أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - الرفسة الاخيرة للثور المعمم















المزيد.....

الرفسة الاخيرة للثور المعمم


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في نيسان الماضي أطلق المرشد الإيراني الوجبة الأولى المكونة من 300 صاروخ بالستي وطائرة مسيرة كرد فعل على اغتيال إسرائيل لمجموعة إرهابية إيرانية في سفارة طهران في سوريا، واليوم أطلق المرشد الوجبة الثانية وقدرت بحوالي 120 صاروخا من صواريخه الفرط صوتية انتقاما كما زعم لاغتيال هنية ونصر الله، ولكن الحصيلة التي اوقعتها هذه (المفرقعات النارية) في الردين هي صفر قتلى من الإسرائيليين، عدا عن بعض الدجاجات والبقرات المطمئنات في حضائر احفاد جد العرب واليهود النبي إبراهيم السومري الذي حل قبل 2000 قبل الميلاد في ربوع ارض الميعاد.
ومنذ اغتيال (نصر الله) حدثت عملية اختفاء كبرى لأسماء تعود المواطن العراقي ان يراها على شاشة التلفزيون بشكل يومي وهي تبجل الإيرانيين المتمرسين بالإرهاب وقلة الادب والذوق والجهل المركب بالتاريخ والدين والسياسة، فقد تناوبت المحطات الفضائية التي يملك غالبيتها العظمى سياسيون ذوي اجندات إقليمية ومذهبية وعرقية ان تستضيف ذات الأسماء، حتى بدا العراق خاليا من الأسماء التي تستطيع تحليل الاحداث وتقدير التبعات.
اما في مواقع التواصل الاجتماعي فقد عمَّ صمت مريب في صفحات من كانوا يشتمون من يذكر ان العراق بلد العراقيين وليس بلد الاغراب والإرهاب.
لقد كان اقتناص ( حسن نصر الله) حدثا دراميا بالمفهوم السينمائي، ومخابراتيا بالمفهوم اللوجستي، هو كان يظن ان وجود بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة في نيويورك سيمنع قادة الدفاع الإسرائيلي توجيه ضربة بحجم ما حصل، كان يظن ان قادة جيش الدفاع الإسرائيلي ربما لديهم صلاحية الدفاع عن الحدود الشمالية، وحماية الامن الداخلي للبلاد فقط، حيث ضربة كضربة اغتيال ( حسن نصر الله) لابد ان يترتب عليها رد فعل سياسي ودبلوماسي وعسكري كبير، ولهذا ما ان اظهر رأسه في الحفرة التي عمقها 30 مترا والكائنة تحت مبنى بطبقات عدة حتى اصطاده العُقاب الإسرائيلي الذي يرصد المكان منذ سنوات عدة بعينين من نار.
ان اصطياد (نصر الله) هو بمثابة شهادة ميلاد جديدة تمنحها إسرائيل للبنانيين كي يبدأوا تاريخهم المجيد من جديد بعد ان استولت عليه مليشيات إيران لمدة 32 سنة بلا رحمة. لقد سرق وقتل وخرب عناصر هذا (الحزب) ثقافة وحياة وتاريخ بلد من أقدم بلدان العالم، فبيروت المدينة الاهلة بالسكان والحياة النابضة منذ 8 الاف عام أصبحت مزبلة كبيرة ومرتعا للعصابات التي تتاجر بكل شيء، وليس هناك هرطقة أكبر من جعل الله سياسيا يقود حزبا يحمل اسمه.
وفي الوقت الذي سمعنا فيه قادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران يتبجحون بإمكانية حشدهم لمئات الالاف من (المتطوعين) لمقاتلة إسرائيل إذا دخلت الجنوب اللبناني، شاهدنا عشرات بل مئات الجنود الإسرائيليين يدخلون مشيا على اقدامهم، ترافقهم دبابات الميركافا بدون أي تدخل من أي قوة مليشياوية إيرانية او رسمية عربية او لبنانية حتى. لان الموقف الرسمي العربي يساند الجهد الإسرائيلي في تنظيف الشرق الأوسط من الدرن الرهبري القمي الذي يحاول خلط الأوراق واستخدام أفضلها، والمساومة على ما يتبقى منها. اما على نطاق المليشيات الإيرانية فقد أظهرت الفيديوهات التي نشرها جيش الدفاع الإسرائيلي خلو منطقة التوغل بكل مخازنها ومخابئها من أي عنصر من عناصر (قوة الرضوان)، الطليعة النخبوية لـ(حزب الله).
لقد صدرت التعلميات من عواصم القرار بإعادة ترتيب الشرق الأوسط سياسيا ولوجستيا وديموغرافيا، ولعل الاكتساح الإسرائيلي للقوى الظلامية التي تعشش في المنطقة من عقود يترافق مع اكتساح اخر لمنابع الإرهاب، فليس صواريخ ايران وترسانتها العسكرية هي الأهداف الواجب تدميرها بشكل تام فقط، وانما ستكون المنطقة برمتها بحاجة شديدة لمكافحة الفكر الذي انتج هذه المجاميع الذي لا تجيد الا لغة الترهيب والتنكيل بمن يخالفها في عقيدتها الدينية والولائية، ان على إسرائيل ان يترافق رصدها لبؤر التهديد العسكري مع رصد الفكر الوهابي الذي هو أساس فكر الاخوان المسلمين والذي تم استنساخه شيعيا ليكون ( منهج ولاية الفقيه).
