أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - رواية الزلزال المقطع الأول














المزيد.....

رواية الزلزال المقطع الأول


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 8118 - 2024 / 10 / 2 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


رواية الزلزال
ريبر هبون

المقطع الأول:
لم تكن اللغة حاجزا ولم يكن الدين كذلك ولا العرق ولا اللون كما كان يوما من الأيام، فقد بتنا جميعنا نشترك بنفس الزنزانة، الزنزانة الكبيرة التي اسمها الوطن أو المنفى أو أي قطعة من الأرض نسيّر عليها غصبا كونه أو كونها المنطقة الآمنة، ليذهب قوم ويحل قوم آخرون...ليعذب قوم ويقتّل الآخرون...وتبقى النساء صيغة للشهوات لا تزول أبدا وكأنها الخطيئة أينما وجدت وآلة الاغتصاب هي الوسيلة الأكثر نجاعة لاستغلال كل شيء والعبث بأبسط حقوق الإنسان من المهانة والإذلال.
لم تعد هناك جدوى من التفرقة بين عربي أو كردي بين مسلم أو مسيحي أمام آلة القتل وأمام صراع الساسة وأذيالهم والمرتزقة المكشرين عن أنيابهم لتسمى تارة فصائل مسلحة ضد النظام وأخرى المغتصبون وأخرى المحررون وإن تعددت تسمياتهم فليسوا سوى أنجاس أنذال عبدة للمال وللسلطة، لم تعد الأرض تطيقهم غير أنهم تملكوها وبسطوا سلطان جشعهم وغضبهم عليها...
الحكايا التي يسردونها كل يوم من تعذيب وقتل وتدمير باتت أمام الدقيقة الواحدة لا شيء...فليتساوى الجميع أمام الموت...غير أن هؤلاء لا يموتون...كيف؟ لا أحد يعلم، فقط لا يموتون، بل يصبحون أقوى من ذي قبل بل ويصبحون المنقذين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذي لم يبق منه الأنين المذبوح على مقصلة الترجي.
الحكاية الأولى:
أفواه فاغرة بفم الحطام:
أبو بروسك استجاب له دعاءه أخيرا، لم يكن لديه نصيب من اسمه فلا برق أنقذه ولا أسعفه، إشفاقه على صغاره جعله غير قادر عن إنقاذهم...ما حملته يداه طفله ذي الخمسة أعوام بين أشلاء وأنين خرج من بين الحطام أبناؤه بقوا تحت الأنقاض...صلاته وداؤه لم يشفعا له بالمرة...فقد صدق حين قال:
"مـوت المسـاكين رحمـة مـن الله عليهـم، ومـوت الظالميـن عقـاب لهـم، وفـي الحالتيـن يتسـاوى الجميـع أمـام الموت". ابنته السجينة في عفرين وابناؤه الثلاثة الموتى وابنه الممزق بين يديه لا يسمع منه غير الأنين...لقد أضحى كل شيء أمام آلة القتل البشري لا شيء في دقيقة واحدة انسحب مشهد بيته وأرضه في جنديرس التي غدت مدينة أشباح أعوادا أخرى تتبرك بها الأشباح. الشـمال والغربـ من كوردسـتان وكذلـك تركيـا وهاتـاي.
أمام غضب الطبيعة تقف فرق الإنقاذ عاجزة عن الإنقاذ فالكل مدفون تحت الأسقف والجدران الأسمنتية، لم تعد الجدران سوى قطعا من الكعك المتهدم ولكنه أصبح أكثر ثقلا من ذي قبل...لم يعد حلم المرء في أن يعيش حياة هانئة بل حلمه تم اختزاله فقط في أن يعيش.
أمام الزلال بقي الساسة يتصارعون وبدت المعونات جزءا من السياسة وهنا لم يتساوى الجميع أمام الموت بل منعت الإعانات ومنع دخولها وإن قدر لها أن تدخل فستذهب لعدد من العائلات العربية.
وبقي البازار السياسي يسيس الفاجعة لصالحه:
"رئيـس الائتلاف علـى تلفزيـون روداو يقـول : لـن نسـمح باسـتغلال البعـض للكارثـة التـي حلـت بأهلنـا باسـم تقديـم المسـاعدات." ويبقى أبو عمشة العراب حمامة سلام...
المشهد ذاته فس السياسة القذرة تجار الحروب ورغبتهم في أن يركع الصرعى أمامهم يدعون لهم بالخير والبركة وهم يلفظون أنفاسهم.
لا ندري أهي سخرية القدر! بأن ينجو من هم خارجي بيوتهم وأن يلقى الآخرون حتفهم داخل بيوتهم...لا مفر من الموت إلا إليه...ربما يكال التعذيب لهؤلاء التعذيب بمكيالين...فجميل رغم أنه قد نجى غير أنه فوق خسارته في عمله عليه أن يستمع خاشعا للذل كل يوم وأن يقدم المال الذي ليس لديه للمرتزقة. تغيره وإقراره برفضه للواقع تمثل ببصاقه وسبابه الذي لا ينتهي حتى الموت أدبه فلم يقبضه.
الفنانون والفنانات يتغنون بمشاعر الإنسانية ويتنافسون على تبني الرضع والذين خرجوا من بطون أمهاتهم وسماهم القدر أبناء الزلزال.
الحكاية الثانية:
الموت الساخن:
تعدد الصور وكل منها حمل اشتياقا أو حلما أو رغبة راودته عن نفسه وبقي السرير يتقلب عليه كما الجمر كما كانت تحلم بزوج آخر بعد وفاة زوجها...هربها من الزلزال أماتها في المصعد...وقد عجن من بعد سقوطه وانقطاع الكهرباء وتراكم الأسقف والجدران عليه.
فلسفة الموت بسيطة ومعادلته أكثر بساطة...فلن تستطيع الهرب مهما حاولت...كان حال الذين غطوا بنومهم الثقيل أفضل من غيرهم فقد ماتوا ميتتهم الأخيرة بعد ميتتهم الصغرى وهم لا يدرون. تساوى الغني والفقير وتساوى عامل النفايات مع السياسي في كهرمان مرعش...كان يفكر في لقاء أصدقائه وكيف ينظف المدينة بإخلاص ويعود لبيته ليتناول طعام الغداء ويمارس الطقوس الاجتماعية غير أن الأخير كان يفكر في كيفية أن يسرق أكثر وأن يكذب أكثر تحت مسمى الحنكة السياسية.
"كل شيء رهين أمر الساسة وكل مأساة مكان مزاد ومناسـبة تلميـع لوجـوه وتشـويه لأخرى، وللزلـزال قـراره بتحويـل الأرض لسندويشـات لحـوم نيئـة ممتزجـة بـركام الأبنيـة وميـاه صرفهـا وأسلاكها الكهربائيـة، للزلـزال كلمـة تفصـل النزاعـات البشـرية اللامنتهيـة، ولا تفـرق ً فـي عقابهـا الشـمولي بيـن بـريء ومذنـب تـدوس الجميـع بحوافرهـا المدببـة المسـنونة، وفمهـا الضخـم الفاتـح فكيـه لقضـم الحيـاة دفعـة واحـدة."
يتبع المقطع الثاني.....
وهنا يبرز تجار من نوع آخر...يتنبؤون ويخبرون العالم أنهم قد تنبأوا وآخرون يكذبون هؤلاء ويتهمونهم بسرقة ما قد تنبؤا به...وبقي الكثيرون يحذرون من حركة الكواكب والأبراج...وبقي العامة يؤمنون بالخوف ويتصارعون في لهاثهم وراء الحقيقة التي لم تعد مهمة أمام الدقيقة.
"طبقـات الصخـور تستشـيط غضبـا تململهـا جنونها، أرعـب الكائنـات، وقـد دب خـلاف لا نظيـر لـه بيـن الصفائـح التكتونيـة وتلـك البركانيـة فراحـت تفتـك بالمبانـي والطرقـات، فصـارت تحتك ببعضها بعضا ممـا نجـم عـن ذلـك الاحتـكاك الأشـبه باحتـكاك حجري صوان بخروج طاقة هائلة أخرجت غضب الطبيعة دفعة واحدة."



