أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(النص الكامل للمقال)















المزيد.....



ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(النص الكامل للمقال)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 17:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"الموت هو الآم الحقيقية للآديان جميعا".أيفار لسنر....
."أنا خائف من الموت".جلجامش....

الموت..الموت..الموت!.تلك الكلمة البشعة،الرهيبة،المخيفة للغالبية العظمى من جحافل البشر،ان لم نقل جميعهم!.مؤمنون ولامومنين.لافرق هناك بين لاهوتيون وناسوتيين،مع خفة في درجة الخوف لدى الدنيويون الذين لايؤمنوا بدينونة او حياة آخرى بعد الموت.الموت..ذلك الوضع او الحالة الاخيرة للكائن الحي بكل دلالاته ورموزه وتداعياته المعبرة عنه:التوقف عن الحياة، السكون المطلق،النهاية البايولوجية للوجود الحيوي،التعفن والتحلل والتلاشي،العدم الازلي والعودة للاصل بلارجعة!.الموت..تلك الظاهرة الواقعية الحقيقية،والتي لاشك ابدا في حدوثها بعد نفاذ مدة الوجود الفردي للشخص.هي ظاهرة بسيطة من السهل رصدها لكونها أليفة وشديدة الحضور والقرب اليومي.وحدوثها مستمر بلا غياب،فهي زائر يومي ثقيل!.ظاهرة تحيق بمصير كل الحيوات البايولوجية من:نبات وحيوان وانسان على كوكينا النابض الفريد!.الموت.. لايشكل هما او عذابا او محنة او اشكالا سايكولوجيا للكائنات الآخرى بأستثناء الانسان،فهو الكائن الوحيد على الارض الذي يدرك موته،ويعي بحدة ان ساعة موته آتية لاريب فيها،وهي مسألة وقت،وحين يحين!.عندما نتعامل مع ظاهرة الموت فلسفيا وانطولوجيا فسنجد انها مأساة،وعقوبة،واهانة واذلال للانسان كمخلوق سامي ذو كرامة ورفعة،ويقف في قمة مراتب الاحياء،فكيف يهضم موته التافه،و كما تموت باقي الحيوانات؟!.الموت:مأساة لانه نهاية دموية للوجود انطولوجيا!.وعقوبة قاسية كحكم لاهوتي بالفناء بعد العصيان!.وأهانة لكرامة الانسان سايكولوجيا كقيمة ارفع واسمى من بقي الاحياء،ومع ذلك تموت مثلها بلا تفرد او تميز!.وليس من شيء نغص عيش،وأقض مضجع الانسان،وشكل كابوسه الدائم مثل الموت!.
الانسان البدائي الذي خشى الموت ومابعده من مجهول.وارتعد هلعا من ظواهر الطبيعة المدمرة والمتجبرة والمحيرة.فقرر عقلا وخيالا ان يخترع الدين بتدرج من البسيط الى المركب.وماتصوره من قوى وعناصر،و آلهة وكائنات غريبة خارقة،وطقوس،وتعاويذ حماية وابعاد الشر والاذى.تلك الصور الوهمية الجميلة والمخدرة ،وايضا المخيفة الرادعة لمن لايؤمن !.وسط كون جبار غامض ومبهم،ووجود فجائي مجهول الاصل والبداية!.فكيف لايسرح خيال الانسان،ويحلق بعيدا في الاعالي ليقطف ثمار الدين وطيباته؟!.ومن هنا كان الدين ملجأ وملاذ،وترياق فعال للآلام البشرية وحيرتها وقلقها!. يعيش الحيوان معتمدا على غرائزه ودوافعه الطبيعية الآلية آنية اللحظة،والسلوك الغريزي في حياته،بعكس الانسان الممزق بين البايولوجيا والسايكولوجيا،بين الادغال والمدن،بين السليقة والثقافة، بين الماضي والمستقبل،وبين الغريزة والوعي.وهنا يشكل الانتظار والامل الذي يقدمه الدين مستقبلا واعدا ولكنه مؤجلا لايتحقق الا في الحياة الآخرى بعد الموت!.و بهذا الحلم وبقطعه للعلاقة الواهية بكينونة عابرة وزائلة لاتشبع الرغبة ولاتطفيء الخوف.جند الانسان(الدين)ليقوم بهذه المهمة العسيرة،فهو تحرر من الخوف و النقص والزوال والهلع.فهو توق وشوق جسد الوهم كحقيقة:وجود آخر متخيل لاواقعي،ولكنه أصبح يقينا بفضل وفعل الايمان والتسليم العقدي لمن يعتقد به!.فليس من وسيلة فعالة و ناجعة تزيل الخوف والقلق،وتزرع السكينة والرضى،وتحفز الشغف بالخلود الابدي مثل فكرة الدين وأمتداداته في الخيال والعقل بعد الوجود العياني المؤقت والمنقضي بعد حفنة من السنين!.فالدين هو الأداة الفعالة والوحيدة التي تعبد طريق وردي من الآمال،ويقدم مدونة للايمان و للتفسير والتبرير والتأويل وتحقيق المصلحة النفسية والذهنية،وأيجاد الغاية والمعنى،وحل ماورائي يرضي الوجدان الانساني بتيسيرمعضلة الموت وعبورهامع الوعد الأخروي،والخلاص الابدي الالهي!.
قد يكون الموت واقعة بغيضة وسلبية ومنفرة الاانها هي ايضا من عكست تلك السليات للعدم،وخلقت منها موجبا جبارا وهو من خصب خيال الانسان،وفتح افقه على عوالم وشخوص مخترعة ،غير موجودة،ولكنه خلقها بخياله المنفلت من عقاله بحكم التوتر والخوف والامل!.الموت..ذلك الهيولي الكوني،والكيان المقتحم والفاتح لكل تضاريس الزمكان المقرر لمصير كل حي،سيد العدم وهادم الوجود!.الموت..تلك اللفظة الزاخرة بسيل لاينقطع وبحر متلاطم من المعاني والدلالات والاحالات والتداعيات المنشطة لدينامو المخيال البشري القابل لكل صورة في توليد وتراكم وانبثاق وخلق الصور والاخيلة والظلال الشبحية المتناسلة والمتزاحمة والملتهمة لكل البنى السايكولوجية والعقلية الصلبة بالمنطق والمعقول،فتنخرها بالرعب والهلع المتجدد بالصورة البانورامية للموت كسيف مسلط على رقاب الجميع وسيهوي حتما ويطيح بكل الرؤوس!.الموت..ذلك اللغز المبهم والمحير للطبيعة البشرية،ذلك السر الغامض والمجهول الذي يقف الانسان امامه عاجزا او مشلولا في مجابهته او الصراع معه.هذا الهلاك الماحق الذي يطيح ويدمر ويلغي كل معنى او مغزى من الوجود.تلك النهاية-لايمكن ان نطلق عليها كلمة تجربة-واذا مااعتبرناها تجربة فهي تجربة يتيمة واحدة لاتتكرر كما هو الأمر مع تجربة الوجود التي لاتتكرر ابدا!.ولكون الانسان هو الكائن الوحيد الذي يعي ويدرك حقيقة موته القادم هو وجميع بني جنسه لامحاله،هذا الوعي بحتمية الفناء هو وعيا تعسا يجلب العذاب والحزن لحياته.وهذا الميل للانسان لأسطرة وجوده المادي بدلا من الانفتاح والقبول بالمصير التراجيدي،والتسليم بالحقيقة الأنثروبولوجيا.بأن ليس هناك الا حياتنا الدنيوية المحض والموقتة وبعيدا عن كل تعقيد وتوتر ورتوش!.
