أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الرعايا التائهة















المزيد.....

الرعايا التائهة


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرعايا ، وهم يوجدون فقط في الدول العربية ك " البُدون " بالكويت Les sans ، وبالأخص في المغرب ، تُرجمتها لا تعني المواطن ، ولا تعني الجماهير ، وطبعا الرعايا ليسوا بشعب ، بل مجرد عبيد ..
ان ترجمة كلمة الرعايا ، تعني العبيد فقط العبيد ، وهم طبعا يعيشون من دون حقوق .. لان ما يسمى ب " حقوقهم " ، مكلف بها الراعي الأول الكبير ، رئيس الدولة الرعوية . أي لا يعني مساوات الراعي الكبير للرعية في الوضع الاجتماعي ، ونفس الوضع القانوني . أي تصور ان الراعي الكبير الذي على رأس الدولة الرعوية ، مثل الرعايا يعيش هو كذلك من دون حقوق . بل يعني ان حقوق الرعايا ، يكفلها لهم الراعي الأول ، الذي يمارس حقوقهم نيابة عنهم .. فالنظام الرعوي لا يوجد الاّ عند العرب ، وبالأخص بالمغرب ، وهو النظام المسهل لمراكمة ثروة الرعايا العبيد ..
منذ بدئ انتفاضة 20 فبراير المخزنية ، سيطفو الى السطح ، خطاب غير تنظيمي ، وغير أيديولوجي ، وحتى غير مسؤول ، يتغنى بالجمهورية ، ويعتبر نفسه جمهوريا ، وكفى .. دون ان تكون له كاريزما الجمهوري كما كان الحال خلال الستينات والسبعينات ، وحتى النصف الأول من الثمانينات من القرن الماضي .. فالادعاء بالجمهورية ، والانتساب الى النظام الجمهوري ، لا يكفي لان تكون جمهوريا ، بل من المراحل الأساسية للحديث عن النظام الجمهوري :
1 ) النظرية ، وهنا فليست الماركسية وحدها ، كافية لإصباغ شخص يردد كلمة الجمهورية ، بالجمهوري الفعال . بل هناك نظريات اخريات تحيل الى الأنظمة الجمهورية ، من غير الماركسية .. لكن المصيبة ان هذه الظواهر التي تتكلم في كل دقيقة وثانية عن الجمهورية ، لم ترشدنا ولا وضحت لنا درجة اعتناقها لنظرية في مسلسل الحلقات النظرية ، قبل ادعاءها الانتساب الى دعاة الجمهورية ، الذين يشتغلون حقا من اجل النظام الجمهوري .. فترديد كلمة جمهوري في كل وقت وحين ، ومن وراء الحاسوب ، لا يعني انك جمهوريا ، لافتقارك الى التنظيم الذي وحده ، يحدد مراحل واشواط العمل للنظام الجمهوري .. فهل بناء الجمهورية ، يكفي فيه شخص ، او شخصين او ،عشرة اشخاص .. متنافرين ومبعدين عن بعضم البعض بألاف الكلومترات ، بل تفصل بينهم قارات ، على طولها وعرضها ويرددون كلمة جمهورية وجمهوري بدون مناسبة ..
2 ) الأيديولوجيا ... الى الآن لم نسمع عن ماهية الأيديولوجيا ، للجمهورية التي يرددها شخص في كل دقيقة وثانية . لان الاشتغال من اجل الجمهورية ، ومن دون أيديولوجية ، يدحض مزاعم مرددي كلمة الجمهورية في كل وقت وحين .. و أيا كانت هذه الأيديولوجيا ، لأنها تجسيد لطبقة سياسية غير متوفرة عندنا في المغرب ، بل تعري الفقر النظري لمرددي كلمة الجمهورية كالببغاء .. وهو الامر الذي يفند اية علاقة لهم بالجادة من اجل التنظيم الجمهوري ... فمثلا هل شخص Mulhouse ، الذي يردد كل ثانية ودقيقة كلمة الجمهوري والجمهورية ، هو حقا جمهوري يشتغل على المشروع الجمهوري ، مع العلم ان علاقته غير طبيعية مع من يردد ( فرق بين يردد وبين من يشتغل على الجمهورية ) كلمة الجمهورية وعلى اختلاف علاتهم .. فهل شخص واحد حين يردد كلمة الجمهورية ، من دون دلالة ولا معنى ولا قصد ، هو حقا جمهوري .. وما يسري على Mulhouse ، يسري على الجميع ، ونحن لا نستثني أحدا من مرددي ، مجرد كلمة جمهوري او جمهورية ..