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية من حكايات جحا 2
- حكايا من حكايات جحا 2
- السيد علم الدين 3
- المصباح
- والله يازول الحال تعبان
- السيد علم الدين 2
- الفرار المحتوم
- المألوف المجتمعي
- السيد علم الدين
- المألوف المجتمعي بين التغيير والتحول
- فأر أسود
- الشبيه
- Children of Gaza are dolls, and perhaps its inhabitants are ...
- It is not as any other stories
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية اعترافات ثملة بقلم الناقدة و ...
- رحلة في تابوت
- رشفات الحياة
- رواية شيفرة الإنتقام
- الرسالة الأولى
- الرسالة الخامسة


المزيد.....




- -الآداب المرتحلة- في الرباط بمشاركة 40 كاتبا من 16 دولة
- جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
- -قيامة ليّام تقترب-.. الصور الأولى من الفيلم السعودي -هوبال- ...
- الدوحة.. إسدال الستار على ملتقى السرد الخليجي الخامس وتكريم ...
- فنانون عرب يطلقون مبادرات لدعم اللبنانيين المتضررين من العدو ...
- عمرو دياب يعلن اعتزال الغناء في الأفراح بعد أشهر من واقعة -ا ...
- -جيل الصابرا-.. كيف تنبأ عالم مصري بمستقبل نتنياهو وإسرائيل ...
- فيلم -المتحولون واحد- يعود إلى الجذور برسائل عميقة عن الطبقي ...
- مغني الراب -ديدي- يواجه 120 اتهاما بالاعتداء الجنسي
- ابن -أسطورة الأوسكار- دانيال داي-لويس يعيده إلى السينما بعد ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - رواية الزلزال المقطع الأول