رولا حسينات
(Rula Hessinat)
الحوار المتمدن-العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 00:25
المحور:
الادب والفن
الخير كيف يكون بخير والبثور المتناثرة في قلب الوادي تزيد من خوفه، لم يعهد مكانا كهذا من قبل ولم يعش زمانا كهذا...أعليه أن يلعن كل ما هو فيه ليصبح بأمر أكثر سوءا مما يتقلب على جمره؟ العجوز التي لم يستطع بما عرفه من علم التنجيم أن يعرف سرها، ولم يكن ليعرف مآله بالأصل. ولكنه مع ذلك سيستجمع طاقته...الحطب الذي يتناثر حوله محاولا جمعه لا يعنيه في هذه الروحانية التي قد نزلت عليه...جلس باستقامة ظهره وتربيعة ساقيين طويلتين وتقويسة ذراعين بيدين مفرودتين على ركبتيه. تمعنه فيما حوله هو أول إدراك لما يدور حوله...أن تعرف أين تكون هو حل لجزء كبير من المعادلة؟ لم هنا؟ وكيف جاء؟
سينكر حقائق الهلوسة والخوف وراء ظهره وسيدقق النظر في تلك البثور النابزة حوله من الجهات الأربع، ويبقي على وضعيته المتوسطة في كل شيء، سيوازن بين كل شيء...كي يستقيم الأمر لا بد أن يحقن نفسه بحقنة السكينة، وكأن الروح فيه من تملكته...البثور بزرقتها الداكنة مربعة شديدة التلاصق من الناحية الشرقية، وتلك التي تمثل أمامه يصعب صيدها وهي تكاد لا تختلف عن السفح الذي تملؤه ببضع أماكن وأخرى تبدو فارغة منسدلة من الشمال، وبلونها المزرق المتناثرة عليه بقع زرقاء وحجمها المتوسط الذي ببيضويته وكأنها بيوض كائن ضخم أو طير من طيور الأساطير تأتيه من الغرب، أما من الجنوب فكانت كبيوض النمل بيضاء مرصوصة رصا وكأنها بوابة عظيمة لمملكة قد اجتهدت الطبيعة في إخفاء معالمها ومسحت وجودها...أغمض عينيه حين استقرت الروحانية في جسده، والنور الذي يشع من حوله جعله يرى كل شيء...لم يستطيع الاستيقاظ أو الفرار. لا بد أنه قد اختير ليحرر الخالدين من تحت الركام...ولكن لم هو؟ لم كان السيد علم الدين؟
#رولا_حسينات (هاشتاغ)
Rula_Hessinat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