ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 16:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في سياق الصراع، يتجلى جدل دائم حول أفضل استراتيجية لتحقيق النصر، حيث تختلف الآراء حول الأساليب الأكثر فعالية أيهما أجدى لتحقيق النصر، هل بالاعتماد على الكسب بالنقاط أم بالضربة القاضية، التي تُعدّ خياراً يجذب الكثيرين.
الضربة القاضية تتميز بقدرتها على تحقيق نتائج سريعة، حيث يمكن أن تؤدي الضربة القوية والمفاجئة والصادمة - في حالتنا، عبر تفعيل مبدأ "وحدة الساحات" - إلى تفكيك قوة العدو، وشلّ قدراته العسكرية وتقويض معنوياته. وهذا ما قد يدفعه إلى الموافقة بسرعة على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي. مما يقلل من فترة المعاناة والدمار والويلات للجهة الضاربة.
من ناحية أخرى، يبرز الانتصار عبر النقاط كخيار بديل. الذي يعتمد على استنزاف الخصم تدريجياً، من خلال سلسلة من المعارك الصغيرة والانتصارات الجزئية التي تتراكم بمرور الوقت. إلا أن هذا النهج يطيل أمد الصراع، مما يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية والمادية على جميع الصعد.
لقد لمسنا وعايشنا هذا الواقع خلال عام من الحرب مع "إسرائيل"، حيث كانت المعارك المستمرة تستنزف الموارد وتزيد من معاناة المدنيين. فكل يوم إضافي في الصراع كان يعني المزيد من الأرواح المفقودة، والمزيد من الدمار للبنية التحتية، والمزيد من الألم والمعاناة للشعب. وأرقام عدد الضحايا في قطاع غزة، وما يجري حالياً في لبنان، خير مثال على ذلك.
إزاء ما سبق ذكره، أرى شخصياً أنه في حالة الصراع الدائر حالياً بين "إسرائيل" وخصومها، أميل إلى الخيار الأول، وهو الضربة القاضية، رغم ما قد يحيط بها من مخاطر، وإمكانية النصر وإنهاء النزاع بشكل سريع وفعّال تبدو متاحة وفق المعطيات؛ فإيران وحلفاؤها يملكون ترسانة عسكرية جبارة تم تحضيرها على مدار سنوات. وخاصةً إذا قامت روسيا بتنفيذ ما وعد به بوتين منذ مدة، من أنه قد يزوّد خصوم أمريكا والناتو بأسلحة استراتيجية تغيّر موازين القوى بشكلٍ جذري، في حال استمرار دعمهم لأوكرانيا عسكرياً بأسلحة نوعية، وهذا ما يحصل اليوم.
إذا تحقق هذا الدعم الروسي، فقد يعزز من قدرة إيران وحلفائها على تنفيذ ضربة قاضية فعّالة، مما يزيد من فرص تحقيق نصر سريع طال انتظاره.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