أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - صلاحية الكفاح المسلح في انتزاع الحقوق وبناء الدول..؟














المزيد.....

صلاحية الكفاح المسلح في انتزاع الحقوق وبناء الدول..؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8118 - 2024 / 10 / 2 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر الكفاح المسلح احد أشكال النضال الذي تتبناه الاحزاب أو الحركات أو المجموعات التي تطالب بالحقوق أو تسعى إلى إقامة كيانات أو دول ، إلى جانب أشكال النضال الأخرى ، بما في ذلك النضال السياسي والاجتماعي والثقافي والجماهيري ، في انسداد افقها الملموس ، بسبب البنية القمعية والاستبدادية المغلقة للجهات المتنفذة ، واستخدام كافة أشكال الهدر والوسائل ، سبيلاً إلى نفي هذه الحقوق ، ويعتبر موضوع - الكفاح المسلح - مثيراً للجدل على مر التاريخ، استخدمته الجماعات المظلومة ، والمضطهدة كأحد الوسائل المتبعة للوصول إلى أهدافها ، سواء كانت هذه الأهداف تتعلق بالتحررالوطني من الاستعمار أو انتزاع الحقوق القومية أو الدينية أو المواطنية ، ولكن مع تغير الظروف السياسية والاجتماعية ، وانعدام القطبية ، وتعزيزالعولمة ، وما رافقها من تقدم تقني وتكنولوجي ، وتطور في أجهزة المواجهة والقمع ، في ظل عدم تكافئ موازيين القوى لدى هذه الحركات ، يطرح السؤال من جديد ، هل لا زال الكفاح المسلح يصلح كوسيلة رئيسية في بناء الدول وانتزاع الحقوق ؟
لقد اعتمدت العديد من حركات التحرر الوطني في القرن العشرين الكفاح المسلح، مثل حركات التحرر في الجزائر وفيتنام في تصديها للاستعمار ومواجهة الظلم ، حيث أسفرت هذه الحركات في بعض الحالات عن نجاحات ملموسة، أدت إلى استعادة السيادة والاستقلال او بناء دول جديدة كما في جنوب السودان . او استخدمت كوسيلة ضرورية لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية في أماكن أخرى .
لكن مع بداية القرن الحادي والعشرين، تغيرت الظروف والأوضاع .فقد أصبح العالم أكثر ترابطًا بفضل العولمة، وأصبحت أنماط الحروب والنزاعات تتطور وتأخذ ابعادا جديدة محلياً وإقليمياً ودولياً . فالعديد من الجماعات المسلحة التي استندت إلى قضايا سياسية أوقومية او دينية، اوصلت مناطقها وشعوبها إلى نتائج مدمرة ، حماس مثالا ، فما أنجزته لم يكن سوى اشاعة الفوضى والقتل والتدمير بدلاً من بناء دولة فلسطينية أو انتزاع الحقوق التي تقاتل من أجلها .
علاوة على ذلك، فإن وسائل الكفاح المسلح التقليدية لم تعد تجدي نفعاً كما كانت. فقد أصبحت الأنظمة العسكرية أكثر تقدماً واستعداداً لمواجهة أغلب التحديات، وباتت تستخدم تكنولوجيا متطورة للتصدي لأي شكل من أشكال التمرد أو المواجهة فعلى سبيل المثال يمكننا أن نستشهد باختراق اسرائيل لأجهزة البيجر العائدة لحزب الله في سوريا ولبنان مما أدى إلى قتل العشرات وجرح أكثر من ثلاثة آلاف شخص . واليوم يواجه حزب الله حرباً وجودية من خلال الاستهداف الإسرائيلي المكثف لقياداته وكوادره الأساسية بما فيه امينه العام حسن نصر الله ، دون إمكانية الردع ، مما يعني أن الكفاح المسلح لم يعد الوسيلة المجدية لتحقيق الأهداف المتوخاة في الوقت الراهن .
من أهم التحديات التي تواجه الكفاح المسلح اليوم هو الانقسام الداخلي والفوضى التي قد تترتب عليه. فكثير من الحركات التي تبنت الكفاح المسلح انتهت بتأجيج الصراعات الداخلية، مما أدى إلى إضعاف المجتمعات ، وزعزعة استقرارها واقتصادها ، بدلًا من تقويتها. كما أن استخدام العنف غالبا ما ينعكس سلبا على صورة القضية، اوقد يؤدي إلى تشويه سمعتها ورفضها على الساحة الدولية ، كما في حالة حزب الله وحماس وغيرها من المنظمات العسكرية التي يتم تصنيفها على قائمة المنظمات "الإرهابية" من قبل المجتمع الدولي .
تبقى قضايا حقوق الإنسان من المحاور المهمة في هذا الجانب إذ أن الكفاح المسلح غالبا ما يترافق غالبا مع تهجير ودمار وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، مما يؤثر سلبا على تعاطف المجتمع الدولي مع القضية ، حتى وإن كانت عادلة ..! فبدلاً من الحصول على الدعم والمساندة ، قد تجد الحركات المسلحة نفسها محاصرة بانتقادات عالمية قد تضعها على قوائم الإرهاب والعقوبات .
في العصر الحالي، تبرز بدائل سلمية للكفاح المسلح . مثل الحركات الشعبية، المناصرة السلمية، والمفاوضات. هذه الوسائل أثبتت فعاليتها في العديد من الحالات، مثل حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة أو حركة التضامن في بولندا ،وتعتبر هذه الطرق اليوم أكثر استدامة وجدوى ، إذ تساهم في بناء مجتمع مدني قوي وتفتح آفاقا للتعاون والدعم الدوليين .
إن قوة الكفاح السلمي تكمن في قدرته على تجميع الدعم الشعبي ، وتحفيز المجتمع الدولي للضغط على الأنظمة من أجل الاصلاح والتغيير. لأنه يسهم في بناء شرعية أكثر قوة للقضية المثارة ، ويعزز من فرص الحوار والتفاوض والحلول
وهكذا يبدو ، أن الكفاح المسلح، رغم ما حققه في مراحل تاريخية معينة، لم يعد الوسيلة الملائمة لانتزاع الحقوق ، وبناء الدول في العصر الحديث ، وخاصة مع تزايد التعقيدات العالمية وتغيّر أنماط النزاع ، وتطور التكنولوجيا والأسلحة المستخدمة ، و تظل الوسائل السلمية أكثر فاعلية وقابلية للتطبيق والاستمرار. إذ يجب على المجتمعات الساعية إلى التغيير أو المطالبة بالحقوق أن تتبنى استراتيجيات عصرية ، تشمل الحوار، والمناصرة والضغط ، والتعاون ، لضمان تنفيذ برنامجها والظفر بحقوقها وبناء دول آمنة ومستقرة.



