أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء الثاني والثلاثون)














المزيد.....

جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء الثاني والثلاثون)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 00:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وإذ نتعامل مع ماهية علاقة، لا نريد معاينتها أو إقامتها هنا وهناك على أساس أنها واقعة. وحتى لو كان الأمر كذلك، فيجب علينا أولاً أن نعرف ما هذا الذي يجب بعد ذلك معاينته. ولكن إذا نظرنا إلى علاقة في جوهرها، فهل يجب علينا أيضا، كما في حالة المعاينة، أن نلتزم بأعضاء هذه العلاقة؟ خلال التعامل مثلا مع جوهر "اللاهوية"، هل يجب علينا أن نلتزم بهذه الطاولة وبهذا المصباح؟، أو هل نعاين، بالإضافة إلى هذه الأخيرة، لاهويات أخرى (البيت والشجرة، المثلث والقمر، الخ..)؟ يمكننا ان نجيب كما هايدجر بلا. لإدراك جوهر اللاهوية، لا يهم أن لنعرف على اي لاهوية محددة لأي لامتماثل محدد نبقي أعيننا ثابتة ونأخذها كنموذج. ومن ناحية أخرى، ما يزال يتعين علينا أن نبقى تحت النظر الأعضاء النسبية لأننا لا نستطيع تجاهل هذه. الأعضاء. هكذا، من خلال تحديد جوهر علاقة، لا نكون بالتأكيد مجبرين، كما في حالة معاينة علاقة محددة وفي متناول اليد بين موجودات-هنا-أمام محددة، على أن نلتزم بهذه الأعضاء النسبية المحددة، ولكن يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار بدقة هذه الأعضاء النسبية كما هي، أي- أي كنسبية، في علاقتها ذاتها.
لا يهم ما إذا تم تشكيلها فعليا بهذه الطريقة أو تلك - هذا الاحتمال لمحتواها لا يعني أنه لا يبالي، في توضيح جوهر الوجود النسبي كما هو، بأن يأخذها بعين الاعتبار أم لا. لذلك لنحاول قدر الإمكان تطبيق ذلك على مشكلتنا. في السؤال عن ماهية الحرية الإنسانية - على الأقل طالما أننا نأخذها كأساس للمفهوم السلبي - نسائل استقلال الإنسان عن العالم وعن الله. لا نسعى إلى إثبات ما إذا كان هذا الإنسان أو ذاك مستقلاً عن هذا العالم أو ذاك، عن هذا الإله أو ذاك، ولكننا نسعى إلى جوهر استقلال الإنسان كما هو تجاه العالم والله كما هما.
إنما بالضبط عندما نريد إدراك جوهر هذه العلاقة، هذا الاستقلال، يجب علينا أن نسائل جوهر الإنسان وكذلك جوهر العالم والله. ما إذا وكيف يمكن إجراء مثل هذا المساؤلة ودعمها، يبقى ذلك رهينا بتوضيح لاحق. لنحتفظ ببساطة من التأملات المذكورة أعلاه، بما يلي: من الاستقلال كعلاقة سلبية، يبنبثق،إذا جاز التعبير، هذا الذي يكون تجاهه الاستقلال، ولكن لا يترتب على ذلك أن اعتبار جوهر الاستقلال يمكن أن ينبثق أيضًا من اعتبارهذا الذي يكون تجاهه الاستقلال ما يكون. بل على العكس تماماً: لأن الاستقلال تجاه كذا-وكذا.. علاقة، لأنه يعود إليها باعتبارها كذلك أن تكون مرتبطة بالعالم والله، ولهذا السبب على وجه التحديد يجب أيضا أن يؤخذ هذا ال "عن ماذا" يكون الاستقلال في الاعتبار، يدرج في الثيمة. باختصار، ما ينطبق على المحتوى الأساسي للعلاقة، ابتعاد، انفصال عن .. - لا ينطبق على الاعتبار الأساسي لهذه العلاقة نفسها التي سنقوم بتوضيحها لاحقا.
تمهيدا لهذا الوعد، نتناول البعد الثالث من خلال التوضيح الرسمي لـ”الحرية الإيجابية” عن طريق الإشارة إلى “الحرية” المتعالية” و”الحرية العملية” عند كانط. وحتى الآن، بعد ان بينا المهمة والثيمة وطريقة تناولها، توقفوا عند المفهوم السلبي للحرية. وليس من قبيل الصدفة أننا بدأنا من هذه "الحرية السلبية". بالفعل، حيثما تنشأ معرفة بالحرية، تُعرف هذه الاخيرة أولاً بالمعنى السلبي، كاستقلال عن.. هذا الفرض للحرية السلبية، وربما للسلبي بشكل عام، يفترض أن الوجود-الحر يختبر كصيرورة-حرة من إكراه أو رباط. يؤكد هايدجر أن الانعتاق، رفض السلاسل، طرد القوى المهددة تجربة أساسية للإنسان، من خلالها تأتي الحرية بالمعنى السلبي إلى وضوح المعرفة.
سلط هايدجر الضوء على هذه التجربة في تاويله للقصة الرمزية عن الكهف حيث كشف أفلاطون عن العلاقة الحميمة بين المعرفة والحرية. أمام هذا التحديد الواضح نسبيا، وحتى الأحادي المعنى والأكيد على ما يبدو، للحرية السلبية، تبدو سمة الحرية الإيجابية تبدو على العكس غامضة ومتعددة المعاني. إن "تجربة" هذا الأمر عائمة، خاضعة لتغيرات خاصة. ليست فقط التصورات الخاصة عن الحرية الإيجابية هي التي تكون متنوعة ومتعددة النعاني، ولكن حتى مفهوم الحرية الإيجابية بشكل عام غير محدد، وهذا بالخصوص إذا قصدنا الٱن مؤقتا بالحرية الإيجابية الحرية اللاسلبية.
يفيدنا الخطاب الهايدجري بأن الحرية اللاسلبية يمكن أن تعني شيئين: (1) حرية إيجابية في مقابل حرية سلبية؛ (2) حرية ليست لا سلبية ولا إيجابية، لا هذه ولا تلك. سنختار هنا، كما فعل هايدجر، بالنسبة لبقية تحليلاتنا التحضيرية، مفهوما محددا جيدا عن الحرية الإيجابية.
بحسب هايدجر، تعني الحرية السلبية.. حرية من .. الإكراه، أن تكون منعتقا، بمنأى عن هذا الإكراه. الحرية الإيجابية لا تعني مثل هذا الابتعاد عن ..، بل تعني تحولا إلى..؛ تتمثل الحرية الإيجابية في أن تكون حرا لأجل.. أن تقوم منفتحا لأجل..أن تترك ذاتك تتحدد ب.. أن تتحدد وتتوجه إلى.. هنا مرة أخرى ، تصبح عودة الروح التي تحدث عنها أفلاطون مضيئة. الحرية الإيجابية، بهذا التعريف، تتضمن فكرة أن تحدد تصرفك الخاص من تلقاء ذاتك، أن تعطي أنت بالذات قانونا لتصرفك. إنما بهذا المعنى للتحديد الذاتي فهم كانط بشكل إيجابي الحرية، ثم، بعمق اكثر، ك"نشاط ذاتي- (عفوي) مطلق". حددها ك"قدرة" في الإتسان على أن "يتحدد من تلقاء ذاته".
الإتيان على ذكر كانط في هذا السياق يجب أن يفهم جيدا: لم يكن ذلك من أجل إنتاج حجة ما نعرف أنها مستقاة من ٱراء الفلاسفة، بل فقط لأن كانط يشغل، في تاريخ مشكلة الحرية، مكانة متميزة. فكانط هو الذي وضع، لأول مرة وعلنا، مشكلة الحرية في علاقة جذرية بمشكلات الميتافيزيقا الأساسية. بالطبع، انطوى هذا الظهور للمشكلة في بعدها الأصيل - كما هو الحال دائما وحتما في مثل هذه اللحظات الحاسمة - على انكماش أحادي الجانب. يحتل التصور الكانطي للحرية، كما سبق وأن قلنا، مكانة متميزة ضمن المشكلات الفلسفية.
(يتبع)
نفس المرجع



