|
حلقات مفقودة تعرقل إيجاد مخرج لضبط إيقاع السياسة والمشهد المجتمعي في العراق
عصام الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 8110 - 2024 / 9 / 24 - 08:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما بين فيلم نور زهير في سرقة القرن، والمقترح النيابي لتعديل قانون الأحوال الشخصية، وشبكة محمد جوحي وتورطه في التسجيل السمعي بصري في محيط مكتب رئيس الوزراء السوداني مع عدد من الضباط والموظفين، وخروج القاضي حيدر حنون رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي للكشف في مؤتمر صحفي عن معلومات خطيرة، هناك العديد من الحلقات المفقودة التي عقدت الأمر على إيجاد مخرج لضبط إيقاع "الحبكة" التي أراد لها المخرج في نص السيناريو الذي وضعه، لتكون، بداية خاتمة النهاية السعيدة "هبي أند" حقيقي لأفعال البشر في دولة التجديد الديمقراطي على الطريقة الطائفية.
كشفت مؤخرا وسائل الإعلام من أن برلمانيين من القوى الكردية والسنية والشيعية اجتمعوا في مطلع شهر أيلول لمناقشة التصويت في البرلمان على ثلاثة قوانين مقترحة سابقا في سلة واحدة، بصفقة تمت نتيجة "مساومات"،من بينها، مشروع قانون تعديل الأحوال الشخصية العراقي المثير للجدل، مقابل تعديلات تقدمت بها الكتل البرلمانية الشيعية في الإطار التنسيقي. والثاني، مشروع قانون العفو العام الذي تطالب به الكتل البرلمانية السنية. والقانون الثالث، الذي تطالب به الكتل الكردية "إعادة الممتلكات" التي شملها بعض قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل إلى أصحابها. ولم يتضح بعد متى سيتم التصويت على تلك القوانين الثلاثة.
وشهد الاجتماع الذي استمر لساعات نقاشات حادة ومشادات بين الحاضرين، إلا أنه أسفر في النهاية عن موافقة الكتل على التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية "لامتصاص ردود الفعل المحلية الغاضبة وتجنب استفزاز المنظمات الحقوقية الدولية"، ورفع السن المقترح لزواج الفتيات إلى 15 عاما بديلا عن "تسع سنوات". فيما طالب رؤساء الكتل البرلمانية الكردية بإلغاء آثار سياسة التعريب التي انتهجها نظام حزب البعث المحظور. وكان مشروع إقرار قانون "إعادة العقارات" الذي تقدمت به الكتل البرلمانية الكردية أحد أبرز الخلافات مع زعماء الكتل البرلمانية السنية.
مشروع قانون "العقارات" ذلك، يقترح إعادة الأراضي إلى أصحابها الأكراد والتركمان، لكن زعماء السنة يرون أن هذا سيكون قرارا "غير عادل" بحق ملاكها الحاليين من العرب والسنة الذين عاشوا على هذه الأراضي واستثمروا فيها على مدى العقود الخمسة الماضية. لكنهم اتفقوا على أن تشكل الحكومة المركزية لجانا لتقييم هذه الأراضي بأسعارها الحالية ودفع قيمتها إلى أصحابها الأصليين، على أن يتم تخصيص مبالغ التعويض وإدراجها في الموازنة السنوية والتصويت عليها لاحقا.
ويقول أحد النواب الكرد: إن هذه المشكلة لم تحل لأكثر من عقدين من الزمن بسبب عدم وجود اتفاق بين الكتل البرلمانية. "الآن تم الاتفاق على كيفية حلها ونحن ننتظر التصويت على القانون في مجلس النواب"، إلا أنه أضاف "لن يكون هناك تصويت الآن لأن الاتفاق يتطلب التصويت على القوانين الثلاثة في جلسة واحدة.. بمعنى، علينا أن ننتظر حتى تنتهي الكتل من إستكمال "المساومات" للمضي لتحقيق مصالحها الفئوية على حساب الدولة والمجتمع لنعرف ماذ سيحل بتعديلات قانوني الأحوال الشخصية والعفو العام.
