أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - موسى أغربي - سعيد يقطين والعنف العروبي















المزيد.....

سعيد يقطين والعنف العروبي


موسى أغربي

الحوار المتمدن-العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 21:28
المحور: قضايا ثقافية
    


لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد الهجوم على الأمازيغية سواء من لدن الأصولية الدينية أو الأصولية العروبية والقومية، هاتان الأصوليتان مترادفتان من حيث التوجه "الذهني" والمسلمات الوهمية التي انغرست في أذهانهم منذ قرون بالنسبة للأصولية الأولى ومنذ الخمسينات من القرن الماضي بالنسبة للثانية.
وسأركز في هذا المقام على الأصولية العروبية لأنها هي التي خططت لبلدنا المسالك التي يجب أن يتبعها سواء في عهد الاحتلال الفرنسي أو في بداية الخمسينات، وإن كان من البدهي الإشارة إلى أن حبل السرة موصول بين الأصوليتين.
إن ما نشره سعيد يقطين في إحدى تدويناته، وما نشره في "القدس العربي" من مواقف عدوانية لا يخرج عن الإطار المغلف أو "السجن الفكري" الذي أرساه رجال فاس وسلا والرباط سواء في عهد ليوطي أو في بداية الاستقلال الشكلي! وجدران هذا السجن مدعمة بركيزة وهمية، وهي أن المغرب بلد "عربي" طالما أن المغاربة مسلمون، لذلك كانت الأصولية عندنا لها وجهان: الوجه الديني والوجه القومي العروبي، وهذه الفكرة في الواقع تمتد بجذورها إلى كتاب عبد الرحمن الكواكبي في: "أم القرى"، حيث اعتبر أن العرب هم أحق من دون سائر الأجناس على الكرة الأرضية لقيادة العالم الإسلامي، بالإضافة إلى الأصولي رشيد رضا وعميل المخابرات النازية "شكيب أرسلان"، وأما ميشيل عفلق فإنه ألقى محاضرة بجامعة دمشق في بداية الأربعينات من القرن الماضي حول ذكرى الرسول العربي حيث قال: "كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا"، وإذا ما انبرى أحد معترض بالقول: إن فكرة عفلق تنطبق على أرض الحجاز حيث مهد الدين الإسلامي، فما علاقة الشام وما بين النهرين ومصر وشمال إفريقيا بعروبة هذه الشعوب التي عاشت في أحضان حضارات قديمة من اكادية وسومرية وبابلية وسوريانية وقرطاجية - بالعروبة؟
هذا السؤال البسيط والذي يحمل الجواب البدهي في طياته، يتم الجواب عنه بطريقة تنم عن الفقر المعرفي والتاريخي، وهذا بيان ذلك:
كلنا نعرف الأستاذ عبد العزيز الدوري المؤرخ العراقي، وهو من أبرز المنظرين للقومية العروبية، ففي دراسته حول الجذور القومية العربية، يعتبر أن كل البلدان التي تم غزوها (وهو كأمثاله يستخدم مصطلح الفتح ذا البعد الديني) دخلت إلى محراب "التعريب"، بمعنى أن الغزو في نظره من محاسن الغزاة وعمل جليل للأمة التي اعتبرت خير أمة أخرجت للناس. هذا الموقف يجد صداه لدى "النخبة المغربية"، التي اعتبرت "وطنية"، وقامت في سبيل تحقيق مراميها المشبوهة بالتركيز على التعليم الخصوصي وإنشاء عشرات المدارس لتدريس اللغة العربية في فاس وحدها، وحينما كانت تقدم مطالبها "النقابية" إلى سلطات الاستعمار كانت تلح على اعتبار اللغة العربية وحدها هي لغة البلاد، وإن وجدت لهجات محلية فيجوز لأهلها التحدث بها دون أن تتجاوز جذران المطبخ أو عش الزوجية، ومن أجل إدراك حقيقة التطرف التي نرمى بها يكفي أن نقرأ إنجيل "حزب الاستقلال": "النقد الذاتي"، فهذه النخبة "الإقصائية" لكل ما يرتبط بالأمازيغية، هي التي تحكمت في عقول المغاربة سواء أكانوا ناطقين بالأمازيغية أو الدارجة، تلك اللغة الثالثة التي أشار إليها ابن خلدون، وليس إقصاء اللغة الأمازيغية وحده كاف للإحاطة بتطرف هذه النخبة، بل الأدهى من ذلك والأسوأ في سجل هذه النخبة ذات العقلية المنغلقة والمتخلفة،أنها ابتكرت خديعة تأويل ظهير 16 مايو 1930 (المعروف بالظهير البربري)، لتدعم إيديولوجيتها المتطرفة وبلقنة الشعب المغربي على أساس وجود البربر والعرب! وفي الواقع يعتبر سجل هذه النخبة "البائسة" بمثابة "علبة باندور" Boite Pandore كلما فتحته انقذفت في وجهك كل أنواع الشرور وفي مقدمتها "الحقد" ولا شيء غير الحقد، وقد تم تعميمه على عدد من الأجيال منذ الخمسينات إلى الآن وذلك عبر التعليم والإعلام، ويأتي موقف سعيد يقطين الحاقد في هذا السياق!
ماذا أقصد بهذا الحقد الذي أرست ركائزه النخب الفاسية والسلاوية؟ وكيف استطاع أن يكون جزء من ثقافة (الدكتور الأكاديمي) والإنسان العادي؟
يتجلى هذا الحقد في ترويج فكرة الإثنية في المغرب وشمال إفريقيا بصورة عامة وهو ادعاء لا أساس منطقيا له ولا تاريخيا، وهذه الإثنية المترسخة في ذهن أجيال وأجيال وهي تتمحور حول وجود العرب والبربر، وقد ترتب عن هذه البلقنة الإثنية استبعاد اللغة الأمازيغية في التعليم سواء في عهد الاستعمار أو بعده بعقود والتنكر لقرون من التاريخ الحضاري والثقافي الأمازيغي ما قبل الإسلام، واعتبار ما شيد من العمران في شمال إفريقيا إنجازا خارجيا رومانيا أو عربيا(!!)، كما اعتبر الأمازيغ من سكان الكهوف والجبال وأنهم لم يهتدوا إلى الحضارة إلا بعد دخول العرب، لم يكتفوا بذلك بل اتهم الأمازيغ بأنهم صنيعة فرنسا، وفي الأخير اهتدى أعداء الأمازيغ إلى تهمة الصهينة وكراهية العرب واللغة العربية!!! هذه هي نتائج الخلفية الإيديولوجية المقيتة للتصنيف الإثني والعرقي في بلادنا، وقد يفاجئنا الإحصاء الجاري حاليا بأرقام تدل على أن "البرابرة" أقلية في بلادهم الأمازيغية!! فعلبة بانودرا لا يمكن أن يدركها العياء والدفع بنا إلى مزيد من الأحقاد، وحينما يعم الحقد فذلك دليل على وجود خلل في عقولنا وسوء تدبير شؤوننا حاليا واستقبالا، وهنا أشير إلى أن كل ما يكتب من صفحات ضد الأمازيغية تصدر في معظمها عن حقد لا عن البحث العلمي، إلى حد القول بأنهم أميون فيما يتعلق بتاريخ بلدهم.
لنأخذ على سبيل المثال الادعاء بأن الأمازيغ وقضيتهم من صنع فرنسا، ما هي حجتهم، حجتهم ظهير 16 مايو المشار إليه آنفا ولا داعي لذكر تفاصيله الآن، وما يسمى السياسة البربرية لفرنسا التي تتجلى في ثانوية آزرو والأكاديمية البربرية بفرنسا!!
يا سعيد يقطين ومن معه من العروبيين المتطرفين: اقرأوا التاريخ لتهتدوا إلى أباطيل خرافاتكم وخزعبلاتكم، ثانوية آزروا أسس وفق خطة استعمارية وبما يخدم مصالح فرنسا عن طريق تكوين نخب من الإقطاع الأمازيغي ليتولوا مناصب إدارية ويشكلوا واسطة التواصل بين الإدارة الاستعمارية وعموم الشعب، ومع ذلك فقد رفع طلبة ثانوية ازرو شعارا ضد الاستعمار الفرنسي، وطالبوا بدمج اللغة العربية في برنامج التعليم بالثانوية، وتتناسون أو تتجاهلون ثانوية إدريس الشهيرة بمدينة فاس التي وضعت خصيصا لأبناء النخبة الفاسية وتكوين نخبة من المتعلمين الذين سيتولون الحفاظ على مصالح فرنسا من بعد خروجها من الباب لتدخل من النافذة وباب التبعية!