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج الإعلامي لفاطمة الزهراء المنصوري بصدد -الهروب الكبير- ...
- هل ربحت النقابات معركة مشروع القانون رقم 54.23 ضد الحكومة؟
- اللجنة الوطنية للقطاع الحقوقي للاشتراكي الموحد تعتبر الهروب ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- فاس: النقابة الديمقراطية للعدل تدعو منخرطيها إلى المشاركة غد ...
- ترامب يعاتب بايدن وهاريس بعد استهدافه بمحاولة اغتيال جديدة
- جمعية عزبز غالي تدخل على خط الهروب الكبير لٱلاف الشباب ...
- قراءة متبصرة للأحداث التي وقعت في هذا الأسبوع
- شذرات متفرقات وومضات مختلفات
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الحزب الاشتراكي الموحد يحدد موقفه من عدة قضايا وطنية وإقليمي ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- حصيلة محينة للخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الأمطار العا ...
- الجزائر: تبون يضمن ولاية ثانية كرئيس للبلاد بعد نجاحه في الا ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تستعد لتخليد مرو ...
- سوريا: أب يقتل ابنته القاصر وصديقها في بلدة قنوات
- رسالة من مواطن مغربي إلى هشام جيراندو المقيم في كندا
- سؤال كتابي من النائبة البرلمانية منيب إلى رياض مزور وليلى بن ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...


المزيد.....




- مقتل 11 فلسطينياً على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي ...
- في أول تعليق للحوثيين على قصف تل أبيب بصاروخ باليستي: القادم ...
- مدير وكالة الطاقة الذرية يوضح الظروف المرجح فيها استخدام الأ ...
- أنطونوف: الولايات المتحدة أصبحت طرفا فعليا في الصراع بأوكران ...
- وزير خارجية لبنان يحذر من -الانفجار الكبير- ويقول: الوضع ينذ ...
- عمال مصر يتوجه بالتهنئة الى التشكيل الجديد للاتحاد العام لعم ...
- ضربات إسرائيل وحزب الله.. تصعيد قد يتحول لمواجهة برية تحمل - ...
- منصة -إكس- توقف حساب صحفي نشر -معلومات مسربة- عن فانس
- الإعصار -هيلين- يشتد إلى الفئة الرابعة ويقترب من فلوريدا
- درب الحوثيين في اليمن..من هو محمد سرور الذي اغتالته إسرائيل؟ ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء الثاني والثلاثون)