أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - جمال الهنداوي - الثقافة العربية.. والآخر














المزيد.....

الثقافة العربية.. والآخر


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 22:47
المحور: قضايا ثقافية
    


جمال الهنداويّ


قيل الكثير من الكلام بشأن ضعف إسهام الثقافة العربية في الجهد الفكري الانساني العالمي، وغياب التفاعل المنتج المثمر للمبدع العربي مع حركة التدافع الحضاري التاريخي والاكتفاء بدور المتلقي العاجز المستقبل للمنجز الإبداعي للآخر..وكان الخلل وانعدام التوازن والتقاعس المؤسف هي الصفات التي يمكن إطلاقها على هذا الوضع الذي يعبر عن تبعية واتكالية قد تكون شديدة الوطأة على المشهد الثقافي العربي ولا تليق بالثقل الإبداعي لمفكريه..
خلل لم يأل مثقفونا جهداً في محاولة فهمه وتبريره وتعليل مسبباته التي غالباً ما كانت تحال إلى اتهام الآخر بالتآمر على العقل العربي المسلم والسعي إلى ابقائه داخل قوقعته المحلية ومقاومة محاولاته في التوشج مع الفضاء الفكري الإنساني ..
تبريرات كانت تنهك الأمر بحثاً وتحليلاً ولكنها تتغاضى تماماً عن مسؤولية ثقافة التلقين التي كانت العلامة الفارقة التي تسم الحراك الثقافي العربي المحكوم بفضاء ومحددات العقيدة بصورتها السلفية المنغلقة..تلك الثقافة التي تعتمد العلاقة الشخصانية والتراتبية الصارمة المبنية على مبدأ إلهامية الفكر وفوقيته وكليته وترفعه عن التفاعل والفهم المشترك المبني على الاستيعاب والنقاش والحوار وطرح الأسئلة والاكتشاف ما بين المبدع والمتلقي مما كان له الدور الأساس في التحنط الذي أصاب الفكر وأفقده حس العفوية والمشاركة والحوار..
وقد يكون للظرف السياسي المتسم بنمط الاستبداد والتسلط السائد في المجتمعات العربية دور في إضفاء بعض القدسية واللامساس بتلك الثقافة لما تمثله من تأميم وإلحاق لآليات الفكر والتنوير وربطها بمؤسسة ومتبنيات الحكم من خلال فقهاء ومثقفي التكسب والولاء والارتزاق ..وهذا ما أنتج حالة تلقين عامة لا تقتصر على الثقافة بل تمتد إلى الوطن بأكمله وناسه وقضه وقضيضه..
ومثل هذه الثقافة هي المسؤولة تماماً عن شيوع حالة الوهن الفكري والاستلاب وفقدان المناعة أمام الأفكار الوافدة التي تضرب بأطناب المجتمع العربي المسلم مخلفةً أجيالاً من العاجزين عن التفاعل العقلاني المتحضر..وكذلك عن إنتاج هيمنة واستحكام التلقي على حياة الفرد المدجنة بالاجترار والابتعاد عن التفكير الحر المنفتح على الآخر، وإعلاء ثقافة الانغلاق والتوجس والإعمام والتنميط والاستعصاء، وعدم تقبل تعددية الرأي أو نسبية المعطيات ومصادرة الوقائع وإحالتها إلى الشعارات التي تمثل الكليات المقولبة الملقنة ..
وأول الصواب يجب أن يكون من خلال الاعتراف بمسؤولية هذه الثقافة عن تحول الإنسان إلى مكب لصب المعلومات الممنهجة حسب ضوابط عليا مقننة بما لا يؤثر على ديمومة واستمرارية السلطة المستبدة..
كما أنَّ حالة اقتران الثقافة بمفهوم التلقين والاستقبال الطائع المسلم المذعن ..هي المسؤولة عن خيار اللامبالاة التي يقصر عليها الفرد مع أول تجربة حقيقية يمر بها مع الواقع المعاش..وهي المسؤولة عن التنابز الفكري مع الآخر والتمترس خلف مقولات التقديس والخصوصية والأصالة مما يحرم المجتمع من الاستفادة من تراث إنساني ضخم وفخم مكون من نتاج وإبداع الفكر الإنساني للقرون التي تشكل عمر الحضارة البشرية..وهي المسؤولة عن تدجين الخطاب الفكري المعاصر بما يخدم التسلط والاستبداد..أي أنها مسؤولة عن الصورة الشوهاء التي تحكم مجتمعاتنا الآن.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان
- (بسطية)..لوغوس هوب
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل


المزيد.....




- الخارجية الأمريكية توافق على بيع صواريخ -ستينغر- بقيمة 825 م ...
- إعلام غربي: أوديسا قد تصبح أرضا روسية وأمريكا لن تمانع
- رئيس مجلس النواب الأردني: العبث بأمن الوطن يعد جريمة وخيانة ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلع عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة لتهريب أسلحة من مصر إلى إ ...
- المتحدث باسم الخارجية القطرية يؤكد أهمية العلاقات مع روسيا و ...
- ترامب: لا يعجبنا تأثير الصين على إدارة قناة بنما
- وزير الداخلية السوري يستقبل رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي
- الرئيس السوري يزور الدوحة ويجري مباحثات مع الشيخ تميم بن حمد ...
- إسرائيل تقلص قوات الاحتياط بالجبهات و100 ألف يوقعون عرائض لو ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - جمال الهنداوي - الثقافة العربية.. والآخر