أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - العمق الروحي، والتواصل التجريبي بين الذات والآخر في رواية ماريو وأبو العباس لريم بسيوني، مقاربة تداولية إدراكية















المزيد.....



العمق الروحي، والتواصل التجريبي بين الذات والآخر في رواية ماريو وأبو العباس لريم بسيوني، مقاربة تداولية إدراكية


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


"ماريو وأبو العباس" رواية حديثة للروائية المصرية المبدعة د. ريم بسيوني؛ وتواصل د. ريم بسيوني – في حلقات مشروعها الروائي – تتبع وعي الساردة الآني لحالات الصعود الروحي للشخصيات التاريخية ضمن سياق تخييلي تجريبي يحتفي بالصلة بين الشخصيات التي تقاربت مصائرها، وتمثيلاتها الذهنية العابرة للحدود الزمكانية من جهة، وتجدد تأثير هذه الشخصيات ضمن التحولات المعرفية، والروحية الممكنة في وعي الساردة، والمروي عليه من جهة أخرى؛ وأرى أن تضمينات خطاب الساردة تؤكد للعمق الروحي الذي يتصل بإعادة تأويل ضمير الشخص الأول وفق الأصالة الروحية، واقتراح فعل تواصل تجريبي عابر للأزمنة، والفضاءات التاريخية الأولى، والإحالة إلى مراجع مكانية احتمالية وممكنة في الوعي واللاوعي؛ ومن ثم تعزز هذه التضمينات من التوجه التجريبي الآني للرواية التاريخية – الروحية في السياق الثقافي العالمي؛ وتتوافق – إذا – رواية ريم بسيوني مع المؤشرات السياقية الثقافية العالمية التي تتجه نحو الإعلاء من السيمنطيقا، والعمق الدلالي للشخصيات، والعلامات، والأشياء، والألوان، والعمارة، والأحداث الصغيرة، والحساسية الجمالية المكانية الجديدة التي صاحبت الاتساع المكاني الكوني والداخلي الممكن، وصعود دراسات الوعي وعلاقته بالآنية والتأملات الذاتية، وتطور المبحث الفينومينولوجي، والدراسات التداولية حول التواصل متعدد الوسائط، والدراسات الميتا إدراكية، وعلاقتها بالتمثيل الفوقي للذات في السياق الاجتماعي؛ ونلاحظ أن لهذه المؤشرات السياقية الآنية علاقة ببحث شخصيات الرواية عن العمق الروحي، والصعود، واستنزاف الذات التاريخية النسبية باتجاه حوارية حلمية – صوفية مفتوحة، لها تأثير جمالي وأدبي، ومعرفي على كل من الساردة، والمروي عليه في فعل التواصل الأول المقترح في الرواية.
وإذا قرأنا المؤشرات السياقية ذات الأهمية في موقف التواصل بين الساردة والمروي عليه وفق نظرية الصلة لسبيربر وويلسون؛ والتي تقوم على الاقتصاد في تحديد العنصر الأكثر أهمية والمشترك بين طرفي التواصل؛ سنلاحظ أن سيرة أبي العباس وحضور المسجد في الذاكرة الجمعية هما المؤشران السياقيان الأكثر حضورا؛ ومن ثم ينتقل التوسع الاستدلالي من المعلومات المتاحة حول الفضاء والسيرة التاريخية الأولى للشخصية إلى الاستدلالات المنطقية الأكثر تعقيدا؛ والتي تتصل بصعود درج المسجد بوصفه نوعا من الإحالة إلى مراحل الصعود الروحي وصولا إلى السقف الأقرب إلى الأخيلة والنماذج الرؤيوية السماوية في اللاوعي الجمعي لكل من الساردة، والمروي عليه، وتتوافق علامات البنى الدائرية والزخارف المستديرة المتكررة على السقف، والنوافذ التي تصل المعمار بالضوء في مسجد أبي العباس بالإسكندرية مع ثيمة شفافية المتجسد أو الفيزيقي، وتؤكد نموذج الرحلة الروحية داخل الشخصيات العابرة للزمكانية في العمل، والنماذج الأسبق منها أو التي تليها في بنية الحضور في وعي ولاوعي الساردة.
