الحياد ،ضعف في الشخصية

حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)

الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 16:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هل الحياد موقف مسالم أو وغير مبالي أم أنه ضعف في شخصية الإنسان؟
عادة ما يكون موقف الحياد هو موقف العاجز الذي يريد لنفسه السلامة والهدوء، وهو بالفعل يجنب الإنسان الدخول في صراعات بين أطراف مختلفة ومتنازعة، لكن هذا الحياد يصبح خيانة حقيقية خلال الأزمات الأخلاقية، والحياد في مواجهة الظلم قد يكون شر مطلق، فالظالم لا يطغى إلا بحياد العامة،،
هناك حالات نواجه فيها قضايا أخلاقية مهمة كقضايا العدالة، أو قضايا تمس حياتنا جميعا كقضايا الإجهاض والإعدام والحريات الفردية وحقوق المرأة..
لكن هل الموضوعية تستلزم الحياد بالضرورة؟
بالطبع لا، فالموضوعية تعني ألا يتحرك البحث والنقاش وفقا لرغبات ذاتية، لكنها لا يجب أن تؤدي إلى الحياد بأي حال من الأحوال..
الحياد يشبه اللون الرمادي، لا هو أبيض ولا هو أسود، إنه موقف اللاموقف،
وفي هذه الحالة يبدو التطرف موقف أكثر صراحة ووضوح وحدة، موقف له لون وشخصية سواء كان على خطأ أم على صواب.
ليس من الحكمة أن تقف في المنتصف، وليس من النضج أن تشعر بالحيرة والتردد أمام الخيارات المتاحة أو أن تعجز عن الحسم في القضايا والأفكار، لذا فإن الدعوة للحياد تبدو دعوة ملتبسة وتضمر الرغبة في الهروب إلى منطقة الراحة، إنه المنتصف الذي يحول دون أن تحسم القصص وتتجلى الآراء وتعلن المواقف،،
ألا تكون طرفا في الجدال أو الصراع لا يجعل منك شخصا مقبولا ولطيفا على الإطلاق، بل على العكس،قد يوحي بضعف في الشخصية، إذن متى نلتزم الحياد؟؟
في الواقع ، من حق الإنسان أن يكون مستقلاً عن التيارات، والأهواء، والصراعات الهامشية، هذا إذا لم تكن تخصه من قريب أو بعيد، لكن ألا يتخذ موقفا من أي خلاف أو يعلن رأي من أي فكرة أو قضية، ثم ليقف موقف المتفرج الذي ربما لا يعنية ما يحدث، يبدو هذا شكلا من أشكال النفاق أو ربما محالوة فاشلة في إرضاء الجميع ليس إلا!
الخلاصة، لا يصح أن نكون على الحياد لارضاء الجميع أو للوقوف على هامش المواقف.
الحياد أبشع سلوك إنساني قد يمارسه إنسان ما، فمن المخزي أن نكون بلا موقف، فإذا لم ننصر الشر نكون قد خذلنا الخير.
يقول مارتن لوثر كينغ: إن أسوأ مكان في الجحيم مخصص لأولئك الذين يقفون على الحياد في القضايا الأخلاقية الكبرى!
فهل هو على حق؟ لكم الرأي، المهم ألا تقفوا على الحياد.

#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات