أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - تنَاصّ حواري ل فاطمة شاوتي مع نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -رَمْلٌ وَ عَصَافِيرُ-














المزيد.....


تنَاصّ حواري ل فاطمة شاوتي مع نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -رَمْلٌ وَ عَصَافِيرُ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 11:22
المحور: الادب والفن
    


تأملات على هامش نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم
"رَمْلٌ وَ عَصَافِيرُ"
بنص
"حُبٌّ فَلَسْطِينِيٌّ"

تناص إبداعي حواري تحت عنوان :
"حُبٌّ فَلَسْطِينِيٌّ"
بقلم الأستاذة فاطمة شاوتي:

"أتأمل قامتك في كل الوضعيات وبكل السعرات أقيسُ حرارة خطوك في كل الأمكنة، أمسك المطر من أذنيه فيصاب بصمم موضعيٍّ، تتالّق
الكلمات في مقامات المشي...
هي الطريق إلى" أُورْشَلِيمَ" تحفّها عيون المطر
تحرسها قرابين الآلهة يمشي رفقتها الصمت ترقن بآلة النّقْر :
هنا مرّشاعر !
هنا تأمّل الكون !
هنا التقى الرب !
هنا تنهّد على أسوار "أَرِيحَا !
كانت" بِتْرَا" تنظر من بعيد،
تحمل قلبها يترقرق نزيف الذكريات المثخنة بعصافير الدّوْري، تمدّ يديها إلى برتقالة يُقشّرها دمع عينين غائرتين في جراحات الماضي...
تابع المسير
أحاطت به العصافير، حمل الدّوْري خريطة الأحزان، أرشده إلى وجهه، التقط حبّاتِ عرق زناداً لطريق ماتزال قاسيةً على عينيه...
طوّعت قدماه المشقوقتان بنزوة اللقاء مكابح الوجع وكتب في مذكرة الهواء:
هنا نزلتُ ضيفاً على المسيح !
كبّرَ وشهّدَ وامتلأ بالرب زغاريد من
حناجر الصخرة، صاغ بغفوته سقف الأحلام للْأحبّاء الموتى...
حيّ الرجلان بعضهما واحتسيا الجرح في كبرياء النخل الممتدّ في قامته،
ألقى قاذفات على جسد أنهكته انتصارات الهواء على ملوحة البحر...
ظلّه نام على قِرْبة ظمْأَى، ظلّلته قطرات عينين مبعدتين في ريش حجَل ضاع في مزرعة التيه زمنا لايُحتسب...
سكن إلى ركبتيه
اسْتلف مني جلدي ونام على عصا "موسى" يتذكر كيف التقى هنا جبلا شقّ السماء واستنطق الرب...؟
استشاره في المبيت ليلة أو أكثر تحت قبّة غيمة وارفة الأهداب، يستدفئ بها
يلتقط من مسّامه سنبلة فوّاحة يطعم بها قافلة من حجيج العشق...
تتسول شرايين أتلفها رماد الطرب أطل عاشق القمر والأرض من زعانف القلق والضجر وقال :
هيّوا ! ليس هنا مكان للزوَغان في قشور الثعبان ولا في مآقي الحرباء..
استدرْت حولي رمقْت نجمة داوود تحت جلدي وخزتْني
وجدت ظلي كنيسة قيامة وجسدي صار جدارا عازلا لرصاص الحب...
رحل المخيم بالقادم من الشعر إلى الشعر على موجات مطر
يمطر
يمطر
ولاينتهي على حافة هذيان الورد...
تمسك امرأة ببقايا قميص "يوسف" على عطش بئر ترشف عرقها لتنسى أنها امرأة المنفى...