يقول الفيلسوف الاخلاقي والسلوكي الصيني(كونفوشيوس):""اذا كنت لم تفهم الحياة فكيف تفهم الموت"..
من الممكن ،بل من الصحيح عكس هذه الاطروحة:"اذا كنت لم تفهم الموت،فكيف تفهم الحياة".وتكون جديرة بالطرح والتأمل.فالعدم اولى بالفهم لانه مطلق،اما الحياة فنسبيتها تضعها في المرتبة الثانية.ولكون كونفوشيوس فيلسوفا اتيقيا-اخلاقيا فمن الطبيعي ان يقدم فهم الحياة من اجل سعادة وخير البشر اولا،حتى يستطيع ان يدرك الموت..
وهذا مانلمسه بشكل طاغي في(ملحمة جلجامش)-والتي لاتناسبها"الملحمة"كعنوان!-فهي كدرس وعبرة في الوجود والعدم والخلود والخوف من الموت،وايضا منهج تربوي واخلاقي ونفسي في السيطرة والتحكم الذاتي وامتلاك زمام الارادة.ف في تلك الملحمة ،وبعد فجيعة جلجامش بموت انكيدو،الحدث الذي شكل صدمة مهولة وخسارة فادحة له،ومن ثم قراره في البحث عن الخلود وسره الالهي الذي ملكته الالهة وحدها وتمتعت به كأحتكار اناني الهي خاص به دون بني البشر الفانين !.ومن اجل الحصول على عشبة الخلود التي تسرقها منه الافعى بعد حصوله عليه.في مغامرته الوجودية تلك عاد جلجامش بخيبته الكبرى الى اوروك دون ان يحقق هدفه،ولم يلق بالا للنصيحة الحكيمة التي قدمتها له(سيدوري)آلهة النبيذ-أختصاص ألهي يناسبها!م.ا_وهي النصيحة الدرس،حيث قالت له:" الى أين تمضي ياجلجامش/الحياة التي تبحث عنها لن تجدها/فالالهة عندما خلقت البشر/جعلت الموت لهم نصيبا/وحبست في ايديها الحياة/أفرح ليلك ونهارك/أجعل من كل يوم عيدا/أرقص لاهيا في الليل والنهار/أخطر بثياب زاهية نظيفة/أغسل رأسك وحمم جسدك/دلل صغيرك الذي يمسك يدك/وأسعد زوجك بين أحضانك":"الذي وعاه لاحقا .فقد ادرك ان نصح سيدوري له هو: الخط الحياتي الصائب لانه النمط النموذجي العملي في السلوك والعيش،حرية الغريزة وتطمين الحاجات وعب المتع،ببساطة:بلهنية الحياة حتى آخر قطرة.ليفاجئنا الموت في حينه،ونستسلم لنهايتنا بسلام ورضى.فماذا يفعل الانسان العاجز في محنته الوجودية الكبرى امام هول فظيع مثل العدم المقبل؟!.فمنذ ان لمس وعرف الانسان محدودية وجوده في هذا العالم،وقصر حياته زمنيا،وانه سينتهي جبرا وحتما بالموت-العدم حتى اقلقته تلك الحقيقة الساطعة،وتوتر عالمه بحدة وصدمته هذه النهاية البائسة الباردة بقسوة،وجعلته مكرها ليفكر ويتأمل بحل يرضيه لوجوده الزائل،ومحاولة فهم ماهية وجوهر كينونته الباطلة ومصيره التعس،ويتمعن مستغرقا في حقيقة غيابه القدري المحتوم والمطلق عن الوجود المحسوس فليس هناك من شيء آخر سوى هذه الحياة،وجوده الزمني المحدود-عمره-والذي سينقضي،ويجب عليه ان يعيشه في تحقيق الاعمال العظيمة وخدمة الناس..
ولان الحياة جزءا من الموت،والموت جزءا من الحياة بجدلية تكوين وتفكك،وكا قال الفيلسوف اليوناني"هراقليطس":"اننا نحيا بواسطة الموت،ونموت بواسطة الحياة".ما الموت؟علامة الاستفهام الداكنة هذه تشكل السؤال الفلسفي الاول،والحيرة الانطولوجية الازلية التي يجد الانسان نفسه يرسمها كمآل لتيه وجوده أكثر مما تشكل مدلولا ذو مغزى مفهوم!.الموت..هذا الابهام الذي يسربل عالم الحياة ويشرنقها ويعجز الانسان عن فكه ميتافيزيقيا وانطولوجيا الا من خلال تداعيات الخيال والاساطير ورؤى الدين، والحكايات والنزعات الباطنية المتخبطة،والتصورات الخيالية الجامحة.الموت..هذا البعبع الذي فلق مخيال البشر وفجر ذهنه ليولد تخصيبا غزيرا ،وينتج جحافل من القوى والشخوص الغامضة والخارقة واللامعقولة والسرية من وحوش وعفاريت وشياطين وكائنات موجودة ولاموجودة من مسوخ مخترعة واخيلة ومبتكرات وعوالم في غاية الكمال و الانجاز والابداع من حجر وشجر وشمس وقمر وقطط وبقر،ومن شامانات وسحرة ومجذوبين وآلهة وانبياء ورائين ومنتجو اساطير ومرويات وخرافات وهلاوس لايمكن ان تصدر الا من الانسان وجوفه النفسي العميق الاغوار تحركه المخاوف والهلاوس والفزع الاكبر من الموت ومابعده!.منتجاته الخيالية هذه اختلفت بأختلاف الشعوب والجماعات وبيئاتها الجغرافية وانماط عيشها ووسائل انتاجها لحياتها المادية ودرجة تطورها،والتي ارتقت وختمت بالتوحيد الالهي ل"الله"الذي يسكن في مملكته السماوية.يشكل الموت النفي العدمي المزدوج للوجود،ماقبل،ومابعد.فنحن عدم ماقبل ان نتخلق،ونحن ماضون الى عدم مابعد،لذلك يعتبر الوجود عبارة عن برزخ عبور بين عدمين،ورغم ان الموت هو ظاهرة فيزيائية طبيعية بسيطة كما ذكرنا،وهو حقيقة محتومة تحيق بكل اشكال الوجود البايولوجي للاحياء على الارض،الا ان الانسان هو الوحيد من تلك الكائنات الذي وعى موته قبل موته،وان الموت هو خاتمة لامهرب منها لحياته،ولان الموت هو الهاجس المقلق الاكبر للانسان ويثير فزعه ورهبته،واحيانا لمجرد ذكره!.ولكن الانسان ولطبيعته المتمردة يرفض هذه النهاية-الفاجعة وخاصة:انا(ه)هو التي ستمحى وكأنها لم تكن او تعش،ولرغبته العارمة في البقاء حيا،والخلود ايضا.
