أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة بيت القصيد .














المزيد.....


مقامة بيت القصيد .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


مقامة بيت القصيد :

أناغي مقامك الشرقي القديم , بقصيدة قطري بن الفجاءة , التي خلدته رغم قيادته الازارقة , قرأناها صغارا ولصقت في الذاكرة , لم نكن نعرف سيرة قائلها , وبعد النضوج ومعرفتنا بحقيقة قائلها لم نغير نظرتنا للقصيدة , وظللنا نرددها طيلة نصف قرن , وحين يخطر في البال الازارقة نتذكر داعش والذبح الذي كانوا يمارسونه والاغتصاب , ان اول ما سحرنا في القصيدة قوله ( طارت شعاعا ) , والشَعَاعٌ بفتح الشين مصدر شع ,تقول العرب ذَهَبُوا شَعَاعاً أَيْ مُتَفَرِّقِينَ , وطَارَتْ نَفْسُهُ شَعَاعاً أي طَارَتْ خَوْفاً وَفَزَعاً , خَفَّتْ هِمَّتُهُ , ودَمٌ شَعَاعٌ مُنْتَشِرٌ, مُتَفَرِّقٌ , وتَطَايَرَتِ العَصَا شَعَاعاً تَكَسَّرَتْ وَتَطَايَرَتْ شَظَايَا.

(أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ).

أما في بيت القصيد , وقبل ان يعلو جفني الغمض ,ها أنا أمسكُ الريحَ بين أصابعي , وأتركُ الأفقَ يسافرُ في صمتي ,
لا أرضَ تحتي ,
ولا سماءَ تُظلِّلُني ,
لكنني أزهرُ في فراغ ألأساطير , وأحملُ في صدري أغنيةً قديمةً , عزفتها الأشجارُ حين كنا غائبين , وما زال الحنينُ يهمسُ لي
بلغةِ الطيور التي نسيت جناحيها , وانا لا أخشى الوقتَ , فهو ظلي ,
أمشي إليه ,
ولا يعبرني , وهنا , على حافةِ الصمت ,
أقفُ مثل فكرةٍ لم تولد بعد ,
مترنحاً بين الحلمِ واليقظة ,
لكني دائماً ,
كالجبلِ الذي يسكن الريح ,
ثابتٌ ,
ولا أحد يعلم , وفي عيني غيمة لم تمطر بعد ,
تتأمل في صمت السماء البعيدة
كلما اقتربت من الأرض
, تعود خفيفة كأنها تودع الحياة.
‏‎
وبين مونولوج النفس , وبين منايا داعشية اتقنت ابتكارها , ما أنت إلّا هشيما تأنف عنك الريح العاصف , وإن توسلتها ندما لتواري نتانة آثامك مذ آثرتها هرولة جنونية , وفي يَوم مبني للمجهول قالت بنات الدهر: لعبة الزمن تَبْدأُ عِندَ المَحاق وعند التربيع الأول يرتجل العبث قصيدة غَزل خَليعة , ويرتد طرفه إلى الأحدب المتزايد ناثرا ضجيج القطيعة , وعند التربيع الثاني يقرض العمر لامية عَجَل قصيرة ويرفع عقيرته صوب الأحدب المتناقص مكسرا صَمت الوَتِيرة .

في يوم مَبني للمجهول ,عند الفجر احْتدّ صِراع بين المشاعر وتكلمت شغاف القلب عن سَبقِ إصرارهامسة لضوء القمر بتراتيل صوفية , ورأيت الحياة حمالَة أوجه , تناور في وجهي , وتقتادني إلى معابر القهقهات هناك بين حُدود المبنى والمعنى أشدّ عَضُدَ الكلماتِ وأستميت في البحث عن التأويل عند صاحب الكتاب علّه يسعفني في فهم ألغاز العالم المجنون , عله يُنبِئُني بِجوهر أسرارِ هذا الكون , في ذلك اليوم المبنيّ للمجهول أرتدي جبة الفقهاء وأتلو مَتْنَ أغاني التجار, لأبيع وطنيتي بصحن القرويين عند العَشِي ,وأعبّ كاساتِ العَبير من حدائق جنان السَّبيل , وأتلو الوِردَ اللازم عند زاوية الشيخ التِّيجاني نهرُ الكلام وجَوهرُ المعاني.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة حلم ميس .
- مقامة العافية .
- مقامة المراجعات .
- مقامة الثنائية .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الأخوة .
- مقامة الخنزير .
- مقامة التماهي .
- مقامة الشطرنج .
- مقامة ألأختفاء : ( رسائل العدوية ) .
- مقامة غودو .
- مقامة حُوْبة العراق .
- مقامة اين نحن من الأعراب .
- مقامة هم الطلاسم .
- مقامة ما أغلى مالايتحقق .
- مقامة الرفقة .
- مقامة زينب .
- مقامة أغاني التسامي .
- مقامة القراءة الثانية .
- مقامة دندنة مع بعقوبة السبعينات .


المزيد.....




- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...
- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
- دبي تحتضن مهرجان السينما الروسية
- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة بيت القصيد .