وعلى صعيد الانتخابات المبكرة، فعلى الرغم من بعض الاستقرار السياسي في البلاد، فإنه، بناء على الأحكام المتعلقة ببرنامج حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ليس من المرجح على المدى المنظور القيام بمثل هذه التدابير. إلا أن المحللين القريبين من "الإطار التنسيقي" أشاروا، بأن الانتخابات المبكرة مدرجة في برنامج حكومة السوداني، إلا أن الظروف السياسية الحالية في العراق لا تستلزم مثل هذه الخطوة. وفي مقابلة مع موقع "المنطقة الجيدة ـ الإخباري"، ناقش سامي الجيزاني العضو البارز في تيار الحكمة إمكانية إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أنها جزء من برنامج الحكومة، إلا أن "ظروفا وبيئة محددة" مطلوبة لتنفيذها. وأكد أنه في حالات عدم الاستقرار أو الجمود السياسي، يمكن النظر في إجراء انتخابات مبكرة لمعالجة القضايا التي تشهدها البلاد. إلا أن هناك من يشيرون إلى أن الدعوة إلى الانتخابات المبكرة، قد تكون "استراتيجية" لممارسة الضغط السياسي من أجل التنازلات أو استعادة السلطة المفقودة.
وفيما يعاني العراق بسبب تدني منسوب المياه من التغير المناخي والتصحر، تشهد العمليات العسكرية التركية داخل العراق تنامي ملحوظ بعد توقيع وزيري دفاع العراق وتركيا مذكرة تفاهم في منتصف أغسطس في أنقرة تهدف بحسب مسؤولي الجانبين، إلى تعزيز الجهود ضد حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، الذي يحافظ على وجود عسكري في المناطق الجبلية في إقليم كردستان شمال العراق على مدى العقود الأربعة الماضية. وجاءت مذكرة التفاهم في أعقاب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق في أبريل ـ نيسان الماضي وتعهد تركيا خلال الزيارة بتزويد العراق احتياجاته المائية، إلا أن ذلك لم يحدث ولم يمارس الجانب العراقي لحد الساعة ضغوط تذكر على أنقرة ومنها خفض التعامل التجاري والصناعي. على العكس، فإن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، تحدث عن تعزيز التنسيق من خلال رفع مستوى التعاون الأمني الثنائي بين الطرفين، دون أن يفسر ـ لمصلحة مَن؟ ـ وما فائدة العراق وكيف؟.
الخلاصة: رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يتولى السلطة منذ أكتوبرـ تشرين الأول 2022، وعد انتهاج خطة سياسة موجهة نحو التنمية الخدمية وتحسين الوضع الاجتماعي ومكافحة الفساد والتضخم. إلا أن، تضارب المصالح بين مختلف المعسكرات السياسية والعرقية والدينية، والفساد والهياكل الإدارية غير الفعالة، جعلت من الصعب حتى الآن تنفيذ برنامجه الحكومي، مما يضع البلاد أمام تحديات هائلة وحرف الجهود الشعبية لتحقيق الإصلاح والعدالة الاجتماعية بإتجاه معاكس يزيد من عدم الثقة بالحكومة وتراكم الأزمات والفقر.
#عصام_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماكينة القمع تعود بذات الأساليب وذات الأدوات من جديد
-
الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة الم
...
-
نقابة المحامين العراقية... تقفز فوق قيّم مبادئها.. لمصلحة مَ
...
-
تأليف السيناريو يجعل : المكتوب على الورق جديرا بالانتقال الى
...
-
هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. و
...
-
الإعتبارات القيمية لثورة 14 تموز 1958 العراقية من حيث الجوهر
...
-
14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية
-
في العراق... على من تقع مسؤولية تغيير اتجاه البوصلة السياسية
...
-
عيد -اليوم الوطني- محور مهم للتعبير عن الهوية وتعزيز الشعور
...
-
محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة
-
بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم
...
-
العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
-
في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط
...
-
اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
-
لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال
...
-
فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية
-
منهج سياسي قاصر.. يضع معوقات حتمية أمام تطور الدولة والمجتمع
-
التواجد الأمريكي ورد فعل الميليشيات الولائية على الساحة العر
...
-
التواجد الأمريكي في العراق في ظل الصراع في الشرق الأوسط وحرب
...
-
منطقة الشرق الأوسط تغلي.. والعراق في قلب ساحة الصراع
المزيد.....
-
ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
-
تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
-
نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
-
شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي
...
-
مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
-
صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
-
اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من
...
-
السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال
...
-
دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو)
...
-
واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|