وتقوم الرواية على التبئير الداخلي المتنوع وفق تعبير جينيت؛ والذي يقوم على انتقال الساردة بين العوالم الداخلية للشخصيات، وتقترح ساردة ريم بسيوني شكلا تجريبيا من التبئير الداخلي، يقوم على الحوارية الباطنية بين الشخصيات المتباعدة فيزيقيا، والمتقاربة في صعودها المعرفي – الروحي؛ ومن ثم يؤكد هذا الشكل الجديد من التبئير الداخلي المتنوع حالات التقارب، والتشابك، والتداخل بين السير الذاتية، والتمثيلات الذهنية للأصوات، وحالات ضمير المتكلم الفائقة التي تصل الجمالي بالروحي كما في حالة ماريو، أو تصل الحياة البسيطة بالصعود الروحي كما في حالة البوصيري، أو تتجاوز التروما باتجاه ما يتجاوز علاقات القوة الهيراركية كما في حالة شخصية نجمة خاتون، وكما في سيرة أبو العباس نفسه الذي تعرض لترومات مثل تروما البحر، وتروما فقد ابنه علي، أو غرق أمه في الرحلة إلى الإسكندرية، أو السجن والأسر من قبل الأصوات التي تعارض التسامح الثقافي وتضع الذات في موقع مضاد للآخر؛ وتقدم السارد أيضا تصورا تجريبيا لدور المروي عليه في الخطاب السردي؛ فالمروي عليه من الدرجة الأولى والذي لا يشير الخطاب إلى صفاته متضمن في خطاب الساردة نفسها في النهاية؛ ولكنها حين تشير تدرجها المعرفي – المكاني في معمار مسجد أبي العباس في الإسكندرية، توحي بأن وعيها يقوم بعملية استدعاء للأطياف التي اقترنت بالأصالة الروحية؛ ومن ثم فهي تطور ذاتها النسبية وفقا لهذه السير؛ ومن ثم تحيل المروي عليه وفق المستوى الأول طبقا لتصنيف جيرالد برنس إلى إعادة اكتشاف صعوده المعرفي – الروحي الممكن في موقف التواصل؛ وينطوي النص أيضا على أشكال تجريبية جديدة للمروي عليه من الدرجة الثانية؛ وهو المروي عليه المحدد كشخصية لها سمات خاصة، وتمثيلات ذهنية محددة في النص وفق تصور جيرالد برنس؛ ونلاحظ أن هذه الشخصيات كانت جزءا من سياق اجتماعي مشترك بين شخصيات الرواية مثل رواية السقوط لكامو، ورواية بريد الليل لهدى بركات؛ ولكن المروي عليه هنا قد يكون شخصا مقاربا للراوي في الهدف المعرفي، والصيرورة بينما لا يجمعهما سياق اجتماعي واحد؛ ومن ثم تفترض تضمينات الخطاب أن ينتج المروي عليه من المستوى الأول فضاء تجريبيا ممكنا للتواصل المتجاوز للموقف الاجتماعي فيما وراء الخطاب الموجه للمروي عليه من الدرجة الثانية؛ فنعاين مثلا خطابا حواريا يقع بين ابن عطاء السكندري الصوفي الذي قدم سيرة لأبي العباس في كتابه، وماريو المهندس الذي تطور روحيا، وهو يؤسس مسجد أبي العباس في الإسكندرية؛ مثل هذا الحوار يستدعي أن يكون المروي عليه من الدرجة الثانية هو ماريو وأن يكون هذا الحوار ضمن فضاء احتمالي تجريبي ممكن، أو فضاء حلمي آني ضمن عوالم الوعي، واللاوعي في عالم الساردة الداخلي؛ ومن ثم فالسياق الاجتماعي يقبل الاستبدال بالسياق الثقافي الكوني الآني المتجدد.
وتشير الساردة في خطابها الخاص إلى العمق الروحي، وتجاوز التروما، وثراء الضمير المتكلم، وفعل التواصل التجريبي الباطني المتجاوز للزمكانية الأولى، ولكنه يتصل بالمؤشرات الثقافية – الجمالية الأقرب إلى طبيعة الوعي الطيفية – الآنية؛ وهي طبيعة شفافة تتجاوز صلابة الفيزيقي، وتسمح بمثل ذلك التواصل الباطني – التجريبي الممكن بين أبي العباس، وماريو، أو بين ابن عطاء السكندري، وماريو؛ تقول الساردة حول أبي العباس في فضاء مسجده بالإسكندرية الذي بني بواسطة المهندس الإيطالي ماريو:
"قرأت اسمه، وأنا أعرفه؛ بيننا صحبة حتى وأنا لا أستحقها ... ثم تسلقت السلم إلى المسجد، نظرت إلى السقف الذي بناه ماريو، كان هنا .. ماريو، وكان هنا أبو العباس، ترى هل ينتصر المكان على الزمان؟ أم تبقى الروح حرة خارج أي مكان، وزمان؟ التقيا هنا كل في زمانه، وكل بتكليف مختلف" (1) ثم تحيلنا الساردة إلى تسلسل الحكايات التي استمعت إليها حول ماريو، وبناء المسجد وفق جماليات توحي بالصعود الروحي، وتؤكد ثيمتي الصعود، والتجاوز.
