أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟














المزيد.....

لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 20:17
المحور: الادب والفن
    


لم أجهد نفسي في البحث عن إجابة لهذا السؤال الذي تكرر أمامي كثيرا على مدار السنوات الماضية، ولم أبحث أيضا عن ذريعة وأنا أعرض عنه، لسبب بسيط يكمن في أنني لا أعرف هذا المطرب منذ البداية ولم أستمع إليه بما يكفي لتكوين رأي ذوقي أو نقدي عن صوته وغنائه فهو من جيل ظهر بعد مغادرتي العراق، وغلب على أبناء هذا الجيل الأمية في علوم الغناء بينما سنحت لماجد فرصة نادرة لإنقاذ نفسه كي لا يحسب على هذا الجيل.
فضيلة تكرار السؤال أمامي من قبل زملاء وأصدقاء فنانين أغلبهم من المعجبين بغناء المهندس، كانت تدفعني إلى الاستماع إلى غنائه. وبدا لي اليوم من المفيد أن أقترح إجابتي من دون أن أراها تأخرت، على الأقل أمام نفسي، ومن دون أن أفكر أيضا كثيرا بجمهور المهندس الواسع. فهذا المقال لن يكون في الأغلب جزءا من اهتمامه.
إن الثورة الغنائية العربية على مدار العقود الثلاثة الماضية لم تجد لها معادلا نقديا، وكان اتساعها بغض النظر عن قيمتها الموسيقية، يقابله تراجع نقدي مضر بالغناء، وليس غناء ماجد وحده من حظي بهذا الجمهور الشاسع من دون أن يوضع صوته وأداؤه تحت مجهر التحليل النقدي.
كذلك يقع أغلب المعجبين بأداء ماجد المهندس تحت حاجة شخصية تكمن في لمسة “الدفء” الضئيلة الكامنة في صوته، لكن ذلك ليس سببا كافيا لجعله من المطربين التعبيريين في الغناء العراقي أو العربي، بمجرد أن ندرك فشله بعد كل هذه السنوات في تعلم نطق مخارج الحروف بشكل سليم.
وبوسعي أن أقول إن صوت ماجد محدود المساحة قياسا بالأصوات الكبيرة التي تغني ضمن مساحة أوكتاف ونصف حتى أوكتافين. وهو صوت بسيط ناعم لا يمتلك المديات العالية قياسا بالأصوات التي تتمكن من الغناء بنفس المساحة.
ولا يمكن لأدائه أن يغادر المنطقة الوسطى. فـ”تون” طبقة صوته بلا قرار غليظ “الباص” ولا جواب عالي “السوبرانو”. وهو يدرك بحكم معرفته الموسيقية أن صوته محدود لذلك لا يقترب من غناء أعمال كبيرة تحتاج إلى قوة صوت عريض وتكتيك أدائي عال وتنقلات مقامية صعبة. لذلك اختار وبذكاء فني يحسب له الأغاني التي تتناسب مع مساحة صوته المحدود وعوض هذا النقص في اختياراته، سواء كانت من ألحانه أو لغيره من الملحنين. ويمكن أن نعزو ذلك إلى مقدرته الجيدة في العزف على العود.
تعلم ماجد كثيرا من تقليد أداء الفنان كاظم الساهر، لكن وفق التقويم النقدي المفرط بالتفاؤل لا يمكن المقارنة بين الاثنين، لأن هناك ما يمكن أن نسميه بالمستقبلية في ألحان الساهر الباهرة تفوق قدرات ماجد اللحنية والأدائية، فضلا عن كونه حتى الآن لم يتعلم من قيمة الألحان العراقية منذ جيل الوصول الصعب حتى جيلي الخمسينات والسبعينات في صناعة الجملة الموسيقية.
في النهاية يدرك ماجد أن شرف الأغنية يكمن في إخلاصها لبيئتها، كما في إخلاص المطرب لقيمة الإرث الفني من دون أن يسقط في وهم وغرور الشهرة والمال، وذلك للأسف لم يحدث، عندما استحوذ المهندس على ألحان فنان بقيمة جعفر الخفاف ولم ينسبها لمبدعها وبصلافة غريبة! فأغنية “بعدها الروح” مازال شاعرها محمد المحاولي ومطربها محمود أنور وملحنها الخفاف أحياء، فعن أي أخلاقية فنية نتحدث عندما يعيد ماجد هذه الأغنية ويوثقها تلفزيونيا تحت تسمية “لحن قديم”! تكرر ذلك مع أشهر ألحان الخفاف لرضا الخياط “بين العصر والمغرب” وتجرأ أكثر عندما أعاد فاصلة لحنية باهرة في الغناء العراقي صنعها الخفاف في نص كريم العراقي وصوت صلاح عبد الغفور في أغنية "خسرتك ياحبيبي" من دون أن يذكر أصلها الحقيقي. وبعد كل ذلك هل يمكن للشهرة أو المال أن تنقذ المغني من هذا الجحود عندما يسيطر عليه الغرور؟ أشك بذلك!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون
- هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
- شرطة الذائقة السمعية
- هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
- كراسي حمودي الحارثي
- عبث أخبار الخنازير والكلاب
- سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
- سنبقى نحب حسين نعمة!
- يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
- الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة
- معضلة تعليب وتسليع الأخبار
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- من يُعيد أيامنا العصيبة؟
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
- إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
- ماذا لو خسرت إنجلترا؟
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- درس من مناظرة ترامب وبايدن


المزيد.....




- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