أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس كاظم الجنابي - الازدواجية الحضارية في كتاب (علم آثار عيلام)















المزيد.....

الازدواجية الحضارية في كتاب (علم آثار عيلام)


قيس كاظم الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 20:18
المحور: الادب والفن
    


-1-
يعد كتاب دانيال ت. بوتس (علم آثار عيلام، تكوين الدولة الإيرانية القديمة وتحوّلها) بترجمة عباس عسكر الزيدي، ومراجعة د. نائل حنون، وإصدار دار الشؤون الثقافية العامة (في 2ج)، ببغداد عام 2023م، من الكتب المهمة التي تتناول التاريخ القديم لمنطقة الخليج العربي، وهو يتناول حضارة عيلام واللقاء الفكري والصراع السياسي بينها وبين بلاد الرافدين؛ ففي التمهيد الذي كتبه المؤلف يشير الى ان علماء الآثار والمؤرخين، بوعي او بغير وعي اعتبروا " الحملات الآشورية الوحشية ضد العيلاميين في القرن الرابع قبل الميلاد بمثابة الفصل الأخير من تاريخهم المضطرب، وصعود الفرس الاخمينيين كفجر جديد في العصور الإيرانية القديمة الذي يبشر ببداية عهد آخر".[1/15].
وقد ظهر العيلاميون في تواريخ الاسكندر الأكبر وخلفائه السلوقيين " تحت ستار الاليمائيين ، حاربوا من اجل الاستقلال ضد سلالة الفرثيين اللاحقة"، حتى اصبح "عيلام" اسم مقاطعة " كنسية لواحدة من أهم فروع المسيحية الشرقية، الكنيسة النسطورية".[1/15]
وهذا ما كان له امتدادته حتى نهاية الدولة الساسانية بعد اسقاطها من قبل المسلمين ؛ فبالرغم من كون ديانة الفرس هي المجوسية، الا ان ديانة سكان بلاد الرافدين هي المسيحية وسكانه هم في الغالب من السريان والاشوريين والاكديين والاقوام التي كونت حضاراتها وتاريخها في العراق،ولان النصوص العيلامية الهجينة التي ترتبط بلغة بلاد فارس ، وضعف انتشارها جعلت هذه النصوص " اقل قابلية للترجة والتفسير من تلك الموجودة في سومر او آشور او بابل".[1/17]
وهذا ما افصح عنه موقف المؤلف في كون "شعوب المرتفعات الإيرانية ، هي حشد مختلف من الجماعات المتنوعة أثنياً ولغوياً".[1/24] مما يعني احتمال عدم وجود عرق عيلامي(فارسي)، وانما وجود سلطة عيلامية اعتاشت على الحضارات السابقة ، لهذا لم تظهر "عيلام" في جدول الأمم في العهد القديم، ولا ملك عيلامي ، الا في سفر ارميا ، ثم في سفر دانيال وسفر استير، حتى ان لايارد، راح يبحث في كل من سوسة عند المؤلفين اليونانيين والرومان في (شوشان) شمال (شوشتر) على انه موقع (حلم دانيال)؛ ومن هذا المنطلق فان اكثر ما كان يشغل علماء الاثار هو التقارب بين الكتاب المقدس والآثار العيلامية. ولان الكتاب المقدس هو نصوص دينية لا ترقى لان تكون مصدراً تاريخياً،ولكن مدوني التوراة اضفوا الكثير من اخطائهم على الكثير من علماء الاثار.
وفي الفصل الثالث من الكتاب(اسلاف عيلام المباشرون) يكشف الباحث بان العيلاميين هم(اللور الأوائل)، أي اسلاف لوريستان الحديثة في غرب ايران،وعيلام هي قريبة من سوسة وفيها ظهرت مجموعة اختام مهمة ،ولكن الباحث يحاول ان يميز بين "تقاليد الفخار في فارس وسوسيانا" وبين تقاليد فخار بلاد الرافدين وسوسيانا،ولكن (آميه) يعتقد بان السمة الأساسية لسكان جنوب غرب ايران في العصور القديمة " كانت ازدواجية عرقية: سكان الأراضي المنخفضة هي بالأساس من عناصر "بلاد وادي الرافدين"،وسكان المرتفعات من العنصر "العيلامي" ،وان السيطرة على خوزستان عبر التاريخ، كانت بشكل دوري ما بينهما".[1/94] وان سوسيانا" كانت مستعمرة بالفعل في دور أوروك من قبل "مستوطنين من الطمي"، أي
من جنوب بلاد وادي الرافدين، في ظاهرة "استعمار إقليمي شامل"[1/94]. وقد استنتج ذلك من خلال جملة مؤثرات ، منها "الطابع السومري الساحق لانشطة النخبة والمواد الثقافية،وانها تتبع دور اوروك بطريقة او أخرى وكذلك يبدو فخار سوسة الثاني، من حيث الشكل الزخرفة، مثل فخار بلاد الرافدين وان السكان الأساسيين في خوزستان كانوا خليطاً منذ البداية، واما هيمنة العنصر الرافديني في دور سوسة الثاني ، فلم تحصل عبر عملية استعمارية وانما لكونه عنصراً اصيلاً بالاشتراك مع باقي المجموعات.