في مواجهة الموت ينسحب متواريا:الطبيعي،العياني، البايولوجي،المنطقي،المستقيم،المساواتي،التشاركي،الاعتيادي،اللامبالي،المعلوم،الخ.ليحضر مستفزا وعدائيا ومقتحما:الثقافي،الديني،الذهني،السايكولوجي،الحدسي،الملتوي،الترابي،الخارق،المركزي،المجهول،الخ.يجلى العدم في المنظومة الطبيعية كأصل يسبق الوجود وفق معادلة:عدم-وجود-عدم.بين حدين من العدم الابدي يقف الوجود بخجل العارض المتطفل والزائل بلا حول!.أما في العمارة الدينية وسرديتها التكوينية فالمسيطر هو التصميم الالهي،ومعادلة:وجود-عدم-وجود.وبصيغة لاهوتية:خلق-موت-بعث!.الحدان مقننان من قبل الارادة الالهية الحاكمة:وجود-هو خلق من لاشيء!.وحياة معارة او ممنوحة،ثم موت،ثم بعث ابدي بمشيئة المصمم الاسمى ومزاجه!.ومحاكمة كبرى،يكرم المرء بعدها او يهان!.والانسان وسط هذه الملحمة ليس الا قشة تتلاعب بها ريح الاقدار كيفما اتفق!.ومن هنا ثبت الدين نفسه بجبر كملجأ وملاذ،والترياق الفعال للالم البشري!.
لقد شحذ الانسان ذهنه وبرى مخيلته خالقا افكارا وتصورات تفتح له افقا للآمل،وبابا او مخرجا لمعضلة الفناء التراجيدي القدري الصادم لغريزة الحياة والنرجسية الخانقة!.لذا لم يكن امامه لاستحالة الحل ولعدم تمكنه من تغيير مصيره سوى اللجوء الى قدراته الداخلية والاستعانة بمحرك التصورات والاخيلة،مخياله الجبار لانتاج واستحضار وتخيل وابداع مشهديات وتصورات ومدونات لامعقولة وخارقة للمألوف وغير قابلة للتصديق،والسائد من سنن الطبيعة المادية،عن وجود حياة آخرى سيعيشها بعد موته-وهذا مايرضيه كل الرضى!-ويحيا من جديد بعد موته الدنيوي!.حياة خالدة بلا موت ابدا،فهي خالدة كخلود حياة الالهة!.فكان اختراع الدين بلسما وافيونا ووعدا لاهوتيا ملزما،فخلق مقدسه المتعالي الذي سيلبي رغباته ويسد احتياجاته ويكفي طموحه ويحقق امانيه في الحياة الخالدة،وتهميش الموت كمرحلة انتقالية عابرة غير مهمة وهينة والعبور من خلالها نحو الحياة السرمدية المنعمة والمترعة بالمسرات والملذات والابدية!.فكان انبثاق البذور الاولى للسرديات الدينية-القيامية الكبرى لمختلف الاديان والمعتقدات،وكلها انتاج بشري بلا استثناء!.تلك البذور التي اينعت اديانها بكل تجلياتها وتفاصيلها واشكالها والوانها.فكان الموت هو العامل الحاسم لولادة الاديان فكان الام الحقيقة للاديان كما قال"ايفار لسنر"، وطبعا دون انكار بقية العوامل الاخرى من ظواهر الطبيعة الغامضة والقاسية والمدهشة والمحيرة ،والتي ارعبت وادهشت الانسان البدائي في فجر تفتح وعيه بمحيطه وظروفه ،اظافة للخوف الاكبر الذي تفتق عن حل لمعضلة مركزية اهم الا وهي تلك الظاهرة العصية على التفسير:موت البشر!.وكانت جزءا من دافع الخيال للعمل!.فالانسان ومنذ ادرك موته القادم،مضى يتأمل بحزن وتفكر في عدمه الذي سيحدث بعد حين،ولانه يخشى الموت ويرفضه متشبثا بغريزة البقاء ولكي يستمر بالوجود،فهو لايريد ان يفنى ويزول ويغيب تحت الثرى دون عودة،فهو شديد الحرص على حياته ويتمنى البقاء الدائم والخلود السرمدي برغبة عارمة وصادقة.فالموت حقيقة مرة وصادمة تذكر الانسان كل يوم بمآله البغيض والذي هو طعنه سافرة وجارحة بعمق لنرجسيته السايكولوجية وتمركزه الذاتي حول انا(ه) الغالية ككائن متميز واسمى من باقي الاحياء!.ولان الموت حدث حتمي لامناص منه،ويقبله الانسان مرغما بأكراه قدري نهائي ومذل كصيرورة لاتليق به كبشر!.ولان بنية الانسان السايكولوجية الشعورية واللاشعورية،وتركيبته العقلية الدفاعية تجعله ينفر غريزيا وعقليا من الموت رهبه وقلق،وكل ماذكرنا من التداعيات والتفاعلات داخل دائرة(فوبيا الموت)كل هذا وأكثر هو مادفع بالعقل والمخيلة الانسانية لان تعمل بكثافة وتنتج بكفاءة وحكمة عوالم وشخوص واشباح وكائنات وأماكن من نار ونور وفراديس ومحارق ملتهبة لاوجود لها في الطبيعة والواقع البتة سوى في عقل وخيال منتجها البشري الخلاق.وبقدر ماهي خلق وابتكار لمخيال خصب وفريد وذكي وفنطازي وبلاضفاف تحده في شطحاته وابداعه لذلك العالم السحري-الغرائبي المتخيل والجميل ليشبع رغباته ويحقق آماله الوهمية بالخلود وتجاوز الموت!.فالاديان وسردياتها الكبرى هي انجع وابرز مسكن للآلام وبؤس الانسان،ويقطع العلاقة مع الكينونة الواقعية الزائلة،ويتحرر- وهما -من النقص والفناء بأتجاه الشوق والتوق لوجود وردي آخر-وهمي ولاواقعي-ولكن الدين يجعل منه يقينا لاشك فيه،حقيقة ارثوذوكسية ثابتة لمن يعتقد او يؤمن به!.وهو الوسيلة-الدين-المثلى للوصول الخيالي الى مابعد الوجود العياني الملموس الى عالم ميتاواقعي-ميتافيزيقي ينتج ويعاد انتاجه بالخيال المحض والايمان المطلق!.لذلك كان الدين -وسيبقى-معيار الثبات وميزان الضبط والاتزان لانه أداة التفسير والتبرير والاعتقاد والمصلحة والحاجة النفسية التي تقتات على الاوهام!.فالدين هو الخالق للغاية والمعنى والحكمة لحياة البشر!.
(أستدراك متأخر!.ولكنه ضروري لمواجهة واحتواء أي اعتراض او نقد من قبل القاري العزيز، لكثرة الحاحي المتكرر في تسليط الضوء والمجهر المضخم حول موضوعة جدل الموت والدين،لان الامر يستحق البسط والتفصيل والاعادة أكثر من مرة،لتثبيت موضوعة الموت كمصدر مركزي واساسي لأنبثاق ونشوء الاديان والمعتقدات الميتافيزيقية،والتعامل مع تلك الموضوعة كحقيقة فلسفية وانثروبولوجية وثقافية لاشك فيها،وليست مجرد تصور او رأي فردي مشكوك فيه!)..نعود لاكمال مقالنا مع الاعتذار:
البداية والنهاية العرضية للحياة غير كافية لاقناع الانسان بأن يتقبل بسهولة وجوده كصدفة محض!.وان ليس لوجوده اي قيمة او معنى اوغاية كونية خارج نطاق البايولوجيا العامة لكل الاحياء على الارض.وكما يقول الشاعر الايرلندي(و.ب ييتس):"الحياة كائنة في الموت،والموت كائن في الحياة".