ونلاحظ أن الساردة قد اختارت علامتي السلم، والسقف في معمار مسجد أبي العباس لتومئ – في تضمينات الخطاب – إلي تأكيد الدائرية الداخلية، وثراء ضمير الشخص الأول حين يقترن بالروح المتجاوزة للمؤشرات الشخصية والزمكانية؛ وإلى مشقة رحلة التحول إلى إدراك النور الإلهي؛ تلك المشقة الكامنة فيما وراء درجات السلم؛ وهي تكرر العلامة المكانية هنا؛ لتوحي بالتجانس الدلالي، والاختلاف في آن؛ فظاهر الخطاب يوحي بأن هنا تشير إلى الفضاء الفيزيقي – التاريخي لمسجد أبي العباس؛ ولكننا إذا قرأنا المدلول في سياق استدعاء طيفي أبي العباس، وماريو معا وفق الحالة الذهنية التي تؤكد فكرة استدعاء الوعي لأطياف الماضي، سوف ننشئ فضاء خياليا محتملا وممكنا في الوعي قد يكون صورة أخرى استعارية تشبه مسجد أبي العباس؛ ومن ثم فالساردة تؤكد اللقاء بين كل من ماريو وأبي العباس وفق مستويين معرفيين؛ الأول الاستدعاء الطبيعي للأطياف، والمراجع الشخصية اللسانية التي تقترن بصور الأطياف؛ وقد تواتر هذا المدلول عند دريدا في خطابه عن طيف كافكا، وأطياف الأفلام السينمائية؛ أما المستوى المعرفي الثاني فهو اللقاء الآخر / الحلمي أو التأملي في وعي الساردة داخل فضاء استعاري احتمالي.
ونفترض أيضا أن الساردة – حين تحيلنا في بنية الخطاب – إلى السرد والحكايات أنها تؤكد – في تضمينات الخطاب – فكرة تقارب الهويات السردية؛ وهي الفكرة التي طرحها بول ريكور في سياق أخلاقي ووجودي متعلق بالمدلول المتولد عن صيرورة الشخصية؛ ومن ثم تومئ إلى وجود تقارب بين هدفها الآني / الصعود، وتقارب سيرتي أبي العباس، وماريو، وتجاوز كل منهما للاستجابات الآلية للتروما، واتجاههما الممتد والدائري نحو تجاوز الشخصي، والتاريخي والانحياز إلى الأصالة الجمالية – الروحية.
ينشئ خطاب ساردة ريم بسيوني إذا – نوعا من الهارموني أو الاتصال الدلالي بين ثيمات تجاوز الاستجابة الآلية للتروما، وثراء ضمير الشخص الأول في رحلة الصعود المعرفي – الروحي، والإشارة إلى حدث تواصل تجريبي يقوم على اللقاء الممكن بين الأصوات، والأطياف وفق الاتصال المفاهيمي الأخلاقي بين الهويات السردية، ودرجة التماسك السردي المنطقي للسير والحبكات التي تولد مدلولا أو تمثيلا ذهنيا يبقى أثره فيما وراء حياة الشخصية في العالم.
ارتبطت الاستجابات الآلية للتروما – في تاريخ الأدب – بالصمت أو المقاومة السلبية، أو إعادة إنتاج الصدمة وفق المخيلة الإبداعية للشخصية؛ وتشير ساردة مارغريت دوراس في رواية هيروشيما حبيبي إلى تحول شخصية ريفا عقب تروما جز شعرها في نهايات الحرب الألمانية الفرنسية؛ إذ شعرت بنوع آلي من الاستسلام الداخلي، وثقل الوزن، وشيء من النفور الداخلي، والاستماع في جمود إلى أصوات الشارع، وطرد أشباح متخيلة بقدميها في فضاء تجريبي مغلق. (2)
وتتحول مثل هذه الاستجابات الآلية، أو غيرها، والملازمة للتجسد داخل الشخصية التي تحولت إلى الأصالة الروحية؛ مثل الشاذلي، وأبي العباس، وماريو، ونجمة خاتون وغيرهم إلى نوع من استنزاف مركزية التجسد، والتآلف مع شبح الموت، ونقل مركزية القوة إلى المصدر؛ ومن ثم تحولت تروما الغرق في وعي ولاوعي أبي العباس إلى شكل من العبودية، والاتجاه المتجدد الدائري إلى النور الإلهي؛ واقترنت الاستجابة بتخييل صوت الشاذلي حين ذكره بأن البحر عبد لله مثله؛ وقد استنزف ياقوت العرش تاريخه الأول الذي اقترن بالأسر والرق واتجه إلى طريق إعادة اكتشاف الذات وفق أصالة الروح برفقة أبي العباس الذي تعامل معه مثل ابنه؛ أما شخصية نجمة خاتون فقد انتقلت من نمط علاقات القوة الهيراركي إلى الحب، ثم تجاوزت الحب باتجاه العزلة، والمشاركة في عمل الخير مع رفقاء رحلة الصعود في النهاية؛ ومن ثم يقترح الخطاب استجابات باطنية روحية إيجابية قد تأتي عقب استجابات التروما السلبية مثلما حدث داخل زوجة أبي العباس / زينب حين فقدت طفلها نتيجة التدافع بسبب غضب جارهم الشيخ العدوي؛ فقد مرت بالاستجابات السلبية المؤقتة الآلية للتروما، ثم انتقلت إلى السلام الداخلي، وتجدد البحث عن الأصالة، ومن ثم فالشخصية حين تنتقل إلى تحويل ضمير المتكلم إلى حالة الوعي الفائق وإدراك النور الداخلي – الكوني فقد تستبدل مشاعر ما وراء التروما، أو تعقب حضورها الآلي السلبي المؤقت.
