أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - أمضّ من أسى جيسيكا لانج














المزيد.....

أمضّ من أسى جيسيكا لانج


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8118 - 2024 / 10 / 2 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


أستطيع أن أجد عشرات الأسماء لفنانات عربيات كمعادل للحال الذي وصلت إليه جيسيكا لانج في الدراما الأنيقة “قاعة ليليان الكبرى” للمخرج مايكل كريستوفر.
في هذا الفيلم التلفزيوني الجديد الذي يشترك فيه الممثل بيرس بروسنان، ثمة قصة موجعة عن الفنانات في نهاية أعمارهن، عندما يجدن أنفسهن فجأة في دوامة من الإهمال والجحود ونسيان العالم لهن.
القصة الأميركية في “قاعة ليليان الكبرى” تقدم لنا الممثلة في عقدها الثمانيني وهي تقترب من الخرف عندما تنسى حوار دورها على المسرح.
فمع بقاء أسابيع قليلة على بدء العرض المسرحي لـ”بستان الكرز” كوميديا أنطون تشيخوف، نسيت ليليان بطلة المسرحية الحوار، وأصبحت غير مستقرة على قدميها، وصارت ترى زوجها الراحل يحدثها.
عندما نقارن أسى الممثلة في هذا الفيلم مع الأسى الحقيقي الذي عاشته عشرات الفنانات العربيات في نهاية أعمارهن، سنجد كما هائلا لفرط وجعه يكفي لكتابة موندراما وقصائد!
سبق وأن استوحى الكاتب فاروق محمد شيئا من هذا الأسى في مسرحيته الباهرة “ترنيمة الكرسي الهزاز” للمخرج عوني كرومي وجسدت فيها إقبال نعيم وإنعام البطاط، تلك الحيرة لشقيقتين يجدن المجتمع برمته ينفض عنهما في نهاية عمريهما الفني.
الجمهور العربي أحب جيسيكا لانج بأدوارها الشهيرة للفتاة الجميلة، وأرى أنه سيحبها أكثر في دورها الجديد كسيدة في نهاية عمرها ترفض في نوع من الشجاعة العاطفية، أن تنصاع للنسيان والخرف وهي تواجه حقائق مرض نهاية العمر الذي جعلها تعيش على حافة الهاوية، بينما موعد عرض المسرحية لا يمكن أن ينتظر!
هناك مشاعر معقدة بالمقارنة مع فيلم “قاعة ليليان الكبرى”. لسوء الطالع لا أحد شعر بما عانته فنانات عربيات في نهاية أعمارهن، وكيف بقين يقاومن بينما الموت يقترب منهن!
ما أعجب جيسيكا لانج في هذه الشخصية هو أن السيناريو لا يأخذها إلى نهايتها الطبيعية. بل إلى النقطة التي تتمتع فيها العجوز بشجاعة غير عادية وقوة تحمل وصبر وقدرة على تجاوز ليلة افتتاح المسرحية.
إنه درس عظيم لجيسيكا، كما تقول، ولكل من يحيط بالمرأة في نهاية عمرها. “كان من الممتع أن ألعب هذا الدور وأن أستمر في ذلك حتى تلك النقطة ثم أقول، حسنًا، هذه هي شخصية هذه المرأة”.
إذا كانت النهاية القوية التي ينتهي بها هذا الفيلم، تبعث على القوة والأمل، لكن النهاية الحقيقية لما يعادل بطلة “قاعة ليليان الكبرى” من الفنانات العربية لا تبعث على الأسى والخيبة وحدهما، هناك ما هو أقسى عندما تشعر الفنانة التي صنعت أحلام وأمال أجيال بصوتها وأدائها الفني، أنها وحيدة بشكل مخيف ولا أحد يتذكرها بعد أن كانت موضع ولع الملايين.
قارئ هذا المقال سيضع أمثلته العربية من عشرات الفنانات وكيف انتهى بهن الحال، لكنني سأعرض عليكم مشاعر الفنانة العراقية سليمة خضير وهي تعيش شيخوخة مؤلمة.
لنتذكر زكية جورج وهي تعمل في نهاية عمرها بمعمل خياطة بحلب! أو سليمة مراد التي كانت تعيش التقدير بأروع صوره مع زوجها ناظم الغزالي، لكنها نسيت بعد رحيله.
خذوا حال أنوار عبدالوهاب ذلك الصوت الذي أوجع الأفئدة بالأغاني، كيف تعيش اليوم في مغترَبها الأوروبي البارد، وعندما قررت العودة إلى العراق لم تجد من يرحب بها أو يستذكرها فعادت خائبة.
من بمقدوره أن ينسى سيتا هاكوبيان وهي تجمع العشاق برمتهم في أغانيها، ومن بمقدوره أن يرشدنا إلى لمسة وفاء تشعر بها هذه الفنانة الرائعة في مغتربها.
حسب أمثلة هذا المقال عراقية، لفرط وجعها حد أن يصعب على جيسيكا أن تعبر عنها، إلا أنه ألم عربي مشترك، فقدر كل فنانة عربية أن تنتظر أساها، وما أثقله عندما يأتي في خريف العمر.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون
- هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
- شرطة الذائقة السمعية
- هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
- كراسي حمودي الحارثي
- عبث أخبار الخنازير والكلاب
- سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
- سنبقى نحب حسين نعمة!
- يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
- الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة
- معضلة تعليب وتسليع الأخبار
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- من يُعيد أيامنا العصيبة؟
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
- إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
- ماذا لو خسرت إنجلترا؟


المزيد.....




- جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
- -قيامة ليّام تقترب-.. الصور الأولى من الفيلم السعودي -هوبال- ...
- الدوحة.. إسدال الستار على ملتقى السرد الخليجي الخامس وتكريم ...
- فنانون عرب يطلقون مبادرات لدعم اللبنانيين المتضررين من العدو ...
- عمرو دياب يعلن اعتزال الغناء في الأفراح بعد أشهر من واقعة -ا ...
- -جيل الصابرا-.. كيف تنبأ عالم مصري بمستقبل نتنياهو وإسرائيل ...
- فيلم -المتحولون واحد- يعود إلى الجذور برسائل عميقة عن الطبقي ...
- مغني الراب -ديدي- يواجه 120 اتهاما بالاعتداء الجنسي
- ابن -أسطورة الأوسكار- دانيال داي-لويس يعيده إلى السينما بعد ...
- شهادة من وسط الدمار بالضاحية الجنوبية لبيروت.. الفنان معين ش ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - أمضّ من أسى جيسيكا لانج