عيبان محمد السامعي
الحوار المتمدن-العدد: 8110 - 2024 / 9 / 24 - 14:22
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بمناسبة دخول مدينة حيـفا في مرمى نيران المـقـاومة، هاجتْ شجوني وعادتْ بي الذكريات إلى أول رواية قرأتُها في حياتي، وهي رواية "عائد إلى حيفا" للروائي الفلسطيني غسان كنـفاني، قرأتها وأنا في سن الـ13 عاماً بتحريض جميل من أبي.
أتذكَّر، ذات مساء من العام 2000، جاء أبي وبيده رواية "عائد إلى حيـفا" مُقترِحاً عليَّ قراءة الرواية، وهو الذي كان دوماً يُحرِّضنا –إخوتي وأنا – على القراءة والمُطالعة وتحصيل العلم والمعرفة بأسلوب ذكي وأخَّاذ.
أخذتُ الرواية، وبدأتُ أقرأ صفحاتها الأولى. لم يأتِ اليوم التالي إلا وقد أكملتُ قراءة الرواية. أحسستُ حينها وكأنّي انتقلتُ إلى عالَم آخر. لقد زرعتْ الرواية في نفسي حُبَّ القراءة، وأدخلتني إلى عالَمٍ مفعمٍ بالجمال والشَّغـف والدهشة والسعادة الغامرة.
للعلم، صُنّفت رواية "عائد إلى حيـفا" ضمن أفضل 10 أعمال روائية عربية. ولقد كان ولا يزال غسان كنـفاني من ألمع الروائيين العرب وربما العالميين، الذين حجزوا لهم موقعاً متقدماً في الساحة الثقافية الإنسانية.
غسان كنـفاني كان روائياً ومناضلاً مبدئياً، شكّل كابوساً مرعباً لإسـرائيل، لذلك خططت وسعت إلى اغتياله، وقد تمكنت من تنفيذ جريـمتها الإرهـابية في الثامن من يوليو من العام 1972.
وعقب اغتـيـاله علّقت رئيسة وزراء إسـرائيل وقتها، غولدا مائير، على العملية بالقول: "اليوم تخلَّصنا من لواء فكري مُســلّح؛ فغسان بقلمه كان يشكّل خطراً على إسـرائيل أكثر مما يشكّله ألف فــدائي مسـلح"!!
#عيبان_محمد_السامعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