وتشير الدراسات الإدراكية المعاصرة إلى الجانب المفاهيمي من الروح، والأصالة الروحية ضمن الإحالة إلى المستوى الأكثر عمقا من ضمير الشخص الأول؛ ويشير أندريه أولي في دراسته المعنونة ب الوعي والعقل والروح؛ ثلاث مستويات من الإدراك إلى أن الروح تتصل بتجاوز الشخصي، وبالنزوع إلى التفاعلية في المستويات الكونية، واللاوعي الجمعي؛ وقد ترتبط بالمستويات الفائقة من الوعي، واللاوعي، والغياب في الموضوع الجمالي، أو حالات التصوف. (3)
يقع التصوف إذا ضمن مجال يتجاوز الشخصي من ضمير المتكلم؛ ومن ثم تصل الذات إلى درجة الإدراك الرؤيوي والحدسي حين تدرك إشراقات النور الإلهي الكونية، وموقف العبودية؛ ومن ثم إحالة الوجود النسبي إلى الأصالة الروحية المستمدة من المصدر؛ لذا فالإشارة إلى ضمير المتكلم – في المستوى الروحي الأعمق – هي تتضمن – بصورة خفية – الإحالة إلى درجة فائقة من اليقظة، والتأمل، والحضور المتجاوز للتاريخي والمادي؛ وهو ما يفسر استماع أبي العباس لصوت شيخه الشاذلي أثناء تقلبات أمواج البحر في رحلة الحج عقب وفاة الشاذلي، وتوليه المشيخة؛ فالصوت يخاطب المستوى الأعمق من ضمير الشخص الأول لأبي العباس، ويحيله إلى تكوين طيفي يتجاوز مركزية السيرة التاريخية الأولى للشاذلي باتجاه حضور حلمي أو تأملي فائق.
وتتوافق رواية د. ريم بسيوني مع الاتجاهات الجديدة في التواصل التجريبي، أو حالات التواصل الخاصة أو التواصل متعدد الوسائط في الحساسية الجمالية الجديدة التي تتجه إلى التواصل الافتراضي، أو التخاطر، أو التواصل الباطني أو التواصل بالنغمات، أو التواصل مع أطياف الأقارب، أو الحيوانات، أو أطياف شخصيات التاريخ في الحلم؛ ونعاين التواصل مع أطياف الأقارب لدى إيزابيل الليندي في روايتيها منزل الأشباح، والريح تعرف اسمي، أما التواصل الإيحائي فنعاينه في رواية الدروس الإغريقية لهان كانغ؛ ويحيلنا ساراماغو في رواية رحلة الفيل إلى التواصل مع الحكمة الضمنية في صيرورة شخصية الحيوان / الفيل التاريخية والكونية؛ أما رواية واحة الغروب لبهاء طاهر فتتضمن التواصل بين البطلة كاثرين طيفي مليكة، والإسكندر الأكبر في زمن يتجاوز حضور الشخصية الطيفية الأول؛ أما ساردة د. ريم بسيوني فتقترح نوعا تجريبيا باطنيا – تأمليا من الحكي؛ يبدأ ضمن وعي الساردة حين تستدعي الأطياف من خلال الأثر الجمالي / المسجد والمراجع الشخصية اللسانية التي تقترن بالصورة الذهنية أو بالتمثيل الذهني للشخصية / الطيف، ثم الحكي بوصفه شكلا تجريبيا من اللقاء الآني الدائري الروحي بين الأصوات بوصفها تمثيلات ذهنية للتداخل والتشابك بين السير الذاتية، والهويات السردية أو الحبكات الممثلة لملول الشخصية المستعاد.
ويرى بول ريكور في دراسته الذات والهوية السردية ضمن كتاب الذات عينها كآخر أنه عند صياغة الحبكة، وصيرورة الشخصية يتشكل ديالكتيك التوافق والتنافر؛ فوحدة حياة الشخصية عبر الزمن تختلط بقطيعة الأحداث غير المتوقعة التي قد تكون لقاءات، أو حوارات، أو حوادث عارضة؛ كما تتضمن الهويات السردية متابعة وتقييم مصائر الشخصيات، واستكشاف مواقعها الأخلاقية ضمن مملكة الخير والشر. (4)
يوحي ريكور – في خطابه إذا – بإمكانية تشابك السير، وتداخلها ضمن الحبكات المنظمة التي تنتج دلالة عميقة، والأحداث القدرية، وإمكانية تكرار أو استدعاء المدلول الأخلاقي للشخصية في أزمنة أخرى؛ ومن ثم أرى أنه قد تكون بواكير اللقاءات بين ابن عطاء، وماريو، أو بين ماريو، وأبي العباس ضمن ذلك التقارب السيري في مجال الهويات السردية، والمسار الوجودي الأخلاقي ضمن فضاء الذاكرة الجمعية أو ضمن فضاءات الوعي واللاوعي.
