ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 12:07
المحور:
قضايا ثقافية
هناك شعور سائد لدى البعض بأن المفكر، المثقف وحتى الفيلسوف يُنظر إليهم في بعض المجتمعات على أنهم غير ملائمين للواقع الاجتماعي المعاصر أو أنهم مجانين لا يتناسبون مع التوجهات السائدة.
هذا الانطباع قد ينبع من عدة عوامل مرتبطة بتغيرات القيم والمفاهيم في المجتمع الحديث:
في العصر الحديث، تميل المجتمعات إلى تفضيل السرعة والنتائج الفورية وهذا يتناقض مع طبيعة التفكير الفلسفي أو المثقف الذي يحتاج إلى وقت وتفكير عميق لفهم القضايا المعقدة.
المواضيع العميقة التي يعالجها المثقف أو الفيلسوف قد تبدو للكثيرين غير مجدية أو غير عملية في مواجهة الضغوط اليومية أو الحياة السريعة.
في زمن تُقدَّر فيه الحلول البسيطة والمباشرة يميل المفكرون والفلاسفة إلى تحليل المشكلات من زوايا متعددة واستكشاف تعقيداتها مما يجعل البعض يرونهم غير عمليين أو بعيدين عن الواقع.
هذا الرأي يعكس ميلًا نحو تجنب القضايا التي تتطلب تفكيرًا عميقًا وفهمًا متوازنًا.
في بعض الحالات قد يكون التفكير النقدي الذي يتبناه المفكر أو الفيلسوف غير مرغوب فيه من قبل السلطات أو المجتمعات التي تفضل الامتثال والانسجام مع الأنظمة القائمة.
النقد الفلسفي أو الاجتماعي قد يُعتبر تهديدًا للقيم التقليدية أو النظام الاجتماعي مما يؤدي إلى تهميش المثقفين واعتبارهم غير ملائمين.
الفلاسفة والمثقفون يميلون إلى تناول القضايا بطريقة نظرية وتحليلية في حين أن المجتمعات تركز على الحلول العملية والمباشرة.
هذه الفجوة بين النظرية والتطبيق قد تجعل البعض يرون أن المثقف أو الفيلسوف يعيش في عالم آخر ولا يساهم بشكل ملموس في حل المشكلات اليومية.
الأفكار الفلسفية العميقة غالبًا ما تدعو إلى التغيير في القيم أو الأسس الاجتماعية والثقافية وهو ما قد يخيف البعض الذين يفضلون الاستقرار.
الفيلسوف أو المثقف يُعتبر رمزًا للتجديد أو التحدي لما هو سائد وهو ما يجعله عرضة للهجوم أو النقد.
المجتمعات التي تسعى للتطور والتقدم تحتاج إلى المفكرين والمثقفين والفلاسفة حتى وإن كانوا يُعتبرون في بعض الأحيان غير ملائمين.
الفكر النقدي والعمق الفلسفي هو ما يساعد على إعادة النظر في المسلمات والتحرك نحو مستقبل أفضل.
المفكرون يمثلون مرآة المجتمع، إذ يعكسون الأسئلة العميقة والقضايا التي قد لا يتم التعامل معها بطرق سطحية.
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