أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم مشارة - باحثة البادية في مرآة ميّ زيادة















المزيد.....

باحثة البادية في مرآة ميّ زيادة


إبراهيم مشارة

الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 00:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأصل في هذا الكتاب الصغير الحجم باحثة البادية لمي زيادة والذي يقع في ثلاثة عشرة فصلا في 136 صفحة مع مقدمة ليعقوب صروف أنه مقالات عن الكاتبة والناشطة النّسوية ملك حفني ناصف التي تعرف بلقبها الشهير باحثة البادية وكما يحلو لها أن توقع مقالاتها في الصحف السيارة في ذلك الوقت.
ترجع أهمية الكتاب إلى مزيّتين أولاهما أن مي زيادة التي عهدناها خطيبة نسوية وكاتبة وشاعرة ومترجمة تتصدى هنا في هذا الكتاب لمهمة الترجمة وكتابة السيرة وثانيهما شهادة موثقة لحياة باحثة البادية ونشاط الحركة النسوية في ذلك الوقت، في سبيل تحرير المرأة ومنحها حقها في التعليم والمساواة دون الخروج على ضوابط الشرع كما أرادت الناشطات النسويات أنذاك.
قدم للكتاب يعقوب صروف صاحب مجلة المقتطف الشهيرة ،المجلة التي كرست الاتجاه العلمي في المقالة مع روادها في ذلك الوقت شبلي شميل يعقوب صروف وأنطون الجميل ، ولقد كانت بين مي ويعقوب صروف مودة وقرابة روحية إلى حد رفع الكلفة بينهما في المراسلات الإخوانية، وبدورها ساهمت مي في إثراء المقتطف بما كانت تتحف به المجلة من مقالات وأشعار وخواطر وترجمات .
لقد كانت مي على علاقة خاصة جدا بيعقوب صروف الذي كان لها بمثابة الأب الروحي وقد كانت كما ذكرنا ترفع الكلفة في مراسلاتها معه فتارة تسمية الفرعون الصغير أو قيصر القياصرة بينما توقع هي رسائلها باسم توت عنخ آمون، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خصوصية العلاقة بينها وبين صروف التي ربطتها بهذا الرائد الفكري في الحياة العلمية والثقافية في مطلع القرن العشرين.
أشاد يعقوب صروف بكتاب مي عن باحثة البادية وكان هو وراء تأليفه بجمع المقالات التي نشرتها متفرقة في المقتطف والإضافة إليها ،وكانت إشادته تتمحور حول الأسلوب واللغة والإحاطة والتعليق بغية(إنصاف الموضوع التي تكتب فيه والغاية التي ترمي إليها وهي إصلاح شان المرأة).
في كتابها عن باحثة البادية لم تقف مي طويلا أمام الأحداث التاريخية التي مرت بها ملك حفني ناصف(1886/1918) وسردها كما اعتاد بعض كتاب السيرة أن يفعل ،فباحثة البادية لم تعش طويلا فقد توفيت أيام الوباء العالمي الحمى الإسبانية الذي ضرب العالم وخلف أكثر من خمسين مليونا من الضحايا كما تذكر منظمة الصحة العالمية، وامتد ذلك الوباء إلى شمال إفريقيا ومصر مخلفا ضحايا ومنهم لسوء الحظ الكاتبة الشابة بنت المحقق اللغوي ورجل القانون حفني ناصف الذي شغل مناصب عالية في وزارة المعارف والقضاء ،وتعلمت ملك حفني في مدارس أولية حتى نالت من المدرسة السنية الشهادة الابتدائية عام 1903.
اشتغلت في أول عهدها بالتعليم في مدارس البنات الأميرية وتزوجت عام 1907 من عبد الستار الباسل دون أن تنجب منه ورحلت في مقتبل العمر تاركة إرثا محترما من المقالات والخطب والنضال النسوي في سبيل نيل المرأة حقوقها، فصلاح المجتمع من صلاح المرأة والعكس صحيح،كما كتبت وخطبت أكثر من مرة. هذا كل ما ذكرته مي عن باحثة البادية من أحداث حياتها في صفحة واحدة مكرسة باقي الصفحات إلى سبر غور الشخصية وخلفياتها الفكرية والنفسية .