الآن وقد تم قتل (حسن نصر الله)، فما الذي قدمه هذا الإرهابي الكبير الذي نفذ اجندات اسياده في طهران وقم بكل نذالة ووحشية؟
فضحايا (حزب الله) متواجدون في العراق وسوريا ولبنان و(فلسطين)، والايتام والارامل الذين خلفهم حزب الله أكثر من ان يحصون، بل انه استنسخ نفسه عراقيا ليعيث بجغرافيا المناطق المخالفة لعقيدة الرهبر الإيراني وأهلها قتلا وانتهاكا واستبدادا لم يشهده التاريخ الإنساني الا في مراحل الهمجية التي سبقت عصور التمدن.
ولعل من الاخبار التي تدلل على طائفية النظام الثيوقراطي العراقي ما أوردته وكالات الانباء خلال اليومين الماضيين، حيث اسكن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني العوائل النازحة من الجنوب اللبناني في حي سكني حديث في محافظة ديالى في حين ان هناك عشرات الالاف من العراقيين المهجرين في الخيام هم واطفالهم منذ سنوات ليس مسموحا لهم العودة الى مدنهم وقراهم، ومثال اخر صرح به وزير العمل العراقي الأسترالي احمد الاسدي الموالي للرهبر القمي ، حيث فتح باب التوظيف والعمل للبنانيين في كل المؤسسات العراقية وهناك عشرات الالاف من الشباب العراقي المؤهل اكاديميا وعلميا عاطلة عن العمل ، في حين اكتفت وزارة العمل في بلد منتج للنفط بواقع 4 ملايين و600 الف برميل يوميا بتوزيع الوجبة 43 من ( القروض الميسرة المدرة للدخل) على 2855 من الباحثين عن عمل، والعائدين من المهجر، والمتعافين من الإدمان، والمشمولين بالإعانة الاجتماعية فقط، انها قطرة صغيرة من بحر عاطلين.
لقد أسس النظام الإيراني تركيبة اجتماعية واقتصادية وثقافية عراقية موالية لأفكاره وعقيدته، وطوال الاحدى والعشرين سنة الماضية لم يظهر وجه سياسي جديد على الساحة. انما بقي تدوير المزبلة ذاتها جاريا وفق تكتيكات نفعية وولائية. وقد اثر كل الواقع المرير على الفكر المجتمعي الذي يحاول تلبية مبادئه باقل التضحيات، فلا باب للعمل الى التطوع في مليشيات قيس واكرم وهادي وأبو الاء و كلدان واشباههم، ولا ثقافة الا بلطم الصدور واغتصاب الطفلات العراقيات باسم الشريعة المقدسة، ولا منقذ الا المهدي وخليفته الإيراني القابع الان في اعمق سرداب من سراديب بلاد فارس.
وعليه فان بلاد الرافدين، بلاد سومر واوروك وبابل واشور وحضارات النور والتنوير والتنوع العرقي والديني والطائفي بحاجة الى شهادة ميلاد جديدة لتنهض من كبوتها، ولتكون مثالا للعالم المتمدن.
ان العمامة هي رمز سومري وبابلي قديم، ولكن عندما يضعها جاهل وحاقد وطائفي على رأسه نستطيع عندها ان نميز بين الثيران المعممة والثيران المجنحة التي تشعرك بهيبتها وهي حجر جامد.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيل قريش وابابيل خيبر
- موالي مهدوية العراق
- فيل قريش!
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!


المزيد.....




- شيخ الأزهر: العدوان على غزة ولبنان فضح المجتمع الدولي وكشف ح ...
- اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية يستنكر استهداف مكتب ال ...
- السيد الحوثي: ملايين اليهود الصهاينة وقادة الاجرام هربوا برع ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية: استهداف تجمعا لجنود الاحتلال ب ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية: استهداف تجمع لجنود الاحتلال بم ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية تستهدف بالصواريخ قاعدة سخنين لل ...
- السيد الحوثي: للشهيد نصر الله دور كبير بافشال مؤامرة اميركا ...
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي تزامنا مع اقتحام مستوطنين لل ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية: تفجير عبوة ناسفة بقوة من لواء ...
- مصدر ميداني بالمقاومة الاسلامية اللبنانية: كمائن المقاومة ال ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - الرفسة الاخيرة للثور المعمم