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن الحدّ من الانشقاقات في الأحزاب الكردية في سوريا ؟
- الحوار والتفاوض: مفاهيم أساسية
- الأحزاب الكردية في سوريا : ازمة القيادة ، وتحديات التأثير .. ...
- الشعارات الرنانة وحق تقرير المصير: نظرة موضوعية
- شخصية الكردي السوري ...
- الفكر السياسي الكردي في سوريا تطوراته وتحدياته
- الأحزاب الكردية في سوريا ، أسباب التراجع ومعالم الواقع؟
- الهوية والمواطنة: مفاهيم مترابطة وتحديات محتملة...؟
- الوجود الكردي في سوريا ،تصحيح المفاهيم وتحديات الحقوق ..!
- الفكر المتأرّجح في القضية الكردية : بينَ الواقعِ والأوهامِ ا ...
- فلسفة الكردايتي
- أهمية التعاون مع القوى الديمقراطية في تحقيق حقوق الكرد السور ...
- أهمية الحوار الكردي ، ومأزق النقد الإعلامي ؟
- ضرورات الحوار الكردي في سوريا وأهميته: نحو توافق وشراكة فعّا ...
- جدلُ الداخل/الخارج ،عَوْدٌ على بِدِءٍ...!
- عن ثنائية الداخل /الخارج في الحركة الكردية السورية ؟
- تحديات المجلس الوطني الكوردي في سوريا: بين النقد البناء والع ...
- الوضع ليس جيدا البتة ..!
- اندفاع حماسي ام -ذمية- سياسية....!
- كي لا تشوه الحقائق، التيار باق


المزيد.....




- علمت بوفاته بعد 45 يومًا.. ابنة جون آموس تعبر عن صدمتها لرحي ...
- ما هي الأضرار التي تسبب فيها هجوم إيران على إسرائيل؟
- مصدر لـCNN: قواعد عسكرية إسرائيلية تعرضت لضربات الصواريخ الإ ...
- اليوم الـ362 للحرب: قصف بلا هوادة على الضاحية وإسرائيل تتوعد ...
- لحظات رئيسية من مناظرة نائب الرئيس الأمريكي
- تضارب تصريحات.. أيّ تأثير لصواريخ إيران على أنظمة دفاعات إسر ...
- مشاهد لقنبلة شديدة التدمير أسقطتها قاذفة استراتيجية روسية عل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 8 عسكريين وإصابة آخرين بجروح خطير ...
- دوي انفجار في دمشق وأنباء عن قصف إسرائيلي
- التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية: اجتياح -محدود- أم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - صلاحية الكفاح المسلح في انتزاع الحقوق وبناء الدول..؟