وإذا تأملنا الفعل الذي استخدمته الساردة تداوليا؛ وهو الفعل حكى سنلاحظ أن الخطاب حين يحيلنا إلى الحكي فإنه يتضمن دلالة مضمرة في موقف التواصل بين الساردة والمروي عليه؛ فالحكي الشفهي المباشر الذي قد يوحي به التصريح مستبعد دلاليا؛ ومن ثم قد تكون دلالة فعل الحكي المضمرة – في وحدة الخطاب – فيما وراء التصريح بالحكي هي تقارب السير في فضاءات الوعي الممكنة، أو حالات الحلم، والتأملات، أو بعض حالات التواصل الروحي الذي يقترن بعلامات عابرة للمدلول التاريخي المباشر، أو عبر فكرة استدعاء المراجع الشخصية والتمثيلات الذهنية وفق عمليات إدراكية فائقة.
ويشير الخطاب – في تضميناته – إلى الدائرية والتكرار في فعل التواصل بين الذات، والنماذج الشخصية الروحية الأسبق؛ ومن ثم فالتحول نحو قراءة المستوى الأعمق من الذات داخل شخصيات أبي العباس، وياقوت، والبوصيري، ونجمة، وابن عطاء، وماريو، وغيرهم يتصل دلاليا بنماذج أسبق يفترض الخطاب حضورها فيما يسبق رحلة الشاذلي، وأبي العباس إلى مصر حتى نصل إلى النماذج الأولى التي تتعلق بالحكمة، والاستكشاف، والرحلة الروحية في اللاوعي الجمعي وفق تصنيف يونغ؛ ووفي نوع من التأشير الدلالي العائدي / الأنافورا ضمن وحدة الخطاب؛ فالساردة تشير إلى اللقاء العابر للأزمنة، والنماذج الأسبق، والبنية الدائرية لنقطة التحول الروحي، والتي تتوافق أيضا مع المؤشرات السياقية الآنية.
وينطوي الخطاب – في مستوى التواصل الأول بين الساردة والمروي عليه – على مجموعة من الأفعال الكلامية الضمنية؛ مثل فعل الكلام التمثيلي الذي يؤكد الحضور الدائري للتمثيلات الذهنية الباطنية للشخصيات داخل الوعي وفي لحظات التأمل، وتكمن قوة فعل الكلام التمثيلي في تحوير معرفة المروي فيما يتعلق بتجاوز مركزية التاريخي، والفيزيقي ضمن تأويل الذات، والآخر وفي فعل التواصل بين الشخصيات، والتمثيلات الذهنية، والأصوات التي تتقارب في صيرورتها الروحية والمعرفية، ويتحقق لازم فعل الكلام التمثيلي في تحقق التواصل المعرفي – الروحي فيما وراء صور العمارة الذهنية، وفي حالات الحلم والتأمل الممكنة فيما وراء الآنية التاريخية؛ وأما فعل الكلام الضمني فيتجلى في انحياز الساردة إلى أصالة التفاعل بين العلامات، والأصوات في مجال كوني واسع؛ ومن ثن تتحقق قوة فعل الكلام التعبيري حين يدرك المروي عليه الاتساع المكاني – الداخلي، ويتحقق لازم فعل الكلام اتجاه المروي عليه غلى نقطة التحول، أو إنتاج استجابة ترتكز على ذلك الاتساع المكاني الذاتي؛ ويتمثل فعل الكلام التوجيهي في السؤال عن ماهية الفضاءات التجريبية الممكنة لحدث التواصل بين التمثيلات، والأصوات؛ وقد تتحقق قوة فعل الكلام في إنتاج المروي عليه لإجابات أو صور ذهنية احتمالية؛ أما لازم فعل الكلام التوجيهي فقد يتحقق في ولوج المروي عليه لمواقف وصور ذهنية احتمالية في الوعي، واللاوعي؛ لإنتاج إجابات أكثر ارتباطا بطبيعة نشاط الوعي الطيفية التمثيلية فيما وراء موقف التواصل.
