|
هل يمكن التمييز بين الفكرة الجديدة والفكرة القديمة ، وكيف ؟!
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 8111 - 2024 / 9 / 25 - 18:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
هل يمكن التمييز بين الفكرة الجديدة والقديمة ، وكيف ؟!
بعض الثنائيات تعاقبية بطبيعتها ( السبب _ النتيجة ) ، وبعضها الآخر تبادلية بطبيعتها ( اليمين _ اليسار ، أو الزمن _ الحياة ) ، يوجد نوع ثالث أيضا " الثنائية التزامنية " وهي الأهم كما أعتقد ، نظرا لغموضها الشديد وحداثة معرفتنا العلمية بها . مشكلة التزامن ، أو العلاقة التزامنية ، حلقة محورية ومشتركة بين الفلسفة والفيزياء ، وبين نوعي الفيزياء : الفيزياء الكلاسيكية وفيزياء الكم . بكلمات أخرى ، ما تزال فكرة التزامن ، أو مشكلة التزامن مجهولة : طبيعتها وحدودها وأنوعها . ثنائية التزامن ، بشكل خاص . الموضوع شيق ومعقد ، يحتاج ويستحق دراسة خاصة ، لكن هنا سأكتفي بمناقشة بعض الأمثلة الأساسية ، التي توضح حالة العشوائية والتخبط ، والتناقض ، في الثقافة العالمية السائدة ، لا العربية فقط : 1 _ العلاقة ، الفرق والتشابه ، بين اللذة والسعادة ( وبين الألم والشقاء ) . 2 _ الفرق بين النرجسية والأنانية . 3 _ العلاقة بين قلة الذوق وبين قلة الاحترام . 4 _ الفرق ، الفروق ، بني مجتمع حديث ( ديمقراطي ، ويحترم حقوق الانسان بالدستور وبالممارسة ) ، وبين مجتمع قديم ( غير ديمقراطي ، ولا يحترم حقوق الانسان ) . .... 1 المجتمع الحديث ، مثاله السويد وكندا وأستراليا . المجتمع القديم ، مثاله سوريا والسعودية وايران وتركيا . .... المجتمع القديم مرحلة أولية ، مشتركة ، تتحدد بمرحلة ( ما قبل الديمقراطية وحقوق الانسان ) بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . المجتمع الحديث مرحلة جديدة ثانية ، أو ثالثة ، تتحدد بمرحلة الديمقراطية وحقوق الانسان منطقيا وتجريبيا بالتزامن ، كأساس أولي ومشترك ، وعتبة لا يمكن التراجع عنها . يبرز سؤال مزمن ، ومقلق للثقافة الجديدة والفكر الجديد : هل الديمقراطية وحقوق الانسان غاية بذاتها وسقف التطور ؟! أعتقد أن الجواب المنطقي لا . بل هي مرحلة في التطور الإنساني ، يوجد بعدها مراحل جديدة بطبيعتها ، ولكن لا نعرف بعد . يوجد فارق نوعي ، يدمج بين الاختلاف والتشابه ، بيت نوعي المجتمع : المجتمع القديم ، تحكمه غريزة القطيع ، وسلطة غير ديمقراطية وغير مؤقتة ( وراثية ، أو ثورية وغيرها ) . بينما المجتمع الحديث ، انتقل من مرحلة غريزة القطيع إلى مرحلة جديدة ، تتمثل بعقل الفريق أو عقلية الفريق ، وهي مرحلة جديدة بطبيعتها . بالإضافة إلى فروق وتشابهات عديدة ، ومتنوعة بين النوعين ، أو المستويين أو المرحلتين . ناقشت بعضها ، عبر نصو سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهم _ ن الموضوع . أثناء الاتفاق النووي بين أمريكا وايران ، وما أزال أعتقد أنها سابقة تاريخية ، تحدث لأول مرة في العلاقات الدولية ( الصفقة السياسية قبل الحرب ، لا بعدها ) . أكتفي بهذا التلخيص ، غير الكافي بالطبع . 