3 ) التنظيم او الاطار .. وهنا لنا سؤال . هل حتى مائة شخص ، تردد كلمة الجمهوري والجمهورية ، قادرة على تهييج القاعدة ، التي تتكون من مجرد رعايا جاهلة ، تتماهى مع الحياة الرعوية ، وترفض الحرية والديمقراطية ، خاصة وهي تعيش في دولة رعوية على رأسها امير رعوي ، يحتقرها ويتفنن في التعامل معها كرعايا ، أي عبيدا وليسوا بمواطنين لهم حقوقا كما لهم واجبات ، وليسوا بشعب ، لان الشعوب تصنع التاريخ ، ولا تصنعه الرعايا المغلوب على امرها ، خاصة عندما تعيش المسكنة والدروشة ، وتعيش حياة التسول وحتى التشرد ..
عندما يردد التائهون في أراضي الغربة ، كلمة جمهورية وجمهوري ، فهم يكونون بمن يدعون الى تغيير النظام المزاجي المخزني التائه .. والسؤال هنا . اذا كان الجيش بما له من قوة وبصيرة ، قد فشل في تغيير النظام الرعوي والدولة الرعوية ، رغم ان أولئك الضباط محسوبون على الضباط الوطنيين الاحرار ، وانتفضوا ضد الحسن الثاني بسبب الفساد المستشري في البر كما في البحر ، فكيف لشخص ، او شخصين ، او حتى مائة ، سينجحون في تغيير الدولة ، اذا عوّلوا على مجرد رعايا ، وليس شعبا حرا كريما يرفض الظلم والفساد ؟ فاين سيجدون هذ الشعب القادر على التضحية ، مهما كانت كلفتها .. ؟
وهنا . كيف نفهم دعوة هؤلاء ( الجمهوريين ) الذين يرددون كلمة جمهورية ، دون الاشتغال على المشروع الأيديولوجي الجمهوري ، عندما يدعون الرعايا الى الثورة على الراعي والدولة الرعوية .. فهل في التاريخ سبق لرعايا ، أي عبيد ، ان ثاروا على راعيهم ؟ . وبما ان الرعايا ، في غالب الحال " جيعانين " جوْعانين ، فمنذ متى صنعت الجياع ثورة ؟ .. بل ان هؤلاء الجوْعانين الرعايا ، هم من خرج في صيف 1975 ، يبحثون عن الضباط الوطنيين الاحرار عندما فروا من المعتقل PF3 . بل ان هؤلاء الجوعانين أيام ( الحصاد ) ، عندما توجهت اطر ماركسية الى Azrou مستخفين كحصادين ، فما ان شرعوا في الترويج للأفكار الماركسية التي يجهلها هؤلاء الرعايا ، حتى بلغوا امرهم الدرك في الحال ، فجرى اعتقالهم ، واعتقال الذين فروا من قبل ( الحصادين ) الرعايا انفسهم .. وتذكروا الرعايا الجوعانين حين تجندوا لتوقيف ضابط الصف عقّا اليد اليمنى للكلونيل محمد عبابو قائد الانقلاب في سنة 1971 . فكانوا يفتشون عليه كالكلاب المسعورة ، في حين شارك ضابط الصف عقا في الانقلاب ، وقاد الانقلاب ، فهو قام بما قام به ، من اجل عتَق الرعايا من كلفة الرعية ، وتحويلها الى شعب الجبارين كما كانوا في التاريخ قبل مجيء العلويين الى المغرب ، وقبل مجيء فرنسا بطلب العلويين ... فثورات القبائل البربرية ، كانت ضد المخزن العروبي ، وضد امه فرنسا ..
وباستثناء ثورة العبيد بزعامة Spartacus ضد روما ، وهي الثورة الوحيدة التي قام بها العبيد / رعايا ذلك الزمان ، فالتاريخ لم يشهد ثورة قام بها الرعايا العبيد الجوعانين .. فثورات القبائل البربرية قبل سنة 1912 ، ضد الحكم السلطاني بفاس ، قاموا به قبائل رفضت الاستعمار العروبي ، الذي ادخل الاستعمار الافرنجي ، وستشهد الثورة القبائلية البربرية ، ضد الاستعمار العروبي انتكاسة ، عندما غدر بها الفاسيون بزعامة علال الفاسي ، وكان ذلك في سنة 1930 ..
فهل الجياع الرعايا ستتور بمجرد دعوتهم للثورة على راعيهم الراعي الكبير الذي على رأس الدولة الرعوية ؟ . ومرة أخرى هل المشكل في نوع النظام الرعوي ، ام هو في الرعايا التي تتماهى مع العيش الرعوي ، وتتماهى مع حياة المسكنة والدروشة ، وتتماهى مع الطقوس المخزنية التي تجسد دولة الرعية بكل اوصافها ..
ويمكن ان نطرح السؤال . لماذا فشلت جميع محاولات قلب النظام الرعوي ، المخزني البتريركي ، البتريمونيالي ، والطقوسي ، البوليسي الفاشي .. ، وكانت الخاتمة كارثة بكل المعنى الكارثي للكوارث .. هل سبب الفشل بربري ام عروبي ؟ فحتى انقلاب الضباط الوطنيين الاحرار في الجيش ، رغم توجههم البربري ، لان نجاح الانقلاب يعني الدولة البربرية ، وهو نفس هدف انقلاب الطائرة في سنة 1972 الذي خطط للنظام الجمهوري . فهل سبب الفشل هو وجود العنصر العروبي من بين الثوار الذين ثاروا على الفساد .. الم يشكك علال الفاسي في ثورة جيش التحرير بالمناطق البربرية ضد النظام الرعوي بفاس ، وضد امه فرنسا ، الذي ادخلها لتحميه من ثوار البربر ، الذين رفضوا الاحتلال العروبي ، ورفضوا دخيله الاحتلال الفرنسي ؟ . هل فهمتم ماذا اجاب الكلونيل Le colonelمحمد عبابو الضابط عقا ، عندما قال له mon colonel ها هو علال الفاسي ( حز بالاستقلال ) ، وها هو عبدالرحيم بوعبيد ( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) . فكان جوابه Laisses les on va étudier leur cas le plus vite possible .. هل فهمتهم موقف الضباط الوطنيين الاحرار في جيش الشعب المغربي ، الذي خرج الى الشارع بمجرد سماع دوي الانقلاب ... ان حزب الاستقلال ، الاتحاد الاشتراكي ... كلهم أحزاب ملكية .. وللأسف قام الملك الحسن الثاني بإعدام دفعة ثانية من الثوار ، هم ثوار 3 مارس 1973 ، في يوم العيد الذي كان فيه عبدالرحيم بوعبيد ، و ( زعماء ) الأحزاب الملكية يهنئون الملك بالعيد ، ورغم سماعهم تنفيد حكم الإعدام ، ظلوا يواصلون الاحتفال بالقصر الملكي ، وبعد انتهاء الحفل توجهوا الى منازلهم لأكل بُلفاف .. ولم يصدر عن الحزب أي موقف من عملية قتل ، واكررها قتل ثوار حركة 3 مارس 1973 ، مثل قتل ضباط الجيش الثوريين .. فما فعله الحسن الثاني المريض ، كان نكاية بحزب الاتحاد الاشتراكي ، ونكاية بالمعارضة التقدمية التي مثلتها حركة الاختيار الثوري .. وكان جوابا للفقيه محمد البصري .. فاين اصل المشكل عندما تفشل جميع محاولات قلب النظام الرعوي .. هل في البرابرة ام في العروبيين .
ومرة أخرى . هل الرعايا الجياع مؤهلين لإشعال ثورة .. ومنذ متى كان الرعايا الجياع قد ثاروا ضد الراعي ، وضد الدولة الرعوية ، للقضاء على نظام الطغيان والاستبداد ؟ .
وحتى نكون دقيقين في تحليلنا كمثقفين يهتمون بالشأن العام لبلادهم ، وأكرر بلادهم لا ببلاد غيرهم .. سنرجع الى يوم ( انتصر ) كورونا ، الذي لم يعد له اثر اليوم كغيره من الجيْحات التي جابهتها الإنسانية .. فاين جنون البقر ؟ وأين انفلونزا الخنزير ؟ وانفلونزا الطيور ، وأين السيدا Le sida ..... سبحان الله ..
منذ هجوم ( الوحش ) Le monstre Coronavirus ، وما خلفه من فزع وخوف لدا الرعايا ، لأنها مجرد رعايا يدبها الخوف من كل جانب ، وأبان عليه من ارتباك في جل الأوساط ، والدوائر السلطوية المختلفة ، وليست أوساط ودوائر السلطة ، التي ترجمت " فعْفعَتها " ( مْفعْفع ) ( صلاح الدين مزوار ) وزير المالية ، باستعمال العنف المفرط من خلال الضرب ، والركل ، و تْصَرْفيق لطمة الوجه .. السب بكل انواعه ، والكلام النابي ضد الرعايا المساكين المدلولين والمهانين .. وقيام السلطة المخزنية بممارسات بلطجية شْمكْرية ، عند سرقة ارزاق الرعايا ( القايْد سارق صندوق الحامضْ ) ، و ( القايْد الذي رمى بالسردين ارضا ، وبدأ في حركة شمْكرية يدوسه بنعاله الوسخ والنتن ، وصاحب صندوق سمك السردين يستعطفه بلا جدوى ) ، و ( القايْد الذي قام بأسلوب شمكري بقلب كروسة / عربة لشخص يبيع الحامض ) ، و ( القايدْة التي تضرب الرعايا باليوسفية ) ، و ( القايْدة التي قتلت امرأة بتفليت Tiflet ) .... الخ ، هادفة من اسلوبها المخزني الفاشي الغير مقبول ، الى زرع الخوف في نفسية الرعايا الذين تصطك ركبتهم ، من مجرد سماع كلمة مخزن ، فأحرى عندما سيصبحون وجها لوجه مع هذا المخزن المزاجي والتائه ، والذي لا يتقن غير لغة الضرب ، ولغة التهديد والوعيد ، وهو ما يعيد الى الاذهان دور " قُيّاد " ، ولخْليفة ، و الاعوان من مْقدْمين ، وشيوخ ، ومْخازنية أيام الاحتلال الفرنسي / حماية ، واثناء الاستقلال الشكلي استقلال Aix les Bains .. ، وبالضبط حتى سنة 1975 ، عندما ساد نوع من الانفراج المخدوم ، بسبب قضية الصحراء الغربية التي أصبحت تهدد وجود النظام ..... ، حتى خرجت العديد من الالسن تتحدث ، وتحذر من ثورة الرعايا الجياع . وهللوا لذلك كثيرا ، لان الدور حسب القناعة التي توصلوا اليها ، هو دور الرعايا الجياع ، الذين سينجحون فيما فشل فيه ( الثوريون ) ، والمقامرون ، والمغامرون طيلة تاريخ الصراع على الحكم في المملكة ( الشريفة ) .
فهل حقا ان المغرب الذي تنتظره ثورة الرعايا الجائعة التائهة ، التي تعيش حياة المسكنة والدروشة والاذلال ، أكيد ينتظر هذه الثورة ... وهل ان الرعية المدلول المنبطح ويعشق التسول ، سيصنع ثورة ؟ . ولنفرض جدلا ان الرعايا نجحوا بثورتهم في الاستيلاء على الحكم . ما هو نوع النظام السياسي الذي سيؤسسون ، او نوع الدولة التي سينشئون ، رغم ان المعروف عن الرعايا سيادة الجهل والامية ، وتسيطر عليها الخرافة والمخزنية والتقاليد البالية ، وهي اصل النفاق في كل شيء بما فيهم " تدينها ودينها " الذي يسبح ويهلل صباح مساء عاش سيدنا ، وكأن سيدهم فقير مثلهم لا يعيش ، وهو الذي يتقاضى يوميا اجره كملك 95000.00 يورو .. وهو من اغنى الحكام في العالم ... يملك القصور حتى خارج المغرب بفرنسا سيدته ..
ان من يتحدث عن ثورة الرعايا ، والرعية مخلصة للتقاليد المرعية ، ومخلصة وتعشق الحكام السلطويين ، ولا تفقه شيئا في النظريات السياسية التي تؤصل لأي ثورة مرتقبة .. سيكون واهما او حالما .. ولنفرض ان الرعايا الجائعة ثارت ، فثورتها لا ولن ترقى ابدا الى ثورة ، ولن تتعدي الفتنة L’anarchisme ، شيوع الفتنة المبعثرة ، سيتم القضاء عليها رغم الخسائر التي ستكون باهظة .. ولتسقط ثورة الرعايا ، وليستمر المخزن المزاجي والتائه في مزاجيته وفي تيهانيه ..
اذن . فعندما نتكلم عن الرعايا ، فنحن نتكلم عن الجياع ، وعندما نتكلم عن الرعايا الجياع ، فنحن نتكلم على العبيد .. فمنذ متى في التاريخ قامت العبيد بالثورات ، وهم الذين لا يحلوا لهم العيش دون عيش الرعايا العبيد الجوعانين ؟
فحتى عندما تنزل على اكتافهم " زرْواطة " عصا الراعي الكبير ، وبما انهم في علاقتهم يرتبطون مباشرة بالراعي الأول ، فهم يعتبرن " العصا " " الزرواطة " التي تأتي من عنده ، بأنها بركة من عند الله ، لان من يحكمهم هو سليل سلالة صلعم ، والله يقول " اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم " . فالدعوة الى الزامية اطاعة ولي الامر اجبارية ، حتى لو كان الراعي الكبير ، طاغية مستبد وجائر .. لان في اعتقادهم ، ان الله هو من أراد ان يكون الأمير هذا ، حاكمهم يحكمهم ، فلا مفر من مشيئة الله ، لان التصرف بخلاف ذلك سيغضب الله عز وجل رب العالمين ..
اذن . من هنا نفهم . لماذا الرعايا الجوْعانين حين تكون " هراوة " " عصا " الأجهزة السلطوية ( قُيّاد ) مْخازنية ، بوليس ، جدرمة الدرك .. تنزل على اكتافهم ، وعندما يتم " ترْييب " مساكنهم ... يكثرون من الصياح الذي يلعب دور المخدر الذي يزيل عنهم الألم .. عاش سيدنا عاش سيدنا ... لان العصا تصبح بركة انزلها الله عليهم . وبما ان الراعي الأمير المصطفى يمثل الإسلام / الله ، فلا اشكال في مواصلة نزول هراوة المخزن على ظهورهم .. لان فيها الاجر الكبير والثواب العظيم ، وفيها منفعة للناس ..
اذن . انطلاقا من هذه المسلمة التي هي الحقيقة ، وليست مجرد افتراض ، نعيد طرح السؤال : هل الرعايا الجياع مؤهلين لصناعة ثورة على غرار ثورة Spartacus في روما .. ؟ . وبصراحة . هل يصنع المتسولون ثورة ؟ .
الرعايا لا لن يصنعون ابدا ثورة ، لان الجائع المتسول لا يثور . لكن سيكون من باب الجهالة ان يتمنى البعض الذين يحمّلون المتسولين بما لا طاقة لهم به ، انتظار الرعايا الجوعانين ، تحقيق او الوصول الى مرتبة في الثورة ، بسبب استفحال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، التي تقود في نظرهم الى ثورة ، طبعا ثورة الرعايا الجوْعانين .
الثورة ، أكان قد اتخذت ثورة وطنية ديمقراطية ، وحتى هذه الثورة لا ولن تقوم في مجمع الرعايا الامية والجاهلة ، والمتعودة على حياة المسكنة والدروشة وحياة التسول .. او اتخذت ماركة بلانكية ، لان عصر الانقلابات من فوق مر ولم يعد ، او تململت باسم شعارات اسلاموية براقة ، كوعود عبدالاله بن كيران للمنتخبين لحزبه ، وانقلب على وعوده .. وحتى الجيش اذا تصورنا به ضباط وطنيون احرار على شاكلة العربي الشلواطي ، ومحمد عبابو ... وليس على شاكلة " نور زينو" .. فتغيير النظام في هاته الحالات يبقى مجرد أحلام لا غير ..
ان الحالة الوحيدة التي تغير النظام المزاجي التائه ، المخزني ، البوليسي ، البتريركي ، البتريمونيالي ، الكمرادوري ، الطقوسي ، " الثيوقراطي " المزيف .... الخ .. هي ان ينزل المغاربة الاحرار الى الشارع . ونفس الشيء بالنسبة للشعب الصحراوي الذي اعترف به الملك المزاجي ، عندما اعترف بالدولة الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، وامام العالم ، ونشر اعترافه هذا في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 / 31 يناير 2017 ..
فلو نزل الشعب ، ونزل الصحراويون الى الشارع ، وليستمر النزول ، فأي خطأ يرتكبه النظام سيكون وبالا عليه .. وسيسرع في حل القضية الصحراوية ، بتدخل مجلس الامن ، الاتحاد الافريقي ، الاتحاد الأوربي .. كما ستجد القضية المغربية " الديمقراطية " حلها ، بمعزل عن الاعيب النظام ..
ان الصحراويين اذا كانوا يعتبرون نفسهم مغاربة ، فالوضع الحالي بالمنطقة يفسر مغربيتهم ، ويفسر بيعتهم للنظام السلطاني . لكن ان كانوا يعتبرون نفسهم صحراويين وليسوا بمغاربة ، فلا حل خارج حل الشارع وبالسلمية . لانه وحده سيسبب حل القضية الصحراوية طبقا للمشروعية الدولية .. ونزول المغاربة الى الشارع في كل ربوع الوطن ، سيحل القضية المغربية " الديمقراطية " ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حصلت صدفة ، أم هو مكر التاريخ
- المغرب الى اين ؟ هل نحن نعيش حالة استثناء ، وهل قدرنا نظام م ...
- دور المثقف في الصراع الطبقي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( الفصل السابع )
- تجليات الموقف الاسباني من نزاع الصحراء الغربية .
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( تابع )
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 6)
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 5 )
- على هامش اللقاء بين الاتحاد الافريقي والصين
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 4 )
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية ( 3 )
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية . المؤتمر الوطني الرابع ...
- سلسلة دراسات ثقافية سياسية وتاريخية
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- البيان الختامي لمؤتمر - تيكاد - بطوكيو – اليابان ، كان ضربة ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...
- فشل الدولة المزاجية التائهة البوليسية في غزوة طوكيو باليابان ...
- ما يجب على الدولة البوليسية ، المزاجية ، التائهة ، المارقة ، ...
- أزمة النظرية الماركسية . أزمة المشروع الأيديولوجي الماركسي . ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي لـCNN: الحرب الشاملة ستكون -مدمرة- لكل ...
- مصدر إسرائيلي لـCNN: نعمل على التحقق مما إذا كان حسن نصرالله ...
- القوارب تملأ شوارع أمريكية مع اجتياح العاصفة هيلين لفلوريدا ...
- الحرب بين إسرائيل وحزب الله: هل قضت إسرائيل على قدرات حزب ال ...
- عاجل: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف القيادة المركزية لحزب ال ...
- العالم على حافة الهاوية.. بوتين يلوّح بالسلاح النووي فهل يقو ...
- أهداف إسرائيل غير -المعلنة- من حربها ضد حزب الله!
- ترامب لزيلينسكي.. إذا فزت في الانتخابات سأجد حلا -جيدا- للصر ...
- يديعوت أحرونوت: قصف الضاحية تم بقنابل تزن 2000 رطل خارقة للت ...
- القبض على -أطباء التحرش- في مصر بعد انتشار فيديو صادم


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الرعايا التائهة