ولا يمكن فهم نقطة تحول الشخصية نحو موقف الأصالة الروحية إلا من خلال توافق الحجاج المنطقية مع حدس الشخصية وتجربتها الخاصة؛ ومن ثم يمكننا قراءة فرضيات التحول نحو المستوى الأعمق من الحضور الذاتي لدى الشخصيات الرئيسية في رواية د. ريم بسيوني وفق سلم ديكرو الحجاجي الذي يرتكز على التدرج في قوة الفرضيات وصولا إلى النتيجة المنطقية؛ ويبدأ السلم الحجاجي هنا بصحة فرضية التمازج الطبيعي بين الروحي واليومي أو التاريخي في تجارب التروما، والتمثيلات الذهنية لنماذج أسبق، والتكرار الدائري للخيال الرؤيوي الصوفي في تاريخ الفن، والتشكيل البصري، والعمارة؛ أما الفرضية الصحيحة الثانية فتتعلق بتحقق تجربة الزهد في سياق يراوح بين اليومي والحلمي، وداخل الصخب التاريخي، وتعددية علاقات القوة؛ ومن ثم تصير النتيجة هي إمكانية تحقق الأصالة الروحية الداخلية في الوعي، واللاوعي الجمعي، وفي التواصل الكوني المفتوح الذي يقوم على تقارب التمثيلات الذهنية، والهويات السردية، والأصوات، والأطياف في فضاء ممكن عابر للحدود؛ هذا الفضاء بما أنه متعلق بأسبقية السيرة التاريخية وحبكة تكوين الشخصية فهو متعلق بالتاريخ ولكنه يستنزف مركزية التجربة التاريخية في مجال داخلي أوسع.
وتتنوع التجارب الإدراكية لشخصيات الرواية بين دخول بوابة الأصالة من خلال أصوات السابقين، أو من خلال الفن والعمارة أو من خلال التحولات التاريخية، أو من داخل الحب وتجاوز الحب النسبي باتجاه الحب الإلهي؛ فصوت الشاذلي يقود أبا العباس نحو استمرارية رحلة الحج وطريق العبودية لله، ويدخل ماريو طريق التصوف من خلال علاقته الروحية بالفنار والمئذنة، ومن داخل ثيمة التسامح الثقافي الجمالي؛ فقد تداخلت في وعيه الصور الذهنية لمسجد السلطان حسن، وقايتباي، وبعض المعمار الأوربي، وسنلاحظ أن التسامح إزاء الآخر الثقافي تواتر بين ماريو وأبي العباس في مدلول الشخصية العام، واختياراتها، وصيرورتها، ونجد ماريو يشير إلى أبي العباس وابن عطاء، والشاذلي بوصفهم صحبة آنية، ويدخل ياقوت التجربة من خلال تنمية شيخه للحدس وعمق الأحداث التاريخية، أما ابن عطاء فيلمح إلى أن التأويل الخفي هو الأعمق. (5)
تتنوع – إذا – اتجاهات الوصول للتحول الباطني للشخصية؛ وهو ما يعكس وجود نشاط ذهني إدراكي، وميتا إدراكي يعزز من فعل الاختيار البسيط أو الاختيار الواعي المنطقي لولوج تجربة العمق الروحي.
ويمكننا قراءة الاستعارة الإدراكية – في خطاب ماريو الجمالي المعرفي – من خلال نتائج التصورات المنهجية لفوكونير، ولاكوف، وجونسون، ومارك تيرنر؛ والمجال العام للاستعارة الإدراكية في خطاب ماريو هو العبور المتكرر إلى العمق الداخلي؛ أما فضاء الإدخال الأول فيتعلق بالصورة الذهنية للبوابة الجمالية التي تؤكد التسامح وتمازج الحضارات في البحث عن العمق الروحي؛ وفضاء الإدخال الثاني سيصير بوابة حلمية داخلية تقود إلى فضاء كوني ممكن؛ أما فضاء المزج الإدراكي سيصير بوابة شفافة طيفية تقع بين الفيزيقي، والمجال الهوائي، وتقود إلى بوابات أخرى، وفضاءات محتملة قيد التجدد والإنتاجية الدائرية في وعي الساردة، وفي وعي المروي عليه.
ويمكننا قراءة التجربتين المعرفيتين لكل من أبي العباس وماريو وفق نموذج مساحة العمل العصبية العالمية للوصول الواعي وفق تصور كل من ستانيسلاس ديهايني، وجان بيير شانغيه، وليونيل ناكاش؛ ويرتكز مجال انتباه أبي العباس على البيان البصري الرئيسي في رحلة الحج؛ وهو هياج البحر، واتساعه، بينما تتجلى البيانات السمعية والبصرية الباطنية فيما يشبه حلم اليقظة؛ مثل رؤيته لمشهد غرق الأم في الماضي، واستماعه لصوت الشيخ الشاذلي، وهو يذكره بخضوع البحر لقوة الله الأكبر، وتخييله المفاهيمي الطيفي للصورة الذهنية للموت بوصفه عبورا دائريا؛ أما مساحة التقييم فتتعلق كميا بالرحلة الروحية الداخلية فيما وراء الحدث / عبور البحر، وتتراوح الإشارات إلى الذاكرة طويلة المدى (ترومات سابقة وخبرات غرق) والذاكرة العاملة في تنقيح صخب الحدث باتجاه الطريق الداخلي للخضوع والعبودية والتحول إلى ما وراء المدلول الظاهر؛ ومن ثم فأنظمة بنية الحضور، ومؤشرات السياق الآني ستعزز من التنازع بين الكوني / المطمئن، والمؤقت في بنية المشهد؛ ومن ثم تتقارب المعالجات الواعية في مساحة العمل العصبية العالمية نحو تجدد قراءة الذات وفق الحضور الطيفي الدائري للآخر / صورة الشاذلي الذهنية أو طيفه أو صوته الشبحي المتناغم؛ فيصير الحدث عبورا ممكنا نحو الذات الأعمق أو عبورا إلى العالم الآخر؛ لذا فالحدث سيغلب عليه التناغم الكوني؛ أما الاستجابة المستقبلية فتتجلى في استمرارية الرحلة، واستمرارية عبور البوابات، والمراحل نحو نماذج الخلود وأصالة الروح.