لفتت ملك حفني ناصف بشجاعتها – يجب دائما ربط الأحداث بالسياق التاريخي لوضع المرأة في ذلك الوقت- وأسلوبها في الكتابة وفصاحتها في الخطابة انتباه مثقفي ومفكري زمانها كحافظ وشوقي وقاسم أمين حتى قال فيها شيخ العروبة أحمد زكي باشا (إنها أعادت لنا ذلك العصر الذهبي الذي كانت فيه ذوات العصائب ينافسن أرباب العمائم في ميداني الكتابة والخطابة).
تعود معرفة مي زيادة بملك حفني ناصف إلى عام 1914 أي في زمن الحرب الكبرى فقد قرأت لها مقالاتها الصحفية عن المرأة وأعجبت بها، كما اطلعت باحثة البادية على خواطر ومقالات مي فخصتا بعضهما بكثير من الود والاحتفاء وتبادلا الرسائل والزيارات مما مكن مي أن تنفذ إلى أعماقها النفسية وتتبين خلفيتها الفكرية ،فلا يفهم المرأة مثل المرأة ،فاكتسبت بذلك كتابتها عن باحثة البادية المصداقية والوثوقية .
مثلت مي وباحثة البادية الأدب النسوي في ذلك الوقت وكذا الحركة النسائية التي عرفت رائدات أخريات في مجال الخطابة والنضال والكتابة الصحفية كلبيبة هاشم ووردة اليازجي وصولا إلى هدى شعراوي التي حضرت تأبينية الباحثة وألقت فيها كلمة .
تشترك مي مع باحثة البادية في العفوية والبساطة والبحث عن المضمون والجوهر في العالم الخارجي (عالم الأشياء)وفي الافكار وفي الإنسان فلم تكونا تنخدعان أبدا بالمظاهر، خاصة قشور التمدن وروافد الحضارة الحديثة في جانبها البهرجي الشكلاني وإن كانتا تحتفيان بكل جديد في الفكر والثقافة والفن والعلم ،إلا أنهما تحرصان على الخصوصية الشرقية مع ميل عند كليهما إلى التأمل مع مسحة حزن قارة في أعماق النفس، فقد كتبت ملك حفني ناصف مثلا مرة (أول ما حفظت من الشعر المراثي وأولها رثاء الأندلس وكنت في حداثتي أقرأ كثيرا ديوان المتنبي وأعجبت بنفسه الكبيرة وأظنه هو الذي عداني في ذلك وسمم آرائي. رحمه الله، إني ألذ كثيرا بهذه العدوى).
انشغلت باحثة البادية بقضية المرأة العربية عامة والمصرية خاصة ككاتبة في الصحف والمجلات الرائدة في ذلك الوقت وكخطيبة متدفقة المشاعر واضحة اللغة قوية البيان ،فكتبت كثير اعن حق المرأة في التعليم واختيار الزوج وممارسة الوظائف التي لا تتناقض مع طبيعتها كامرأة ، وبعض مجالات العمل تحتاج إلى المرأة خاصة لا الرجل، وليس يعني ذلك منافسة الرجل أو مزاحمته بقدر ما هو اقتسام الأعباء والمشاركة في تطور المجتمع وبنائه ،وهي إن اختلفت عن الرجل في التكوين البيولوجي إلا أنها لا تختلف عنه في القدرات العقلية والنفسية واعترضت كثيرا على تعدد الزوجات وقد كتبت عنه(تعدد الزوجات مفسدة للرجل ،مفسدة للمال، مفسدة للأخلاق ،مفسدة للأولاد، مفسدة لقلوب النساء، والعاقل من اكتسب قلوب الغير، فكيف بقلوب الأهل والعشراء؟).
وهي في دفاعها عن المرأة تتحرى الوسطية بلا إفراط أو تفريط، فمع دعوتها إلى نيل المرأة حقوقها لم تساير الدعوة إلى السفور، وربما تركت ذلك للظروف والتطور مع الحرص على نيل المرأة حقوقها الأولية كاملة في التعليم وممارسة المهام الوظيفية التي لا تتناقض مع طبيعتها كامرأة، واختلفت مع قاسم أمين في قضية السفور خاصة ،وقد عقدت مي في الفصلين الثامن والتاسع مقارنة بينهما وبين نظرتيهما إلى المرأة ،وما من كبير اختلاف بينهما إلا أن نظرة قاسم اتسمت بالجرأة والعجلة، في حين اتسمت دعوة ملك بالتريث مع ميل إلى شيء من المحافظة ،وقد حرصت دائما على الانسجام مع ضوابط الشرع الإسلامي قرآنا وسنة ،وهي في دعوتها إلى ضرورة تغيير العقلية الذكورية إزاء المرأة والأنوثة عامة لا تذهب مذهب الداعين إلى تقليد المرأة الأوروبية لاختلاف البيئة والظروف التاريخية والدين والنظرة إلى الإنسان والكون عامة ،إلا شجب الاضطهاد والتمييز والتهميش والمعاملة الدونية للمرأة من قبل الرجل في ذلك الوقت خاصة في الأرياف والحواشي ،وقد عاشت مع زوجها زمنا في البادية ومنها اشتقت لقبها الشهير وبه ووقعت مقالاتها كذلك ورأت الإجحاف والمعاملة غير الإنسانية للمرأة هناك فازدادت إصرارا على النضال من أجل تحرير المرأة والرجل معا.
