حميد تقوائي
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 00:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن سعادة شعوب إيران ولبنان وسوريا وتونس رداً على وفاة حسن نصر الله أظهرت مرة أخرى لا قاعدة لهم وعزلة حزب الله وجميع القوى الإرهابية الإسلامية بين شعوب المنطقة. لقد استفادت هذه القوى من الظلم والقمع التاريخي المفروض على الشعب الفلسطيني لتتمكن من الوصول إلى السلطة للحركة الأكثر رجعية ومعادية للإنسانية في عصرنا، وهي حركة الإرهاب الإسلامي. وقضيتهم ليست القضية الشرعية لحركة الشعب الفلسطيني، بل هي على العكس منها. إنهم يريدون نشر الجحيم الذي خلقته الجمهورية الإسلامية في إيران إلى المنطقة بأكملها وإلى جميع البلدان الإسلامية. وذلك لأن أي ضربة لهذه القوى تؤدي إلى سعادة الناس.
فيما يتعلق بالأوضاع السياسية في إيران، فإن مقتل حسن نصر الله وضع الجمهورية الإسلامية في وضع مثير للشفقة. فمن ناحية، على الحكومة أن تتصرف من أجل الحفاظ على مكانتها وحتى هيبتها بين القوى الإسلامية المتحالفة معها في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، فإن أي نوع من المواجهة، حتى ذلك النوع من الصراخ الفارغ حول الانتقام القاسي الذي أظهره بعد مقتل قاسم سليماني وإسماعيل هنية، يمكن الرد عليه بإجراء أقوى من جانب إسرائيل. حتى الآن، اقتصرت المواجهة بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل على الهتافات الدعائية، بالإضافة إلى الأعمال الخبيثة التي تقوم بها القوات الإرهابية الوكيلة لها. والآن الضربة القاضية لحزب الله، الذي يعد أهم وأقرب قوة وكيلة للنظام وعملياً فرع من فيلق القدس في لبنان. ولا يوجد حتى مكان متبقي للترديد. ومن مخبأه الآمن، لا بد أن يكتفي خامنئي بالتعميم حول استمرار عمل حزب الله وتأبين الشهيد حسن نصر الله، ولا يقول شيئاً عن الانتقام الصعب وشبه الصعب. ستؤدي هذه البقية إلى تدمير سمعة ومصداقية الجمهورية الإسلامية بشكل كامل بين قواتها القريبة.
نتنياهو يتحدث عن "نظام جديد" في الشرق الأوسط، وخامنئي يقول إن مستقبل المنطقة ستحدده "قوى المقاومة". لكن الواقع شيء آخر. هناك حربان تجريان في الشرق الأوسط: حرب الحكومة الإسرائيلية مع القوى الإرهابية الإسلامية وحرب الشعب الإيراني ضد الجمهورية الإسلامية. إن مستقبل الشرق الأوسط سوف تحدده هذه الحرب الثانية، ثورة المرأة في حياة الحرية.
28 سبتمبر 2024
المقال منشور في جورنال الفارسية
ترجمة -سمير نوري
#حميد_تقوائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