أما مساحة العمل العصبية العالمية داخل شخصية ماريو فقد تجلت في تركيز انتباهه على التشكيلات العالمية الجمالية للبوابات كبيان بصري يجمع بين الصور الذهنية لبوابات تنتمي لثقافات عديدة تبحث عن الأصالة الروحية من خلال العمارة؛ ومن ثم تصير البيانات البصرية الحرفية بيانات بصرية داخلية – حلمية في آن؛ وسوف ترتكز مساحة التقييم على التسامح الثقافي، وعالمية الارتقاء الروحي والزهد؛ وتتراوح الإشارات إلى الذاكرة طويلة المدى التي تجلت في بعض ترومات الحرب والفقد، أو العودة إلى التراث المعماري الروحي القديم، والذاكرة العاملة التي تهتم بالمعالجة الآنية التعديلية للعلامات المتداخلة في سياق عالمي روحي متجدد في الذات، والآخر؛ أما مؤشرات السياق الآني فتتعلق بالمحادثات الممكنة، والفضاءات الاحتمالية في الوعي والتي لا تنفصل عن تشابك السير السردية والهويات؛ ومن ثم تتقارب المعالجات الواعية – ضمن مساحة العمل العصبية العالمية في وعي ماريو - باتجاه تأويل الذات وفق مدلول سيرة الآخر ووفق نماذج اللاوعي الجمعي؛ ومن ثم تصير الاستجابة السلوكية هي استمرارية التواصل، وتأثير المعمار على التحولات الممكنة باتجاه الروح في المستقبل في شخصية ماريو، أو الساردة، أو الشخصيات المحتملة الأخرى في سياقات ثقافية مختلفة.
ولا تنفصل العمليات الذهنية الميتا إدراكية عن تحولات مواقف الشخصية إزاء النفس، والآخر، والعالم، وبخاصة إذا كان التحول الذات جدليا أي من المركب إلى النقيض؛ مثل التحول من الفيزيقي إلى الكوني والطيفي، أو من الدنيوي إلى العبور إلى الفضاء اللانهائي في الوعي؛ فالعمليات الذهنية الميتا إدراكية إذ تقوم على المراقبة الفوقية، وتحسين العمليات الإدراكية الأدني، وتغيير مخططات استدلالية قديمة مختزنة في الذاكرة طويلة المدى، والتحكم في استراتيجيات التعلم؛ فهي تتصل بآليات تكيف محسنة إزاء النفس، والآخر، والعالم؛ ومن ثم ترى شخصيات الرواية أن آلية التكيف الأحدث / ولوج الروح والزهد هي آليات تكيف أرقى، وقد خضعت لاختبار ميتا إدراكي وفق مجموعة من الحالات الذهنية ضمن المعمار الميتا إدراكي وفق تصور كل من أليكسي سامسونوفيتش، وكينيث دي جونج في دراستهما المعمار الميتا إدراكي والوكلاء الافتراضيون؛ فالحالات الذهنية أنا الآن، وأنا من قبل، وأنا من بعد، وأنا الميتا إدراكي، أنا أتحكم، وأنا أهدف، وأنا أتخيل، تعمل ضمن مجال الذاكرة العاملة وتقوم بتعديل الخبرات المعرفية، والمخططات الاستدلالية المستقرة نسبيا، وإعادة تخزينها بصورة محسنة في الذاكرة السيمنطيقية ثم الذاكرة طويلة المدى بصورة دينامية (6)؛ ونستدل على وجود نشاط ذهني ميتا إدراكي بسيط أو معقد وفق تصنيف جولي بروست، يتعلق بالمراقبة الفوقية للذات في شخصيات مثل أبي العباس، وماريو، ونجمة؛ فأبو العباس يراقب ذاته في مواقف الغرق، والسجن، والفقد مراقبة فوقية توحي بنشاط الأنا الميتا إدراكي الذي يقوم بتحسين العمليات الإدراكية الأولى للتروما، والفقد، والرؤية الظاهرة باتجاه العمق الدلالي والعبور إلى نماذج الأصالة والخلود؛ ومن ثم فالتجدد في الحالة الذهنية أنا – الآن قد تم عقب بناء تخيلات لمجموعة متصارعة من الحبكات المحتملة التي تقع بين التعلق بالمؤقت، واستشراف الخلود والخضوع، والحضور الدائري الروحي؛ لذا فتفضيل حبكة العودة إلى النماذج الروحية الأسبق ضمن الذاكرة