وثالث أثافي العربدة العروبية أن يخونوك ويتهمونك بالتطرف والعنصرية، بل وبالصهيونية، لقد تحولت القضية الفلسطينية لدى عروبية المغرب إلى سيف ديموقليدس يضعونه فوق رأسك كلما أعيتهم الحجة والبرهان، فالصراخ في الوقفات والكوفية الملفوفة فوق أعناقهم معيار البطولة والوطنية، لم ينتدبهم أحد ولم نر أحدا منهم تجرأ وأرسل أحد أبنائه إلى حدود فلسطين، الذي أسهم في محاولة دفن القضية الفلسطينية هو الفكر العروبي الذي حول المقاومة الفلسطينية إلى مناطق نفوذ فلكل حقه: هذا يهيمن عن الجبهة الديمقراطية وذاك على الجبهة الشعبية وذاك على فتح الخ...، كما أن هذا الفكر إلى جانب الأنظمة الاستبدادية كانت تئد أحلام شعوبها باسم القضية الفلسطينية وكذلك يفعلون!!
سعيد يقطين برأسين: في البدء أسألك أيها الأكاديمي والحداثي والديمقراطي وأنت تشتغل ضمن النقد السردي والروائي منه على وجه الخصوص، ماذا قرأت من التراث الشعبي القديم منه والحديث، تريد بكل حقد أن تزهدنا في أن الأمازيغ لا تراث لهم، قد لا أطلب منك أن تلم بالقديم، بل بما هو قريب من زمن ولادتك مثل محمد خير الدين أو مولود معمري أو كاتب ياسين أو مجموعة من الشعراء والكتاب والمجموعات الغنائية التي ذاع صيتها في العالم، أغنية إيدير وحدها تَجُبُّ كتبا لا يقرأها أحد ولا تؤسس لا تيارا نقديا ولا فكريا، أتحداك أن يكون المعربون والعروبيون أسسوا مدرسة نقدية أو فكرية أو تيارا فكريا باللغة التي تزعمون أنها من أقدم اللغات. ثم تتبجح بأن لغتك التي هي عنوان هويتك هي لغة كونية ! لأجاريك على سبيل الجدل أن الأمازيغية ليس لها تراث تعود إليه، ألا يحق لك إن تخلصت من احقادك أن تدعوا إلى النهوض بهوية بلادك وثقافتها، بدل الهروب إلى الأمام، واستنكار الدعوة إلى إعادة كتابة تاريخ بلدك لأنك أنت ومن جاورك بأحقادهم لا تريدون أن تنكشف عورات أباطيلكم وترهاتكم! إنك سليل النخبة البورجوازية العقيمة التي ولدت لدى أجيال من المغاربة عقدة النقص نتيجة احتضار لغتهم وثقافتهم، حينما يذهب طفل أمازيغي إلى المدرسة ولا يجد لغته يتولد لديه اقتناع بأن لغته لا شيء غائبة فينشأ ويكبر ويكبر معه احتقاره لذاته وهويته الحضارية واللغوية، حتى ولو "تدكتر" مثلك سيظل دوما يعظم الأجنبي ولغة الأجنبي بل وجغرافية الأجنبي وتاريخ الأجنبي وثقافة الأجنبي، ألا تحجون إلى الخليج لعرض بضاعتكم الكتبية لتذوقوا حلاوة البترودولار!
لو أتيحت للأمازيغية ما أتيح للغتكم وثقافتكم لكنتم تحجون إلى سجلماسة أو إلى ضريح يوسف بن تاشفين، غريب أمركم تدعون الوقوف إلى جانب فلسطين ولكن تحجون إلى أعدائها، سكيزوفرينيا قاتلة!!
لا أدري هل لاحظ الذين قرأوا تدوينتك المنشورة في 10 شتنبر من عام 2024 أنك بدأت بمشهد القتل من خلال مثل الفارس الذي أراد لص سرقة رمحه فقال له: ذكرتني الطعن وكنت ناسيا"، وقام إليه وقتله. وعلى سبيل التداعي ربطت هذا بسياق من يقول: أنت أمازيغي، وكل المغاربة أمازيغ، ولا علاقة لهم بالعروبة؟ فهذا الفارس الخيالي هو سعيد يقطين العروبي الواقعي، ولكنه أرقى منك لأنه يملك رمحا، ولكن أنت لا تملك في أحاجيك وأحاجي العروبيين المتطرفين كلهم سلاحا فعالا، في جعبتك لا توجد رماح ولا سيوف، توجد مصالح تريد أن تصل إليها هناك وأن تعلن إخلاصك لثقافة لا جذور لها في بلدك. أثبت التاريخ أن كل تيار فكري أو قومي لا جذور له ولا أصول في بلده، لا يمكن أن يدوم في أرض ليست أرضه أو لا تاريخ ليس تاريخه أو شعب ليس شعبه، سأعطيك مثالا حديثا حيا.
