أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)















المزيد.....

عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


عصفور صغير يعيش في غابة غامضة، هذه الغابة مليئة بالألوان الزاهية والأصوات العجيبة، كان يميز هذا العصفور عن باقي الطيور هو حذاؤه الذهبي اللامع يستيقظ العصفور كل صباح ليجد حذاءه الذهبي يتلألأ تحت أشعة الشمس. يأخذه الغرور، كان الحذاء قد حصل عليه بطريقة غامضة، إذ عثر على الحذاء بينما كان يبحث عن حبة قمح بين الأعشاب، ومنذ ذلك الحين، أصبح يعتز به ويظهره لكل أصدقائه، العصفور يرتدي حذاءه الذهبي كل صباح، يمنحه قدرة غريبة، أصبح يستطيع الطيران بسرعة فائقة، بل وأخذ يتحدث مع الحيوانات الأخرى بطريقة لم يكن يتخيلها من قبل، كلما حلّق في السماء، كانت الطيور الأخرى تنظر إليه بإعجاب، وتتبعه بنظراتها. في أحد الأيام بينما كان العصفور يتجول في الغابة، التقى بحكيم قديم. قال له الحكيم: يا صغيري، إن حذاءك الذهبي ليس مجرد زينة يحمل في طياته سرًّا عميقًا، عليك أن تستخدمه بحكمة، وإلا سيتحول إلى لعنة، شعر العصفور بالقلق، لكنه لم يفهم ما يقصده الحكيم، واصل العيش في فرح، واستمر في استعراض حذائه أمام الجميع ،مع مرور الوقت، بدأ العصفور يشعر بعبء الحذاء، كلما طار كان يشعر وكأن شيئًا ما يجذبه للأسفل بدأت سعادته تتلاشى، وأصبح الحذاء الذهبي عبئًا ثقيلًا عليه، قرر العصفور العودة إلى الحكيم وطلب المساعدة، قال الحكيم: الحذاء يمكن أن يكون هدية أو لعنة، عليك أن تتعلم أن القيمة الحقيقية لا تكمن في المظاهر، بل في ما تحمله من مشاعر وأفعال ، في تلك اللحظة قرر العصفور أن يتخلص من الحذاء، عندما خلع الحذاء الذهبي، شعر بالحرية، انطلق في السماء، وحلق بحرية كما لم يفعل من قبل ،عاد العصفور إلى أصدقائه ولم يعد بحاجة لإظهار حذاءه الذهبي، أدرك أن الحب والصداقة هما ما يجعلاه مميزًا، وليس ما يرتديه، هكذا عاش العصفور سعيدًا، محلقًا في السماء بلا قيود، هذا تحول سريالي يمكن العصفور من الطيران بسرعة والتحدث مع الحيوانات الأخرى في الحقيقة تعكس رغبته وطموحاته التي تتجاوز الواقع البيئة التي يعيش فيها العصفور مليئة بالألوان والأصوات العجيبة، تضفي جوًا من الغموض والغرابة، كما تُعطى لبعض الحيوانات صفات بشرية، مثل القدرة على التحدث والتفاعل واحينا العزف على الة القانون، هذه السمات تعكس مشاعر العصفور وتجاربه، تجعله أكثر تأثيرًا على الحيوانات ،تمثل مختلف جوانب الصراع الداخلي للعصفور، مثل الرغبات، الخوف، والحكمة، كما ان الحكيم يمثل صوت العقل الذي ينبه العصفور لمخاطر الطموحات الزائفة، تطورت شخصية العصفور من الفخر إلى إدراك القيم الحقيقية هذه رحلة نمو شخصي، تتجلى من خلال تفاعلاته مع الحيوانات الأخرى، الحذاء الذهبي هو الرغبة في الوصول إلى المجد والثراء، لكنه أيضًا يرمز إلى الضغوط الناتجة عن هذه الطموحات لذا يلجأ العصفور الى الساعة الرملية التي تعني له مرور الزمن وتغير العصور، تظهر التغيرات التي تطرأ على القيم والمبادئ ، حيث تتغير الأشكال والألوان بناءً على السياق السريالي تظهر كيف يمكن أن يؤدي التغيير في المظهر إلى تغيير في الهوية وكيف يسعى الطائر الى الحرية ، تتشكل الأفكار والمفاهيم في ذهنه كالغيوم وتتغير مع مرور الزمن، هذا عدم الثبات في القيم يحلينا الى دور الأقفال والقيود التي تفرضها العصور، حذاء العصفور كما كان يضن يمثل مفتاح الفرص كلها يمكن أن تفتح الأبواب نحو النجاح الدائم لذا فرح العصفور عندما اكتشف الحذاء الذهبي بعد رؤية ساعة رملية، في السريالية تتداخل الرموز وأحداث حياة العصفور لتجسد تطور شخصيته وتجاربه ،حيث بدأ المشهد في غابة عتيقة مليئة بالألوان المتغيرة، أشجار المتعجرفة تطور أفكارا عبر الزمن الصدئ، العصفور وجد الحذاء الذهبي بجوار ساعة رملية، هذا ويشير إلى أهمية الوقت ،ارتدى الحذاء وبدأ في الطيران بحرية اولا، التقي بطائر الحرية، تحدثا عن أحلامهم وطموحاتهم لاحظ وجود مرآة في أحد الفروع، تعكس صورته وهو يرتدي الحذاء، جعله يتساءل عن هويته الحقيقية واجه مجموعة من الحيوانات التي تحمل أقفال القيود الاجتماعية، تعين عليه التفكير في كيفية فتح هذه الأقفال هل يستخدم الحذاء الذهبي لكنه مع مرور الوقت، بدأ في الشعور بثقل الحذاء، نتيجة الضغوط التي تفرضها الطموحات، التقى العصفور بالحكيم القديم ثانية في الغابة، كررعليه: أن الحذاء يمكن أن يكون هدية أو لعنة، اظهر له كيف أن القيود و الأقفال يمكن أن تُفتح بمفاتيح الفرص وتجعل الحذاء لا يُعبر عن قيمته، وهذه اختياراته وأفعاله، قرر خلع الحذاء والعودة إلى أصدقائه، تشكلت الغابة من جديد بألوان جديدة، تعكس تطور شخصيته، نظر العصفور في مرآة أخرى، حيث يرى نفسه طائرًا حرًا بلا قيود، باكتشاف هويته الحقيقية، دمج الحذاء الذهبي، الساعة الرملية، المرآة، والأقفال، تقدم العصفور بطريقة سريالية ليعكس الصراعات الداخلية والتغيرات عبر الزمن، اصبح أكثر حكمة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأعمق فهمًا لذاته وللعالم من حوله، هذه الرحلة عكست التغيرات السريالية في شخصيته، وجعلته اكثر تأثيرًا ، عندي استيقاظي من هذا الحلم بعد شرب النبيذ الأحمر ودخان سيجار كوبي ونفس عميق ،رأيت العصفور يجلس في حديقة غامضة، يحتسي النبيذ الأحمر ويدخن السيجار الكوبي ايضا، يشعر بالاسترخاء والهدوء، الألوان من حوله تتراقص، والأصوات تتداخل، تجعله يشعر وكأنه في عالم آخر في الواقع بالنسبة لي يمثل النبيذ الأحمر الهروب من الواقع، بينما يرمز السيجار الكوبي إلى الرفاهية والمظاهر الاجتماعية اينما يكون في هذا الحلم وفي أحلام اخرى، ظهرت لنا نجوم تتلألأ في السماء، وأقنعة تتجول من حولنا، كل قناع يمثل جانبًا من جوانب حياتنا أو شخصيتنا، ابدأ بالتحدث مع هذه الأقنعة، ادرك أننا نعيش في وهم، وأن علينا مواجهة انفسنا بالحقيقية ، بدأ العصفور بالشعور بثقل النبيذ والدوار الناتج عن الدخان، تداخلت الأصوات، ظهر له طائر حكيم يطالبه بالاستيقاظ ،هذا الطائر اعرفه من فترة طويلة يمثل الوعي الداخلي والقديم، يحث العصفور على عدم الهروب من الواقع بل مواجهة تحدياته، بدأ يريه صورا من حياته الحقيقية تتجلى أمامه، مثل أصدقائه وأحلامه، جعله يتذكر ما هو مهم حقًا، استجاب لنداء الطائر الحكيم، قرر التخلص من الكأس والسيجار ما جعله يشعر بالتحرر يستيقظ في مكانه، محاطًا بألوان جديدة، تظهر مرآة العالم من حوله تغيرات جديدة طرأت عليه، يدرك أنه كان في حالة من الهروب، وأن الوقت قد حان لمواجهة الحقيقة يخرج من هذا الحلم بروح جديدة، مستعدًا لتحقيق أحلامه بدون أوهام، يمكن أن تكون تجربة العصفور مع النبيذ الأحمر والسيجار الكوبي تعكس صراعاته الداخلية ورحلته نحو الاكتشاف الذاتي، بعد استيقاظ العصفور من حلمه، تحدث تغيرات عميقة في حياته تعكس نموه الشخصي واكتشافاته الجديدة. تصبح حياته مليئة بالإيجابية، تعكس نموه الشخصي واكتشافه الذاتي، هذه التغيرات لا تعزز فقط من جودة حياته الشخصية، بل تؤثر أيضًا على علاقاته ومحيطه، يخرج من تجربته أكثر وعيًا، وأكثر استعدادًا لمواجهة العالم من حوله. ويرمي حذائه الذهبي على نباتات القمح، يوقظني برفيف اجنحته الخفاقة، كي استعد لرحلة حلمية سريالية أخرى في عالم تشضيات نمطية من صنع خفافيش الليل.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيال يأكل ظله ( قصة سريالية)
- هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)
- الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
- الاتجاه العلفي (قصة سريالية)
- كروش مبتسمة ( قصة سريالية)
- كلاب الزينة المدللة (قصة سريالية)
- يوتوبيا الواقواق (قصة سريالية)
- سقراط و زينوفيا ( قصة سريالية)
- ظفر أحمر متلاشي ( قصة سريالية)
- حمار بوريدان (قصة سريالية)
- صعود الهرمونات ( قصة سريالية)


المزيد.....




- إطلاق مناقصة دولية لإنتاج فيلم سينمائي ضخم عن الأمير عبد الق ...
- كتب ومؤلفات السنوار.. -الوجه الآخر- للقائد الكاتب الأديب
- -ذبدبات من غزة- يظفر بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن ال ...
- إعادة الإنتاج في 2024.. أفلام تبحث عن نجاح الماضي لكن النتائ ...
- نزل تردد قناة ماجد الجديد 2024 أحلى الأغاني المميزة لأطفالك ...
- دوناتا كنزلباخ.. ناشرة ألمانية وقعت في غرام الأدب المغاربي
- -منتدى أصيلة- يحتفي بـ-شغف وإرادة- محمد برادة
- ماضي الهيمنة والاستعمار.. هل تتغلب الفرنكوفونية على انحسارها ...
- نعي رسامة تشكيلية فلسطينية استشهدت رافضة النزوح من شمال غزة ...
- الإعلان 2.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 168 مترجمة على فيديو لا ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)