تتميز شخصية الفرد الديني-المتدين بالخشية والقلق والهواجس والوساوس والمخاوف من مجهول مابعد الموت!.حيث يغلب على سايكولوجيته الاضطراب النفسي والتوتر والسلوك المتردد والسلبي.فالشخص المتدين هو في الحقيقة كيان سايكوباثي واضح-لابالمعنى الشائع!بل لحمولته النفسية والعقلية من ركام الماورائيات والتصورات السحرية-.وعلى العكس من الفرد اللاديني المتحرر من اوهام وكوابيس وترسبات الايديولوجيات الدينية،فهو على العكس تماما،متأكدا من حياته على الارض هي كل مايملك فلا قبلها ولا بعدها.لذلك يعيشها بكل ابعادها دون وجل او قلق او اوهام او انتظار او امل حتى آخر لحظة كأنسان واقعي عاش ومات!.بينما يمور في اعماق المؤمن ليس فقط الخوف من الموت القادم والمحقق،بل وايضا يشغله (طرفة) عذاب القبر المرعبة!. وماوراء الموت والقبر من اهوال ومحن!.من نهوض الموتى!.والبرزخ!.والخضوع للمحاكمة الالهية الكبرى!. الخ من الكوميديا القيامية الفنتازية!.فهو لايهنأ بحياته الدنيوية،منشطرا بين الديني والدنيوي،بين الحياة والموت ومابعد الموت،وهلم جرا!.فالحياة تشده الى متعها ولهوها،ويشله ويخيفه ماينتظره هناك على ضفة القارعة!.فيعقد حياته ويعيش مزدوجا بين ذاتين،فيحيط نفسه بأسرار وتحريمات ومنع وكبت وتسلط واستحواذ ماخلقه هو بخياله،وجعل منه حقيقة ثابتة لاتناقش،فتكون حياته مرة حتى ولو كان غارقا في العسل!.ورغم ان اللامتدين يموت أسيفا حزينا على مغادرة الحياة،ولكنه يستسلم لعدمه بسكون وسلام دون رجاء او وهم!.بينما يموت المتدين وهو متعلق بالحياة لايريد مغادرتها محموما بالفزع والخشية والرهبة مما ينتظره من امتحان ومحاكمة راجيا متوسلا ان تغفر له الالهة المتعالية وتسامحه وتمنحه حياة طيبة خالدة في النعيم فقد كان مطيعا،رغم انه مؤمن بحياة خالدة بعد الموت الا ان الخوف جزء من بنيته العقلية والنفسية.!.
هذا الانقلاب الذي صنعه الانسان لترتيب وتنظيم عالمه ووجوده الظالم.كان عبارة عن قلب وتشكيل رغبوي ارادوي للتكوين الطبيعي للحياة بأن جعل نهاية الوجود التي هي العدم الخالص بداية لحياة جديدة خالدة بعد الموت!.ولانها-الحياة-قصيرة وحقيرة وتافهة كوجود عرضي صدفوي،فأضفى عليها المعنى والجدوى والحكمة والتدبير وشيء من القداسة على التعديل والتغيير الجديد لتلميع مصيره وقبول حياته القصيرة العابرة،فتصور التصميم والتكوين والخلق لهذا العالم والكون،وجعل من وجوده الاعتباطي على الارض معجزة تكوينية مركزية للمتعالي القدير محورها وقطبها هو:الانسان!.والحياة مرحلة انتقالية وسيطة،ولعبة مقدسة تنقله بأعجاز نحو الخلود في عالم آخر يجهل مكانه وزمانه،فأما الى جحيم ومحارق عذاب لمن يخرق الوصايا والشرائع ويكفر ويزدري النصوص المقدسة،واما نعيم خالد لمن يلتزم بالايمان ويسلك في حياته درب الطاعة والانصياع المطلق للتحريمات والطقوس الواجبة!.وهذا كما هو واضح ميزان الثواب والعقاب العادل،وهو مبدأ بالغ التقليدية وانعكاس مستمد من التجربة السياسية والاجتماعية والقانونية للبشر في علاقاتهم وتنظيمهم لمجتمعاتهم،وفيه شيء من البيداغوجية التربوية،وسياسة العصا والجزرة كاجراء مكافيء للسلوك والفعل.الموت. كما ذكرنا.يشكل صفعه مهينة للوجود البشري المتسيد العاقل تنبهه وتوقظه من غفوته الدنيوية-التي غالبا ما ينساها او يتناساها-هذه الصفعة المدوية هي كسر مفاجيء لغروره وعجرفته وتحط من كبرياءه،ذلك المخلوق الملعون بالوعي والقلق هو كائن ضعيف وهش،ولكن لاحد لشراهته وجشعه وجوعه للحياة والبقاء حتى ماوراء الموت والقبر.حين تصور الحياة الاخرى على نفس الغرار لحياته الواقعية..من أكل وشرب ومتع جنسية،ولكن هناك أكثف وأكثر تطرفا سيتكرر المشهد الدنيوي ولكنه سيكون اكثر بانورامية وكرنفالية من الدنيا ولاحد او انقطاع للذائذه ومسراته وتمام اشباعها،فغرائز الانسان هنا في هذا العالم مكثفة ومشعة ومستمرة وحاضرة وفاعلة ،وستكون هناك في العالم الآخر مضاعفة اكثر ودائمة ولاتهدأ ابدا،فياله من عالم وردي مشوق يتمناه الجميع ويسعى لمناله!.انه لايريد الاعتراف بمجانية وجوده الوقتي ورحيله دون أثر.انه مصر على ان لوجوده معنى وتم خلقه بمعجزة وتصميم الهي مقصود ولغاية سامية وهو مخلوق على صورة ومثال الرب!.وهذا مايجعل منه كائنا مقدسا يتمتع بروح هي نفحة من روح الخالق القدير،وهلم جرا!.طبعا كل هذا الترف والهناء سيرفل به الانسان لاعلى الارض بل هناك في الاعالي السماوية لانها اكثر رفعة ومكانة من الارض. ولماذا سيكون العرس الفردوسي هناك في السماء؟!.لان الآخرة ، قداسية وسامية،فيجب ان تكون الجنان فوقه وبعيدا عنه في اعلى طبقات عمارة السماء!..ومن الارض الى السموات العلى،ومن الوجود القاصر والزائل الى الخلود الفردوسي،ثم نقل الدراما الكونية من بوابة الموت الى جنان رضوان!.