2 الفرق بين قلة الذوق وبين قلة الاحترام ؟! الوعي مصدر قلة الذوق ، الشخصية تعرف ماذا تفعل وتتجمل المسؤولية القانونية ، ولكن على سبيل الاحتمال فقط . لا أحد يعتب على طفل _ة أو مريض _ة عقلي ، إلا إذا كان يشكو من مرض عقلي أو نفسي صريح . لكن مصدر ، مصادر ، قلة الاحترام قد تكون قلة العقل ( الوعي ) ، وقد نوعا ثابتا من قلة الذوق ( نقص في النضج ) . يمكن فهم العلاقة بين قلة الذوق وقلة الاحترام بسهولة ، بدلالة التصنيف الخماسي مثلا : 1 _ الاحترام والحب ذروة القيم المشتركة ، ومستوى السلوك الثابت نسبيا بعد النضج المتكامل . 2 _ قلة الاحترام ، مستوى منخفض من الوعي والنضج . ( يجب التمييز دوما بين الفرد الانسان ، وبين السلوك أو العادة أو الفكرة . لا يوجد انسان خطأ ، مقابل انسان الصواب والحق ، تلك قسمة دغمائية . الخطأ دوما في السوك ، أو العادة ، أو الفكرة والمعتقد ) . 3 _ قلة الذوق مستوى محير ، ومزدوج بطبيعته ، بين قلة العقل وقلة الاحترام . 4 _ قلة العقل . مرحلة أولية ، مشتركة بين الطفولة وبين نقص النضج والمرض العقلي والنفسي . الحل الإنساني المشترك ، الحالي ، اعتبار سن أل 18 سن النضج والمسؤولية . هو حل اعتباطي ، واتفاق اجتماعي وثقافي بطبيعته . 5 _ المرض العقلي الصريح ، واهم علاماته الفارقة تخلف العمر العقلي للفرد ، عن عمره البيولوجي . ( أترك للقارئ _ة المهتم _ ة بالموضوع ، تكملة الفكرة وفهمها عبر الأمثلة المناسبة ) . قلة الذوق محلة ، أو حلقة ، مشتركة بين الصحة والمرض العقلي . والسلوك نفسه مزدوج غالبا ، بين السلوك الواعي والارادي وبين السلوك الانفعالي ( غير الواعي أو اللاشعوري أو غير الارادي ) . ( هذه الفكرة معقدة ، وتحتاج للمزيد من المناقشة والحوار ) 3 العلاقة ، الفرق والتشابه ، بين النرجسية وبين الأنانية ؟ بدلالة التصنيف الرباعي مثلا ، وعبر المقارنة مع مراحل الدراسة الأساسية الأربعة ، أو الخمسة ( بعد الجامعي ) ، يتكشف الفرق الدقيق والموضوعي بين النرجسية والأنانية _ خاصة بالمقارنة مع الموضوعية . النرجسية مرحلة أولية ، ومشتركة ، وهي جزء من تطور الفرد ونضجه . الأنانية مرحلة ثانوية ، وتختلف بالفعل عن النرجسية كميا ونوعيا . بالنسبة للشخصية النرجسية كل شيء شخصي ، ويتمركز العالم والكون حول الشخصية النرجسية . المرحلة ، التطورية ، التي تلي النرجسية مباشرة تتمثل بالدوغمائية ، عبر استبدال الأنا ب نحن . الدوغمائية مرحلة متوسطة في النضج الفردي ، وتقابل المرحلة الإعدادية في التعليم الأساسي ، وهي بين النرجسية والأنانية . الأنانية تمثل المرحلة الثانوية ، وهي تدرك اختلاف العالم بحسب موقع وزاوية النظر إليه ، لكنه تبقى في مرحلة التمركز الذاتي الشديد . تتصل الأنانية مباشرة بالموضوعية ، والاختلاف الفعلي بين الموضوعية والأنانية كمي ، في الدرجة والمقدار وليس نوعيا . بالنسبة للشخصية الموضوعية لا شيء شخصي ، توجد أسباب عديدة ومتنوعة بالفعل خارج المعرفة الحالية ، والأهم في الشخصية الموضوعية المقدرة