أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اللغة وسخونة الحدث في قصيدة -محللون- مأمون حسن














المزيد.....

اللغة وسخونة الحدث في قصيدة -محللون- مأمون حسن


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8110 - 2024 / 9 / 24 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


"القادمون من الأساطيرِ القديمةِ والكهوفْ
الفاضحون بعجزِهم نقرَ الدفوف
الباحثون عن النياشين القديمةِ في دياجير الرفوف
الماسحون غبارَ نومهم المملّ عن المثالبِ في السيوفْ
المُبْرِزُون غباءَهم ونفاقَهم في شاشة التلفاز والكذبَ السخيف
ابصقْ عليهم
ألْقِهم في المزبلةْ
واعبُر صراخَهم المَقيتَ وجهلَهم
دعهم وراءَك يصرخون ويندبون حظوظَهم
ويقلبون أكفهم حيرى
يُغيّبهم دخانُ الجلجلةْ".
تستوقفا القصيدة التي بدأت بصيغة الجمع المعرف، هذا يشير إلى أن الشاعر يريد من المتلقي التوقف عند المعنيين في خطابه، فهو يتناول مجموعة من الجماعات أولهم "القادمون من الأساطير القديمة والكهوف" وهو بهذا يخاطب يشير إلى الصهاينة الذين يعتمدون على أساطير توراتية.
ونلاحظ أن الشاعر يركز على الأفكار "الأساطير" المتخلفة التي يستندون عليها، ـ النص التوراتي ـ وأيضا على المكان "الكهوف" الذي يقودنا إلى العصور الحجرية، وبما أن المقطع الأول بمجمله جاء بصيغة الجمع: "القادمون، الأساطير، الكهوف" وهذا يشمل كل الصهاينة الذي جاءوا إلى فلسطين معتقدين أنها أرض الميعاد، وأنهم شعب الله المختار.
إذن الشاعر تجاوز المباشرة في المقطع الأول وترك القارئ يستنج/يصل إلى المعنيين في الخطاب، وهذا يحسب له، فهو لا يقدم الأفكار جاهزة ومباشرة، بل يترك مساحة للقارئ ليفكر ويتوقف عند ما هو مطروح في القصيدة، وهو بهذا يقدر/يحترم عقل القارئ وقدرته على الاستنتاج ولوصول إلى الفكرة التي يريد طرحها.
في المقطع الثاني يتحدث عن "الفاضحون بعجزهم نقر الدفوف" أيضا نجد الجمع يشمل كل الألفاظ، ونلاحظ أن الشاعر يخاطب بصورة (عامة) ولا يسمي الجهة/الجماعة المخاطبة باسمها، بل يعطينا طبيعة عملها، وعلينا نحن المتلقين أسقاط ما نراه على هؤلاء العجزة، وأعتقد أنهم من يعتلون سدة الحكم.
المقطع الثالث "الباحثون عن النياشين القديمة في دياجير الرفوف" بما أن هناك نياشين، فهذا يشير إلى قادة الجنود/العسكر/الجيوش، ونلاحظ أن استخدام "دياجير" التي تخدم فكرة الظلام/السواد، سواد المكان وسواد الظرف.
واللافت في هذا المقطع أن مكان البحث قريب "الرفوف" فعدم إيجاد (النياشين) في المكان القريب، يشير إلى عجز الباحثين، وعدم قدرتهم على إيجاد ما هو قريب، فيكف لهم أن يصلوا إلى ما هو بعيد، ويحتاج إلى قوة، وإرادة، وجهد؟!
في المقطع الرابع يتناول "الماسحون غبار نومهم الممل عن المثالب في السيوف" وحيث يمكن أن نسقط هذا المقطع على جماعات الدين السياسي الذين عادوا إلى عصر السيف وتقطيع الرؤوس، فهم تجاهلوا العصر الحديث: "نومهم الممل" واستخدموا السيوف بغير مكانها ووقتها وأصحابها، من هنا وجدناهم يقتلون الأهالي في سورية والعراق وليبيا واليمن دون رحمة أو شفقة، وبعيدا عن تعالم دين الرحمة والتسامح.
المقطع الخامس "المبررون غباءهم ونفاقهم في شاشة التلفاز والكذب السخيف" وهم الصحفيون الذي ينشرون الجهل والتفاهات ويبيعونها للناس البسطاء، ونلاحظ أن الشاعر يثقل على الصحفيين اكثر من غيرهم: "غباءهم، نفاقهم، الكذب، السخيف" وهذا يعود إلى أنهم مصدري الجهل وناشريه، وبما أنه من المفترض أن يكونوا مصدر وعي للناس ورفع شأنهم، لهذا أثقل عليهم وظهر سخطه أكثر من غيرهم.
بعد أن كشف حقيقة الغازين، والحكام الفاسدين، والقادة العاجزين والإرهابين المجرمين، والصحفيين المنافقين، يدعونا إلى:
"أبصق عليهم
ألقيهم في المزبلة
وأعبر صراخهم المقيت وجهلهم
دعهم وراءك يصرخون ويندبون حظوظهم
ويقلبون أكفهم حيرى
يغيبهم دخان الجلجة"