تعلم ومن وراءك يعلم أن القومية الفينيقية ظهرت فيما يسمى لبنان الكبير، وكانت لها نخبة من التجار ورجال الأعمال ومثقفين كبار، ويعتبر الشاعر سعيد عقل خير معبر عن هذه القومية، وقصيدته "تلك لبنان" التي اشتهرت بعد أن غنتها فيروز، تدل على البحث عن جذور لبنان التاريخية، لكن هذه التجربة فشلت، لماذا؟ لأن الأمة الفينيقية لا وجود لها، إنها اختراع أوربي أثناء تشكل الأمم الحديثة، ومن عجائب بل فضائح التيار العروبي، أنه بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينات من القرن الماضي، وصدور ميثاق الطائف أعلن لبنان بلادا عربية!!! هذه هي الهوية المصنوعة التي تشبه هوية سعيد يقطين، إنها بلا جذور تضمن لها الاستمرارية في الزمان والمكان، لأن الهوية لا تنفصل عن جذورها التاريخية، وهذه الجذور لا يمكن أن تكون خارج الأرض التي تنشأ فوقها ونصنع وننتج فوقها عناصرنا الحضارية، دون انفصال عن باقي الهويات الثقافية سواء أكانت إلى جوارنا أو بعيدة، لكن سعيد يقطين وسائر العروبيين المتطرفين يأبون إلا أن يسلكوا طريق الاستلاب، أي أن يكون بين بعدين حضاريين متباعدين جغرافيا، فينتقل بمحض إرادته واختياره من بعد جغرافي يشكل مهد ولادته ووجوده، ولكنه مرفوض إلى بعد جغرافي بكل مكوناته الحضارية والثقافية بل وحتى الاجتماعية، ولكنه مقبول بل ومقدس، وهذه القداسة هي التي جعلت سعيد يقطين يتماهى مع الفارس القاتل في المثل المشار إليه آنفا، لم ينزع منك أحد هويتك العروبية المصنوعة، بل إنك تتوهم ذلك وتحس لا بالانتزاع بل بما يشبه من الناحية الدلالية، أنك في أعماق نفسك تحس بأن موقفك العروبي مهتز لأنه يفتقر إلى الجذور، وكل شيء مصنوع لا جذور له وهو معروض في السوق التجاري ويخضع لميزان الربح والخسارة، ولذلك يحج المستلبون من أمثال يقطين وكيليطو إلى "بيت الدولار الحلال"، فمن حق سعيد يقطين أن يدافع عن مذهبه العروبي برماح فكرية مفلولة وصدئة!! إن المثل الذي استهل به تدوينته يدل على عقلية الميلشيات الميالة إلى ممارسة العنف بما فيه المادي، وهذا العنف يتقاسمه كل المثقفين العروبيين، فهذا الجابري يدعو إلى إبادة اللهجات المحلية بما فيها الأمازيغية لصالح اللغة الواحدة المقدسة، وحينما يتهموننا بأننا نعادي العرب واللغة العربية، فإنهم في أعماق أنفسهم المريضة يكرهون الأمازيغية ويكرهون المغاربة الناطقين بها، وإلا كيف يدعون إلى تبني العربية وحدها (وهذا اليقطين سبق أو وقع بيانا في سنة 2011 ضد ترسيم الأمازيغية) دون أن يفكروا في أحد أسباب الهدر المدرسي بشكل كارثي، ألا وهو العائق اللغوي، فكثير من أبناء المناطق الهامشية وخاصة أولئك الناطقين بالأمازيغية يغادرون مقاعد الدراسة، وقد أورد المؤرخ الفرنسي بيرفيرموران Piere Vermoren في كتابه le Maroc أرقاما مهولة تتصل بهذا الهدر، لا أدري كيف ينظر فقهاء القانون إلى هذه الجريمة التي يساهم فيها العروبيون وهو حرمان الطفل المغربي من لغته الأم.
