أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سيامند حسين إبراهيم - الفسيفساء المعمارية إرث حضاري إنساني بين الشرق والغرب














المزيد.....

الفسيفساء المعمارية إرث حضاري إنساني بين الشرق والغرب


سيامند حسين إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 10:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الفسيفساء المعمارية
إرث حضاري إنساني بين الشرق والغرب

لطالما كان الفن بمختلف فروعه، لغةً عالمية مفهومة بين كل شعوب العالم منذ انطلاق الحضارة البشرية. الفسيفساء الحجرية أحد أقدم أنواع فنون الزينة المعمارية في العالم حيث تم اكتشاف آثار الفسيفساء في ميزوبوتاميا (الهلال الخصيب) حيث كانت الآثار لقطع حجرية عشوائية متراصفة على ارضية قصر سومري. الفسيفساء وهو فن تركيب الاحجار المكعبة بشكل هندسي ومرسوم على الارضيات والجدران والأسقف وقد تطورت كفن حقيقي في بلاد الإغريق وروما القديمة، حيث تم تزيين القصور الملكية والمعابد بلوحات فنية ملونة تعبر عن اساطير ومعتقدات الاغريق والرومان أو تمجد ملوكهم وابطالهم، حيث إن تلك اللوحات الحجرية المليئة بالالوان تنبض بالحياة وكأنها مرسومة بالريشة. كلمة الفسيفساء أتت من الكلمة اليونانية muses والتي عُربت فيما بعد إلى موزاييك، على امتداد الحضارات في العالم القديم كان فن الموزاييك يتطور مع تطور العلم حيث أصبح يستخدم الصدف بالاضافة إلى الاحجار الصغيرة الملونة أو الآجر المزجج أو الاحجار الملونة من الجبال لهذا أصبحت أسقف كنائس وقصور روما وباريس واسبانيا وانكلترا عبارة عن لوحات ضخمة تزين القباب الكبيرة. في الشرق وتحديداً في دمشق تطور فن الموزاييك بشكل كبير وأصبح النحت والنفر على الخشب وتطعيمه بالصدف والحجارة وزخرفته برسوم هندسية عبارة عن مثمنات ومسدسات و زوايا متداخلة الشكل أو أشكال نباتية عبارة عن أوراق و عناقيد هذه الرسومات تمت على حجارة وجدران المسجد الأموي وقبة الصخرة المطلية بالذهب. فن الفسيفساء أخذ أوج ازدهاره في بلاد فارس وخراسان وأفغانستان حيث إن الفرس أتقنوا بنائه بشكل بديع جداً وادخلو عليه لمسات من الرقي والهيبة متواصلة التقدم من العهد الميدي إلى الاخميني فالساساني والعباسي ثم المغولي والتيموري ثم الصفوي حيث تكاد لا توجد التحف المعمارية الآسرة للالباب إلا في حدود الامبراطورية الصفوية فترة اتساعها آنذاك، حيث أن قباب المراقد والمساجد اصبحت تبدو كتحف فنية من بعيد ملونة باللون الزمردي واللازوردي والعقيقي والكاشاني الأزرق أو التركواز ،وكأنها جواهر فوق المباني وقد بالغوا في الزخرفة بطلاء قباب المراقد بالذهب الخالص أما من الداخل فقد تجاوزا ابداع العمارة الاندلسية عن طريق ادخال فن الاقواس الصغيرة الداخلية وأعمدة الزينة العريضة وقد زينوا النوافذ بالزجاج المعشق الملون وفرشوا الأرضيات بالسجاد العجمي الفاخر، لكن لم يغطي أي شيء من ذلك على جمال الفسيفساء الحجرة المغروزة في الجدران والاسقف الداخلية والخارجية بل والأجمل من ذلك هو كتابتهم لأيات من الذكر الحكيم على اطراف البوابات واعلاها بالخط الكوفي وكأنهم يتحكمون بالحجارة كأنها أقلام حبر في أياديهم. رغم كون الفسيفساء تتألف من طبقتين الاولى هي الاساس وهي عبارة عن حجارة خشنة وملاط لاصق قوي والثاني هي حجارة مكعبة مختلفة الأحجام حسب شكل ومعنى اللوحة او المنظر ثم مادة مقاومة ملساء لاضفاء ملمس ناعم واملس للجدار وهذا يساعد في عكس الاضاءة.
المساجد والمراقد والقصور المزخرفة بالفسيفساء او الموزاييك لا زالت قائمة في كل ارجاء الشرق والغرب وكل حسب ثقافته وتقاليده والوانه ولوحاته. إن صمود هذه التحف المعمارية من الارث الانساني في وجه الأمطار والرياح والزلازل والأعاصير والحروب إنما رسالة لكل الأجيال البشرية المتلاحقة بأن الدول والحكومات والبشر زائلون ولكن الرقي والفن و الإبداع سيبقى إلى أن يشاء الله.



#سيامند_حسين_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوابات السماء بين الحقيقة والخيال
- كيف حكمت روما ثلاثة قارات في العالم القديم
- العلوم المحرمة والخفية التي بدأ البشر باستخدامها لتدمير الأر ...
- كيف غزت أوربا اصقاع الأرض، السفن الشراعية الاسطورية
- كيف غزت أوربا اصقاع الأرض، السفن الشراعية الأسطورية
- الفطر أطيب وجبة وأخطر سم
- تاريخ الملابس٢ كيف ولماذا اختراعوا كل هذه الملابس
- زراعة
- تأثير الالوان على حياة الإنسان
- الحديقة اليابانية: الدمج بين جمال الطبيعة و فلسفة الروح
- اختصار الدول بالرؤساء، أسهل طريقة لإسقاط دولة ما
- ما هو الكوردوفوبيا وما سبب انتشاره
- جمال البناء من الطبيعة البشرية
- شفشاون ذاكرة الاندلس
- طريق الحرير الرابط التاريخي بين البشرية
- طريق التجارة (الخليجي- التركي) جحيم تركيا القادم
- ماأهداف الهجمات الحوثية على السفن وما نتيجتها
- ثلاثة مجالات استثمار هي أفضل ما يمكن ان تستثمر به في ظل الته ...
- ما حقيقة إنسحاب التحالف من سوريا والعراق
- إعادة احياء الامبراطورية الفارسية والتتارية على اشلاء الدول ...


المزيد.....




- فيديو يظهر مجموعة من الحيتان القاتلة عالقة في مياه ضحلة بروس ...
- -المتوحش- في بوستر جديد.. هل خرجت -رؤيا- من دائرة الأحداث؟
- علاقته بقاسم سليماني وقرابته من حسن نصرالله.. ما نعرفه عن ها ...
- كيف يؤثر نائب الرئيس على الحملة الانتخابية؟
- الضربة الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة في مخيم طولكرم، ...
- أسيرة إيزيدية تعود إلى العراق بعد الأسر في غزة عشر سنوات
- روسيا تهاجم أوكرانيا بـ 19 طائرة مسيرة وتتهم كييف بالتصعيد ق ...
- خامنئي: إيران وحلفاؤها لن يتراجعوا في مواجهة إسرائيل
- منظمة فلسطينية مناهضة للاستيطان تفوز بجائزة -نوبل البديلة-
- الصور الأولى للقتلى للمصريين برصاص الجيش المكسيكي


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سيامند حسين إبراهيم - الفسيفساء المعمارية إرث حضاري إنساني بين الشرق والغرب