العاملة في نشاط أنا الميتا إدراكي، وأنا الآن؛ قد أوجد في الشخصية استمرارية في وجود مخطط استدلالي معدل ضمن الذاكرة طويلة المدى؛ هذا المخطط الاستدلالي قد أسهم في تشكيل مدلول للشخصية وصيرورتها السردية – التاريخية الأخلاقية؛ وبالمثل سوف نجد أن الأنا الميتا إدراكي قد قام بتحويل أنا – الآن – في شخصية ماريو – باتجاه الحوارية الحلمية الافتراضية الآنية مع الماضي؛ أما شخصية نجمة فقد قامت بعمل مراقبة فوقية لحالة الحب الروحي – الدنيوي، وقام الأنا الميتا إدراكي بداخلها بتغيير موقفها نحو العزلة ثم التوافق مع طريق التناغم الذاتي الداخلي؛ ومن ثم تم تحسين وضع أنا الآن نحو تجاوز كل من الحب الروحي المختلط بالتاريخي، وتجاوز صراع علاقات القوة بداخلها نحو تكيف آخر يقوم على التسليم والتناغم، والتكرار في خبرة العبور نحو الروح.
*هوامش الدراسة:
(1) راجع، د. ريم بسيوني، ماريو وأبو العباس، دار نهضة مصر بالقاهرة، ط1، 2023، ص-ص 484، 485.
(2) راجع، مارجريت دوراس، هيروشيما حبيبي، ت: د. سهيل إدريس، دار الآداب ببيروت، ط2، 1990، ص 115، 116، 117.
(3) Read, Andrej Ule, Consciousness, Mind and Spirit at:
https://core.ac.uk/download/pdf/33287305.pdf
(4) راجع، بول ريكور، الذات، والهوية السردية، ضمن كتاب الذات عينها كآخر، ترجمة: د. جورج زيناتي، المنظمة العربية للترجمة ببيروت، ط1، 2005، ص 305، 332.
(5) راجع، د. ريم بسيوني، السابق، ص 166، 167، 272، 420، 457، 458، 461.
(6) Read, Alexei V. Samsonovich and Kenneth A. De Jong, Meta-Cognitive Architecture for Team Agents at:
https://escholarship.org/content/qt7m62f1vf/qt7m62f1vf.pdf



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصر رمادي، ونغمات هادئة قديمة للتروما .. قصة قصيرة
- حلم طويل آخر .. قصة قصيرة
- حلم طويل .. قصة قصيرة
- مياه مظلمة كثيفة .. قصة قصيرة
- الجماليات التجريبية للمسرح الأسود في العرض المسرحي انعكاس
- التجربة الإدراكية الذاتية، واستشراف أخيلة الآخر وأطياف الأشي ...
- التداخلات التأويلية بين الأنا والآخر في - رسائل لم تعد تكتب ...
- الصوت الجمالي للشخصية .. قراءة لمجموعة سلامتك ياراسي لهدى تو ...
- الحكي كنغمات جمالية .. قراءة في مجموعة ( الأمنية الأخيرة ) ل ...
- تقديم وترجمة بهجة الماضي والأحلام لآن برونتي
- تجاوز ثنائية الإغواء، والغياب في مسرحية النداهة لنسرين نور
- نوستالجيا الصور والحكايات وتوظيف مسرح الغرفة في العرض المسرح ...
- تشكيل الكينونة والمحاكاة الساخرة لبنية السارد العليم في رواي ...
- المحادثة الكثيفة الموحية مع الآخر في مجموعة الأحمر لميرفت يا ...
- التجسد التجريبي للموضوع الجمالي في قصص سيد الوكيل
- التصوير الفوتوغرافي بين الاتساع الإنساني و تجدد إدراك الظواه ...
- إشكالية الزمن ورمزية الشخصية الفنية والفضاء في مسرحية الأسطو ...
- الغياب المؤجل، وتعددية الفضاء في العرض المسرحي التوهة
- شعرية الوعي وتفاعل الهويات الثقافية في رواية صراخ الطابق الس ...
- الإنتاجية الإبداعية للعلامة، وتجاوز مركزية الوعي في إصدارات ...


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - العمق الروحي، والتواصل التجريبي بين الذات والآخر في رواية ماريو وأبو العباس لريم بسيوني، مقاربة تداولية إدراكية