النص:

رَمْلٌ وعَصَافِيرُ//
بقلم: فريد غانم
****
(1)
في الطَّريق من أورشليم، على أَصداءِ الشَّفيرِ الذي ما زالَ يهدمُ أسوارَ أريحا، اتّكأْتُ على طاولةٍ من الرَّملِ. كانَت عصافيرُ الدُّوري تزغردُ لي، في فضاءٍ خارجَ الأعراسِ، وتلتقطُ ما تناثرَ من فُتاتِ وجهي.
(2)
هُناك، قربَ الدَّيْر المختبِئ من الشَّارع السَّريع خلفَ نَخلتَيْن عجوزَين ومئةِ أكذوبةٍ، مرَّ قِدّيسٌ من الورَقِ على صهوةِ ليثٍ من شَعْرِ الماعز. وعلى قارعةِ الشّارعِ السَّريعِ وقف شرطيُّ مرورٍ، بلا قَلْبٍ، فوقَ جثَّةِ عُصفورٍ. قالَ: سقطَ العصفورُ عن ناطحة سحابٍ في مانهاتن.
لم يكُنْ هناك سِوى دَرَجٍ من الهواءِ المالِح.
(3)
بحيرةُ الجليل مسيّجةٌ بالقِطَطِ المُهجّنةِ والجُرذان وأكياسِ النّايلون. أمسِ التقيْتُ المسيحَ يمشي على سطْحِ البُحيرة الواقفةِ على رأسِها:
في يدِه هيكَلُ سَمكَةٍ قديمةٍ تتنفّسُ الصّعداء والأدخنةَ، وفي اليدِ الثّانية بقايا رائحةِ رغيفٍ غابرٍ. قال لي:
"ظلّ جرحي مفتوحًا، فحطّت عليه أسرابُ الذُّباب."
(4)
في المغارة التي جامعَ فيها لوطٌ ابنتيْهِ، كان النّبيذُ ما يزال مدلوقًا على الصَّخرِ، تحت لافتاتٍ تجاريّة. سيّارات نفّاثةٌ تركَت غبارًا على الوقتِ الواقفِ تحت الشّمسِ واختفَت خلفَ المُنعطف. في ذيلِ الوثيقةِ الأخيرةِ سجَّلتُ حُزنيَ على التّاريخ المصابِ بالهَذَيان.
ثمّ، حينَ استوطَنَتِ الصّحراءُ في قلبي، اتّخذتِ الإغواءاتُ لونَ الوردِ القاني وشكلَ البنادِقِ. قال لي حارسُ الكهفِ:
رحلَ الشّيطان من هُنا وسكنَ في قُصور الزّجاج. فقمتُ ومشيتُ نحو القُدسِ، يبلّلني مطرٌ بعيدٌ وغيمةٌ من الرّمل.
(5)
على أبواب أريحا الجنوبيّة، تجلس كومةٌ من الحجارةِ منذُ ثلاثةِ آلاف عامٍ. عجوزٌ بفستانٍ مُستقرَضٍ من أخر طيفٍ ظهر هنا، تجرُّ حمارةَ "بلعامَ"، المحمّلةَ بجهاز تلفزيون بالأبيض والأسود، تنزلقُ من الجبلِ الأقرع، وتدخلُ في تجاعيد الأرض المَحروثة.
شمسٌ تخرجُ من خيوطِ حكايةٍ ما زالت واقفةً فوقَ خوذةِ بن نون.
هناك، أبحثُ عن جبيني، فأراهُ قد تبخَّرَ في فضاءِ المُخيَّمِ.



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم حِكَايَةُ ...
- حوار تفاعلي بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ فريد غانم من خ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -زَلْز ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -مَاأَنَا ...
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم - حَرْ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي حول نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري - ال ...
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -لُبْ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْحُلْ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصّ ...
- مقاربة تناصّية لفاطمة شاوتي مع نص الشاعرة التونسية مفيدة الص ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصَّائِ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الرَّغِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -أَتْبَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -طِفْلَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْكُرَة ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -مَازَالَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المصرية سمر لاشين -أُدَخِّنُ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري أحمد عبد الحميد -وَلَيْ ...
- قراءة سجالية بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ المختار الحمر ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -فِي ...


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - تنَاصّ حواري ل فاطمة شاوتي مع نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -رَمْلٌ وَ عَصَافِيرُ-