أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - الاغتيالات في إسرائيل!














المزيد.....

الاغتيالات في إسرائيل!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8117 - 2024 / 10 / 1 - 22:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سأظل أتذكر قصة تاريخية مشهورة جدا من ملفات الاغتيالات في قطاع غزة، وهي قصة اغتيال، العقيد المصري البطل، مصطفى حافظ، هذا البطل المصري خريج الكلية الحربية 1940، هو أول من حصل على رتبة عقيد وهو في سن الخامسة والثلاثين من العمر.
عين الرئيس جمال عبد الناصر هذا البطل في منتصف خمسينيات القرن الماضي مسؤولا عن حماية غزة والدفاع عنها، كلفه بتشكيل مقاومة على شكل جيش مصغر لردع إسرائيل، والقيام بعمليات مضادة داخل إسرائيل، كان ذلك بطلبٍ من سكان غزة للتصدي للعربدة الإسرائيلية اليومية، هذا العربدة كانت تجري بقصف غزة بالمدافع الإسرائيلية بشكل مستمر، وكان الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات قتل عسكرية عديدة في خمسينيات القرن الماضي.
بدأ مصطفى حافظ في أواسط الخمسينيات بتشكيل جهاز الفدائيين الفلسطينيين، وقام باختيارهم وتدريبهم، مما جعله الهدف المركزي لجيش إسرائيل، لأنه كان يمثل التضامن والتلاحم النضالي بين غزة ومصر، وبخاصة بعد أن نجح فدائيو البطل مصطفى حافظ في الاستيلاء على أحدث سلاح إسرائيلي سري وهو رشاش العوزي الجديد، وكان هذا الرشاش الجديد مطلوبا للجيش المصري لكشف خصائصه، سلم مصطفى حافظ رشاش العوزي للمخابرات المصرية، هذا الاختراق الاستخباري بالإضافة إلى عمليات الفدائيين دفع بن غريون لتكليف الفرقة العسكرية 101 بقيادة شارون لاغتيال مصطفى حافظ، وأعلنوا عن جائزة بمقدار مليون دولار لمن يساعد في كشف مكان مصطفى حافظ، حاول شارون أكثر من عامين اغتيال مصطفى حافظ ولكنه فشل، مما دفع بن غريون إلى توبيخ شارون ونقل ملف الاغتيال إلى الذراع الاستخباري الخارجي، الموساد ليتولى الاغتيال، وهذا ما جعلهم يبدؤون للمرة الأولى في استخدام (التفخيخ المتفجر) وكان هذا العمل جديدا على العالم كله، تمكن الموساد من تجنيد أحد الرجال المقربين من مصطفى حافظ، وهو الفدائي الفلسطيني، سليمان طلالقة، واختاروا له اسم (طلال)، وكان جهاز الموساد يعلم أن هذا الرجل وطنيٌ مخلص لمصطفى حافظ، وهو مقرب له جدا، جهزوا له طردا مفخخا، مكونا من رسالة مفخخة على شكل كتاب، تنفجر عند فتحها، أعدوا له نسخة أخرى تطابقها غير مفخخة، ليوهموه أنها مجرد رسالة استخبارية عادية، وعليه أن يسلمها لقائد شرطة غزة، المناضل الفلسطيني، لطفي العكاوي الصديق الحميم لمصطفى حافظ، وادعوا كذبا أن قائد الشرطة هو عميل إسرائيلي، يملك في بيته جهاز إرسال لاسلكي، ويجب على الطلالقة أن يسلمه الطرد بنفسه، ولكي يشعر بالأمان أحضروا له النسخة الشبيهة تماما بالنسخة المفخخة، وقالوا له اقرأها أولا قبل إقفالها حتى تثق بنا، وقالوا له عند إغلاقها لا يمكن فتحها إلا من صاحبها، وأعطوه كلمة السر المزعومة، وهي نصف ليرة ورقية، قالوا له النصف الثاني عند لطفي العكاوي، وعندما أخذوها لإغلاقها سلموه النسخة المفخخة الثانية الشبيهة بها بدون أن يعرف!
