|
الحلقة 2 التحول او- الانقلاب -الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي !! حدث قديم ، وتقييم متأخر
صبحي حجو
الحوار المتمدن-العدد: 8106 - 2024 / 9 / 20 - 02:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وكان من الاسباب التي كنت اهتم بها ايضا ، انني كنت الاحظ واتتبع الرفاق الذين كانوا يعودون من "الدول الاشتراكية "، والذين كانوا يرسلون للدراسة الاكاديمية او الحزبية ، وعند عودتهم كنا نسأل ونحن بشوق كبير ، لسماع الانباء الطيبة والجيدة عن حالة الناس هناك ، وهل هم سعداء كثيرا ؟، والكثير من الاسئلة التي كنا نتوقع ، ان تعطي انطباعا ايجابيا كبيرا كتصوراتنا الفنطازية ، التي كنا نحلم بها ، مع الاسف لسنوات كثيرة . وكنت انا ادقق كثيرا ، في حديث هؤلاء القادمين من تلك الدول واقلبه على كل الجوانب ، ولم يكن يعجبني تفسيري للامر ، اذ كنت استشف من احاديثهم رغم انهم لم يصرحوا ، عن الوضع بما كان عليه الواقع الحقيقي وكما هو ، رغم انهم كانوا يحاولون ان يجملوا ذلك الواقع ، بشكل من الاشكال وحسب اسلوب كل واحد فيهم ، ولكن كان يكفي بعض النباهة لمعرفة الحقيقة . وفي واحدة من هذه اللقاءات ، والتي انا اسف الان من سردها ، ولكن ارى ان الحقائق تفرض نفسها احيانا ، اذ زارنا السيد القوال سليمان سفو ، وهو يتمع بمكانة كبيرة بين الايزيديين ، فهو رئيس مجموعة القوالين الدينية ، وابرز عضو في المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى . وكان قد عاد حديثا من زيارة ارمينيا والتي كانت ضمن ( الاتحاد السوفيتي ) وزار القرى التي كان الايزيديون يسكنونها ، وسألناه الكثير من الاسئلة حول اوضاعهم ، معيشتهم ، ثقافتهم ، علاقتهم بالدولة والحزب الشيوعي ، والكثير من الاسئلة التي كنا نطمح ان نلقى الاجوبة التي كنا نتخيلها او نتصورها ونتمناها في اذهاننا . ولكن الرجل كان صادقا مع نفسه ، ويقدم لنا ما راه وما شاهده وما لمسه ، وبالطبع لم تعجبنا اجوبته ولم نستسيغها ، وانزعج اغلبنا ، وانبريت له انا ، ولم اراعي فارق السن على الاقل !!، بشكل لا يخلو من العصبية واللياقة ايضا ، ما هذا الذي تقوله ؟ !! وبشكل عام نفيت صحة ما سرده لنا الرجل ، وتماديت للاسف ، باتهامه بانه يخدم اعداء الشيوعيين بهذا الكلام عن الشعوب التي هي ضمن ( الاتحاد السوفيتي ) ، وتماديت اكثر من ذلك بان قلت له ، ان هذا الحديث السيء ، انت مضطر بالتصريح به التزاما بالاوامر من الاجهزه الامنية ، ونفى الرجل هذا الامر ، واكد انه يقول فقط وينقل لنا ما شاهده . والان انا اعترف انني نادم اشد الندم على موقفي السيء انذاك والخاطيئ تجاه تلك الشخصية . فقد علمت بعد ذلك بسنوات ، ان القوال سليمان سفو ، كان على حق ، وما تحدث به الرجل كان صحيحا ، ولكن الحقيقة كانت مرة للمؤدلجين مثلنا أنذاك !!! حدث ذلك في بداية السبعينات من القرن الماضي ( 1972 ). وقد اعتذرت له فيما بعد . وهناك وقائع اخرى لمثل هذا الموقف ، الذي استشفيت منها المغزى الكبير من هذا الامر . وانا والحق يقال ، رغم عدم قناعتي ، بما كان يقال من امور سلبية عن واقع الشعوب السوفيتية انذك ، ولكني ورغم انزعاجي من تلك المعلومات ، ولكني لم اكن اهملها قط . انما كنت ادقق فيها واجمعها واحللها مع نفسي كثيرا ، واحيانا الى حد الهوس ، بصراحة كنت قلقا جدا ، على ضياع التجربة التي ضحى من اجلها الملايين ، ويتطلع لها المئات من الملايين من سكنة المعمورة ، ونحن بالنسبة لنا كنا حتى كأفراد او مجموعات مناضلة ، كرسنا حياتنا ، ولم يبقى شكل من اشكال المعاناة والقهر ، اذا لم نكن قد عانينا منها او تجرعناها من اجل انجاح هذه القضية والتجربة !!. فكيف يكون وضعنا ، اذ نرى او نعلم انها وشيكة على الانهيار!!! لهذه الاسباب كنت مهتما جدا بها ، وبكل ما يحيط بها من عوامل النجاج او الفشل . ومن هذه الوقائع ايضا ، كان الحزب قد ارسلني للدراسة الحزبية في موسكو ولسنتين ، في ايلول من عام 1983 ، وبعد وصولي الى دمشق العاصمة السورية ، وبعد شهرين تقريبا ، ابلغت بالتهيئ للسفر بعد يوم واحد ، ولكني ، فوجئت بتأجيل سفري لوقت اخر ، او مع وجبة اخرى قادمة حسب ما بلغت به !! ، ولكن مع الاسف تبين لي غير ذلك فيما بعد ، اذ انهم استبدلوا اسمي بواحد اخر من المقربين ( اللوكية ) لاحد المسؤولين !! . وعلى كل حال تم فيما بعد ، ارسالي الى براغ وصوفيا انذاك وتعويضا لي ، ولاقناعي ، ولكي لا اتخذ موقفا من الحزب او منظمته ، والتي كانت اغلب قيادتها فاسدة في دمشق ، وبسبب موقفهم المعيب تجاهي ، حيث كانت لي مكانة كبيرة بين الانصار الموجودين في دمشق والقامشلي وباعتبار كوني قيادي في الانصار. هؤلاء الانصارالذين كانوا متواجدين فيها للدراسة او العلاج او الاستراحة ، وقد قبلت الامر على مضض ، وتم ارسالي الى براغ ومن ثم صوفيا ، وقد زادت من عوامل التشاؤم لدي ، ولان الاوضاع لم تعجبني في هذين البلدين ، فقد كانت مناسبة مهمة ، لي ان احاول ان اختلط قدر الامكان بعامة الناس ، ورغم عائق اللغة ، ولكني كنت اجيد الانكليزية بعض الشيء ، ، ولكن ذلك لم يحول دون التفاهم والاطلاع على ارائهم ، بخصوص موقفهم مما هم فيه ، ومن اوضاعهم المعيشية وبالتالي من الحزب . وكانت النتيجة سلبية وقاتمة تماما في البلدين ، بالنسبة لي ولرفاقي العراقيين وكان جميعهم من الانصار الذين اكتووا بنار المعاناة . يتبــــع
#صبحي_حجو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التحول ، او الانقلاب الفكري الهام والكبير الذي حدث لدي !! ال
...
-
التحول او - الانقلاب - الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي !!
-
التحول او- الانقلاب -الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي !!
-
14 تموز الحدث البارز، هل هو انقلاب او ثورة ؟ وما التقييم الص
...
المزيد.....
-
شاهد كيف حاصرت سفن حربية صينية تايوان بشكل كامل
-
شيريل كول شريكة ليام باين السابقة تدين التقارير -البغيضة- عن
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن توغل قواته لأعمق نقطة في جنوب لبنان
-
مراسلة RT في لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف الشويفات في محيط ا
...
-
الجامعة العربية ترفض تصريحات إيرانية بحق لبنان: -لا محل لفرض
...
-
حصيلة انفجار صهريج وقود في شمال نيجيريا ترتفع إلى 170 قتيلاً
...
-
إيران تطلق تدريبات بحرية مشتركة مع روسيا وعُمان لتعزيز الأمن
...
-
سجال دبلوماسي وخلافات علنية بين أردوغان وشولتس بشأن إيقاف إس
...
-
كاتب إسرائيلي يعلق على لحظات السنوار الأخيرة ويطلق عليه اسما
...
-
ليس الديكتاتور المجنون زيلينسكي.. صحفي إيرلندي يوضح من وضع
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|