تدين الحركة النسوية العربية إلى باحثة البادية بالكثير كما يدين لها الأدب النسوي ،فقد مارست الكتابة الملتزمة قبل أن يتحدث أحد عن الالتزام بلغة شفافة وصدق عاطفي أملته التجربة الإنسانية الواعية التي تجعل الكلمة في خدمة الإنسان والمجتمع لا مجرد ترف عقلي أو عاطفي ،وكتاباتها جد هامة لكل باحث في تاريخ النضال والكتابة النسوية العربية باعتبار المرأة أقدر من غيرها على معالجة قضاياها وطرح انشغالاتها وتحليل عواطفها وهواجسها دون إهمال الحوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والنسق الثقافي العام الذي ميز العصر، ومن ثمة يمكن للباحث أن يصدر حكما يتسم بالموضوعية والاعتدال مع الأخذ بعين الاعتبار الحق الإنساني المبذول لكل من الرجل والمرأة كونهما من نفس واحدة كما يؤكد النص القرآني الذي لا تغيب نصوصه عن وعي باحثة البادية.
وإن كل الاختلافات وسوء الفهم والصراع عبر التاريخ مرده إلى الهيمنة الذكورية والاحتكار والاحتجاز الجنسي واستراتيجية السلطة والهيمنة والإخضاع، وكل ذلك وجد في السلطتين السياسية والدينة مرتكزا ومستندا بحيث يطوع النص لفائدة الرجل وتؤكد السياسة ذلك حفاظا على تجانس المجتمع وسلطة ذكوره ووحدانية الفعل السياسي بفتاوى الفقهاء تارة وبمراسيم وفرمانات تارة أخرى، بل انسحب ذلك على اللغة ذاتها وفي ثقافتها عامة فقد روي أنه "إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها" واللثغة تحمد في الحسناء ولا تحمد في الرجل الخطيب فمجاراة الذكر ممنوع ولو في البلاغة ، والكتابة عموما للنساء مفسدة فهي ذريعة إلى ممارسة العشق والخيانة كما تردد في بعض التراث العربي عامة وكل ذلك يهدف إلى الحرمان الثقافي الذي يتيح تكريس الهيمنة وآليات الإخضاع والاستتباع، فالمتعلمة والمثقفة يصعب قيادها والعكس صحيح حسب اعتقاد الباحثة ومي وسائر المناضلات في الحركة النسوية في ذلك الوقت.
بممارسة الكتابة - وقد جمع مقالاتها الصحفية في "النسائيات"- بلغة واضحة غير متكلفة دقيقة ،وعنايتها بالمضمون والبحث عن الجوهر في الفكرة مع بساطة العرض وحجيته وشفع الرأي بمختلف الشواهد من التجارب المعيشية في مدن مصر وقراها وممارستها للخطابة في مختلف المعاهد والنوادي الداعية إلى تحرير المرأة وتحرير المجتمع من آصار الماضي ورواسبه التاريخية والتي أعاقت المجتمع عن التطور والتمدن الحديث ،ولكن دون مجاراة المرأة الغربية بالكامل فالاحتفاظ بالخصوصية الشرقية المستندة إلى ضوابط الشرع أمر لازم لحفظ كيان المرأة وهويتها معنى ومبنى ،وقد فندت ملك حفني مظاهر التحرر الغربي المختزلة إلى الماديات في سلبيات شتى يعاني منها المجتمع الغربي في ذلك الوقت كالإباحية والشذوذ والتفكك الأسري ،فتحرير المرأة العربية لا تكون منطلقاته متطابقة مع الحالة الغربية حتى لا تؤول إلى نفس المآل.
وعلى الرغم من أن حياتها كانت خاطفة كشهاب لمع فجأة في سماء الشرق ثم خبا إلا أنها تركت بصمة كبيرة في تطور النضال النسوي العربي وفي تطور الكتابة النسوية كذلك في أدب العصر الحديث، وهكذا قدمت مي صديقتها ملك حفني ناصف في كتابها الآنف الذكر



#إبراهيم_مشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحا العابر للثّقافات
- الكويت وتجربة التنوير العربي
- جورج طرابيشي: ست محطات في حياته
- الكتابة ضد السجن والرصاص من طه حسين إلى بختي بن عودة
- محمد زفزاف الحاضر فينا أبدا
- المرآة في الكف ،الدّمامة المبدعة وتنمّر الآخرين
- آمال جنبلاط والإقامة في العتمة
- جولدتسيهر في مرآة حميد دباشي
- المتنبّي والعلويّة، هل كان علويّا؟
- روكرت والأدب العربي
- عمر بوقرورة في رحلة المنتمي الصعب في شعر مفدي زكريا
- مثقفونا والحرب على غزة
- تولستوي والشرق
- عبد الوهاب البياتي والثورة الجزائرية
- كتيبة الأربعين والملحمة الفلسطينية
- أسئلة الثورة لسليمان بن فهد العودة
- نساء نوبل
- فوزي كريم والقصيدة المفكرة
- محمد مصايف والتنظير النقدي
- فاضل السامرائي القرآن الكريم مقاربة لغوية بيانية


المزيد.....




- البابا فرنسيس يستكمل مشروع -الإصلاح الكبير-.. ودعوات لتولي ...
- تعرية واغتصاب.. محام مقدسي يروي مشاهداته في السجون الإسرائيل ...
- جدري القردة يخفض زبائن بائعات الهوى إلى الربع.. 39000 عاملة ...
- 800 د.ج للمستفيدة..شروط طلب منحة المرأة الماكثة في البيت وال ...
- الاحتلال الصهيوني يرتكب مجازر في خان يونس ودار للأيتام
- سوزي الأردنية.. طفلة طالتها قيم الأسرة المصرية
- في حالة نادرة.. امرأة بـ-رحمين- تنجب توأمين
- أكثر من 100 رجل وامرأة يعتزمون رفع دعاوى جديدة ضد شون كومز
- قدمي الآن .. منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط والمس ...
- اللقاء الثاني لقياس احتياجات شبكة مراكز الدعم والمساندة للنا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم مشارة - باحثة البادية في مرآة ميّ زيادة