لا إكراه في الدين.

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ليس غريبا أن يتفاخر ويتبجح المؤمن في تراث كان ونقيضها، بآيات وعبارات يراها إيجابية تدعو افتراضا للسلام واحترام الأديان( اليهودية والمسيحية فقط )والتعايش معها،ولكنه سرعان ما يتناسى أنه في نفس التراث وفي نفس الكتاب، ما يناقض ويخالف ويعارض وينسخ آياته تلك التي يتفاخر بها أمام الآخرين …
إنها مشكلة المؤمن الذي يحاول إقناع نفسه في إطار دائرة رسمها هو لنفسه أو رسموها له يشعر بالاطمئنان العام مازال في داخلها رافضاً الخروج منها خوفا من المجهول وما قد يصيبه من تغيير لأفكاره التي يؤمن بأنها الحقيقة المطلقة....أو كما تعرف في علم النفس بأنها " comfort zone"...
"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"…رغم أنني أستطيع أن افسرها وبسهولة وببساطة ،أنه لا يوجد إكراه في الدخول إلى الإسلام وإن كرهت على ذلك فهو ليس اكراه …بمعنى حتى لو كرهت إلى الإسلام لا يعتبر هذا كرها لأنك ستعرف لاحقاً أنه الحق والرشد …وأنا أتساءل اليوم " إذا كان حقا ،لا إكراه في الدين ،أي احترام حرية وإرادة الشخص ،فما حكم لا إكراه في الدين للذي يرغب في ترك الدين نفسه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ورغم كل هذا ارجع وأقول وإن كانت هذه الآية تدعو فعلاً إلى "لا إكراه في الدين" فإنها قد نسخت تماماً بآيات الجهاد .والجهاد ركن أساسى من أركان الإسلام ، أي هناك مشروع دائم ضد منمن يخرج عن سبيل الله ،وسبيل الله هو نفسه الإسلام وما جاء به رسوله.فالجهاد في سبيل الله هو الإرهاب بعينه ،وهذا الإرهاب كما يصفه داعش بأنه إرهاب أعداء الله الكفار أينما وجدوا من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة دينه ،وهو ارهاب مستمر وماض إلى يوم القيامة ،فيا ويلكم يا أصحاب الأديان عندما يتقوى الأسلام الأصولي….فهل وصلت الصورة ؟؟؟؟؟؟
ثم أين أصبحت لا إكراه في الدين،ونحن نقرأ عن غزوات الرسول وغزوات الصحابة والخلفاء من بعده وماذا فعلوا بالأمم ؟ وهل ذهبوا بالموعظة الحسنة وبالورود ورفعوا شعار لا إكراه في الدين، أم ذهبوا غزاة رافعين سيوفهم لاشهار الدين ؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن أرجع وأقول ،قبل أن يصدع المؤمن رؤوسنا بالعبارة التي يرددها لنا دائما وتكرارا بأنه لا إكراه في الدين…ليتذكر .
** لا إكراه في الدين …. أم، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ؟؟
** لا إكراه في الدين…. أم، قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ؟؟
** لا إكراه في الدين… أم، فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيم ؟؟
** لا إكراه في الدين … أم ،فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ
؟؟
** لا إكراه في الدين.. أم ،فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ ؟؟
** لا إكراه في الدين…أم، وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ؟؟
** لا إكراه في الدين…أم ،وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ ؟؟
** لا إكراه في الدين…أم، فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ؟؟
** لا إكراه في الدين… أم، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ؟؟
** لا اكراه في الدين…أم بُعِثْتُ بالسَّيفِ حتى يُعبَدَ اللهُ لا شَريكَ لهُ، وجُعِل رِزقي تحتَ ظِلِّ رُمْحي، وجُعِل الذِّلَّةُ والصَّغارُ على مَن خالَفَ أَمْري ؟
** لا إكراه في الدين….أم جئتكم بالذبح ؟
** لا إكراه في الدين…. أم " يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قُرَيْشًا" ؟؟
** لا إكراه في الدين…أم، اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر نساء الروم ؟؟
** لا إكراه في الدين…أم ،من بدل دينه فاقتلوه ؟؟
** لا إكراه في الدين.. أم ،لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ؟؟
** لا اكراه في الدين…أم أسلم تسلم ؟؟
** لا إكراه في الدين .. أم ،أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا
إله إلا الله وأن محمد رسول الله ؟؟
** واخيرا وليس اخرا ،لا إكراه في الدين… أم ،
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ؟؟


ربما أكتفي بهذا الحد واحب ان اختم وأقول ، أعرفتم الآن من أين جاءتكم وترسخت بداخلكم هذه الازدواجية القاتلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تحياتي..
نعم للتنوير…لا للتخدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل