بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 03:39
المحور:
كتابات ساخرة
في عالم يتزايد فيه التوتر كفنجان قهوة مفرط في الغليان، نجد قادة الدول يتسابقون في استعراض عضلاتهم النووية وكأنهم في مسابقة للفت انتباه الجمهور. يتحدثون عن "الرد النووي" وكأنهم يتحدثون عن نكهة الآيس كريم الجديدة! يبدو أن الجميع قد نسي أن الحرب ليست لعبة فيديو يمكن إيقافها بضغطة زر.
دعونا نتحدث عن الهستيريا النووية. يبدو أن استخدام الأسلحة النووية هو الخيار الأول لدى العديد من القادة، بينما يعتبر الحوار "فكرة مبتكرة" يمكن اعتبارها في الموسم القادم. لماذا التحدث عندما يمكنك تهديد الآخرين بمسحهم عن وجه الأرض؟ يبدو الأمر كأنهم يعقدون صفقة مع الشيطان ويقولون: "نعم، سأستخدم الأسلحة النووية إذا لم تفعل ما أريد!"
ثم يأتي دور حلفاء الدول الذين يتحدثون بلهجة المؤرخين، متفاخرين بماضيهم النووي، وكأنهم يتنافسون في مسابقة "من لديه القنبلة الأكثر إثارة". بينما يجهل الجميع أن الحرب ليست شيئا يفخر به، بل هي كابوس يتحقق على أرض الواقع.
وبالطبع، لا يمكن أن ننسى الأثر الإيجابي الذي تتركه الحروب على الاقتصاد! صحيح أن العديد من المصانع تغلق، والبطالة ترتفع، ولكن على الأقل، يمكننا القول أن هناك "اقتصاد الحرب"! بينما يحتفل الجنرالات بصفقات الأسلحة، نجد المدنيين يراقبون من بعيد ويتساءلون: "متى سنتمكن من العودة إلى العمل؟"
وفي ختام هذا المشهد العبثي، نقول: السلام هو الحل! لكن يبدو أن كلمة "سلام" اختفت من قواميس الكثيرين، ولا تزال مدسوسة بين صفحات كتب التاريخ. عزيزي القارئ، إذا كنت تبحث عن طريقة للعيش في هذا العالم، عليك أن تتسلح بجرعة كبيرة من الفكاهة. فلنواجه الأمر، الحياة قصيرة جدا لنقضيها في التفكير في قنابل نووية. لنحتفل بالحب، والضحك، والأمل، ولنترك التهديدات لمن يحبون الحذر!.
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