كان، نمرودي رجل الموساد يعلم أن هذا الفدائي سوف يسلم الرسالة أولا لرئيسه، مصطفى حافظ، وبالفعل أسرع طلال إلى مصطفى حافظ في مقره السري في وسط غزة، وأسر في أذنه كل ما أبلغته المخابرات الإسرائيلية بخاصة أن صديقه رئيس الشرطة، لطفي العكاوي عميلٌ إسرائيلي يملك جهاز إرسال لاسلكيا في بيته، دُهش مصطفى حافظ من الخبر، فتح الرسالة بسرعة ليقرأها أولا ثم يعيد إغلاقها، ثم يأمر بالقبض على لطفي العكاوي، انفجرت الرسالة في وجهه، استشهد البطل المصري مصطفى حافظ في المستشفى المعمداني، وأصيب معاونه، مصطفى هريدي بإعاقة دائمة، وفقد سليمان طلالقه بصره!
لا تنسوا أن كل تلك الأحداث جرت ليس في الألفية الثالثة، هذه العملية وقعت يوم 12 من شهر يوليو عام 1956م، وللعلم فقط فإن الرئيس عبد الناصر نعى هذا القائد وبكى عليه.
من يدرس ملفات الاغتيالات في إسرائيل يصل إلى نتيجة مفادها أن هذه الصناعة هي الصناعة الاستراتيجية الحربية الأقوى في العالم كله، لأن إسرائيل ليست مثل دول العالم الأخرى، بل هي دولة فريدة، لا بد لها أن تعتمد على قوتها العسكرية وكفاءتها في عمليات الاغتيالات!
للأسف فإننا نحن ضحايا هذا الإجرام، لم نتعلم أساليب الوقاية من هذا الإجرام حتى اليوم، بل إننا سنظل نبكي ونلطم ونشق الجيوب حزنا على ضحايانا، وعلى غفلتنا وتقصيرنا، ونحن لم نتمكن حتى اليوم من بلورة صيغ مضادة، مما يجعلنا فرائس سهلة نقع في الفخ الإسرائيلي دائما.
تذكروا أن صناعة الاغتيالات هي اليوم أكثر سهولة مما كانت عليه في السابق، بعد أن قارب البشر كلهم أن يصبحوا رقائق إلكترونية رقمية، يسهل الوصول إليهم بتكنلوجيا رخيصة وسهلة من مالكي عصر المعلوماتية، ممن أركبونا في قاطراتهم الرقمية، خدرونا، فغفونا، وحلمنا أننا نملك تلك القاطرات!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفنوها في حضن قبر أبيها!
- مصادر قوة نتنياهو السرية!
- القبض على مياه المطر!
- استطلاعات الرأي سلاح خطير!
- اصطياد الإنترنت على شواطئ غزة!
- هل أزالت حرب إبادة غزة (ديموقراطية) إسرائيل؟
- قصة أفلاطون في خيمة اللجوء!
- إسرائيل أو أمريكا أيهما القائد؟!
- Baby Sitter من الإيباك لكل عضو كونغرس أمريكي!
- قصة فرن الطين وسط خيام النازحين
- إعلام التضخيم والتقزيم!
- الترنسفير القسري والطوعي!
- احذروا الاحتراب بين العائلات في غزة!
- قصة من غزة ..عبوات غذائية متفجرة!
- لوحات (غرونيكا) في غزة!
- الموساد يهدد قضاة العدالة!
- هل الأونروا منظمة دولية إرهابية)
- قضايا فلسطين المركزية!
- مضيفة الطائرة لا سامية!
- مظاهرات الطلاب الأمريكيين مؤامرة روسية صينية!


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - الاغتيالات في إسرائيل!