مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 10:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، خصوصاً ما تشهده الأراضي المحتلة في فلسطين ولبنان، من تفاقم للمآسي التي تطال الأطفال والنساء الأبرياء وغيرهم من أفراد المجتمع اللبناني والفلسطيني.
مجازر وحشية يندى لها الجبين تُرتكب يومياً، في ظل غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي لا تفرق بين صغير وكبير، مستهدفةً الوجود العربي والإسلامي برمته ولازال بعض العرب يعتبرون هذه الحرب هي مسرحية لا تخصهم!.
وفي خضم هذه الأوضاع الكارثية، نرى على الطرف الآخر العشرات من وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي التي يبدو وكأنها تعيش في عالم موازٍ.
فبدلاً من تسليط الضوء على هذه الجرائم، أو إدانتها، نجدها ترقص فرحاً على نزيف الشعب الفلسطيني واللبناني، الذين يُقتلون بغدر يومي. وكأنهم يشاهدون مسرحية على خشبة مسرح وليست مجازر تُرتكب بحق شعب بأكمله.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا ينتظر الشعب العربي ليدرك أن ما يجري هو إبادة متعمدة للإنسان وللقيم الإسلامية، وليس مجرد “مسرحية” كما يحلو للبعض وصفها؟
هذا التساؤل يفتح باباً أوسع حول موقف الشعوب العربية من هذه المآسي.. متى يتوقفون عن لعب دور المتفرج؟ متى يستفيقون من حالة اللامبالاة، ويأخذون زمام المبادرة ليكونوا جزءاً من الحل وليس مجرد مشاهدين صامتين؟ فمشاهد الألم والدمار لا يجب أن تُرى على أنها جزء من عرض ترفيهي، بل يجب أن تُفهم على حقيقتها كصورة صادمة لمأساة إنسانية وقومية تتطلب الرد والمواجهة.
وبكل شفافية، يجب أن نلفت الانتباه إلى أن التأييد الضمني لجرائم الكيان الصهيوني من قبل بعض العرب والمسلمين، يُعد خيانة ليس فقط لشعوبهم، بل لدينهم وقيمهم. أولئك الذين يرون في هذه الجرائم فرصة لتصفية حسابات طائفية ضيقة، يعيشون في وهم كبير.
كيف يمكن أن يُبرر البعض المجازر على أنها مجرد نتيجة لحقد طائفي تجاه المقاومة التي تدافع عن فلسطين وشعب لبنان؟
إن من يرقصون فرحاً على جراح الأمة، بدافع الحقد الطائفي أو المصالح السياسية الضيقة، لا يمكن وصفهم إلا بأنهم يمثلون أسوأ أنواع الخسة والانحطاط.
فهؤلاء باعوا دينهم وكرامتهم، واختاروا أن يكونوا شركاء في تبرير جرائم العدو بدلاً من الوقوف مع أبناء جلدتهم في فلسطين ولبنان.
لكن مهما كانت هذه الأصوات النشاز عالية اليوم، فإن التاريخ لن يرحمهم.. وأن المقاومة ستستمر، والنصر الموعود لكل أنسان حر قادم بإذن الله، بزوال الاحتلال الإسرائيلي وسقوط عروش الحكام الخونة الذين طبلوا وهرولوا للتطبيع مع هذا الكيان المجرم وعلى رأسهم النتن ياهو.
ستعود المياه إلى مجاريها، وسيبقى الأمل معقوداً على كل شريف يدافع عن حق الشعوب في الحرية والكرامة.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