ورغم كون الموت تحول حتمي وشمولي يعم جميع الكائنات والاحياء بلا أستثناء الا انه يبقى تجربة فردية،شخصية،وحيدة لكل انسان،فلكل موته الخاص.فمن يموت هو أنا لاشخص آخر غيري.ومع اننا نتأثر بموت احبتنا واهلنا واصدقائنا،الا انهم موتانا نحن،اناس مختلفون عنا،ويبقى موتي أنا هو الفريد المختلف عن موت الآخرين،وليس هناك من يموت بدلا مني،او يموت معي تضامنا،انه موتي الخاص موتي أنا،عدمي الذاتي.،وهناك موتك الخاص،موتك انت،عدمك الذاتي.والموت رغم عموميته الا انه سيبقى ابدا خاصا جدا،والتجربة الاكثر ذاتية واستقلالا وتوحدا واغترابا وشعورا خصوصيا بحت يخوضه الانسان لوحده دون مشاركة تجربة الموت في كل حالة انسانية.ولان الدين أبن الموت فقد فرض على الانسان ان يهتم بكل مايتصل به من طقوس وممارسات من تحنيط وتكفين ودفن.. الخ.فكان اهتمام المجتمعات بمراسم ومنازل الموتى(القبور)أكثر من اهتمامهم بمنازل الاحياء.لان الموت هو الجسر الذي سيعبره الانسان الى دار البقاء الابدية الخالدة.فالموت ينال صفة القداسة والاحترام والرهبة.فهو كما ذكرنا محطة(ترانزيت)انتقالية من الحياة الفانية الى الديمومة الباقية و حياة الابدية.لذا بنى المعابد وامزارات والقبور المشيدة ببذخ كالاهرامات والنصب لانبياءه واولياءه وملوكه وقديسيه،وكلها تنطق وتعبر عن الاحتفاء بالموت وتداعياته من ميتافيزيقيا،وثقافة تقديس الموت والموتى.فالموت يقظة بعد حلم!.فالواقع يتحول الى وهم،والوهم الى واقع!.فحقيقة الحياة الملموسة الحية تعتبر حلما زائلا في نومة الحياة!.والفناء المحقق يغدو انتباهة واستيقاظ واستعداد لدخول رحاب الآخرة عبر بوابة القبر!.أن فلسفة الموت وبعد ان ولدت الدين باتت شأن ديني بأمتياز،وهي ايديولوجيا ماورائية من بنات افكار البشر،كرست الايمان والاعتقاد بالآتي دون ظنون!.سئل (زينون)فيلسوف الرواقية اليوناني عما يفعله الانسان للحصول على حياة افضل.فأجاب:"عليك ان تلبس لون الاموات".وها نحن غارقون في الموت في حياتنا وفي موتنا!.لم يعد الموت نهاية وعدم محض!.بل أصبح برزخا او قناة تربط حياتنا القصيرة التافهة التي تنتهي كحلم مفزع،لتبدأ حياتنا الفعلية الآخرى بمثاليتها وكمالها وجمالها ونعيمها وسرمديتها،فلازمن هناك،ولاقر او حر،والحاضر الدائم هو الخلود ومتعه ولذاته وسلامه.ذلك العالم البالغ الروعة والجلال،عالم الالفية الافتراضي المقبل،وبكل تجلياته الخيالية العجيبة والمدهشة،ومديات اتساعها وتنوعها واختلافها بكل مظاهرها وتجاربها الدينية.وكان جامعها المشترك الموحد هو التركيز على افتراض حياة آخرى،او عدة حيوات كما في عقيدة التناسخ البوذية!.ولسنا بصدد التفصيل والتأرخة واستعراض تاريخ الاديان والمعتقدات واساطيرها ورؤاها الميتافيزيقية،بقدر محاولتنا تحليل الطبيعة الانثروبايولجية التي دفعت الانسان لاختراع الاديان وسردياتها الكبرى،وتصوراتها عن حياة آخرى غير حياتنا الفعلية،ثم محكمة سماوية تكافيء الاخيار وتعاقب الاشرار،حيث كان لابد من اختراق العامل الاخلاقي والقانوني كأطر مكملة لدراما الاديان!.
يقول فيورباخ:"الانسان هو الذي يصنع الدين وليس الدين هو الذي يصنع الانسان".وبعدها يجسده لاهوتا مفارقا اسمى منه ويعبده،وهذا جوهر اغتراب الانسان،الاغتراب اللاهوتي.ولكن لم يصنع الانسان الدين؟!.يصنعه ليس ترفا كماليا،بل هو تلبية لحاجة نفسية-روحية تتعلق بعاطفته ووجدانه بمواجهة موته!.فلو افترضنا ان حياة الانسان دائمة لاتنتهي،لما خلق الانسان دينا ابدا!.وربما طرح فكرة(الموت)كضد لحياة خالدة!.وهذا ديدن الانسان مع حاجاته ورغباته.فالدين يشكل للانسان طريق معبد سالك وآمن ومفتوح،يحل مأزقه،ويهدم جداره الصلب المغلق الذي ترتطم به حياته،الا وهو موته-مآل وجوده.يبدأ تاريخ الموت منذ لحظة الولادة.كما قال هيجل.فالانسان منذور للعدم،وماحياته سوى معبر قصير او قنطرة من الدنيوي الى الآخروي!.وماذكره هيدجر قريب من هذا:"الانسان موجود للموت"!.الانسان هو حيوان خائف فهو أكثر الاحياء خوفا يخيفه:عناصر الطبيعة المبهمة والمعادية،يخيفه الحيوانات الكاسرة والمفترسة،يخيفه العلل والامراض والاختلالات في عقله وجسده،وأخيرا،بل اولا خوفه الاكبر من الموت،موت جسد الانسان،ورؤية ذلك ولمسه كحقيقة ثابتة تتكرر يوميا،ويتم معاينتها كمصير قدري شامل لاراد له ابدا!.طبيعة معادية وقاسية،وبايولوجيا هشة قابلة للكسر والفناء،وموت يتربص ويعد الايام.كل هذا أجبر الانسان على التفكير الجاد،وشحذ مخيلته من أجل خلق وايجاد السبل العملية والنظرية للتخفيف من،او منع التأثيرات المسلطة على وعيه من ظواهر طبيعية ووجودية تضغط عليه بكوارثها ونكباتها وخساراتها المدمرة.ومن هنا أنبثق من مخياله المبدع،وتفتق فكره عن خلق مهول من أساطير وخرافات وعوالم ويوتوبيات،الخ من غرائب وعجائب وفنتازيا الاديان والمعتقدات.وفي المحصلة خلق الانسان الفنان كون شاسع من تجليات ومظاهر واشكال الدين،وغربها كقوى خارجية وسامية ومسيطرة تحكم العالم بكل مخلوقاته وفي مقدمتها الجنس البشري،و كانت النتيجة مبهرة سيطرت ونفذت الى كل خلية من عقول معتنقيها ووارثيها.ولايهمنا هنا او يعنينا التعريج او التوقف عند تاريخ تطور الاديان والعبادات التي ابدعتها الشعوب عبر التاريخ المدون،ومدى اتساقها او تنافرها،او معقوليتها ومنطقية طقوسهامن:أرواحية وطوطمية،ووثنية،وتوحيدية،الخ،في ثقافات الشعوب وفي بيئاتها الجغرافية،وعلى مدى محطات تاريخها،والتي صاحبت تاريخ الانسان منذ بداية وعيه الذاتي وادراك محيطه البيئي الذي وجد نفسه فيه.لن نستعرض ذلك بقدر مايهمنا التركيز على العلل والاسباب التي دفعت الانسان ليفكر ويتخيل أجوبة صعبة على اسئلة أكثر صعوبة!.اجوبة وانساق من سيناريوهات الخلق واصل العالم،ولماذا يولد ويموت الانسان،ومن أين اتينا والى أين نحن ذاهبون؟!وهل يشكل الموت نهاية،او هو مجرد بداية او مرحلة من الدراما البشرية الخالدة.صنع الدين سرديته الروائية،اساطيره،تراثه المتراكم،الايمان الراسخ بماجاء به او سطره،الخ.كل ماصنعه الانسان وخلقه من آخرويات وعوالم ما بعد هذا العالم خفف وقلل من الخوف والفزع وزرع نوع من السكينة في قلب الانسان المرتجف.فلاخوف من الموت،فهناك حياة آخرى،وايضا خالدة ،وهذا عز المنى والطلب!.فالموت ليس آخر المطاف، بل محطة سريعة لعالم سرمدي جميل.ومع الدين ازدهر الامل وانتعشت نرجسية الانسان بوجود حياة آخرى ممتدة خالدة كتعويض ومكافأة على وجود زائل وعرضي.وفكرة البعث اوالتناسخ هي فكرة مركزية في كل الاديان والاساطير سواء في ديانة البراهما او الزرادشتية او المصرية او الرافدينية..