على فهم النواقص والعيوب الشخصية . العلامة الفارقة للشخصية الموضوعية ، وللمرحلة الموضوعية المسؤولية الشخصية ، عبر المقدرة على الالتزام والانضباط الذاتي . العبارة المميزة للموضعية ، كما أعتقد ، عبارة لا أعرف ، ولا نعرف بعد . بينما الشخصية النرجسية حدية بطبيعتها ، كلية المعرفة والقدرة بلا حد . تحتاج الفكرة ، العلاقة بين النرجسية والأنانية ، وتستحق مناقشة أوسع . يوجد كتاب ، النرجسية ، ترجمة وجيه الأسعد عن الفرنسية من إصدار وزارة الثقافة وهو متوفر على الشبكة . 4 الفرق بين اللذة والسعادة ، ( أو بين الألم والشقاء ) ... ناقشت فكرة السعادة ، ومشكلة السعادة ، عبر نصوص عديدة متفرقة ومنشورة على الحوار المتمدن . بالإضافة إلى مخطوط خاص عن السعادة وهو منشور على الحوار المتمدن أيضا لمن يهمن _ م الموضوع . وأكتفي بهذا التلخيص ، غير الكافي بالطبع : الفرق بين اللذة والسعادة نوعي وكمي معا ، ونفس الشيء بالنسبة للعلاقة بين الأم والشقاء . السعادة ، أو الشقاء ، دلالة على مستوى التطور الشخصي ودرجة النضج . بالإضافة إلى عوامل مختلف ، ومعقدة ، يتعذر تلخيصها . أهم الفوارق ، بحسب تجربتي ، اللذة والألم تجربة مباشرة . بينما السعادة أو الشقاء نمط عيش واستمرارية . السعادة ذروة الصحة العقلية ، والنضج المتكامل . بينما الشقاء ، يمثل فشل النضج ونمط العيش معا . " السعادة في العقل ، والشقاء في العقل أيضا " . بوذا . الخلاصة موقف تعليق الحكم ، أو التأجيل ، أو الحياد ... خاصة خلال الأزمات والكوارث ، وفي البلدان التي تحكمها نظم متسلطة ، يواجه العقلاء ومن يعتمدون المنطق والعلم ، كأسس ثابتة للمواقف والسلوك مشاكل مزمنة وبعضها غير قابلة للحل ، وتختصرها عبارة التكفير والتخوين المشؤومة . قبل قرن وأكثر ، عندما كانت النازية تكتسح ألمانيا ببطء في البداية ، اختار هايدغر الفلسفة الكلاسيكية كموضوع ثابت لاهتماه وكتابته _ الوجودية والزمن ، أو الكينونة والزمن في الترجمات العربية . بعد قرن ، نواجه في بلدان مثل سوريا والعرق واليمن ولبنان وغيرها ، مشاكل أكثر تعقيدا وتناقضا . يجد أحدنا نفسه مجبرا على تسويات ، غير مناسبة بل مذلة ومهينة أحيانا وبشكل يومي ... ما هو الموقف الأنسب ؟ أعتقد أنه تأجيل الحكم ، والتعمق في الموقف النقدي نظريا وتطبيقيا . .... فكرة أخيرة ... لا أحب النخبوية ، ولا أي شكل من الاستعلاء . بل العكس ، أعتقد أن الغرور هو مقلوب عقدة النقص لا أكثر . الغرور ، وأي شكل من العنصرية والتمييز المسبق بين البشر نقيض الثقة بالنفس والنضج المتكامل . وأما بالنسبة لانشغالي ، المستمر بفكرة الزمن ، ومشكلة الزمن ، ... لم يكن قراري الواعي والارادي ، بل جاء نتيجة مصادفات عدة . فجأة ، سنة 2018 وجدت نفسي في موقف جديد ، ويتناقض مع الموقف العلمي والثقافي العالمي الحالي بالفعل ، منطقيا وتجريبيا في فهم الواقع ، والزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل خاصة ؟ مكاني ماذا تفعل _ ين ؟ مثال تطبيقي ومباشر : الحاضر نتيجة الماضي وسبب المستقبل . هذه العبارة تلخص الموقف الثقافي ، العلمي والفلسفي ، منذ ثلاثة قرون . والاعتراض ، شبه الوحيد ، موقف أينشتاين المعروف من الزمن . يمكن للقارئ _ة مباشرة ، فهم خطأ الفكرة أو نقصها في الحد الأدنى : حركة الحاضر ، ليست أحادية ومفردة وخطية ( من الماضي إلى المستقبل ) ، بل هذه حركة واحدة فقط من ثلاثة أنواع على الأقل ، كلها تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء : 1 _ حركة الحياة ، تتمثل بتقدم العمر . ( من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا ) 2 _ حركة الزمن ، وتتمثل بتناقص بقية العمر . ( من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا ) 3 _ حركة المكان ، وتتمثل بالحاضر المستمر . ( من الحاضر 1 ، إلى الحاضر 2 ، إلى الحاضر 3 ، ...إلى الحاضر س . يمكن للقارئ _ة فوق المتوسط فهمها ، مع بعض الانتباه والتركيز . .... الحياة قديمة والزمن جديد بطبيعته ، ولا نعرف بعد كيف ولماذا ؟! ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تكملة _ القار ئ_ة والفكرة الجديدة ، مع مناقشة أفكار أخرى أيض
...
-
القارئ_ ة والفكرة الجديدة ....
-
مشكلة ازدواج المعايير هل تقبل الحل ؟ وكيف ؟ في الحالتين ....
-
مناقشة بعض الأفكار الجديدة _ تكملة
-
العلاقة بين الشعور والفكر _ تكملة بحث سابق
-
هل نفكر بالفعل ، وكيف تفكر ؟!
-
الفصل 2 مع المقدمة والهوامش_ المخطوط الجديد 3
-
خاص لمن يهمهن _م معرفة الواقع والزمن
-
الفصل 2 مع المقدمة _ المخطوط الجديد 3
-
نهاية أسطورة السفر في الزمن ( بدلالة علاقة الجد _ ة والحفيد
...
-
مقدمة الفصل الثاني _ المخطوط الجديد 3
-
مسودة الفصل الثاني _ المخطوط الجديد 3
-
خلاصة مناقشة العلاقة بين هنا والآن الجديدة ، المتكاملة ، مع
...
-
عودة إلى البداية ، البدايات ...
-
خلاصة مناقشة العلاقة بين هنا والآن ، مع بعض الأفكار الجديدة
-
طبيعة الزمن بين النسبية والموضوعية ( بين نيوتن واينشتاين ) _
...
-
طبيعة الزمن بين النسبية والموضوعية ( بين نيوتن واينشتاين )
-
أفكار جديدة ، غير مكتملة بعد ...
-
الفصل 1 مع الهوامش _ المخطوط الجديد 3
-
هوامش وملحقات الفصل الأول _ المخطوط الجديد 3
المزيد.....
-
الخارجية الأمريكية توافق على بيع صواريخ -ستينغر- بقيمة 825 م
...
-
إعلام غربي: أوديسا قد تصبح أرضا روسية وأمريكا لن تمانع
-
رئيس مجلس النواب الأردني: العبث بأمن الوطن يعد جريمة وخيانة
...
-
هيئة بحرية بريطانية تبلع عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة لتهريب أسلحة من مصر إلى إ
...
-
المتحدث باسم الخارجية القطرية يؤكد أهمية العلاقات مع روسيا و
...
-
ترامب: لا يعجبنا تأثير الصين على إدارة قناة بنما
-
وزير الداخلية السوري يستقبل رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي
-
الرئيس السوري يزور الدوحة ويجري مباحثات مع الشيخ تميم بن حمد
...
-
إسرائيل تقلص قوات الاحتياط بالجبهات و100 ألف يوقعون عرائض لو
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|