أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - السيد حسن نصر الله ...















المزيد.....

السيد حسن نصر الله ...


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمقتل السيد حسن نصر الله أمس والاعلان عن الخبر الصادم رسميا اليوم تكون مرحلة كاملة من تاريخ الشرق الأوسط الحديث علي وشك الغروب ، والذهاب وراء الافق البعيد لتصبح جزءا من التاريخ المضطرب في اهم مناطق العالم وأكثرها غليانا ...

لقد توقعت مقتل حسن نصر الله منذ أكثر من عشرة أيام ، عندما فجرت اسرائيل مرفق الاتصالات الخاص بحزب الله ومعه تم قتل اغلب رجال الصف الاول والثاني في الحزب ، ومع انكشاف حزب الله بهذه الصورة المروعة وغير المتوقعة امام اسرائيل ، ومعرفة اسرائيل - بعد اختراقها لكافة اتصالات حزب الله - كل شئ عن الحزب ورجاله فقد توقعت ان وصول اسرائيل لحسن نصر الله مسألة وقت فقط ...

علي المستوي الشخصي ، وفي بدايات الشباب كنت أكن أعجابا كبيرا بالسيد حسن نصر الله ، وكأغلب الشباب العربي وقتها كان السيد يعطي صورة الرجل الشجاع والفارس الذي وهب حياته للوقوف امام المشروع الاسرائيلي ، لم تكن صورته كأحد رجال ايران المخلصين قد ظهرت وتجسدت بعد ، وساعد الرجل فيما بعد وبخطابات علنية بتفنيد اي اوهام في هذا الموضوع ...

كان اول توقف لي بالتعجب والاستغراب امام حسن نصر الله في ابريل ٢٠٠٩ عندما طالب الجيش المصري بالتحرك فوق القيادة السياسية المصرية ودخول الحرب ضد اسرائيل ؛ ولم أفهم كيف لرجل اجنبي او غير مصري ان يأمر او ان يطالب الجيش المصري بفعل كذا او كيت ، ووقتها اكتشفت السلطات المصرية ما عرف وقتها بخلية حزب الله في سيناء بقيادة سامي شهاب ، الذي هرب من السجون المصرية في أحداث يناير ٢٠١١ واقيم له احتفال كبير في بيروت ...

وكان الانقطاع الكامل مع حزب الله ومع السيد حسن نصر الله بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ...

وثورة يناير ٢٠١١ وما بعدها من سنوات هي المدرسة الكبري التي تعلم فيها جيلنا وفهم ما كان مخفيا عنه لسنوات وربما لعقود ، ففي أتونها وما تلاها من سنوات ظهرت حقيقة رجال طالما نالوا من الاحترام والتبجيل أعظمه ، وفئات وتنظيمات طالما وضعت عليها الجماهير المصرية والعربية كل الامل والرجاء ...

كان الكل وقتها - رجال صحافة واعلام وقادة أحزاب وتنظيمات ورجال عمل عام - يتكلم بلا تحوط ويتحرك ويفعل بلا تحرز او حيطة ، وسقط من عيني كثيرون كنت احمل لهم تقديرا عظيما منهم مثلا محمد حسنين هيكل ومنهم محمد البرادعي ومنهم عمرو موسي ومنهم - خارجيا - حسن نصر الله ...

قرأت اولا ثم تابعت بعين مفتوحة الدور الايراني في المنطقة العربية ، وبالتالي أحد اهم منتجاته عربيا وهو حزب الله وقائده السيد حسن نصر الله ، وزال من عيني التقدير والاعجاب القديم ، وان ظل شئ في القلب ينتمي الي تلك الفترة من بدايات الشباب وذكرياته ...

اما علي المستوي العام سوف يرتب وفاة السيد حسن نصر الله مجموعة مهمة من النتائج ...

١ - قرب انتهاء دور التنظيمات او المليشيات او ما تسمي احيانا الفاعلين من غير الدول في الصراع العربي الاسرائيلي ، وعودة المكانة والاهتمام للدول ومؤسساتها كأداة لادارة الصراع مع اسرائيل - حربا او سلما - بعد عقود طويلة اختطفت فيها المليشيات القرار العربي فيما يخص العلاقة مع اسرائيل ..

فبما حدث لحماس اولا ثم حزب الله ثانيا وانتهاءهما عمليا تكون تلك المرحلة من قصة الصراع العربي الاسرائيلي قد أوشكت علي الوصول الي نهايتها ...

وسوف يتوقف الباحثون والتاريخ طويلا في بحثه وتقييمه لنتائج تلك المرحلة ، وهل أفادت القضية العربية ام أضرتها ، وهل كانت افضل الوسائل لمجابهة اسرائيل ام اسوأها ...

ورأيي الشخصي ان التنظيمات والمليشيات والفاعلين من غير الدول أضرت القضية العربية ولم تنفعها ، فبعد عقود من عملها بان حدود ما تستطيع فعله ، كعنصر شغب او عنصر تعكير او عنصر قلق لاسرائيل ليس أكثر ..

٢ - بانتهاء دور حزب الله بمقتل زعيمه صاحب الكاريزما والجماهيرية الكبيرة ينفتح الباب لتراجع دور حزب الله في القرار الداخلي اللبناني ، وربما تعود الدولة اللبنانية لممارسة سيادتها علي كامل التراب الوطني اللبناني ، وتنتهي ثنائية الدولة والحزب ، حيث تسيطر الدولة اللبنانية علي مناطق في لبنان ، في حين للحزب سيطرته الكاملة علي مناطق محددة داخل الدولة اللبنانية ، ومن هنا ربما ينتهي الفراغ السياسي الشهير في لبنان وقصة الثلث المعطل وكلمة حزب الله العليا في اختيار رئيس لبنان ..