كان خلاص الانسان من معضلة العدم هو من خلال قدرته الذهنية والتخيلية الواسعة في صنع واستحضار وجود حياة آخرى بعد موته ليحيا من جديد بعد القيامة الجماعية في الكرنفال الدينوني الاكبر!.فكان أنبثاق براعم وسنابل وأرهاصات الميثولوجيا والاديان الاولى.وبأختصار:كان الموت هو حقا هو من خلق الدين أساسا!.عملية قلب المعادلة الوجودية من خلال مدماك الدين كانت عملية عبقرية انسانيا وبالغة الذكاء والعملية لمسألة مهمة ومصيرية كالعدم.فجعلت من الموت وبقدرة قادر هي بداية مجيدة،وليست نهاية تافهة!.بداية تتسم بالدوام لحياة خالدة منعمة،وليست اعدام حزين!.فأضفى المعنى العميق والجدوى القيمة والغاية الالهية العظيمة لدراما الخلق والتكوين،على الحياة القصيرة القميئة!.فتصور التصميم والتدبير لهذا العالم الكوني الشاسع،وزعم ان وجوده على الارض مرحلة انتقالية-ترانزيت-من عالم الى عالم آخر بعد البعث ونهوض الموتى من قبورهم بعد النفخ في الصور!.ولكي تكون بانوراما الكوميديا الماورائية مكتملة العناصر والتفاصيل الميلودية.جاء بأهوال مابعد الموت الامتحانية،وماقبل القيامة!.الا وهي:تلك المحاكمة التي تجري داخل القبر،وما يصاحبها من أهوال ومحن وكما صور له مخياله السحري!.فالانسان ولانه منفصم ذاتيا بين حياة تشده ماديتها وحسيتها ومتعها ولهوها،وبين أطياف وأوهام تدفعه نحو ابتداع صور قامعة ومتسلطة وكابتة وضابطة،ويما يولده عقله وخياله من أشباح وتصورات وأخيلة تترصده حتى داخل رمسه!.وهذا مايناسله الدين بتشظيه وتفجره وتداعياته وتفريعاته المتمددة،فيستمر الانسان وطيلة حياته التي يخيم ويهيمن عليها الدين بمراكمة الرعب والهلع،فلايكتفي بالحساب يوم القارعة فقط،بل زاد عليه ذلك الامتحان التمهيدي الذي تجري وقائعه داخل القبر مع الميت حديثا،وهو ما أطلق عليه ايديولوجيو الدين تسمية سادية للتخويف والارعاب:(عذاب القبر)!.وهي محاكمة كافكوية لميت،متهم بريء لافرق!.كل هذا لرفع منسوب التحكم والسيطرة والطاعة والاستسلام لترهات الكهنوت وكهان الزور!.وحتى تكتمل دراما الموت بعرضها المسرحي،خلقت كائنا خرافيا هو المكلف بأنهاء حياة البشر،وهذه العملية الدينية-كانت بايولوجية،واستحوذ عليها الدين!-التي يطلق عليها دينيا:عملية قبض الارواح!.هذا الكائن المكلف بقبض الارواح،وهو ملاك متخصص ملاك الموت:(عزرائيل)!.وهذا التخصص تطوري كان من ضمن مهمات الالهة،كحرف او اختصاصات للالهة في الاساطير التعددية،حيث كان لكل اله تخصص معين:اله البحر،اله الريح،اله البراكين،اله الموت،الخ.فتحولت تلك المهام وبعد انتشار التوحيد الى جنس الملائكة بعد ألغاء تعدد الالهة،واصبح هناك اله واحد له مؤسسات منفذه ومن ضمنها:مؤسسة الملائكة تلقى عليها مسؤليات ادارة العالم لصالح وبأمرة الله،وملاك الموت وظيفته هي نزع الحياة من البشر عندما يقرر الله تصفيتهم جسديا،فينفذ عزرائيل الامر الالهي!.شخصنة الموت وجعله كائنا حيا، وتجسيده كملاك منفذ للموت يقوم باعدام الانسان بعد ان يقرر ذلك الاله الخالق،يعني ان ليس هناك من حدود او عوائق تمنع الخيال من المضي الى ماوراء العقل والمنطق والواقع!.ولان حياة الالهة خالدة كماتصورها الانسان،فقد طمع لان تكون حياته كذلك كحياة الالهة،ولكونه لايستطيع تحقيق ذلك واقعيا وفعلا في حياته الفانية،فحققه بالخيال على الاقل في عالم اليوتوبيا الخيالي اللامعقول،والذي جعل منه الدين حقيقة ايمانية مقدسة لاشك فيها وعد بها الرب عباده المتقين،فأكتملت الدائرة الالهية-البشرية!.
