محمد الزهراوي أبو نوفلة
الحوار المتمدن-العدد: 8118 - 2024 / 10 / 2 - 10:43
المحور:
الادب والفن
- - العارية..
تنزل البرج
غصن فارع..
كل من يراها
في المطلق..
يترنح ويهتاج !
جهة هي تحج
إليها النوارس.
آه عليها مني !
تهزم..
جدائلها الريح.
ولا يتجاسر..
عليها الملوك.
مجبولة من..
شفاه الحجر
ومن الماء والنار.
ما هذا الكائن
المسكون بالغربة ؟
لما لم يكن لي..
مكان أمشي إليه
سرت خطوات.
وكعادتي كل يوم
أمام ساعة
الميدان بدل أن
أسمع الموسيقى
رأيت ما لا يرى !
رأيت العارية..
تنزل البرج واثقة
بوجودها..
مثل كوكب !
وأذهلني فضاء
ما حول سرتها
الغامض الذي بدا
بلون الرؤى..
والقدم الحافية
تحمل قرط أندلس
وينقصها ما..
عدا خطوها المقفى
فقط كياسمينة..
رداؤها الملكي وعقد
لؤلؤ حول الرقبة.
وتلك كانت وبلا
مشقة لا مغامرتنا
نحن المارين..
بل مغامرتها هي !
بعضهم تغاضى..
وبعضهم كان
أكثر فسقا والبعض
تنحى عن حواف
الطرق لربما..
حتى تمر ؟ !
ورغم ذاك لم
يتغير شيء إذ..
ظل تعذيبها
لنا مستمرا ! !
ألا كم كان..
خجلها منا فاحشا
مثل امرأة أثناء
ذروتها مع..
قرامطة في كتاب
المطر والعشب.
أنا مضنى إلى قدح
وانكسارات الخزامى.
ها قد اكتشفت
هنا صباى..
الأفكار الثملة !
والخواصر الموعودة.
هذه امرأة فرسان..
وهي الأيائل أيضا !
وحالة سمر مستمرة.
عليها تحلم أن..
تحط طيور البر والبحر
وأنا أتبعثر معها في
الغسق والروض
منها يفوح علي !
أحلت
هنا من ما
وراء الخلو د ؟..
لفضتها سبعة أبحر
جاء بها نهر
هرقليط أم خرجت
من الغابة كوثرا ؟ !
عدا اليدين
الساترتين ما
يشف عن كنز..
وكرم الذهب والفضة
وعدا مجرى نهر
الفيروز والساحل
وطرائد الظلال
والياقوت والطين..
يلفها حفيف صمت
أخضر وأذرع
النهار الخفية وكل
أوصافها..
تفاصيل أغنية..
فالكمال هنا لا
يكمن وراءنا بل ها
هو هنا أمامنا !
هذه هي المعاناة..
هي سيرينا
اصطادها صيادون
من المحيط تنتظر
حتى ياتيها البحر.
لو يمكنني..
أن أكلمها ! ؟
آه من السعير
وجنون العيون..
من بياضها نسبي.
الكل أسير ..
سحر هذه الساحرة
تقول لست أنا
ليلى أو حورية الحلول
وأنا أشم لها العطر
الملكي وريح الشرق
فهذه الغانية كالوطن
الممتد من البحر إلى
البحر بطبعها مستبدة.
أنظروا جنان أبي
نواس تتدافع
في المجهول..
وكما يقول ديك
الجن تضحك..
من أردافها !
ألا قل لها يا
ندى الصباح..
قل لها إني
أقرأ الروض العاطر
وأفيق مع الطير
على بسماتها !
في سهوبها أقضي
الليل مع نداماي..
حيث أكرعها
عارية كأسا
إثر كأس..
ولي القميص
المقدود من وراء
حتى ياتي السلطان
بنفسه ويرى ! !
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