يقول لك المنافقون من العروبيين حينما تحاججهم حول هويتنا الحقيقية وهم يفرون إلى الأمام ويقولون لك: نحن كلنا مغاربة، كلنا إخوة، ولكن سرعان ما يرتدون قناعا آخر إذا قلت لهم أن الأمازيغية هو أساس هويتنا وهو مكون أساس وما عداه فوافد، وأن العربية مثل كل اللغات الأخرى الوافدة دون أن نعاديها بل إننا نكتب بها وندرس بها، فمن المتطرف منا إذن: العروبيون أم الأمازيغ؟
مطالب الحركة الأمازيغية التي أعلنت نهارا جهارا هو دسترة اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية. ترى كيف سيكون موقف العروبيين المتطرفين لو طالبنا بضرورة تدريس الأمازيغية فحسب دون العربية؟ إنهم سيهجمون عليك بالسيوف والخناجر والمناجل، هذا إن لم يقدموا على عملية الانتحار فداء للغة المقدسة!!!
أريد منك سعيد يقطين أن تكون منسجما مع نفسك فلا يمكن أن تعيش برأسين رأس يدعي الانفتاح وعدم الإيمان بالهوية المغلقة أو "القوالب اللغوية أو العرقية...الخ"، وفي الوقت نفسه تتحدث عن "الهوية التاريخية الجامعة" التي هي اللغة المقدسة والعنصر الإثني العربي بدليل قولك إن "العربية من أقدم اللغات وهي خامس لغة عالمية حية".
خاتمة ونصيحة: أريد في نهاية هذه السطور أن أطمئنك على أننا لا نريد أن ننتزع منك هويتك المصنوعة أو بالأحرى مصدر رزقك، لأننا لا نحمل احقادا، ولكننا ضد أمثالك من المغاربة المستلبين الذين يريدون أن يهيمنوا علينا لغويا ودينيا، وضد اتخاذ اللغة وسيلة لطمس هويتي واستبدال الثقافة بثقافة، الكل سخر منك حينما اعتبرت اللغة عنوان الهوية. ونصيحتي إليك هو أن تعرف التمييز بين ثقافة فعالة تحدث قطيعة من المسلمات الغبية والحقائق النسبية ولكنها فعالة، فالتفت إلى ما "حنشتموه من السطور" هل تنتمي إلى عالم الأحياء أو إلى أموات القبور!! أرجو أن تقرأ بعض السطور من كتاب René Girard: "العنف والمقدس" لكي تعرف أنك في كل "خربشاتك" تقوم بنقل transfert الحقد الذي تتوهمه أنت وأمثالك لدى الأمازيغ ضد العرب والعربية، إلى حقدك أنت ضد بني جلدتك وضد ثقافة بلدك.



#موسى_أغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الأمازيغية: أي مشروع سياسي
- سيظل شبح عبد الكريم يطاردكم
- في زمن الرداءة تتناسل جحافل القطعان


المزيد.....




- الدفاع السورية تعلن مقتل 5 عسكريين في هجوم إسرائيلي قرب الحد ...
- مصر.. مقتل ضابط حصل على ترقية قبل عام (صور)
- الجاسوس المحتجز في شبه جزيرة القرم كان يحصل على أجره بالعملة ...
- الأعنف منذ 173 عاما.. إعصار -هيلين- القوي يضرب فلوريدا (فيدي ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 88 وجرح 153 في الغارات الإسرائيل ...
- لماذا تثير كبسولة -ساركو- التي تساعد على إنهاء الحياة الجدل؟ ...
- هاريس تؤكد لزيلينسكي دعمها -الراسخ- لأوكرانيا وتنتقد دعاة اس ...
- ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
- -مثل كيّ النار-.. جرحى غزة يصفون أثر البلاتين في عظامهم
- رئيس فنزويلا يدعو الجيش لاستخلاص العبر من -بيجر- حزب الله


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - موسى أغربي - سعيد يقطين والعنف العروبي