فهؤلاء الجماعات يفرضون على كل من يعرف حقيقتهم، أن يقوم بنبذهم، إهمالهم، ومعاداتهم، والتشهير بهم، وهذا ما طلبه الشاعر من المتلقي، لكن اللافت فيما جاء بهم، أن الشاعر يشير إلى ما يصيبهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، يوم الحساب، وما حديثه: "يصرخون/يصطرخون، يندبون حظوظهم/يا ليتني كنت ترابا، ويقلبون أكفهم/يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا" يغلبهم دخان الجليلة/أن الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما" إلا صورة عن مشاهد المجرمين الكفرة يوم القيامة، بمعنى أن هناك تحقير/قصاص لهم في الدنيا وفي الآخرة.
الشاعر تناول اكثر من جماعة، وكل منها نهجها ودوافعها لفعل الجريمة/الفساد/ الخيانة، لكن هناك مكان جامع موحود لهم، إلا وهو الجحيم، من هنا وجدنا ردة فعلهم متشابهة ومتماثلة، فالتباين بينهم وبين مواقعهم/مواقفهم/ دوافعهم تزول وتنتهي يوم يرون الجحيم.
وبما أن حالهم في الجحيم لم يأت بصورة مباشرة، فهذا يؤكد حرص الشاعر على فتح مجال أمام القارئ ليفكر ويصل إلى الفكرة التي أراد تقديمها، فهومن القارئ أن يكون له دور، وأن يكون فاعلا ومؤثرا، ويريد إخراجه من حالة التلقي والاستقبال إلى حالة التفكير والفعل، وهذا لن يكون دون استخدم العقل والتفكير فيما يقدم له، من هنا ابتعد عن التسمية والمباشرة وتحديد الجهات السيئة/المخربة/المجرمة/الفاسدة التي تناولها.
الشاعر "مأمون حسن" معروف بأنه شاعر له لغة صوفية تميزه عن غيره، وما جاء في القصيدة "محللون" يؤكد هذه الميول، فرغم أن موضوع القصيدة (قاس)، ويتناول حدثا واقعيا ساخنا، إلا أن الشاعر من خلال بعض الألفاظ يقودنا إلى لغته التي يتميز بها عن غيره: "الدفوف، الرفوف، الممل، شاشة، الممل، وجهلهم، حظوظهم، الجلجة" فكل هذه الألفاظ فيها حرف مكرر أو حرفين، وهذا له علاقة بفكرة الحلول/التماثل/التماهي، فهو يستعاض عن الفكرة بالألفاظ، وهذا ما يجعلنا نقول إن الشاعر يبقى محافظا على لغته بصرف النطر عن الموضوع/الحدث الذي يتناوله.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية الأدب في كتاب وعليكم السلام سمير صنبر
- الخريفية في قصيدة صفراء سامي البتجالي -صفراء
- النكسة في رواية -آه يا وطني- محمد حافظ
- الأسرى في رواية -الزنزانة رقم 7- فاضل يونس
- الواقعية وإيجابية الفلسطيني في رواية -دائرة الفرح غير المكتم ...
- حقيقة الاستعمار في كتاب -الثقافة الاستعمارية والألم البشري-[ ...
- نسيم خطاطبة ديوان سديم الحياة
- تألق اللغة وأهمية المضمون في -ذكريات الزمن الآتي- كميل أبو ح ...
- قسوة المرأة في قصيدة -كيف أنسى- لقمان شطناوي
- الواقع الثقافي في كتاب -فتنة الحاسّة السادسة- تأمّلات حول ال ...
- المكان والمجتمع في المجموعة القصصية -ديكور شخصي
- أثر الحرب في مجموعة -قمر 14- أصيل عبد السلام سلامة
- المرأة والمجتمع الذكوري في رواية -غربة- فوزي نجاجرة
- الأم في كتاب -مدللة، أنا فقير وبدي أصير- أبو علاء منصور
- الشاعر والقصة في -أم ثكلى- علي البتيري
- السيرة في -للقضبان رواية أيضا- حسين حلمي شاكر
- الشعرية والمباشرة في قصيدة -الأفول- مأمون حسن
- لفلسطيني والمكان في رواية -اليركون- للكاتبة صفاء أبو خضرة:
- أثر المرأة في -أريد أن أقتل الحزن- جواد العقاد
- على هامش ملتقى فلسطين السابع للرواية العربية


المزيد.....




- الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
- كيف ألهم عالم الموضة والأزياء الأفلام السينمائية؟
- عــرض مسلسل حكاية ليلة الحلقة 5 مترجمة قصة عشق وقناة الفجر
- مغامرات القط والفار 24 ساعة.. تردد قناة توم وجيري TOM and JE ...
- عمّان.. الشاعر الكتالوني جوان مارغريت مترجما إلى العربية
- -الرياض تقرأ-.. هيئة الأدب تطلق المعرض الدولي للكتاب وقطر ضي ...
- -الرياض تقرأ-.. انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 202 ...
- الأردن يرشح -حلوة يا أرضي- للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم دول ...
- على المسرح.. مغنية شهيرة تتعرض لجلطة دماغية
- “القط والفار 24 ساعة”.. إليك تردد قناة توم وجيري TOM/JERRY 2 ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اللغة وسخونة الحدث في قصيدة -محللون- مأمون حسن