لم يترك الدين زاوية من الحياة والفكر الا وحشر انفه فيها واستحوذ عليها ووظفها لخدمة اغراضه وغاياته.والفلسفة كانت واحدة من احتكارات الدين!.ففلسفة الموت التي كانت تعالج مشكلة الوجود والعدم،اصبحت موضوعة وشأنا دينيا بأمتياز!.فهي ميتافيزيقا محض تكرس الاعتقاد والايمان لم لم يترك الدين زاوية من الحياة والفكر الا وحشر انفه فيها متطفلا،واستحوذ عليها ووظفها لخدمة اغراضه وغاياته.والفلسفة كانت واحدة من أسلاب واحتكارات الدين!.ففلسفة الموت التي كانت تعالج مشكلة الوجود والعدم،اصبحت موضوعة وشأنا دينيا بأمتياز!.فهي ميتافيزيقا محض تكرس الاعتقاد والايمان بألآتي-مابعد الموت دون شك او ظنون.ولآن عمدتها وأساسها أحياء الميت،وصيرورته لحياة آخرى مغايرة في أبديتها عن قصة الحياة الحقيقية والطبيعية..أن اصل المشكلة الانطولوجية ومأساة الوضع البشري هي خروج الانسان من شرنقته الحيوانية بأرتقاءه عقلا ووعيا وخيال عندما غادر تناغمه وتوحده مع الطبيعة كجزء عضوي منها.ومن هذه اللحظة بدأ قلق الانسان وخوفه عندما أدرك انه مجرد كائن فان سيموت حتما كباقي الاحياء التي تعيش معه على هذه البسيطة،وبغض النظر عن شكل الدين الذي تمثله الانسان،واشكال العبادة سواء:أكانت لحيوانات أم اشجار او اوثان حجرية او ذهبية،او آلهة،او أله وحيد مجرد غير منظور،او عبادة الاسلاف المقدسين،الخ.هذا النزوع الذي يهفو لما وراء الواقع الموضوعي،قوى وموجودات غائبة-حاضرة ،ويعتقد بقدرية ماورائية مهيمنة لامرئية تتحكم وتسيطر وتقرر المصائر.ان أكثر ماشغل الوعي البشري واجبره على خلق وصياغة كائنات ورموز روحية متعالية هو :مشهدية الموت! صدمته ودهشته وسرانيته الغامضة المحيرة كتجربة وحيدة وفردية لمرة واحدة،وهي النهاية التي يصل اليها جميع الاحياء دون استثناء،وما يترتب على هذه الحمولة الثقيلة الضاغطة على الجهاز النفسي الهش للانسان،هو هذا الاهتمام بالشعائر الجنائزية وطابعها الاكثر دينية وتركيبا،ولكنه لم يتوقف عند هذه النهاية البائسة والبخسة لوجوده،والاكتفاء بقناعة ان لاشيء هناك بعدها:موت فقط!.فكان من الواجب الضروري لارضاء غرور الانسان ودغدغة نرجسيته الطاغية وتقديسه لذاته،ان يخترع الحياة الثانية-الآخرى.العالم الافتراضي الذي يعقب عالم الواقع المحسوس الملموس المعيش،والذي يغادره كل من يدب على الارض!.يقول الفيلسوف اليوناني(ابيقور):"لايصح ان نفكر في آخرة،وهذا مايجعلنا سعداء،ويحررنا من الخوف،وليس الموت شرا،لاننا اذا متنا فلانكون،واذا كنا فلا نموت،واذا جاء الموت فلايكون هناك شعور،لان الموت نهاية للشعور،ومن الحكمة ان لاتخاف مما نعلم انه عندما يأتي لانشعر به".معنى مايقوله ابيقور هو:اننا لن نلتقي الموت ابدا،فعندما نكون احياء،سيكون هو غائبا،وعندما يحضر سنكون نحن موتى،لذلك لن نواجهه لافي حياتنا ولافي موتنا!!!
(هنا طبعا انا افسر مايقوله ابيقور،فالموت ليس شخصا اوكائنا او جسما انما هو مفهوم تجريدي نطلقه لوصف حالة التوقف عن الحياة او النهاية والمآل الطبيعي لكل وجود حي.ومايقوله ابيقور لايمكن ان يعيه او يفهمه او يصدقه صناع الاديان ورجاله والمؤمنين بالقوى الخفية،وطبيعة الموت كشأن ديني خالص!.لانه يهدم ببساطة مركزية ومعنى الدين عندما يجعل من الموت امرا بهذه البساطة والسهولة الطبيعية لمآل الاحياء!.وهذا يؤكد ماقاله الفيلسوف الرواقي الروماني ايضا(ابكتيتوس):"الموت ليس مفزعا،ولكن الفزع يكمن في مفهومنا عن الموت،أي ان هذا المفهوم هو المفزع،وليس الموت او الالم هو الشيء المخيف وانما خشية الالم او الموت".وموت على هذه الشاكلة وبهذه السكينة لايمكن ان يحتاج لاي سلوى او عزاء من أي دين!.و(ابكتيتوس)نفسه يقول:"تبأ لحياة لاتنتهي بالموت"!.وهي كلمات غاضبة من حياة طويلة ملعونة لايعقبها الموت الجميل!.لذا يبقى الموت مصدرا للالهام والتخصيب للفلسفة والدين معا،فالموت مادة شقية وتوليدية لتنوع الفلسفات،وبؤرة مركزية تعكز عليها الدين ليثبت وجوده!.يقول(سبينوزا):"ان الانسان الحكيم لايفكر في الموت بل بالحياة".وعلى العكس منه ماقاله سقراط وهو يواجه اعدامه-موته بأستسلام رومانسي وهدوء كامل وهو يحدد ماهية الفلسفة:"معرفة الموت"!.فبدون الفلسفة لايمكن للانسان ان يتفلسف،وكذلك لايمكن ان يتدين بدون ظاهرة الموت!.يولد الانسان من رحم الام،ثم يموت ليعود لرحم الارض-امه الطبيعية.هذه الرؤية الفلسفية المقترنة بالمعتقد الديني،ورمزية شكل الايقاع الناظم لهذه العلاقة الجدلية هو:"الجنس".فهل الخوف من الموت هو غريزة حب البقاء(الايروس)؟!.لماذا نخاف الموت ونرغب بالبقاء،ونحن نعرف اننا ماضون الى زوال؟!.البحث عن الخلود ورفض العدم هو المحفز الذي ساق البشرية بمهمازه المؤلم متخذا من الخوف العدمي خلقا ابداعيا من خلال ملحمة الدين الذي يضمن خلودها بسرديته الآخروية،ويجذر ذلك في الذاكرة الجمعية كحضور للايمان الديني في الذهنية الانسانية التخيلية التي اصبحت خاصية سايكولوجية،وربما جينية يتميز بها الانسان دون بقية الحيوانات!.في كتابه"رمزية الطقس والاسطورة"يقول ميرسيا الياد الفيلسوف الروماني ومؤرخ الاديان:"الانسان الديني يستغرق في قداسة لاتمكنه من خلق نفسه،لانها عقبة امام تحرير حريته ولايصبح انسانا الا عندما يتخلى عن القداسة،اي يقتل الاله داخله"..وحتى ينسلخ الانسان ويتحرر من الدين فتلك مشكلة دهرية لايمكن انجازها طالما شكل الدين جزء من بنيته العقلية والسايكولوجية!.يقول الفيلسوف اليوناني الكبير(أبيقور)"الفهم الصحيح لحقيقة ان الموت يسير جدا علينا يجعل فناء الوجود ممتعا،ليس بأضافة زمن لامتناه،بل بأزالة توق الخلود."
أبيقور يجعل من الموت زائرا مرحبا به كالحياة !.فعندما نعيش حياتنا بعقلانية وواقعية ومتعة فسنجد حتى في الفناء لذة باستبعاد شبح الخلود المرعب للجاحدين والواعد للمؤمنين!!!
ولكن ما أن نجرد الموت من أرديته الدينية،الميتافيزيقية،ونراه بعريه الطبيعي الحقيقي كظاهرة ملازمة ومباطنة ومآل أخير لكل وجود عضوي،حتى نجده بسيطا جدا ولطيفا ومألوفا في تحولات المادة الحية،عندما تتوقف الخلايا عن الحياة والحركة،وتموت وتبدأ بالتعفن والتحلل،فليس هناك من غرابة او اثارة او دهشة.ولكن هذا النوع من النهج السلوكي العقلاني المتقبل لحدوث ظاهرة الموت هو الاكثر وعورة وتعامل ولايتحلى به الا القلة من البشر.واما الغالبية فهي تأبى ذلك فهي ترفع من شأن غرورها النرجسي،وقيمتها الوجودية،وكرامتها السامية كمخلوقات مميزة، منتجات سماوية الهية!.فكان عليها ان تصنع وهمها المقدس وتصدقه،وتبني عليه عمارتها اللاهوتية الشاهقة!.فحولت علقم الموت ومرارته بعسل الدين الاكثر حلاوة حتى يسهل تجرع الموت والعبور بسلاسة الى العالم الآخر المنتظر!.وبدل من الاختزال اضاف الانسان تعقيدا شائكا لما هو طبيعي وبسيط وهين ولايحتاج لمتاهة الدين ودهاليزه المعتمة،فخلط الغايات بالوسائل،والرغبات بالوقائع،لالشيء سوى ان يردع خوفه ويرضي طموحه ويحقق بتوهمه رغبته العارمة بالخلود الفردوسي بعد عتبة الموت المفزعة!.
