-أخنوش والشيطان: عندما تتعانق الأزمات في مسرح السياسة-

بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 23:20
المحور: كتابات ساخرة
    

في زقاق بعيد عن الأضواء، حيث تتعالى أصوات الاحتجاجات وترتفع الأسعار، قرر عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، أن يتشاور مع صديقه القديم: الشيطان. فقد شعر أن الوقت قد حان لطلب بعض النصائح من "خبير الأزمات" في عالم السياسة.

جلس الشيطان مع أخنوش في مكتبه، محاطين بالتقارير والأوراق التي تعكس واقعا مريرا يعاني منه المواطنون.

أخنوش: "مرحبا، صديقي! الأمور هنا تسير نحو الهاوية. المواطنون غاضبون، والأسعار تشتعل، والانتقادات تطاردني كالأشباح. ماذا أفعل؟"

الشيطان: (يبتسم بخبث) "أهلا بك! يبدو أنك محاصر في جحيم صغير. لكن لا تقلق، فأنا هنا لمساعدتك. كيف تنوي الخروج من هذا المأزق؟"

أخنوش: "أفكر في حملة دعائية ضخمة! سأجعلهم يعتقدون أن كل شيء على ما يرام. سأخبرهم أن الأمطار قادمة، حتى لو كانت العواصف تلوح في الأفق."

الشيطان: "خطة جيدة! لكن ماذا عن الأسعار؟ كيف ستقنعهم أن الحياة جميلة بينما يتصاعد الغلاء في كل مكان؟"

أخنوش: "سأقول لهم إن ارتفاع الأسعار هو جزء من الإصلاحات الاقتصادية ! وسأصيغها على أنها إصلاحات تحفيزية تشجع الأسعار على الارتفاع. لما لا؟"
الشيطان: "أحببت هذه العبارة! إصلاحات تحفيزية ستجعل الجميع يتقبل الأمر. لكن انتبه، كيف ستواجه معاناة المواطنين؟"

أخنوش: "سأطلق برامج مساعدات صغيرة، مثل توفير خدمة المياه والخبز ، لكن بطريقة تجعلهم يشعرون بالامتنان لأننا نوفر لهم الماء من الصنبور!"

الشيطان: (يضحك) "فكرة رائعة! لكن المغاربة لديهم حس دعابة فريد. هل تعتقد أنهم سيتقبلون هذا بسهولة؟"

أخنوش: "بالطبع! سأقدم لهم وعودا كبيرة وأجعلهم يحلمون بمستقبل مشرق، بينما أستمتع بأيامي في القمة."

الشيطان: (يبتسم) "لكن عليك أن تتذكر: كلما زادت الوعود، زادت خيبة الأمل. كيف ستواجه ذلك؟"

أخنوش: "بسيط! سأعقد مؤتمرات صحفية و أدعوا الصحفيين لشرب الشاي. سأستخدم الكثير من الكلمات الجميلة مثل التضامن و التنمية ، حتى ينسوا أن الواقع ثابت في مكانه."

الشيطان: "حقا، أنت في طريقك لتصبح أسطورة في فن الخداع! لكن لا تنس أن تترك لهم بعض الوعود الصغيرة، فقد ينفجر الغضب في أي لحظة."

أخنوش: "أعدك بذلك! سنوزع بعض الحلوى قبل أن تنفجر القنبلة. فالمغاربة يحبون الحلويات!"

وهكذا، أنهى أخنوش حديثه مع الشيطان، عازما على استخدام كل الحيل الممكنة لإدارة الأزمات. لكن، كما هو معروف، حتى الشيطان قد يجد نفسه أمام مغاربة لا يستهان بذكائهم.

في النهاية، تبقى الحكمة: "إن لم تستطع مواجهة الواقع، اجعل الناس يضحكون!" لكن هل ستظل الضحكة تملأ الساحة، أم أن هناك قنبلة على وشك الانفجار؟ الزمن كفيل بالإجابة.

#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات