محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 00:43
المحور:
حقوق الانسان
البوست القادم موجّه للفئران!
عودتي للكتابة بعد طول عدة أمراض
أيها المصريون،
لن تسددوا ديون بلدكم ولو بعد مئة عام،
ولن يمر وقت طويل قبل أن تشتروا مياه الشرب من إثيوبيا بالثمن الذي تحدّده أديس أبابا،
ولن تعود إليكم ذرة من رمال الوطن باعها طبيب الفلاسفة ليشتري بثمنها قصورا واستراحات لعائلته اللعينة،
وسيجوع أبناؤكم عندما يسدد نصف مليار دولار ثمناً للطائرة الرئاسية الجديدة،
وسيبيع ما بقي من غاز وبترول قبل أن يبيع أولادَكم،
وسيقترض من كل الأثرياء حتى تختفي مصر من الوجود،
وستبررون كل جرائمه، وترتعش كل مسامات أجسادكم، وستكفرون بالله مقابل عبادة العجل الذهبي في الاتحادية،
وسيلقي على مسامعكم بخربطات وتفاهات وعباطات وهزليات وأنتم تصفقون،
وسيهين جيشكم وشرطتكم ويغتصب أبناءَكم في السجون والمعتقلات،
وسيجعلكم حفنة من الأصفار باحتقاره إياكم،
ولن تستطيعوا قراءة هذه الكلمات بصوت خفيض ولو كنتم في بروج مشيدة،
وستزعمون أنكم لم تشاهدوا هذا البوست حتى تتمكنوا من الهروب من ضمائركم وأخلاقكم وتاريخكم وأديانكم،
وأخيرا، وأقسم لكم، أنكم ستضطرون إلى الذهاب للقصر الجمهوري لمسح حذاء الرئيس بألسنتكم حتى يقبلكم رسميا ووطنيا ودينيا عبيدا لديه، حتى لو غضبتم من هذا البوست بحجة خوفكم من الأمن الوطني ومن الوشاة والمتعاونين والمخبرين من أهلكم وأصدقائكم !
في هذا البوست القصير كمية غضب أكثر مما في جهنم من لهيب؛ لكنه لن يحرك شعرة يتيمة لمصري واحد، فالمصريون لم يعودوا أحياءَ وقد هربت منهم الروح التي نفخها فيهم رب الكون العظيم.
لا فائدة، لا فائدة، لا فائدة!
أفكر في توجيه مقالاتي القادمة داخل جحر للفئران الميتة؛ ربما توقظها صرخاتي.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 20 سبتمبر 2024
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