في مراهقتي هز عقلي ووجداني وادراكي،اشكالية الموت وحتميته التي لامرد لها كاسدال ستار على وجودي الفردي!.فمشكلة او ماهية الموت هي حقيقة مطلقة تتربع على عرش الوجود والعدم.والموت كأشكالية سايكولوجية لادينية،هي ماشغلني أكثر من وجوه الموت الاخرى.فالموت..هو أكبر اهانة وتحقير للوجود البشري-كما اعتقدت في تلك الفترة من الصبا.م.أ-وهو الوحش الكريه الذي يبتلع حيوات البشر ببرودة وقسوة!.فمثلا:الانسان يموت كما تموت الحيوانات لافرق!.فموته لايتميز بشيء عن موتها!.وهذا طبيعي لانحدار الانسان البايولوجي التطوري كحيوان مرتقي،ولكني كنت انظر للانسان بمقياس مختلف،وأسمى،ككائن أرفع وأعلى،وفوق الموت والفناء،وبالاخص موته المبتذل-الحيواني!.أما اليوم،وأنا على مشارف هاوية الفناء،وفي ذروة الشيخوخة،وبدلا من الانحراف نحو هلوسة الميتافيزيقيا اللاعقلية،والاساطير الدينية الساحرة.أجد نفسي،وقد أختلف الوضع بين المراهقة والشيخوخة،فأخذت الجانب العلمي-البايولوجي للموت.فلم أعد أعي الموت وأتصوره كما كنت في صباي جرح في نرجسيتي الوجودية!!.فأوهام المراهقة المثالية الساذجة ولت وتلاشت وأختفت بلا رجعة!.فما كان اهانة ومس بكرامة الانسان،وصدمة لمشاعري الغضة الثائرة على متناقضات الحياة-كما كنت اعتقد.م.أ-بات مقبولا ومعقولا ومرحبا به كسيرورة حيوية لها نهاية.حدث هذا بتطور عقلي جذري في فهم طبيعة الموت وماهيته،فصار الموت -وسايكولوجيا ايضا؟.م.أ-نجدة وحل أخير لوجودنا العبثي،فكله شاعرية وعذوبة وسلام،وأمسى أمر طبيعي،وختم لسيرورة الحياة.فقد شطبت على كل الثنائيات الحمقاء التي كانت تتطفل على عقلي وتتحكم به:أمل-يأس،تفائل-تشائم،خير-شر،بؤس-سعادة،نور-ظلام،الخ من ترهات ضدية!.فأصبح الموت واقعيا جدا ودون ظلال ماورائية او سحرية او تكوينية،وأشبه مايكون-بالنسبة لي-بسقوط المطر،وتعري الاشجار في نهاية الخريف.ولم يعد الموت تراجيديا محزنة،بل امسى مزيجا من مسرح(الفارس)والكوميديا المرحة الخفيفة!.وليس كما قال عنه باسكال:"فصل دموي"!.بل هو قطر ندى صباح ربيعي بعد تبدد ديجور الليل.يقول صموئيل بيكيت الشاعر والمسرحي الايرلندي:"الحياة ومضة بين الولادة والموت".وانا اعتقد بأن تلك الومضة هي لحظات ماقبل الموت.اما قبلها وبعدها فليس سوى اوهام يبددها العدم لااكثر!.انا لااقصد تضخيم مفهوم الموت وجوهره،ولكن للعدمية وجهها الآخر وهو:الانسانية.وهذا مايوازن بين الوجود والعدم،ويدفع بالناس للتأمل في وضعها البشري المتأزم،ومحاولة ايجاد المنافذ والحلول للصراعات والاشكالات والاحتراب والمراوحة عند حالة التوحش،والارتداد للغابوية والهمجية!.فليس نحن فقط،ولكن كل ماهو موجود ايضا من كائنات حية وارض وصخر ورمل ونجوم وكواكب تنحدر من جذر واحد واصل مشترك،فقد بدأنا مجرد غبار كوني،وستكون نهايتنا كذلك!.وكل السر يكمن في المعنى الذي نضفيه على الظواهر والاشياء،وبدونه يتعرى كل شيء الا من العبث واللامعنى واللامعقول،ومنحدر الكاووس البدئي،والآفة الاخرى وهي الاوهام المهيمنة،واختلاق واصطناع الغائية الكونية التي تحكم العالم!.وبتفكيك هذه الاباطيل والترهات سنعود الى انسجامنا الكامل مع نسق امنا الطبيعة،وآلية الضرورة الطبيعية.وأخيرا..لااتذكر أين قرأت،ولمن هذه العبارة:"أن مانفعله بأنفسنا يموت معنا،ومانفعله للاخرين هو الذي يبقى ويخلد"وهذا مايجب ان يكون دليلنا وهادينا واقصى طموحنا في عالمنا المظلم هذا.ان نعمل من اجل الاخرين،ومن خلالهم لانفسنا حتى ننعم ببعض العزاء،ونستهين بالموت كحتمية واستراحة اخيرة دائمة ونقبل ذلك بكل بساطة وهدوء..ونتذكر حكمة سبينوا الخالدة:"أن الانسان الحكيم لايفكر في الموت بل في الحياة".وما ابلغها من حكمة،تركز على الموضوعة الاهم والاجدر بالاهتمام الا وهي: الحياة.،حياتنا لاغير ونترك الموت لحينه المحتوم!...
............................................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الموت!.(5)
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(4)
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(3)
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(2)
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(1)
- اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.
- بيضة الديك!.
- تشرنيشفسكي..و.سؤال العمل!
- التفاحات الثلاثة!.
- الثور الرمادي!.
- السباراتاكوسية الخالدة روزا لوكسمبورغ..
- ماهية السياسة!.
- تحيا السيدورية!.
- -لو دامت لغيرك ماوصلت اليك-!.
- الإيروتيكا الشبقية بين الروح والجسد!.
- سيرورة باسلة!.
- الاشكال في السؤال؟
- لامخرج!
- مغادرة!
- اطلقوا النفير!


المزيد.....




- لماذا شكل اغتيال حسن نصر الله ضربة كبيرة للمرشد الأعلى في إي ...
- أبو عبيدة يوجه رسالة عن -حدث كبير- جرى في الجولان السوري الم ...
- بايدن: واشنطن تدرس فرض عقوبات على طهران
- دول تتحرك لإجلاء رعاياها من لبنان
- انتخابات الرئاسة في تونس 2024: هل تعكس تنافساً حقيقياً أم إن ...
- محكمة أسترالية تؤيد غرامة مفروضة على شركة -إكس- قدرها 418 أل ...
- البوسنة: فيضانات قوية تضرب كيسيلجاك والجيش وخدمات الطوارئ في ...
- DW تتحقق ـ مقاطع فيديو مزيفة للهجوم الإيراني على إسرائيل
- ستولتنبرغ يتنبأ بموعد قريب لرضوخ سلطات كييف وتقديمها تنازلات ...
- إيران تهدد.. سنضرب منشآت الطاقة بإسرائيل


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(النص الكامل للمقال)