أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(4)















المزيد.....

ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(4)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 18:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول فيورباخ:"الانسان هو الذي يصنع الدين وليس الدين هو الذي يصنع الانسان".وبعدها يجسده لاهوتا مفارقا اسمى منه ويعبده،وهذا جوهر اغتراب الانسان،الاغتراب اللاهوتي.ولكن لم يصنع الانسان الدين؟!.يصنعه ليس ترفا كماليا،بل هو تلبية لحاجة نفسية-روحية تتعلق بعاطفته ووجدانه بمواجهة موته!.فلو افترضنا ان حياة الانسان دائمة لاتنتهي،لما خلق الانسان دينا ابدا!.وربما طرح فكرة(الموت)كضد لحياة خالدة!.وهذا ديدن الانسان مع حاجاته ورغباته.فالدين يشكل للانسان طريق معبد سالك وآمن ومفتوح،يحل مأزقه،ويهدم جداره الصلب المغلق الذي ترتطم به حياته،الا وهو موته-مآل وجوده.يبدأ تاريخ الموت منذ لحظة الولادة.كما قال هيجل.فالانسان منذور للعدم،وماحياته سوى معبر قصير او قنطرة من الدنيوي الى الآخروي!.وماذكره هيدجر قريب من هذا:"الانسان موجود للموت"!.الانسان هو حيوان خائف فهو أكثر الاحياء خوفا يخيفه:عناصر الطبيعة المبهمة والمعادية،يخيفه الحيوانات الكاسرة والمفترسة،يخيفه العلل والامراض والاختلالات في عقله وجسده،وأخيرا،بل اولا خوفه الاكبر من الموت،موت جسد الانسان،ورؤية ذلك ولمسه كحقيقة ثابتة تتكرر يوميا،ويتم معاينتها كمصير قدري شامل لاراد له ابدا!.طبيعة معادية وقاسية،وبايولوجيا هشة قابلة للكسر والفناء،وموت يتربص ويعد الايام.كل هذا أجبر الانسان على التفكير الجاد،وشحذ مخيلته من أجل خلق وايجاد السبل العملية والنظرية للتخفيف من،او منع التأثيرات المسلطة على وعيه من ظواهر طبيعية ووجودية تضغط عليه بكوارثها ونكباتها وخساراتها المدمرة.ومن هنا أنبثق من مخياله المبدع،وتفتق فكره عن خلق مهول من أساطير وخرافات وعوالم ويوتوبيات،الخ من غرائب وعجائب وفنتازيا الاديان والمعتقدات.وفي المحصلة خلق الانسان الفنان كون شاسع من تجليات ومظاهر واشكال الدين،وغربها كقوى خارجية وسامية ومسيطرة تحكم العالم بكل مخلوقاته وفي مقدمتها الجنس البشري،و كانت النتيجة مبهرة سيطرت ونفذت الى كل خلية من عقول معتنقيها ووارثيها.ولايهمنا هنا او يعنينا التعريج او التوقف عند تاريخ تطور الاديان والعبادات التي ابدعتها الشعوب عبر التاريخ المدون،ومدى اتساقها او تنافرها،او معقوليتها ومنطقية طقوسهامن:أرواحية وطوطمية،ووثنية،وتوحيدية،الخ،في ثقافات الشعوب وفي بيئاتها الجغرافية،وعلى مدى محطات تاريخها،والتي صاحبت تاريخ الانسان منذ بداية وعيه الذاتي وادراك محيطه البيئي الذي وجد نفسه فيه.لن نستعرض ذلك بقدر مايهمنا التركيز على العلل والاسباب التي دفعت الانسان ليفكر ويتخيل أجوبة صعبة على اسئلة أكثر صعوبة!.اجوبة وانساق من سيناريوهات الخلق واصل العالم،ولماذا يولد ويموت الانسان،ومن أين اتينا والى أين نحن ذاهبون؟!وهل يشكل الموت نهاية،او هو مجرد بداية او مرحلة من الدراما البشرية الخالدة.صنع الدين سرديته الروائية،اساطيره،تراثه المتراكم،الايمان الراسخ بماجاء به او سطره،الخ.كل ماصنعه الانسان وخلقه من آخرويات وعوالم ما بعد هذا العالم خفف وقلل من الخوف والفزع وزرع نوع من السكينة في قلب الانسان المرتجف.فلاخوف من الموت،فهناك حياة آخرى،وايضا خالدة ،وهذا عز المنى والطلب!.فالموت ليس آخر المطاف، بل محطة سريعة لعالم سرمدي جميل.ومع الدين ازدهر الامل وانتعشت نرجسية الانسان بوجود حياة آخرى ممتدة خالدة كتعويض ومكافأة على وجود زائل وعرضي.وفكرة البعث اوالتناسخ هي فكرة مركزية في كل الاديان والاساطير سواء في ديانة البراهما او الزرادشتية او المصرية او الرافدينية..
كان خلاص الانسان من معضلة العدم هو من خلال قدرته الذهنية والتخيلية الواسعة في صنع واستحضار وجود حياة آخرى بعد موته ليحيا من جديد بعد القيامة الجماعية في الكرنفال الدينوني الاكبر!.فكان أنبثاق براعم وسنابل وأرهاصات الميثولوجيا والاديان الاولى.وبأختصار:كان الموت هو حقا هو من خلق الدين أساسا!.عملية قلب المعادلة الوجودية من خلال مدماك الدين كانت عملية عبقرية انسانيا وبالغة الذكاء والعملية لمسألة مهمة ومصيرية كالعدم.فجعلت من الموت وبقدرة قادر هي بداية مجيدة،وليست نهاية تافهة!.بداية تتسم بالدوام لحياة خالدة منعمة،وليست اعدام حزين!.فأضفى المعنى العميق والجدوى القيمة والغاية الالهية العظيمة لدراما الخلق والتكوين،على الحياة القصيرة القميئة!.فتصور التصميم والتدبير لهذا العالم الكوني الشاسع،وزعم ان وجوده على الارض مرحلة انتقالية-ترانزيت-من عالم الى عالم آخر بعد البعث ونهوض الموتى من قبورهم بعد النفخ في الصور!.ولكي تكون بانوراما الكوميديا الماورائية مكتملة العناصر والتفاصيل الميلودية.جاء بأهوال مابعد الموت الامتحانية،وماقبل القيامة!.الا وهي:تلك المحاكمة التي تجري داخل القبر،وما يصاحبها من أهوال ومحن وكما صور له مخياله السحري!.فالانسان ولانه منفصم ذاتيا بين حياة تشده ماديتها وحسيتها ومتعها ولهوها،وبين أطياف وأوهام تدفعه نحو ابتداع صور قامعة ومتسلطة وكابتة وضابطة،ويما يولده عقله وخياله من أشباح وتصورات وأخيلة تترصده حتى داخل رمسه!.وهذا مايناسله الدين بتشظيه وتفجره وتداعياته وتفريعاته المتمددة،فيستمر الانسان وطيلة حياته التي يخيم ويهيمن عليها الدين بمراكمة الرعب والهلع،فلايكتفي بالحساب يوم القارعة فقط،بل زاد عليه ذلك الامتحان التمهيدي الذي تجري وقائعه داخل القبر مع الميت حديثا،وهو ما أطلق عليه ايديولوجيو الدين تسمية سادية للتخويف والارعاب:(عذاب القبر)!.وهي محاكمة كافكوية لميت،متهم بريء لافرق!.كل هذا لرفع منسوب التحكم والسيطرة والطاعة والاستسلام لترهات الكهنوت وكهان الزور!.وحتى تكتمل دراما الموت بعرضها المسرحي،خلقت كائنا خرافيا هو المكلف بأنهاء حياة البشر،وهذه العملية الدينية-كانت بايولوجية،واستحوذ عليها الدين!-التي يطلق عليها دينيا:عملية قبض الارواح!.هذا الكائن المكلف بقبض الارواح،وهو ملاك متخصص ملاك الموت:(عزرائيل)!.وهذا التخصص تطوري كان من ضمن مهمات الالهة،كحرف او اختصاصات للالهة في الاساطير التعددية،حيث كان لكل اله تخصص معين:اله البحر،اله الريح،اله البراكين،اله الموت،الخ.فتحولت تلك المهام وبعد انتشار التوحيد الى جنس الملائكة بعد ألغاء تعدد الالهة،واصبح هناك اله واحد له مؤسسات منفذه ومن ضمنها:مؤسسة الملائكة تلقى عليها مسؤليات ادارة العالم لصالح وبأمرة الله،وملاك الموت وظيفته هي نزع الحياة من البشر عندما يقرر الله تصفيتهم جسديا،فينفذ عزرائيل الامر الالهي!.شخصنة الموت وجعله كائنا حيا، وتجسيده كملاك منفذ للموت يقوم باعدام الانسان بعد ان يقرر ذلك الاله الخالق،يعني ان ليس هناك من حدود او عوائق تمنع الخيال من المضي الى ماوراء العقل والمنطق والواقع!.ولان حياة الالهة خالدة كماتصورها الانسان،فقد طمع لان تكون حياته كذلك كحياة الالهة،ولكونه لايستطيع تحقيق ذلك واقعيا وفعلا في حياته الفانية،فحققه بالخيال على الاقل في عالم اليوتوبيا الخيالي اللامعقول،والذي جعل منه الدين حقيقة ايمانية مقدسة لاشك فيها وعد بها الرب عباده المتقين،فأكتملت الدائرة الالهية-البشرية!.
.........................................................................................................................................................................................................
يتبع...

وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(3)
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(2)
- ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(1)
- اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.
- بيضة الديك!.
- تشرنيشفسكي..و.سؤال العمل!
- التفاحات الثلاثة!.
- الثور الرمادي!.
- السباراتاكوسية الخالدة روزا لوكسمبورغ..
- ماهية السياسة!.
- تحيا السيدورية!.
- -لو دامت لغيرك ماوصلت اليك-!.
- الإيروتيكا الشبقية بين الروح والجسد!.
- سيرورة باسلة!.
- الاشكال في السؤال؟
- لامخرج!
- مغادرة!
- اطلقوا النفير!
- صيرورة
- السياسة والاخلاق


المزيد.....




- الدفاع السورية تعلن مقتل 5 عسكريين في هجوم إسرائيلي قرب الحد ...
- مصر.. مقتل ضابط حصل على ترقية قبل عام (صور)
- الجاسوس المحتجز في شبه جزيرة القرم كان يحصل على أجره بالعملة ...
- الأعنف منذ 173 عاما.. إعصار -هيلين- القوي يضرب فلوريدا (فيدي ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 88 وجرح 153 في الغارات الإسرائيل ...
- لماذا تثير كبسولة -ساركو- التي تساعد على إنهاء الحياة الجدل؟ ...
- هاريس تؤكد لزيلينسكي دعمها -الراسخ- لأوكرانيا وتنتقد دعاة اس ...
- ما هي أدوات إسرائيل في ممارسة الحرب النفسية؟
- -مثل كيّ النار-.. جرحى غزة يصفون أثر البلاتين في عظامهم
- رئيس فنزويلا يدعو الجيش لاستخلاص العبر من -بيجر- حزب الله


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(4)