أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي حجو - التحول ، او الانقلاب الفكري الهام والكبير الذي حدث لدي !! الحلقة 3















المزيد.....


التحول ، او الانقلاب الفكري الهام والكبير الذي حدث لدي !! الحلقة 3


صبحي حجو

الحوار المتمدن-العدد: 8106 - 2024 / 9 / 20 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولم نترك الامر جانبا ، او نهمل هذه المواقف ، فقد كنا نجادل الاساتذة المحاضرين في هذه القضايا ونطرح عليهم هواجسنا وقلقنا عليهم ، وكانت اجوبتهم تبريرية ، وهم كانوا مضطرين الى ذلك بسبب القبضة الحديدية للحزب ، كنا نشعر بذلك وكنا نحزن لهم وللوضع ايضا .
وبصراحة لم يقتصر عملنا على ابداء الملاحظات للاساتذة فحسب ، وانما اجتمعنا انا ورفيقين من المجموعة العراقية ، وكنت انا مسؤولا للمجموعة العراقية ، في كلا البلدين ، مع مسؤولة المدرسة الحزبية في براغ السيدة بوكورنا ، وتحدثنا لها عن ملاحظاتنا وهواجسنا وقلقنا ، وسلمنا لها مذكرة من عدة صفحات
، وكذلك الحال ، في صوفيا عاصمة بلغاريا . فقد كان الوضع اسوء قياسا بجيكوسلوفاكيا ، خاصة انه صادف اثناء وجودنا في تلك السنة 1984 ، حدوث مشاكل بين الدولة او السلطات البلغارية والاقلية القومية التركية ، مما حدا بالدولة لاصدار تعليمات ، لم نستسيغها نحن ، ولان وضع الاكراد في بلدنا كان يشبه وضع الاتراك في بلغاريا ، وكان النظام العراقي قد سمح بحقوق افضل من تلك التي للاقلية التركية ، ولهذا ناقشنا اساتذتنا كثيرا حول هذه القضية خاصة والقضايا الاخرى ايضا عامة . وكنا نشعر ان الاساتذة كان اغلبهم متجاوبين مع اطروحاتنا ، وفي نهاية دراستنا ، قدمنا لهم مذكرة من 16 صفحة ، تضم كل ملاحظاتنا وقلقنا وهواجسنا وانتقاداتنا تجاه اوضاعهم .
ومن نافل القول ان اسرد حادثة وقعت بيني وبين رفاق قياديين من محلية لواء الموصل ، حيث لم تكن انذاك تسمية المحافظة قد صدر، وقد كانت في نهاية 1968 وبداية 1969 ، ومع الاسف لا اتذكر االتاريخ بالضبط ، اذ كانت لي بعض الملاحظات النقدية لـ( الاتحاد السوفييتي ) كنت قد جمعتها من هنا وهناك ومن المجلات التي كانت تصلني بانتظام ، وكنا ، انا والرفيقين المرحومين صديق عقراوي( ابو ازاد ) الذي كان عضو محلية الموصل ومسؤول منظمتنا ، والرفيق المعروف والمحبوب عادل سليم ( ابو شوان ) الذي كان قادما من لجنة الاقليم ، للاشراف على اجتماعات المنظمات المحلية ، تهيئة للكونفرانس الحزبي الذي كان سيعقد في اوائل 1969 ، والذي كان انذاك شيئا مهما جدا بنظرنا نحن الحزبيون ، والذي اعتقد انه كان اول كونفرنس ، بعد المؤتمر الاول للحزب ، وكنا في جلستنا تلك نتبادل الاحاديث حول وضع البلد والامور السياسة بشكل عام ، وقد وصل النقاش بنا الى الاتحاد السوفييتي ، وابديت بعض الملاحظات النقدية ، وتفاجأت من نبرة الرفيق عادل سليم بصراحة ، اذ هاجمني وبلهجة شديدة وشرسة لم نعهدها في الرفيق ابو شوان قط ، خاصة اذ كانت له مكانة خاصة في نفوسنا ، وهو الانسان الهادئ والصبور ، مدافعا عن الاتحاد السوفييتي ، بشكل اذهلني وكأنني قد تجاوزت الخطوط الحمر، الى درجة ان الجو الرفاقي تعكر تماما . وانا لم اتنازل عن ملاحظاتي وبقي الجو مكفهرا .. وقد كان ذلك سببا في حرماني من حضور الكونفرنس والذي كنت اعتقد انني من اوائل من كان سيدعى لذلك الكونفرنس العتيد !! . اذ لم يكن انذلك من هو اجدر واكثر التزاما مني بين رفاق المنطقة كلها ، وكان ذلك باعتراف الهيئات القيادية مرارا .
