صباح حزمي الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 00:46
المحور:
الادب والفن
مقامة العافية :
شفاك الله وأعانك يا نبع الحنان.
ياغالية , ياعديمة الذنوب ...جعل الله ما أصابك تكفير لذنوب لم تقصديها , اصبري على ما أصابك , كلي ثقة ان يكتب الله لك بمرضك مكانة كبيرة لا يصل إليها غيرك , أنت القوية, ولقد كنت طوال عمرك الضلع الثابت للجميع , لذلك أدعو الله ان يرقيك.
دعيني اتلمس بدعاء ذلك الأعرابي المتشبث بأستار الكعبة وهو يقول : (( يا من لايشغله سمع عن سمع , يا من لايغلطه السائلون , يا من لايتبرم بألحاح الملحين , أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك....)) , وها أنا اتشبث بثوبه وأدعو أن يشافيك.
أحفظ للمتنبي انه قال حين أشتكي من الحمى:
يَقُولُ ليَ الطّبيبُ أكَلْتَ شَيئا * وَداؤكَ في شَرَابِكَ وَالطّعامِ
وَمَا في طِبّهِ أنّي جَوَادٌ * أضَرَّ بجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ.
ويقول الشاعر(لا تعالج الحمى ببرشام البرد.. ولا تصلي سنة و تستنى ثواب الفرض) ...وانا اصلي كل الفروض والسنن والنوافل لتشفي , متى تعودي لأحسك في ليالي البرد شمساً ؟ ليت التعب يوجد بعروق قلبي بدلًا من قلبك , شفاك الله وعفاك .
يقول القرآن : إن الصابرين يوَفَّوْن أجورهم بغير حساب , وحسب مايفسر الأوزاعي : ليس يوزن لهم ولا يُكال , إنما يُغرف لهم غَرْفاً , و يقولون اصبر واحتسب , وانت سيدة الصبر فهوني عليك وأحتسبي ولتعود الأبتسامة على محياك .
كان الصحابة يهنئون بعضهم البعض اذا مامرض احدهم وجاؤا يعودونه بالتهنئة وزوال الذنوب , وقد قرأت ان الصوفي لا يحمد الله على ما منحه اياه فحسب , بل يحمده ايضا على ما حرمه منه...نهنئك ونحمد الله.
قال دوستوفسكي متألما لعواده : أنا بخير.. تقال للغرباء , أما الأحبة فنعانقهم ونبكي , والشريف الرضي يقول (وبي شوق إليك أعل قلبي وما لي غير قربك من طبيب) .
وأخيرا استحضر عريان السيد خلف ليناديك :
(( يا ناكوط بارد و الوكت تموز
ما عندك نداوه عروكنة احتركت؟)) .
ويبذل لك قائلا :
أوشل كل نده بروحي ,اذا يوم العطش جاسك ...
أريد أدثر بصوتك , واحوك سوالفك جرجف..
وأموت نعاس.
#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