وادخال لبنان - وهو بلد صغير وجميل - من البداية في أتون الصراع العربي الاسرائيلي بدون استعداد وبدون طاقات تسند وتساعد كان فيه ظلم كبير لذلك البلد العربي الجميل ..
وقد آن الاوان ان تعود " الدولة " في لبنان لتمارس سيادتها علي ارضها سياسة وسلاحا ..

٣ - أن إسرائيل جهد غربي في الاساس ، وطليعة تمثل اهم ما توصل اليه تقدم الغرب في مجالات السلاح والتكنولوجيا ، وأن اسرائيل بمفردها في رأيى لا تساوي شيئا ، ولكن بوقوف الغرب وراءها بعلمه وسلاحه وأمواله وتقنياته وجواسيسه ودبلوماسيته فهي تمتلك كل شئ ، وهو درس يجب ان يعيه العقل العربي ، فصراعه الاساسي مع الاصيل - وهو الغرب - وليس مع وكيله الصغير في منطقتنا .. وهي اسرائيل ..

ونرجع مرة ثانية للسيد حسن نصر الله الذي ذهب للقاء خالقه أمس ، فقد كان شخصية ملتبسة ، فخطابه في كثير من مفرداته كان طائفيا ، وكان مؤمنا بنظرية ولاية الفقيه ، كما كان كثيرا ما يظهر علنا تبجيله لقادة ورجال الدين الايرانيين بما يدل علي انه رجلهم ، وباستثناء صراعه مع اسرائيل لم يكن في خطابه او افعاله ما يلهم او ما يجمع ولا يفرق ...

وكانت احدي اهم خطاياه انه تحول بالحزب بعد ثورات وزوابع الربيع العربي الي لاعب اقليمي ، له دور في سوريا ويلقي بتعليقاته عن الوضع في البحرين واليمن ويهاجم السعودية ، وهو دور أظهره بما لا يدع مجالا للشك كطرف طائفي ، حتي وان غلف كلامه بحديث لا ينتهي عن المقاومة ووحدة الساحات ، وهو دور كان الغرب مستعد للتغاضي عنه - بل والترحيب به - في سعيه المحموم لخلق فتنة سنية شيعية تستعيد فتنة الحروب الدينية في العصور الوسطي الاوربية - بروتستانت وكاثوليك - علي ارض الشرق الاوسط - سنة وشيعة - في القرن الواحد والعشرين ...

وربما كانت النقطة المضيئة في حياته وهي ارثه الحقيقي بعد مماته انه قاتل اسرائيل حتي النهاية ومات وهو يحاربها ، وربما كانت تلك الصفحة هي أكثر صفحاته بقاءا بعد رحيله ...

لقد قاد حسن نصر الله حزب الله اكثر من ثلاثة عقود ، ٣٢ سنة بالضبط ، من سنة ١٩٩٢ الي سنة ٢٠٢٤ ، وكان الامين العام الثالث للحزب الذي أسسه الحرس الثوري الايراني عام ١٩٨٢ ..

وتمثل فترة تولي حسن نصر الله - وهذه السنوات الثلاثين تحديدا - ومع الصعود الايراني المشهود خصوصا بعد تخلص امريكا من العراق القديم عام ٢٠٠٣ ذروة صعود مكانة الشيعة في السياسات العربية خصوصا والشرق الاوسطية عموما ..
وهو شئ كان مقصودا غربيا ولم يأت مصادفة ...

بالنسبة للسيد حسن نصر الله وبرغم اي اختلاف مع الرجل وسياساته ودوره فهناك شيئين لا يمكن اغفالهما ..

اولا : ان الرجل مات وترك الدنيا في ساحة الحرب مع اسرائيل ، وهو شئ يرفع قدره ويعلي مقامه ...

ثانيا : ان تقييم اي شخص وخصوصا رجل العمل العام له مستويين :
١ - طبيعة دوره كما يراه الاخرون ، وهنا يختلف الناس في التقييم ، هذا معه وذلك ضده ، هذه حسناته وتلك سيئاته ، ثم يقول التاريخ كلمته في النهاية ..

٢ - وطبيعة دوره كما يراه هو ومن منظوره الخاص ، ووفقا لقناعاته الشخصية وافكاره ، وبالنسبة للرجل فقد كانت له قناعاته الخاصة ومنظوره الفكري والثقافي الذي يختلف فيه مع كثيرين ، وطبقا لرؤيته الخاصة فقد عاش الرجل مؤمنا بما اعتقده ، ومن هذه الناحية - وبغض النظر عن أي شئ - فإننا فقدنا اليوم رجلا شريفا ...



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام حزينة ...
- لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!
- هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!
- وضع غريب آن له أن ينتهي ؟!
- كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!
- ساعات مع أسمهان ...
- جارية القصر ...
- العصر الامريكي ...
- هنيئا لكم ...
- هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص ...
- هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
- لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
- انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
- العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
- لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال ...
- هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
- هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!
- التكتيك الذى لا يخيب أبدا !!
- التيارات المغامرة في السياسة العربية
- هل مصر تتراجع ولا تتقدم ؟!


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - السيد حسن نصر الله ...