ومن الامورالتي كانت مؤثرة في تكوين هذه الملاحظات وجمعها والتي استطعت ان اقارن ما ورد فيها مع الوقائع المعاشة والتي حولنا ، وهي الرواية الخالدة ( وداعا يا كولساري ) " تقال بالكاف بالفارسية " للكاتب الداغستاني القدير( جنكيز ايتماتوف ) " تقال بالكاف بالفارسية " التي قرأتها لا اتذكر مع الاسف ولكني اعتقد انها كانت في منتصف السبعينات من القرن الماضي . لقد اثرت بي الرواية تاثيرا كبيرا وكأنها دلتني على السبب الرئيسي للاوضاع السلبية الموجودة في تلك البلدان " الاشتراكية " ولابد ان اشرح بعض الخلاصة لهذه الرواية التي قرأتها خمسة مرات ولم اشبع منها وفي كل مرة كانت تؤثر في اكثر من المرات السابقة ، وكنت بصراحة ابكي في بعض فصولها .
الرواية ، تحكي عن فلاح كان له حصانا جميلا اسمه كولساري ، ويقرأ ( بالكاف الفارسية ) وكان اعتماد الفلاح عليه في تحصيل رزقه . في الرواية احداث كثيرة ولكنها تعطي مغزى كبيرا ، حيث فيها الجهود الجبارة التي كان يبذلها الحزبيون المخصلون والناس العامة لتنفيذ خطط الحزب الاقتصادية ، ومعاناتهم الشديدة من الفقر والاملاق والعمل المضني لهم ولعوائلهم ، وكيف كان موقف الانتهازيين الذين امتطوا منظمات الحزب وتوزعوا على وظائف الدولة ، ويتصرفون بعنجهية وتكبر مع العاملين في مشاريع او دوائر الدولة ، وتظهر الرواية مصير المخلصين الذي يؤؤل الى النسيان واللاشيء !! ، انا سردتها بشكل مباشر ولكنها في الرواية تختلف فهي تسرد بشكل روائي جميل ورائع ، وعلى القارئ ان يكون فطنا لاكتشاف المعاني والمغزى منها وكنت انصح الرفاق الذين التقيهم بقراءتها لاهميتها .
وبصراحة شديدة ، فقد ساعدتني الرواية على وضع الاصبع على الجرح كما يقول المثل ، وكشفت لي السبب الحقيقي للتدهور الحاصل في هذه البلدان ، التي كنا نستميت في الدفاع عنها وعن كل سياساتها التي لم تكن تعجبنا احيانا ، ولكننا بغباء شديد ، كنا نبررها لانفسنا وللاخرين ايضا . على اساس انهم " الحزب " والمسؤولين هناك لن غفلوا عن تلك النواقص وحتما ان الامور ستجيري كما كنا نتصورها ببساطة وحسن نية ، ولكن بـ " غباء " كبير .
6. الاحساس .. بدون مبالغة اشعر انني امتلك احساسا مرهفا ليس من النواحي العاطفية وما يتعلق بها ، ولكن تجاه الاوضاع السياسية بشكل خاص وبشكل عام تجاه المسائل الاجتماعية ، وكذلك اقول وبدون مبالغة ايضا ان هذا الاحساس لم يخذلني ابدا في جميع المواقف التي صادفتني وما اكثرها في حياتي ، ورب سائل يسأل : ما دمت تملك هذا الاحساس اذن ، لماذا وقعت هذه المصائب بك وبعائلتك ؟؟ وهو سؤال وجيه وسيأتي الجواب عليه في فقرات اخرى ،و لكن باختصار شديد هو نتيجة عاملين اثنين ،" الالتزام الحزبي الحديدي " ( وساشرحه بالتفصيل ، في فصل اخر ) الذي الزمت نفسي به من بداية مشواري السياسي ، والثاني هو" صفة الخجل " التي لدي " الخجل من المجتمع ، من الرفاق ، "ومن الاقرباء والاصدقتاء ايضا !!!
يتبع



#صبحي_حجو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول او - الانقلاب - الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي !!
- التحول او- الانقلاب -الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي !!
- 14 تموز الحدث البارز، هل هو انقلاب او ثورة ؟ وما التقييم الص ...


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي حجو - التحول ، او الانقلاب الفكري الهام والكبير الذي حدث لدي !! الحلقة 3