محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8104 - 2024 / 9 / 18 - 21:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يوجد فرق كبير بين مجرم الحرب نتنياهو ومهرّج اوكرانيا زيلينسكي. كلاهما يهودي يكره الآخرين. وكلاهما لأسباب معظمها شخصية، متعطش للدماء والحروب. وكلاهما في خدمة واشنطن رغم انفه. مهما تكبّر وتعجرف ونفخ صدره فهو في كل الأحوال يتكيء على عكّاز امريكا. ولولاها لما صمدت اسرائيل شهرا واحدا أمام انتفاضة شعوب (وليس حكومات) المنطقة.
نتنياهو المجرم يهدّد ويتوعّد باجتياح جنوب لبنان دون حساب العواقب ولا بما سيحصل بعد ذلك. المهم بالنسبة له هو الانتقام. كما انتقم، بشراهة متعطّش للدماء، من سكّان غزة والضفة الغربية.
أما زيلينسكي اوكرانيا فيطالب أرباب نعمته في امريكا وحلف الناتو بالسماح له بقصف العمق الروسي بأسلحتهم. وهو أيضا لا يفكّر بالعواقب ولا بتبعات تصرّف ارعن كهذا. ولان شعب اوكرانيا بالنسبة له عبارة عن قطيع من الخراف جاهزة للذبح، فلا يسأل نفسه عن ردّة فعل روسيا في حالة نفّذ هذا التهديد اللامسؤول.
المجرم نتنياهو يسعى بكل السبل، بعد أن قتل وجرح أكثر من مئة ألف فلسطيني، إلى جرّ امريكا إلى حرب إقليمية. امّا المهرّج زيلينسكي فهو الآخر يسعى بكل السبل الخبيثة إلى جرّ حلف الناتو إلى الصراع المباشر مع روسيا. بعد سلسلة من الهزائم والفشل والعجز في إرضاء اسياده في واشنطن وبروكسل.
كلاهما وجد في الحرب طوق نجاة مما ينتظره من عقاب قاسي. فنتنياهو محاصر قضائيا في الداخل لعددة اسباب، أولها الفساد والفشل في الحرب. وفي الخارج محكمة الجنايات الدولية التي ستصدر بحقه عاجلا ام آجلا مذكّرة اعتقال. وزيلينسكي المنتهية ولايته لا يكفّ عن طلب المزيد من الأسلحة والاموال لخداع شعبه المغلوب على أمره، ولتعويض خسائره الفادحة على جبهات القتال.
كلاهما يجد في السلطة، التي هي الهدف الاول والاخير لكل سياسي، ملاذا آمنا يحميه من مفاجآت المستقبل المجهول. ولهذا السبب تراهما يصرّان، خلافا لكل تطلّعات وإماني غالبية الشعوب والدول، على إطالة أمد الحرب. فكلّما طالت الحرب وتوسّعت طال أمد البقاء في السلطة بالنسبة لهما. وهكذا يضمنان الإفلات من العقاب، ولو إلى حين من الزمن...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