يشكل الفخار والكتابات المتاحة المعين الأهم في تحليل حضارة عيلام، لدى الاثاريين، لهذا اعتبرت مرحلة (بانيش) المبكرة هو قادم جديد من خارج المنطقة، وربما جاء هذا بتأثير (سوسيانا) او انه نوع من التدفق او التوسع السومري لان سوسانا وزاغروس انتجا في وقت واحد المراحل الأولى من الحضارة العيلامية الأولية، وان مرحلة (بانش) المبكرة هي "مقدمة الحضارة العيلامية الأولية"؛ مما يعني ان هذه الحضارة هي واحدة من تأثيرات الحضارة السومرية " وان كل شيء يشير الى التأثير المباشر لإجراءات المحاسبة في بلاد الرافدين على سوسة في أواخر دور سوسة الثاني".[1/113]
وفي دور سوسة(الثالث) تجري الإشارة الى الاعتقاد بان النظام العيلامي الاولي هو نسخة محسنة الى حدٍّ ما من (النظام السومري) في قضية الكتابة والنظام العشري والستيني، حتى وصل الامر الى الاعتقاد بان غالب الأنظمة العددية هي أنظمة مسمارية من اوروك. ويرى الباحث ان التأثير العراقي الرافديني كان واضحاً بشكل يوحي بوجود ثقافة/حضارة ملفقة هي اقرب الى خلاصات مترشحة من نقوش وكتابات عراقية وصلت الى سوسة؛ وهذا "لم يؤد الى انتشار الثقافة المادية لبلاد الرافدين على أجزاء من تلك المناطق الخاضعة لسيطرتها فحسب، ولكن دمج بعضها ، خاصة سوسيانا، داخل عالم السياسة الاكادي المباشر".[1/166] حتى انه "تم تبديل أنماط الفخار في سوسة الى اشكال وأنماط الزخرفة في بلاد وادي الرافدين مع الأنماط الاكادية الشائعة لتحل محل الأنماط المحلية في الدور الرابع B"[1/170] كما ان هناك سفارات وزيجات بين الاسر الحاكمة لتوطيد العلاقات وإقامة أسس رصينة من العلاقات السياسية لتقليل حدة الصراع.
-2-
من جهة آخرى تبدو الجوانب الحضارية مهمة، وخصوصاً النحت والنقوش والفخاريات التي ميزت هذه المرحلة، وابرزت عبادة الالهة(انانا) وتمثال الماعز وتمثال الكلب ،وكذلك وجود ايقونات تصويرية لاناث يرتدين مآزر (تنورة شعرية) تشبه الى حد كبير تلك المعروضة على التماثيل الصغيرة المحمولة التي يعتقد انها من اصل(باختريباني) الى جانب العديد من الاختام الاسطوانية،وكذلك ثمة ما يشير الى زراعة القمش لاهميته الغذائية للإنسان،وكذلك الشعير كعلف للحيوانات. وكان فن النقش في سوسة (أوائل الالف الثاني عشر) حيث لا يمكن اعتبار ما يقرب من مائة ختم اسطواني من سوسة انها تحمل أسلوب العصر البابلي القديم؛ مما يعكس بقوة أنماط وايقونات بلاد وادي الرافدين"[1/260].
