
- مقامة ألأختفاء : ( رسائل العدوية ) .
- مقامة غودو .
- مقامة حُوْبة العراق .
- مقامة اين نحن من الأعراب .
- مقامة هم الطلاسم .


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة هل تكفيك روحي .