صباح حزمي الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 8118 - 2024 / 10 / 2 - 15:42
المحور:
الادب والفن
مقامة الروقان :
يقول المتصوفة : كلما طهر القلب رق , فإذا رق راق , وإذا راق ذاق , وإذا ذاق فاق , وإذا فاق اشتاق , وإذا اشتاق اجتهد , وإذا اجتهد هبت عليه نسائم الجنة فيفرح بالطاعة , ومن ذاق عرف , ومن عرف اغترف , ومن اغترف نال الشرف , اشهد أنك مِمَّن رقت قلوبهم وراقوا وذاقوا وفاقوا واشتاقوا واجتهدوا .
وتقول د. نوال السعداوي: )( ان الكتابة بالنسبة لي كالماء والهواء وضرورة من ضروريات الحياة وهي الرئة التي اتنفس بها… .)) , وأنا أقول انك تنفثين علينا من رئتك مايؤجج في العقول وعيا وأدراكا ومزيدا من معرفتنا لنفوسنا, والحقيقة انه لعالم كاتب فيلسوف من دبج وصاغ هذا المقال , مذ كنت شابا اصبحت القراءة وطني وسعادتي التي تغمرني وانا أغرقُ في بِحارِ الكُتب , أنه غَرقٌ في النعيم , وغَوصٌ يرفع للأعالي , أقضي الكثير من الوقت في القراءة, فهي ثَراءٌ بالمعرفةِ والفكرِ واللُّغة والخُلق والأدب والذوقِ والمشاعر والجَمال , و حِوارٌ مع الأفكار والآراء والتصورات والأخيلة, والتقاءٌ مع أصحابها على صفحات الكتب , وفي هذا يجب ان لاننسى فضل من علمنا القراءة في وطننا , لأنني وجدت من الجيل الجديد من يرى صعوبة في التصديق حينما نخبرهم : بأننا جيل التعليم المجاني من الابتدائي الي الجامعي , ان القراءة هي جزء من المتعة التي يوفرها الفصل الحار والوقت المتوفر, وتبقى المسافة شاسعة بين عقل مفتوح وعقل مغلق.
اما عن العمر يعجبني قول الشمس التبريزي : (( يجب عليك أن تفهم أن هذا السن مجرد رقم, لا يشكل حقيقتك أبداً, ربما تكون طفلاً بسن الستين , أو شيخاً بسن العشرين )) , وحديثك عن السعادة جميل يدخل العقل والقلب , فمن لم يصنع السعادة لنفسه لن يصنعها له الآخرون , و السعداء لا يملكون كل شيء بل مقتنعين بكل شيء.
انت تطلبين ان نكون كواكبا وأنا أدعوك أن تبقين شمسا.
طابت صباحاتك.
#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