أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ديار الهرمزي - التورانيين والآريين عبر التاريخ














المزيد.....

التورانيين والآريين عبر التاريخ


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 20:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ أكثر من القرن حاول اعداء المنطقة زرع الفتنة بين الشعوب المنطقة ،ولكن الاواصر بين هذه الشعوب أقوى من فتنتهم.

ورغم أن أعداء المنطقة حاولوا استغلال الانقسامات الطائفية أو العرقية إلا أن قوة الروابط الإنسانية والتاريخية تفوقت على تلك المحاولات وما زالت الشعوب تصر على وحدة المصير والعيش المشترك.

بوجود العقلاء والحكماء في المجتمع لا يُسمح لأي نوع من الفتنة والكراهية بأن يأخذ مكانًا بين الشعوب.

العقلاء هم من يحملون رؤية طويلة الأمد ويدركون أن الانقسام والكراهية لا يؤديان إلا إلى التدمير والتراجع.

في المقابل يعملون على تعزيز التفاهم والحوار والتعايش السلمي بين مختلف الأطياف

التورانيين (الترك والتركمان والشعوب المجاورة في آسيا الوسطى) والآريين (الهندو-إيرانيين ومنهم الفرس والكورد وشعوب شبه القارة الهندية) عاشوا بالفعل معًا منذ آلاف السنين وتفاعلوا على مستويات متعددة، وهو ما خلق روابط قوية بينهم على مر التاريخ.

عبر العصور، شهدت هذه الشعوب فترات من الحكم المشترك والصراع والتبادل الثقافي.

في بعض الفترات كان التورانيون والآريون متحالفين وفي فترات أخرى كانوا في حالة حرب.

نتيجة لذلك، تأثرت ثقافات كل منهما بالآخر وانتشرت تقاليد اجتماعية وفكرية ودينية مشتركة بينهما.

حكمت بعض السلالات التورانية مناطق كانت تحت سيطرة الآريين وبالعكس.

على سبيل المثال، الإمبراطورية السلجوقية التركية حكمت ايران لفترات طويلة وهذا خلق نوعًا من الامتزاج بين الثقافة التوركية و الشعوب الايرانية.

الزواج بين أفراد هذه الشعوب كان شائعًا خاصة بين الأسر الحاكمة والنخب.

هذا النوع من التزاوج ساهم في نقل الجينات والموروثات الثقافية عبر الأجيال.

تداخلت اللغات بشكل كبير بين هذه الشعوب.

اللغة الفارسية، على سبيل المثال، تأثرت باللغة التوركية وبالعكس.

حتى في شبه القارة الهندية هناك تأثر واضح بين الفارسية والهندية والتوركية نتيجة لتفاعل الآريين مع التورانيين في فترة حكم المغول.

بعد انتشار الإسلام أصبح كل من التورانيين والآريين جزءًا من الحضارة الإسلامية.

هذا أثر بشكل كبير على اللغة والأدب والفكر وحتى الفنون.

الدولة العباسية والدولة العثمانية، اللتان كانتا مزيجًا من عناصر تركية وفارسية وآرية، مثال على هذا التداخل الحضاري.

على مدى آلاف السنين من التزاوج والتفاعل الاجتماعي تأثرت الجينات بين التورانيين والآريين.

هذا التداخل الجيني كان نتيجة طبيعية للتفاعل المستمر حيث اندمجت الشعوب بعضها ببعض، ما أدى إلى خلق مزيج من السمات الجينية بينهما.

هذا التمازج يظهر بوضوح في التنوع البيولوجي للشعوب التي تعيش في المناطق التي سكنها التورانيون والآريون معًا.

كلا الطرفين، التورانيين والآريين، كانوا أصحاب حضارات عريقة ومزدهرة.

الحضارات الآرية مثل حضارة الفرس والإمبراطورية الأخمينية والساسانية.

كانت من أعظم الحضارات القديمة التي أثرت في مجالات العلوم والفنون والإدارة.

بالمثل، كان للتورانيين دور محوري في تأسيس إمبراطوريات عظيمة مثل الإمبراطورية كوكتورك البلغار الخزر والهون السلجوقية والعثمانية.

وهي إمبراطوريات امتدت عبر مناطق واسعة في آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا. هذه الإمبراطوريات كانت جسورًا لنقل المعرفة والثقافة بين الشرق والغرب.

التورانيين والآريين عاشوا معًا وتفاعلوا على مر التاريخ، وهذا التفاعل أثر بشكل عميق في الحضارات التي شكلوها.

تزاوجهم وتداخل لغاتهم وثقافاتهم ساهم في خلق روابط متينة وكانت لهم مساهمات كبيرة في الحضارة الإسلامية.

بالإضافة إلى ذلك، التداخل الجيني الناتج عن هذا التفاعل يعكس مدى التقارب بين هذه الشعوب.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل اللغات هندوايرانية
- جمال الأخلاق اساس الحياة الجميلة
- المؤرخ الروسي ديمتري تشيرنيشيفسكي: جميع طبقة الأرستقراطية ال ...
- الحضارة تُقاس بمدى تقديرها لقيمة الإنسان
- ليست بالضرورة التعلم كل فلسفات والأفكار والأديان والثقافات
- ما هو ميزان الأخلاق
- الفلسفة الديالكتيكية/ الفلسفة الجدلية
- التوركمان في العراق وسوريا يفتقرون إلى الكتاب
- الفلسفة الشعبية هي انعكاس لروح المجتمع وتجاربه الحياتية
- دكتاتورية الرؤساء الاحراب في مجتمعاتنا
- التخلف السياسي في مجتمعاتنا
- العبادة الحقيقية واليقينية هي جوهر الحياة الروحية للإنسان
- ما هي نظرية الإزاحة؟
- ما الذي جعل العراق في هذا الوضع المزري
- تسقيط الشرفاء من العلماء هو طعن بالثقافة
- في كل أزمة، يظهر الانتهازيون
- تحويل الحركة التحررية إلى العنصرية دليل فشل الحركة
- السياسيون الصدفة ليسوا مجرد مشكلة عابرة
- التمييز بين السياسي الطيب والخبيث
- يجب اختبار كل من يحمل العمامة لنمييز بين الخبيث والطيب


المزيد.....




- مصمم يتخيل فندقًا من -مكعبات الثلج- في وادي -طيب اسم- بالسعو ...
- وزير الخارجية اللبناني: نرفض الحرب وبلادنا تعاني من أزمة تهد ...
- تقرير يوضح التحديات والفرص أمام الجيل القادم من المانحين في ...
- -ولدا معًا وقتلا معًا-.. الغارات الإسرائيلية اليومية تستمر ف ...
- مراسلتنا: دوي صافرات الإنذار واعتراض القبة الحديدية رشقة صوا ...
- خبراء أمريكيون يحذرون من رد روسيا إن تعرضت لقصف أوكراني بموا ...
- إيران لا تريد ضمان أمن حزب الله
- معرض -ADEX-2024- للصناعات الدفاعية يكشف عن أحدث النسخ لمسيرة ...
- روسيا تختبر غواصة جديدة حاملة للصواريخ المجنحة
- معرض جديد في أمستردام يكشف عن روائع الفن البرونزي الآسيوي


المزيد.....

- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ديار الهرمزي - التورانيين والآريين عبر التاريخ