وثمة ما يشير الى " ان تمثيل الاله جالساً على عرش الثعبان الموجود في اللوحة المركزية ثم اثباته على عدد من طبعات الاختام المخصصة لمجوعة "العيلامية الشعبية"، بما في ذلك اختام"أخرى.[1/266] مما يوحي بان استخدام الثعبان كرمز مستوحى من حضارات أخرى، وبالذات من حضارة سومر، حيث ورد ذكره في ملحمة جلجامش وان حضارة عيلام هي محاولة لاعادة استثمار حضارة آفلة وتأسيس معطيات جديدة عليها، اذ تبدو اللوحة6 : 5 التي تصور الملك وهو يجلس على كرسي على صورة ثعبان المحفوظة في متحف اللوفر، وباعتقادي ان هذا التصوير النحتي له صلة بالصورة التي تبنتها التوراة فيما بعد، من حيث القدرة على الانتصاب وعلى رفع مستوى القوة، اذ ان الأسد هو الصورة التي ستلاحق الرموز الفارسية حتى نهاية العهد الساساني.
وبعد ذلك تشترك سوسة وانشان في تكوين مملكة تحكم المنطقة، حيث ستبلغ العصر العيلامي الوسيط (1500-1400 ق.م) ولربما كانت لفظة(انشان) لفظة سومرية ومنها المفردة العامية العراقية(ايشان) التي تعني المرتفع، ومن هنا كان المؤلف يرى بانه" تم التعبير عن وحدة المرتفعات (انشان) والأراضي المنخفضة (سوسة)، في لقب ملوكها".[1/247]وهذا وحده كافٍ لربط العلاقة بين ثقافتين استطاعتا ان تشكلا محوراً، بالرغم من وجود تنافر بينهما، وبعد هذه المرحلة يتصاعد الصراع الآشوري – العيلامي ، على مناطق النفوذ وعلى بلاد الرافدين ونتيجة وجود اختلاف واضح في الهوية والديانة والعقلية السياسية، فآشور دولة امبراطورية توسعية؛ بينما كان العيلاميون يحاولون امتصاص حضارة العراق وتذويبها لصالحهم، لهذا غدت بابل هدفاً للضربات،وفي ذلك يقول آشور بانيبال :" في شهر من الأيام جرفت عيلام بكاملها، حرمت حقولها عن ترانيم الحصاد المبتهجة. لقد حولتها الى مرعى للحمير البرية والغزلان وجميع أنواع الحيوانات البرية".[2/39]
ثم جرى تدمير سوسة، فاخذ العيلاميون مكتبة المعبد الى بلادهم لحفظها ونهب (نبو ﭘـلاصر) ملك القطر البحري الالواح من مدينة اوروك(كغنيمة) ولكن (كيدينانو) وهو مواطن من اوروك ماشحاشو – كاهن لآنو نظر الى هذه الالواح في عيلام، فنسخها الى اوروك، حيث كانت الغزوات المتبادلة بين عيلام وآشور؛ ثم غزوات الرومان في عهد الاسكندر وسيلة لتدمير الحضارات الرافدينية القديمة، ولعل نسخ هذه الالواح واعادتها لها قيمة دينية وليست دنيوية.
ونتيجة التداخل السياسي، حصل نوع من التداخل الديني، حيث وصفت عشتار بانها" سيدة عيلام، الاميرة التي تسكن في سوسة"، كنوع من الادعاء الحضاري والديني لحضارة سومر وبابل، بحيث تبدو لي حضارة عيلام وسوسة اقرب الى الحضارة الملفقة التي تستفيد من حضارة وادي الرافدين وتنسبها لنفسها، مع انها حضارة تابعة لها، لان الطقوس والعقائد الدينية العراقية كانت تسهم في توطين نفوس الناس وقبولهم بالامر الواقع السياسي ، حتى ان الباحث يرى بان " الاواتيين الذين تم تهجيرهم الى السارة من قبل الاشوريين كانوا يعبدون الالهة العيلامية ترتاق".[2/59] كما كان لهؤلاء أسماء هجينة آرامية – عيلامية. وفي الغالب كانت تلك الأنظمة السياسية في مصر والعراق وفارس وقرطاجنة وغيرها تستخدم التهجير ضد شعوب خصومها للقضاء على مقومتهم لها،وهذا ما فعله الإيرانيين بعد احتلالهم بلاد البحرين فيما بعد؛ وفي النقوش العيلامية وما يقاربها تبدو تلك الرسوم الافعوانية الأصابع والاجنحة والرؤوس ذات الاشداق المفتوحة، ذات هوية خاضعة ومعبرة عن هذا العصر، حيث ستصبح بعضها رموزاً ذات دلالات خاصة لها علاقة بالديانة الزرادشتية والعقيدة المانوية، ذات العمق الغنوصي ، فقد كانت الغنوصية " بمثابة اليهودية الارثوذكسية كما هي البابلية الارثوذكسية والإيرانية هي الإيرانية الارثوذكسية".[ص54/الديانة الغنوصية : هانس يوفانس، ترجمة د. صباح خليل الدهيسي، دار تموز – دموزي، دمشق،2017م). والتي تعني الايمان او المعرفة القريبة من المندائية والمانوية، والاتحاد حيث تبرز العلاقة بين الغنوصية والثعبان ، ودورها في اقناع حواء في أكل الشجرة المحرمة ، لانه " هو الذي اقنع آدم وحواء بتذوق ثمرة المعرفة وبالتالي عصيان خالقهم".[ص121 نفسه] ومن هنا صار التمرد والثورة والعصيان رمزاً فارسياً.
-3-
لم تكن اللغة الفارسية حاضرة في الثقافة القديمة الا بحلول الاخمينيين واحتلالهم لعيلام فيما بعد، حتى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، حيث صار هناك من يتحدث بالفارسية؛ مما يعني ان عيلام ليست فارسية في الأصل، واحتلها غزاة من الفرس مما أدى الى تثقيف الفرس بالثقافة العيلامية والبابلية والاشورية، وبهذا صعد الاخمينيون للقيادة السياسية عبر (هيمنة عرقية – طبقية) فصارت عيلام دولة اخمينية في وقت صعود نجم الاسكندر ،وبسبب التحديات تلك حصل اندماج بين العناصر العيلامية والفارسية الموجودة في مرتفعات بلاد فارس، وبعد احتلال كورش الاخميني لبابل حاول " استعادة عدد من تماثيل العبادة المنهوبة الى المواقع التي أقيمت فيها في الأصل"[2/72] الى سوسة، حيث ظهر مفهوم فارس بعد ان استخدمه دارا (داريوش)، فكان "اول ملك اخميني يفرض الضرائب او الجزية"؛[2/75] بحسب ما أشار اليه هيرودت، ثم ظهر بعد دارا قمبيز (530-522 ق.م) الذي مات بسورية متأثراً بجراحه، حيث جرح فيما بعد استخدام الكتابة المسمارية الفارسية القديمة ، لاسباب دينية او بإرادة (اهورا مزدا) وانشات الاعمدة في قصر دارا في سوسة ذات الدلالة الكبيرة على ابهة الحكم والرخاء والقدرات المالية، ثم بدات النفوس والرموز الافعوانية والاجنحة تتجه نحو القوة عبر صورة الأسد ورموزه لدى الفرس وان بقيت الافعى تحتل مكانة كبيرة، وكل هذه الرموز ذات تأثيرات سومرية مع سورية ومصرية.
وهناك لا بدّ من الإشارة ولو بصورة خاطفة الى الابوة الرافدينية لحضارة عيلام والاخمينيين في سوسة، حيث يمكن الاعتقاد بان "الفخار الاخميني من سوسة اكثر قابلية للمقارنة مع الفخار المعروف في المواقع المعاصرة في بلاد الرافدين".[2/105] بما يبرز " أوجه التشابه الثقافي بين الاخمينية البابلية والاخمينية العيلامية، فانها لا تعالج القضية الأكثر صعوبة المتعلقة بالهوية الثقافية العيلامية داخل المدارس الفارسية الأكثر الحاحاً"[2/106].لقد كانت الديانة الزرادشتية تقليدية حتى ان كورش وقمبيز ودارا كانوا " زرادشتيين شكلياً" كما كانوا حكاماً براغماتيين بامتياز كما كانوا متسامحين ومدركين للتقاليد الدينية في بلاد الرافدين.
وهذا ربما كان سبباً بان لا يكون اجتياح الاسكندر لسوسة دموياً، وانما تصالح الى حين تمر العاصفة حتى ان الاسكندر منح ابنة عشيقته الفارسية (بارسين) للزواج من (نيركوس)، كنوع من الاندماج بين الروم والفرس، ثم لاحقاً مع اليهود، حيث جرت الإشارة الى الحواز في التلمود تحت اسم(بي هوازي) واتخذه مفسرو التلمود مصدراً للصيغة اليونانية كوسايا وسمى بعض الأشخاص تحت اسم( هوسكي/ هوزكي)،وربما بسبب الاحتلال الروماني للعراق، ظهرت العملة اليونانية (الدراخما/ الدراهما) بتأثير الكتابة الارامية الوسيطة والنقوش الاليمائية اللاحقة.
-4-
امتزجت الزرادشتية بالمسيحية في عهد الدولة الساسانية، في عيلام، حتى اصبح بعد الفتح الإسلامي تحت اسم (عيلام) مع إشارة الى المقاطعة الكنسية للكنيسة النسطورية، وهي فرع رئيسي من المسيحية. والتي انتشرت في الاحواز والتي ربما تعود الى القرنين الثامن والرابع عشر الميلاديين والذي كان شبه مستقل ، عندما هزم اردشير ملك الاحواز ما بعد العام 218م بمدة وجيزة، كما نقشت كعبة زرادشت في ثلاث لغات (اليونانية والفارسية الوسيطة والفرثية) حيث برز مصطلح (هوزستن) مشتقاً من كلمة الاحواز او مملكة الاحواز العربية آنذاك.
كما كان اليهود في سوسة (في عهد سابور الثاني 309-379م) فكانوا يقراون كل عام في 15 آذار ذكرى انتفاضة عيد المسافر (الفوريم) الموصوفة في إستير 9-18،وقد لاحظ الاصطخري وابن حوقل من جغرافيي العرب ان سكان الاحواز كانوا" يتحدثون الى جانب الفارسية والعربية ، لغة أخرى ليست السريانية ولا العبرية"[2/204] ثم غزاها سابور، فادى ذلك الى الاستيلاء على انطاكية اثناء وجوده في سورية عام 256م، في حملته الثانية، حيث ورد ذلك في نقش كعبة زرادشت وفي سجل سيرت" وهو مصدر مسيحي نسطوري من القرن الحادي عشر الميلادي الى ترحيل عدد كبير من اسرى الحرب"، وقد ذكر سجل سيرت صراحة ان سابور وطّن الاسرى في مدن بناها والده في بلاد بابل والاحواز وفارس.[2/205]
ونتيجة التخادم الديني بين الفرس والنصارى، في الدولة العيلامية والساسانية بعدها، بالرغم من ان الديانة الزرادشتية كان دين الدولة للنخب الحاكمة في البلاط الساساني، بحيث صارت النسطورية الدين الثاني للدولة، فكان معظم سكان الاحواز من المسيحيين كما قام سابور بترحيل مجموعة من المسيحيين من قبيلة تغلب العربية الى الاحواز وارسال الاخرين الى كرمان وتواگ بالقرب من ري شهر، بعد ان قام بترحيل بعض الاسرى من الفرات الأوسط عام 350م الى ايوان كرخة.كما هجّر قباذ الأول جزءاً من سكان أرمينيا ؛ لان الفرس معروفون بتفتيت الأمم بعد غزوها،وهي الطريقة القريبة من الأساليب اليهودية المعاصرة لها.



#قيس_كاظم_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة ذاتية للخيانة قراءة في كتاب (لمسات وراق فرنسي الهوى)
- نساء مغامرات في طريق الاستشراق قراءة في كتاب ( سيدات الشرق)
- الرحلة والسيرة في كتاب (الطريق الى مكة)
- الرحلة بوصفها في (مغامر عماني في ادغال أفريقيا)
- باسم عبد الحميد حموي
- فصول ذاتية من سيرة غير ذاتية عند الدكتور علي جواد الطاهر
- الرحلة اليتيمة (حصون تحت الرمال)
- حول رحلة المس بيل (من مراد الى مراد)
- التبشير والتصوف في رسائل ماسنيون للكرملي
- سيرة جيل في كتاب (بغداد السبعينات، الشعر والمقاهي والحانات)
- بين المقهى والمنفى
- الظل والضوء في رواية (سيرة ظل)
- ميراث الفصول.. قراءة في روايتي (طوفان صَدفي) و(رياح قابيل)
- ما الذي يعنيه أدب المذكرات؟
- رؤية شرقية لفرنسا
- قراءة في كتاب (جميل حمودي والحروفية في الفن)
- استطلاع فرنسي ورحلة بين بغداد وحلب
- مصر والقدس في رحلة يونانية معاصرة
- كتاب (المعونة) في استحضار المؤونة
- الحلم الجماعي وانفتاح السرد في كتاب (خيال لا ينقطع، قراءة في ...


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس كاظم الجنابي - الازدواجية الحضارية في كتاب (علم آثار عيلام)